تفسير سِفْرُ
رَاعُوث

القس يعقوب حنا

كلية البابا شنوده
الإكليريكية – مطرانية شبرا الخيمة

*
السفر

*
موضوعه

*
كاتبه

*
أهميته

*
المسيح فى سفر راعوث

*
اعتراضات والرد عليها

*
اصحاحات السفر

 

السفر:

 يروى
قصة راعوث الموآبية، وسمى بإسمها لمركزه فى التأصيل التاريخى لنسب السيد المسيح.
حيث يذكر السفر زواج راعوث وبذلك دخلت هذه الغريبة سلسلة أنساب الرب يسوع بالجسد.
من هنا جاءت شهرة السفر. فهو السفر الوحيد فى الكتاب المقدس الذى سمى بإسم امراة
أممية.

موضوعة:

 

 عشيرة
يهودية تركت أرشها فى وقت مجاعة، يظن أنها حدثت فى زمان جدعون (قض 6: 1 – 6، 11).
وهناك فى بلاد موآب تزوج رجل من هذه العشيرة براعوث التى تعلقت نفسها بإلهه وشعبه
وأصرت ان تعود الى اسرائيل بعد وفاة زوجها اذ قالت قولتها الشهيرة شعبك شعبى والهك
الهى. حيثما أبيت وحيثما مت أموت وهناك أندفن.

 وقد
كان وعادت، وتزوجت ببوعز وولدت له عوبيد الذى صار جداً لداود النبى.

 

 كاتب
السفر:

 هو
اعلام عن قبول الله للأمم، وانه – الرب يسوع – قد أتى ليخلص الجميع ويجمعهم فى
وحدة واحدة أبناء لله أبيه.

 ولعل
ذلك يبرر لماذا كان اليهود يقرأونه فى أعياد الحصاد، فهو بحق سفر الحصاد. بينما
كانت راعوث تذهب لتلتقط الحنطة من سنابل ساقطة وراء الحصادين، حملت هى فى ذاتها –
بارتباطها ببوعز – فى نسلها سنبلة الحياة الحقة، ربنا يسوع.

 لذلك
يمدحها مارإفرام السريانى فى تسبحة للميلاد:

 (من
أجل محبتها لك، ذهبت تلتقط السنابل فقدمت أنت لها مكافأة الإتتضاع وعوض سنابل
الحنطة صارت أصلاً للملوك وعوض الشمئل – حزم الحنطة – نالت " حزمة الحياة
")

 وهناك
هدف روحى للسفر، فبينما يهرب البعض من الله بسبب ضيق طريقه (نعمى اليهودية) فلا
يجد راحة فى الهروب. تجد الغرباء يعودون اليه بايمان حى يمجده ويخجل من يظنون فى أنفسهم
أنهم أولون.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد جديد إنجيل يوحنا 08

 هؤلاء
الغرباء يصيروا مشاهيرا، بينما يموت المتوانون الهاربون دون ذكر سوى لهروبهم

 السفر
يعلمنا ان يوجد دوماً بقية تمجد الله وتذكره، فى واقع الاثم الذى يحيط بأبناء الله
من كل جانب. ففى الوقت الذى طغت فيه الوثنية فى زمن القضاة، كانت هذه القصة تعلن
ان الله يبقى له بقية تعرفه، من شعبه أو حتى من وسط الأمم.

 

المسيح
في سفر راعوث

1-
بوعز:

 *
الكلمة تعنى " ذو العزة " أو ذو القدرة " ولا يخفى علينا أن هذا
لقب ربنا يسوع المسيح فهو الذى له العزة عنه بولس:

"
من اجل انه يبقى الى الأبد (له العزة) له كهنوت لا يزول. فمن ثم يقدر ان يخلص الى
التمام الذين يتقدموا به الى الله " (عب 7: 24، 25)

*
" حق الولاية " الذى حكى عنه السفر. والذى يعنى الرعاية الاجتماعية
والأدبية والمادية لكل محتاج فقد وليه، الوالد أو الزوج. ألا يشير هذا الى ربنا
يسوع ولينا الحى، وراعيا الصالح؟ هكذا قال أيوب:

"
أما أنا فقد علمت أن وليى حى والآخر على الآرض يقوم.. الذى أراه أنا لنفسى وعيناى
تنظران وليس آخر. (اى 19: 25 – 27)

 *
" مسألة الفكاك " التى ذكرها السفر (4 – 6) الفكاك يعن " الخلاص
". ورأينا أن الولى الأول – قريب نعمى – لم يرد أن يأخذ راعوث ويقيم نسلاً
لقريبه المتوفى بل قال لبوعز " فك أنت لنفسك فكاكى. لأنى لا أقدر ". ذلك
الولى يشير الى الناموس الذى لم يستطيع ان يخلص، انما سلم ولاية الفكاك، أى أمر
الخلاص للنعمة الإلهية لنا من ربنا يسوع، القادر وحده أن يخلصنا ويفكنا من كل
عبودية.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كوث ث

 *
كما صار بوعز زوجاً " ذا بأس " لراعوث المتضعة التى خرجت تطلبه. هكذا
صار المسيح لكل نفس تخرج اليه تبحث عنه.

 

2-
راعوث:

* رمز
قوى لكنيسة الأمم.. ودخولها الايمان.

*
ارتباط راعوث ببوعز والبركة والكرامة التى ارتقت اليها، حققت وعداً جزيلاً قرره
المسيح فى انجيله:

 "كل
من ترك بيوتاً أو إخوات أو أباً أو أماً أو إمرأة أو أولاداً أو حقولاً من أجل
اسمى مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية " (مت 19 – 29)

هكذا
فعلت راعوث بحب عجيب، فعلت فنالت.

 

اعتراضات
والرد عليها:

1-يقولون:
كيف جاز دخول راعوث الموآبية فى جماعة الرب، بينما شريعة موسى تحرم ذلك صراحة فى
(تث 7: 3، تث 23: 3)؟

 "
لا يدخل عمونى ولا موآبى فى جماعة الرب "

الرد

• قضت
الشريعة فى الحروب، باستحياء الفتيات غير المتزوجات والسماح باندماجهن فى جماعة
الرب، وزواجن من بنى اسرائيل (عد 31: 18) وعن الموآبيين والعمونيين فقد سبق الرب
وأمر موسى بعدم معاداتهم (تث 2: 18، 19).


الأمر الإلهى بالتحريم فى (تث 7: 3) ينصب على كل من يدعو أو يحرض على العبادات
الوثنية، اما ان رغب أحد هؤلاء الدخول الى رعوية الله ورفض آلهته، وقبل الختان.
فالله يفتح له باب الخلاص. وهكذا فعل لراعوث، فلا مجال للاعتراض.

 

2-ورد
فى (را 4: 20، 21) أن

 "
نحشون ولد يسلمون، وسلمون ولد بوعز، وبوعز ولد عوبيد، وعوبيد ولد يسى، ويسى ولد
داود "

 وجاء
فى (عد 1: 7) ان نحشون هذا كان معاصرا لموسى النبى. وكما جاء فى (1مل 6: 1) ان
المدة من خروج بنى اسرائيل الى داود زادت عن 4.. سنة (480 الى بناء الهيكل). فكيف
نوفق بين عدد الأجيال المذكورة فى راعوث وبين هذه المدة الطويلة من السنين؟

هل تبحث عن  م الإنسان خبرات فى الحياة في مقابلة المشاكل ل

الرد

• يرى
البعض ان هناك، أشخاصاً آخرين، تخللت أسماؤهم هذه الأسماء المذكوة، ولكن لم يوردهم
كاتب السفر لعدم شهرتهم.

• ثم
هل يصعب – احصائياً – تناسل ست أجيال (من نحشون الى سليمان) فى الفترة 480 سنة
تقريباً؟ فى الحقيقة بنظرة واقعية الى دورة أن الجدود، فى أيام امتد فيها عمر
الانسان الى ما بعد المئة، تجد انه ببساطة يمكن أن يحدث ذلك خصوصاً ان الكتاب لم
يذكر لنا سنى حياة هؤلاء الجدود، ما قبل داود.

 

اصحاحات
السفر:

 فى
أربعة فصول يروى لنا السفر هذه القصة فى بساطة، واسلب مؤثر جداً يشوقك لأن تكلمه
طالما بدأت فيه. ويمكن تقسيم اصحاحاته الى:

أولاً:
هجرة عن يهوذا وخيبة أمل (1)

ثانياً:
عودة ورجاء

 جهاد
الموآبية الصغيرة (2)

 جرأة
يعلمها الحب (3)

 حرية
وزفاف وكرامة (4)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي