تَفْسِير سِفْرُ رَاعُوث

 

هذا
السفر له أهمية عظمي، إذ يبين أنه في وقت انحطاط الأمة الإسرائيلية في أيام حكم
القضاة، كانت هناك صورة جميلة للتقوى الفردية وبصفة خاصة في تلك الفتاة التي اسمها
هو عنوان هذا السفر.

لقد
مات ألبمالك (ومعناه الله ملكي) في أرض مواب التي تغرب فيها، بسبب الجوع في
إسرائيل، وبذا صارت نعمى أرملة (رمزًا لإسرائيل)، وقد مات ابناها أيضا، فرجعت من
أرض تغربها إلى أرض الموعد إذ سمعت أن الرب قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزا، ولم يرجع
معها سوى راعوث التي لصقت بها مصرحة بأن إله نعمى إلهها وشعب نعمى شعبها، وفي هذا
إشارة إلى أنه تشتيت وتيهان الشعب بسبب خطاياه سترجع بقية للرب بعد أن كتب على
الشعب اسم " لوعمي " أي لستم شعبي زمانا طويلا. هذا ما نراه بصورة رمزية
واضحة في تلك الكنة الموابية أي راعوث، أما نعمي (ومعناها سروري) فتقول لا تدعوني
نعمى بل ادعوني " مرة ". وتعود نعمى وراعوث إلى بيت لخم تلتقيان ببوعز
(بمعنى فيه العز أو القوة)، وقد أظهر لهما بوعز كل عطف. وكان نائما عند البيدر
ذهبت إليه راعوث بإرشاد نعمى مطالبة بحقها لأنه ولي، ولكن كان هناك ولي أقرب منه
إليها، الذي رفض أن يفدي ميراث زوجها وهو رمز إلى الناموس – بينما بوعز الذي يشير
إلى الوراث المقام يقبل الأرملة ويأخذها «ليقيم اسم الميت على ميراثه»، فولدت منه
عوبيد أبا يسى أبي داود. وقد ذُكرت في إنجيل متى (5: 1) وفيها كما في راحاب أيضا
نجد موآبية وكنعانية في سلسلة نسب المسيح – هذه السلسلة التي لا تترك مجالا
لافتخار لإسرائيل حسب الجسد.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر أخبار الأيام الثانى 27

ولهذا
السفر صورة نبوتة كما سبقت الإشارة. فنعمى تمثل إسرائيل المنفصل عن " الله
ملكي "، فصارت كأرملة متغربة وسط الأمم، وراعوث تمثل البقية التي منها على
أساس الرحمة تلد الأمة ابنًا، أما المسيح الذي هو الولي إسرائيل وله حق الافتداء،
فلا يهدأ حتى يتمم الأمر الذي يؤول لبركة البقية عندما يثبت الولي (الفادي) ملكوته
بالقوة والمجد وستظهر صور الملكوت الرمزية عاجلا في الأسفار التالية: أولا في داود
الملك المحارب، ثم في ابن داود سليمان رجل السلام، كلامها لازم لإعطاء صورة كاملة
للمسيا في علاقته بإسرائيل.

 حقًا
ما أعجب هذه الصورة الرمزية القديمة التي تقدمها لنا أقوال الله المقدسة.

 بعض
الشواهد المقتبسة من سفر راعوث في العهد الجديد

1
«فقال بوعز … تشتري أيضًا من راعوث 1 «إن مات أحد وليس له أولاد يتزوج أخوه
بامرأته ويقم

 الموآبية
امرأة الميت لتقيم اسم الميت على نسلا لأخيه» (متى24: 22)

 ميراثه»
(إصحاح5: 4)

2
«فارص ولد حصرون وحصرون ولد رام ورام 2 «فارص ولد حصرون وحصرون ولد آرام وآرام ولد

 ولد
عميناداب وعميناداب ولد نحشون ونحشون عميناداب وعمينماداب ولد نحشون ونحشون ولد
سلمون

 ولد
سلمون وسلمون ولد بوعز ولد عوبيد وسلمون ولد بوعز من راحاب وبوعز ولد عوبيد من
راعوث

وعوبيد
ولد يسى ويسى ولد داود» وعوبيد ولد داود الملك» (متى 3: 1-6)

 (إصحاح18:
4-22) (أنظر لوقا31: 3-33)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي