تفسير سِفْرُ
أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي

القس يعقوب حنا

كلية البابا شنوده
الإكليريكية – مطرانية شبرا الخيمة

*
السفران

*
الكاتب وزمان الكتابة

*
مصادر السفر

*
موضوع السفر

*
أقسام السفر

*
اعتراضات والرد عليها

 

السفران:

 ينطبق
عليهما ما قيل بشأن سفرى صموئيل الأول والثانى وسفرى الملوك من كونهما كانا سفراً
واحداً فى العهد القديم العبرى، وفى الترجمة السبعينية تم تقسيمه الى سفرين وضمهما
الى الأسفار التاريخية.

 

كاتب
السفر وزمان كتابيه

 من
المسلم به عند غالبية الدارسين ان عزرا هو كاتب السفر وقد دومنه بعد الرجوع من
السبى. غير انه يرى البعض أن السفر قد كتب فى عصر متأخر قليلاً عن عزرا، فى القرن
الثاثل قبل الميلاد، وان كاتبه أحد اللاويين المقيمين بأورشليم. على ان الرأى
الأول هو الأرجح.. ان كاتبه عزرا حسب التقليد اليهودى وقد كتبه لكل اليهود حوالى
سنة 430 ق. م. لتسجيل الحوادث التى وقعت بين عامى 1.. و586 ق. م.

 

مصادر
السفر

 السفر
تكرار واضح لأحداث أسفار صموئيل والملوك، وكثيراً ما تصادف فصولاً بأكملها نقلت
حرفياً منها. بالاضافة الى مصر مصادر أخرى ذكرها السفر:

أخبار
صموئيل الرائى وناثان النبى وجاد الرائى (1 أى 29: 29) ونبوة أخيا الشيلونى (2 أى
9: 29) ورؤى يعدو الرائى (2 أى 9: 29) وأخبار شمعيا النبى (2 أى 12: 15) وياهو بن
حنانى (2 أى 20: 34).

 

موضوع
السفر

 السفر
يحكى تاريخ شعب اسرائيل ملخصاً فى تركيز، ومشيراً الى تراث الشعب الروحى فى محاولة
لتوحيد الأمة بعد دمار السبى. لذلك تجده يختار بعض اللقطات التاريخية بدلاً من
التسجيل التاريخى الجامع المانع، فهذا قام به كاتب سفرى صموئيل وسفرى الملوك. ففى
سفر الأخبار تجد القصة منسوجة بعناية لتبرز الدروس الروحية والحقائق الأدبية.
ويشعر القارىء والدارس أنه قد ركز على مملكة يهوذا وكأنه عن عمد يتجاهل المملكة
الشمالية، فالكاتب يبحث عن التراث الروحى الذى حفظ فى المملكة الجنوبية، واليك بعض
الملاحظات التى تؤكد ذلك:

هل تبحث عن  هوت دفاعى ظهور صموئيل النبى فى عين دور 18

• سجل
السفر الأول انتصارات داود ولم يسجل خطاياه.


أعطى للهيكل مكانه البارز باعتباره المركز الحيوى للحياة الدينية والقومية.


وجهة النظر الكهنوتية واضحة جداً فى رواية الأحداث، التركيز على دور الهيكل
والنهضات الروحية الساعية الى توحيد الشعب حول عبادة الله الحى الحقيقى

• هذا
أكدته آيتان من أشهر آيات العودة الى الله:

 "
اذا تواضع شعب الذين دعى عليهم إسمى وصلوا وطلبوا وجهى ورجعوا عن طريقهم الرديئة
فانى أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وابرىء أرضهم. الآن عيناى تكونان مفتوحتين
واذناى مصغيتين الى صلاة هذا المكان " (2 أى 7: 14، 15)

 

اقسام
السفر

 السفر
(أخبار الأيام الأول والثانى) يشمل على 65 اصحاحاً تقسيم الى أربعة فصول رئيسية
كالتالى:

1-
السفر الأول (29 إصحاحا):

 1)
سلسلة الأنساب (1: 1 9: 44)

 وهو
يحوى جدول الأنساب من أدم الى عزرا

 

 2)
ملك داود (10: 1 29: 30)

 موت
شاول – داود يصبح ملكاً على كل اسرائيل – احضار التابوت الى أورشليم – حروب داود
وانتصارته – الاعدلد لبناء الهيكل – موت داود.

 ب –
السفر الثانى (36 إصحاحا):

 

 3)
ملك سليمان (1: 1 9: 31)

 سؤاله
الحكمة من الله – بناء الهيكل وتدشينه – غنى سليمان.

