تَفْسِير سِفْرُ
اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ

 

يتضمن
هذان السفر أن تاريخ ملوك وشعب إسرائيل في المدة من سنة 1015 قبل الميلاد. إلى سنة
588 قبل الميلاد. ولا يذكر السفران أن شيئًا عن تأسيس المملكة بواسطة شاول، ولا
تاريخ داود بل يبدا آن بملك سليمان، ويسمى هذان السفران في بعض الترجمات بسفري
الملوك الثالث والرابع (كما في الترجمة اليونانية السبعينية لأن هذه التسمية لا
وجود لها في النسخ العبرية).

وقد
كانت المملكة في سمو مجدها في أيام سليمان، ولكن بسبب خطيته انقسمت المملكة في
أيام رحبعام ابنه، وبعد إنذارات وتحذيرات كثيرة من الله بواسطة أنبيائه لإسرائيل
ويهوذا انتهت المملكتان وأخذ الشعب إلى السبي بعيدًا عن أرضهم، وتم خراب أورشليم
والهيكل.

ويختلف
هذان السفران عن سفري الأخبار في أن سفري الملوك يدوران حول القوة الملكية المقامة
من الله في الأمة الإسرائيلية (ولو أنها فشلت وارتدت، إلا أن مشيئة الله في
تثبيتها لابد أن تتم عندما يقيم المسيح سلطان الله وسيادته بالقوة) بينما يدور
سفرا الأخبار بصفة رئيسية حول بيت داود ومواعيد الله من جهته.

 سفر
الملوك الأول

 يتضمن
هذا السفر تاريخ المملكة لا إلى وقت انقسامها في أيام رحبعام بل إلى موت يهوشافاط
ملك يهوذا، ومُلك اخزيا على إسرائيل. ويشمل ذلك مدة 126 سنة من مسح سليمان 1015
قبل الميلاد. إلى موت يهوشافاط سنة 889 قبل الميلاد.

إصحاح1و2
يصور لنا هذا السفر وبقية الأسفار التاريخية الحالة التي كانت عليها المملكة، وكيف
أخذت في الانحطاط المستمر حتى تحقق فشلها وسقوطها، إلا أنه لابد من تحقيق الموعد
المبارك بإتيان «نور الصباح … صباح صحو مضيء غب المطر»، وذلك بعد أن تمهد الدينونة
الطريق أمام الملك المحبوب، فالسفران السابقان يعطياننا تاريخ داود كمن تتم
الدينونة بواسطة، أما هنا فنرى سليمان مثبتًا على العرش ومجريًا قضاءه أيضًا على
ادونيا المغتصب ويوآب الخبث وكذا شمعي بن جيرا وأبياثار الكاهن.

إصحاح3
مع أن سليمان اخطأ في مصاهرة الأمم، ولكنه «أحب الرب سائرًا في فرائض داود أبيه»،
لذا باركه الله وزوده بحكمة فائقة، إلا أنه ظهر ضعف إيمانه في تقديم الذبائح للرب
في جبعون على المرتفعة العظمى، فلم يصل إلى مستوى إيمان داود أبيه الذي كانت لذته
في الوجود أمام الرب في المكان كان فيه تابوت العهد.

إصحاح4-7
لقد تعاظمت المملكة جدًا في أيام سليمان، وساد السلام في إسرائيل، وكان الشعب في
نجاح وغنى وفرح، وذاعت شهرة سليمان بين شعوب وأمم الأرض التي خضعت لسلطانه ومجده.

وقد
بني سليمان هيكل الرب في سبع سنين، فكان في ذلك ظلا لذاك الذي سيبني هيكل الرب
ويحمل الجلال، ويجلس ويتسلط على كرسيه ككاهن إلى الأبد (زكريا 12: 6و13)، أما بيته
فبناه في ثلاث عشرة سنة، كما بنى بيت وعر لبنان وفيه رواق القضاء، وبني أيضا بيتًا
لأبنه فرعون.

إصحاح8-11
جمع سليمان رؤساء وشيوخ إسرائيل في عيد المظال لتدشين بيت الرب رافعًا صلوات
وتضرعات، وقد أجابه الرب عليها بلغة لا يمكن أن تتم إلا ملك المسيح عندما تصير
ممالك العالم خاضعة للمسيح (رؤيا 15: 11).

وملكة
سبا التي أتت من أقاصي الأرض إلى سليمان، تعتبر رمزًا لقوات الأمم التي ستأتي إلى
بهاء إشراق وجه ذاك الذي هو أعظم من سليمان بما لا يقاس، غير أنه مع الأسف الشديد
يقع الظلام على وجه سليمان الملك، وتجيء النبوة التي تعلن قرب الدينونة (9:
11-13،29-39). هذا هو الحال مع الإنسان الأول.

إصحاح12-22
تتحقق النبوة المشار إليها جزئيا وبكل سرعة في أيام رحبعام بن سليمان لأن يربعام
وأسباط إسرائيل يعصون على رحبعام ويتركون سبط يهوذا، أما رحبعام فكان لابد له أن
ينحني أمام كلمة الله ويخضع لها.

وقد
أقام الرب أنبياء كثيرين ولاسيما في إسرائيل، الذي أصبح وقتئذ مرتدًا ومنغمسًا في
العبادة الوثنية، ومع أن يربعام أدرك ذلك إلا أنه استمر لاصقًا بخطيته هذه، وقد
خلف ابيام أباه رحبعام وسار في جميع خطايا أبيه التي عملها قبله، أما آسا فقد عمل
المستقيم في عيني الرب ولكنه أخطأ في اعتماده على تحالفه مع الآشوريين الأمر الذي
جلب عليه حزنا وألما.

وقد
خلفه يهوشافاط التقي ولو أنه أخطأ هو أيضًا في اتحاده مع آخاب وأخزيا الشريرين،
وفي ذلك الوقت ظهر ايليا النبي الذي أقامه الرب لإرجاع الشعب إلى الله الذي تركوه،
لذا تميزت خدمته وشهادته بالقوة المعجزية الفائقة، التي كانت لها صفة القضاء
والدينونة، فقد أغلق حتى لا تمطر إلا عند قوله، وفي ذلك الوقت اختبأ بأمر الرب عند
نهر كريت حيث تعوله الغربان، ثم عند أرملة صرفة صيدا التي آمنت بكلام الرب، فكوار
الدقيق لم يفرغ وكوز الزيت لم ينقص حسب قول الرب، ثم امتحن إيمانها في موت ابنها
ولكنها أخيرًا عرفت الرب كإله القيامة، وقد أشار لوقا في إنجيله إلى هذه المرأة
الأممية هي ونعمان السرياني، مبينًا بذلك أن نعمة الله الغنية الواسعة قد تخطت
حدود إسرائيل.

ويلي
ذلك القوة التي ظهرت فوق جبل الكرمل في نزول نار الرب، التي أكلت المحرقة والحطب
والحجارة والتراب ولحست المياه حتى اعتراف الشعب المرتد «الرب هو الله الرب هو
الله»، فقتل ايليا أنبياء البعل، وعلى أثر ذلك أخبر آخاب بأن يصعد لآن المطر آت.

ولكن
رجل الله العظيم خاف من إيزابيل وهرب إلى البرية وطلب الموت لنفسه، وإذا أكل وشرب
سار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارًا وأربعين ليلة حتى أتي إلى جبل الله حوريب، وقد
عامل الرب عبده الضعيف بالرأفة، وأخيرًا أمره الرب بأن يمسح حزائيل ملكًا على
ارام، وياهو ملكًا على إسرائيل، واليشع نبيًا عوضًا عنه، وإذ ذهب من هناك وجد
البشع وطرح عليه رداءه.

ومع
أن ايليا توارى قليلا إلا أنه ظهر بعد ذلك بشجاعة فائقة معلنًا قضاء الله على آخاب
وايزابل بسبب قتل نابوت اليزرعيلي ظلمًا. وفي نفس ذلك الوقت أقام الله أيضًا ميخا
نبيًا في إسرائيل الذي أنبأ آخاب بموته في الحرب.

 بعض
الشواهد المقتبسة من سفر الملوك الأول في العهد الجديد

1.«واضطجع
داود مع آبائه ودفن في مدينة داود» 1.«لأن داود بعدما خدم جيله بمشورة الله رقد
وأنضم

 (إصحاح10:
2) إلى آبائه» (أعمال36: 13و19: 2)

2.«وسمعت
ملكة سبا بخبر سليمان لمجد الرب فأتت 2. «ملكة التيمن … أتت من أقاصي الأرض لتسمع

 لتمتحنه
بمسائل» (إصحاح1: 10) حكمة سليمان وهوذا أعظم من سليمان ههنا»

 (متى42:
12ولوقا31: 11)

3.«وقال
ايليا … حي هو الرب إله إسرائيل أمامه أنه لا 3«ماذا يقول الكتاب في ايليا كيف
يتوسل إلى الله ضد

 يكون
طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي … إسرائيل قائلا يارب قتلوا أنبياءك وهدموا
مذابحك

 وكان
له كلام الرب قائلا قم أذهب صرفة التي لصيدون وبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي لكي
ماذا يقول له

 وأقم
هناك هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك» الوحي. أبقيت لنفسي سبعة الأف رجل
لم يحنوا ركبة

 (إصحاح1:
17-16) لبعل» (رومية3: 11و4)