 

 4)
مملكة يهوذا بملوكها وأحداث الحياة فيها (10: 1 36: 23)

 الانقسام
– الارتداد وارهاصات الاصلاح المتوالية – سبى بابل.

 

اعتراضات
والرد عليها

 بداية
ملحوظاً بين سفرى الأخبار وسفرى الملوك، فيما يخص بالاعداد والأرقام. وهذا قد يكون
ناتجاً من اخطاء فى النساخة أو النقل أو الترجمة، أحظاء غير مقصودة أو بسبب النقل
من مصادر متعددة، بعد قترة السبى البابلى التى امتدت الى سبعين سنة. ولاشك ان أكثر
المصادر القديمة كان قد تعرض اما التلف أو الضيعا لبعض أجزائه. ومع هذا فهى لا
تزيد عن كونها مجرد هفوات غير مقصودة ولا تغير فى موضوع السفر واحداثه وبالتالى لا
تقلل من قانونيته.

هل تبحث عن  ئلة مسيحية هل الكتاب المقدس هو كتاب الله ه

 

 وكمثال
لهذا التفسير تذكر الاعتراض التالى:

 1)
فى (2 أى 2: 2) جاء " احصى سليمان سبعين الف رجل حمال، وثمانين الف رجل نحات
فى الجبل ووكلاء عليهم ثلاثة آلاف وستمائة. "

 بينما
جاء فى (1 مل 5: 125 و16) ان الأعداد هى: 70.. حمال و80.. نحات والوكلاء 3300.
وهذا خلاف واضح.

الرد

 نلاحظ
ان الزيادة الواردة فى احصاء سفر الأيام لعدد الوكلاء قد حذفت من عدد رؤسائهم
المذكورين فى (2 أى 8: 9). اما نقص عدد الوكلاء الوارد فى سفر الملوك الأول فقد
زيد الى عدد الرؤساء المذكورين فى (1 مل 9: 23). ويتحد السفران فى مجموع احصاء
الوكلاء والرؤساء اذ يبلغ عددهم 3850 نسمة كما هو موضح فى البيان التالى:

 

سفر
الملوك الأول سفر الأخبار الثانى

الوكلاء
33.. (1 مل 5: 16) 36.. (2 مل 2: 12)

 الرؤساء
550 (1 مل 9: 23) 250 (2 أى 8: 10)

المجموع
3850 3850

 وبناءاً
عليه لا يوجد خلاف بين الاحصائين. واغلب الظن ان تكون الوثائق الاحصائية التى نقل
عنها كتبة الأسفار، قد تغيرت أثناء بناء الهيكل، بيد الملك سليمان وبكامل رغبته
(أن يجعل الوكلاء رؤساء أو العكس) ويكون كل كاتب قد نقل فى زمن ومن مصدر يختلف عن
الآخر.

 2)
جاء فى (1 أى 21: 12) فى عقاب الله لداود " ثلاث سنين جوع " بينما وردت
فى (2 صم 24: 13) انها " سبع سنين جوع ". ةهذا اختلاف بضعف النص.

الرد:

 كاتب
سفر الأخبار ركز على السنوات التى فيها يشتد الجوع والقحط وهى 3 سنوات. أما كاتب
سفر صموئيل فاضاف عليها اربعة سنوات هة سنتان تتضاءل فيها المزروعات قد بدأت تشيد
وتقلع لينتهى القحط. فالأول ذكر مدة القحط. والثانى ذكرها بطرفيها السابقة
والتالية.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة أنكسانداريا ا

 وعلى
أى الحالات، فى الواقع لم يحدث قحط، لقد اختار داود العقوبة الثالثة وهى حدوث
الوباء فى الأرض. وهنا يسقط الأعتراض

 

 3)
ورد فى (2 أى 22: 2) ما نصه " وكان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك
" بينما حددها سفر الملوك الثنى أنه كان ابن اثنتين وعشرين سنة فقط (2 مل 8: 26)(فكيف
نعلل هذا الخلاف؟

الرد:

 أجمع
المفسرون على ان النص الوارد فى (2 أى 22: 2) نتج عن خطأ فى الترجمة أو النقل دون
قصد من الكاتب. حيث نقرأ فى نفس السفر (2 أى 21: 20) أن يهورام والد أخزيا كان ابن
اثنين وثلاثين سنة حين ملك. وملك ثمانى سنوات فيصبح جملة حياته كلها أربعين سنة
فقط. وهذا يؤكد خطأ النقل الخاص بعمر ابنه أخزيا الوارد فى (2 أى 22: 2). فلا يعقل
ان يكون الأبن أكبر سناً من ابيه يوم وفاته.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي