تَفْسِير
سِفْرُ عَزْرَا

 

إسم السفر:

سفر
عزرا 
Ezra

الاختصار
: عز =
EZR

يعتبر
سفرا عزرا ونحميا سفرًا واحدًا حتى القرن الثالث. اهتم الأول بالجانب الكنسي وبناء
الهيكل، والثاني بالجانب المدني وبناء السور. وهو امتداد لكتاب الأخبار، ووُضع في
القانون العبري قبل كتاب الأخبار. وتمّت القسمة بينهما في التوراة اليونانيّة
والتوراة اللاتينيّة ولم تنتقل إلى التوراة العبريّة إلاّ في زمن الطباعة.

 

في
الليلة التي أقام فيها بيلشاصر، ملك الكلدانيين، احتفالا للقادة البارزين في
إمبراطوريته، أمر بتعيين دانيال حاكما متسلطا ثالثا في المملكة (دانيال 29:5).
وكان دانيال في هذا الوقت قد بلغ على الأقل التسعين من عمره.

في
نفس تلك الليلة، استولى على المدينة داريوس المادي، وهو النائب الوصي على عرش كورش
ملك فارس. ولم يكن هذا أمرا مدهشا لدانيال، الذي كان ينتظر بإيمان نهاية سبي
إسرائيل الذي استمر 70 سنة، طبقا لنبوة إرميا (إرميا 11:25-12؛ 10:29). وطبقا
لنبوة إشعياء، فإن كورش هو الشخص المعين لإطلاق سراح اليهود (إشعياء 28:44؛
1:45-4).

وبعد
موت بيلشاصر، أمر داريوس بتعيين دانيال ليكون واحدا من الرؤساء الثلاثة على
المملكة. وبعد ذلك أمر داريوس بأن يكون دانيال مشرفا على ال 120 قائد الآخرين في
مجال اختصاصه. وبعد وصول كورش إلى المدينة، يبدو أن دانيال قد أراه أن اسمه مكتوب
في سفر إشعياء. وبلا شك أن كورش قد اندهش عندما رأى أن دخوله إلى مدينة بابل
وانتصاره على بيلشاصر هو أمر قد سبق التنبؤ به من قبل أن يولد بحوالي 200 سنة. فلا
عجب أن تنبه قلبه، وأطلق نداء في كل مملكته، قائلا إن الرب إله السماء أوصاني أن
أبني له بيتا في أورشليم (عزرا 1:1-2). وبالإضافة إلى ذلك، فإن الملك كورش أعاد
جميع الآنية من الذهب والفضة التي كان نبوخذنصر قد أخذها من الهيكل في أورشليم
(7:1-11).

وكان
معظم الجيل القديم الذي قاده نبوخذنصر إلى السبي قد ماتوا في ذلك الوقت. وكان
الجيل الجديد من اليهود قد تربوا في أرض السبي ولم يكن لديهم الدافع القوي للرجوع
إلى وطنهم الذي لم يروه من قبل. ومع ذلك فإن كثيرين قد عادوا إلى أورشليم. ويسجل
عزرا أن البعثة الأولى (أصحاح 1-2) قد تضمنت 42360 يهوديا بالإضافة إلى 7337 من
العبيد، وكانت تحت قيادة زربابل، حفيد الملك يكنيا [والذي يعرف أيضا باسم
يهوياكين] (عزرا 64:2-65؛ 1 أخبار 17:3-19).

وبمجرد
وصولهم إلى أورشليم، قاموا ببناء مذبح واحتفلوا بعيد المظال. واستغرق الأمر حوالي
سنتين لإكمال أساسات الهيكل، ولكن العمل توقف بعدها بسبب المقاومة (عزرا 3-4).

وبعد
حوالي 14 سنة، كنتيجة للمناداة بكلمة الله كما هي مسجلة في سفري حجي وزكريا، بدأ
اليهود من جديد يبنون بيت الله وأكملوه في حوالي خمس سنوات، على الرغم من المقاومة
الشديدة (أصحاح 5-6). وتغطي الستة أصحاحات الأولى من سفر عزرا العشرين سنة الأولى
بعد رجوع زربابل.

وبين
الأصحاحين 6 و7 توجد فترة حوالي 60 سنة. أثناء هذه المدة، وقعت الأحداث المسجلة في
سفر أستير، وأيضا مات زربابل وربما حجي وزكريا.

وتسجل
الأصحاحات 7-10 الأحداث التي وقعت بعد حملة زربابل بحوالي 80 سنة. في ذلك الوقت
قاد عزرا حوالي 1800 رجلا، غير النساء والأطفال (حوالي 5000 شخصا) من بابل عاصمة
فارس إلى أورشليم.

 

كاتب السفر:

عزرا
الكاهن

+
ينسب التقليد اليهودي كتابة السفر إلى عزرا الكاهن الملقب بالكاتب وهو كاتب شهير
وقام بإصلاحات كثيرة، وهو يصل ما انقطع في سفري أخبار الأيام من تاريخ بني إسرائيل.
والأعداد الثلاثة الأولى من سفر عزرا هي نفسها العددان الأخيران من سفر أخبار
الأيام الثاني.

+
" عزرا "اختصار" عزريا " اسم عبري يعني " عون، عزرا كاهن
بالميلاد من نسل حلقيا رئيس الكهنة الذي وجد نسخة من الشريعة أثناء حكم يوشيا (2
أي 34 : 14)، لم يمارس عمله الكهنوتي إذ نشأ في السبي،،أحب كلمة الله وعكف علي
دراسة الشريعة (7: 10) بغيرة وتقوي،

+
أمتاز بغيرته وتقواه مع علمه فأقامه الله لتعليم الشريعة وجمع أسفار الكتاب المقدس
وترتيبها، جاء في التقليد أنه كان رئيسا لمجمع يتكون من 120 شخصا وضعوا قانون
أسفار العهد القديم، وقيل أنه وضع أسفار أخبار الأيام الأول والثاني، وعزرا الذى
قيل أن نحميا أكمله، ومز 119 الخاص بكلمة الله.

+
صار فيما بعد كزعيم في مقام موسى النبي وقد صلى وأعترف وهو باك وساقط أمام بيت
الله واجتمع إليه جماعة كثيرة من الشعب (عزرا 1:10)، وانفصلوا عن شعوب الأرض وعن
النساء الغريبة (عزرا 11:10) وحسب مؤسسا لنظم اليهودية المتأخرة (قرن 5 ق.م).

+
دعي بالكاتب إذ كان موظفا في البلاط الفارسي ومستشارا للإمبراطور قمبيز (أرتحشستا)
بن كورش في شئون الطائفة اليهودية المقيمة ما بين النهرين منذ أيام السبي

+
أنشأ مجمعا للعبادة تحت قيادته في ارض السبي إذ كان الهيكل مهدما والشعب مشتتا
فأقيمت مجامع للعبادة استمرت حتى بعد العودة إلى أورشليم بجانب المجامع التي في
أرض الموعد.

 

تاريخ كتابة السفر:

+
تم كتابتة حوالي عام 457ق.م. لغته خليط بين الآرامية (خاصة المباحثات التي دارت في
قصر إمبراطور الفرس) والعبرانية.

+
تناول تاريخ نحو 80 عامًا تبدأ بصدور أمر كورش الفارسي (536 ق.م) بعودة بعض اليهود
(42.360 نسمة عدا العبيد والإماء) إلى القدس تحت قيادة زربابل (شيشبصَّر) من نسل
داود لبناء الهيكل. لكن أوقف العمل في أيام قمبيز بتحريض من السامريين. أخيرًا
استطاع عزرا بعلاقته أن يستأنف العمل فرجع ومعه الآلاف من اليهود، يحملون المال
والمجوهرات لتأسيس الهيكل. كان تركيزه بالأكثر على "شريعة الله" كسّر
بناء الهيكل الداخلي.

العودة
إلى أورشليم
: كما سُبي يهوذا على ثلاث مراحل (605، 597، 586ق.م) عاد
اليهود إلى أورشليم على ثلاث مراحل:

الدفعة
الأولى

تحت قيادة زربابل عام 538 ق.م.

الدفعة
الثانية

تحت قيادة عزرا عام 458 ق.م.

الدفعة
الأخيرة

تحت قيادة نحميا عام 444 ق.م.

وكما
سبق القول إن التقليد اليهودي ينسب سفري عزرا ونحميا لعزرا نفسه. وواضح من
الأصحاحات 7 – 9 أن الكاتب يستخدم كثيراً ضمير المتكلم المفرد، وأن الأصحاحات
الستة الأولى مأخوذة عن سجلات، فهي تشمل : أوامر ملكية (1 : 2 – 4، 6 : 3 – 12).
وسلاسل أنساب وقوائم بأسماء أشخاص ورسائل (4 : 7 – 22، 5 : 6 – 17).

وبالسفر
أشخاص ورسائل (4 : 7 – 22، 5 : 6 – 17). وبالسفر جزءان باللغة الأرامية (4 : 8 – 6
: 18، 7 : 12 – 26)، وكانت الأرامية هي اللغة الدولية في ذلك الوقت، فكانت هي
اللغة المناسبة لكتابة الرسائل والأوامر الملكية بين فارس وفلسطين.

 

تاريخ السفر:

يروي
سفر عزرا عودة المسبيين إلى أورشليم ومحاولتهم بناء المجتمع. ويتفق العلماء – بوجه
عام – على أن سفري عزرا ونحميا كانا في الأصل وحدة واحدة مع سفري أخبار الأيام
الأول والثاني، كما ان المضمون والتقليد اليهودي يدلان على أن عزرا ونحميا كانا في
الأصل سفراً واحداً في التوراة العبرية وكذلك في الترجمة السبعينية، بل إن
أوريجانوس (من القرن الثالث) وجيروم (من القرن الرابع) يقرران أنهما كانا يسميان :
عزرا الأول وعزرا الثاني في المخطوطات اليونانية المعاصرة لهما، وحدت أول فصل
بينهما فى " الفولجاتا " (ترجمة جيروم إلى اللاتينية في القرن الرابع)،
وانتقل ذلك إلى المخطوطات العبرية في القرن الخامس عشر، وسارت على هذا النهج
الترجمات الحديثة.

 

وهناك
ثلاث فقرات في سفر عزرا جعلت البعض يرون أن عزرا لم يسبق نحميا في المجئ إلى
اورشليم، بل جاء بعده بزمن في عهد ارتحشستا الثاني، أي في نحو 398 ق. م. وهذه
الفقرات هي :

 

(أ)
عزرا 9 : 9 حيث يتكلم عن " حائط في يهوذا وفي أورشليم "، بينما لم يُبن
السور إلا في عهد نحميا. ولكن عزرا 4 : 12 يرينا أن نوعاً من الأسوار قد بنى في
عهد ارتحشستا الأول، ولعل هذا هو ما يشير إليه في 4 : 23، نح 1 : 3. وفي عز 9 : 9
كان يشكر الله الذي أعانهم إلى هذا الحد.

 

(ب)
عز 10 : 1 يذكر أنه اجتمع إليه أمام بيت الله " جماعة كبيرة جداً "،
بينما في سفر نحميا أن الشعب كان " قليلاً في وسطها " (نح 7 : 4). ولكن
بالنظرة المدققة، نجد أن الجمع الذى التف حول عزرا كان من كل الأماكن المحيطة
بأورشليم (انظر مثلاً.1 : 7)، بينما ما جاء فى سفر نحميا ينصرف إلى مدينة أورشليم
فقط " حين لم تكن البيوت قد بنيت " (نح 7 : 4).

 

(ج)
يذكر عزرا (10 : 6) أن " يهو حانان بن ألياشيب " كان معاصراً لعزرا،
ونحن نعرف من نحميا 12 : 22 و23 أن " يهوحانان " (يوحانان) كان حفيداً
لألياشيب، ونعلم من برديات جزيرة ألفنتين (في صعيد مصر عند أسوان) أن "
يوحانان " كان رئيساً للكهنة في 408 ق. م. ولكن " يوحانان " كان
اسماً شائعاً، ومن المعقول جداً أن ألياشيب كان له ابن اسمه " يوحانان "
وابن آخر اسمه " يوياداع " الذي بدوره كان له ابن باسم " يوحانان
" أصبح بدوره رئيساً للكهنة، كما لا يذكر أبداً في عز 10 : 6 أن "
يوحانان " كان رئيساً للكهنة في عصر عزرا.

 

أما
من جهة الزعم بأن كاتب سفر عزرا قد خلط بين أرتحشستا الأول وأرتحشستا الثاني (وهو
ما تدعيه النظرية القائلة بأن نحميا سبق عزرا)، فإن كاتباً، ولو في 330 ق. م. (وهو
آخر تاريخ يفترضونه لكتابة السفر) لم يكن في إمكانه أن يرتكب مثل هذا الخطأ في
الترتيب الزمني بين الرجلين. فلو أن عزرا جاء – كما يزعمون – في 398 ق. م. لكان
هناك عدد – مهما يكن قليلاً – من الشيوخ المعاصرين للكاتب، يذكرون عزرا ويعلمون
الحقيقة، كما كان هناك الكثيرون مما سمعوا عنه من آبائهم، بينما ليس من المحتمل
أنه كان بينهم من يذكر نحميا.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أرض عوص 1

وعليه
لا يمكن أن يكون الكاتب قد جعل عزرا يسبق نحميا اعتباطاً، بل لأنها كانت الحقيقة
التاريخية، وليس ثمة حجة دامغة لإنكار ذلك.

 

موسى النبي وعزرا الكاتب:

 +
قاد موسى النبي الخروج الأول من مصر وعزرا الكاتب الخروج الثاني من بابل.

 +كان
كل منهما قائدا روحيا ومدبرا لشئون الشعب.

 +
استلم الأول الشريعة وأهتم بالوصية الإلهية وجمع الثاني الكتاب المقدس واهتم
بالشريعة.      

 +
اهتم كل منهما بالتعليم.

 +
حقق كل منهما خطة الله للتمتع بالحرية.

 +
اتسم كل منهما بالحزم مع الحب.

 

محور السفر:

+
عودة اليهود، إعادة التكريس، المقاومة، كلمة الله، الأيمان والعمل + الاستعداد
لمجيء المسيح

+
العودة من السبي تحت قيادة زربابل وعزرا + الشريعة وبناء الهيكل

 

أهم الشخصيات:

كورش
– زربابل – عزرا ** أهم الأماكن :- بابل – أورشليم

 

غاية السفر:

الهيكل

 

سمات السفر:

+
أعتبر عزرا ونحميا سفرا واحدا حتى القرن الثالث ؛ اهتم الأول بالجانب الكنسي وبناء
الهيكل، والثاني بالجانب المدني وبناء السور.

+
كتبه سنه 457 ق. م بلغة خليط بين الآرامية (حيث سجلت المباحثات التي دارت بين قصر
إمبراطور الفرس وأعداء اليهود) والعبرانية.

+تناول
السفر تاريخ نحو 80 عاما تبدأ بصدور أمر كورش الفارسي بعودة بعض اليهود (42.360
نسمة عدا العبيد والإماء) إلى القدس تحت قيادة زربابل (شيشبصر)  من نسل داود 
لبناء الهيكل (536 ق.م)، لكن في أيام ابنه قمبيز أوقف العمل بتحريض من السامرين،
واستطاع أخيرا عزرا بعلاقته الطيبة أن يستأنف العمل، وقد رجع معه الآلاف من اليهود
يحملون المال والمجوهرات لتأثيث الهيكل.

+
كان تركيزه بالأكثر علي "شريعة الله" كسر بناء الهيكل الداخلي.

 +
ندرس فيه عن تصريح كورش ملك فارس لليهود بالإفراج فرجعت جماعة أخرى بقيادة عزرا
نفسه سنة 458 ق.م.

 

أصالة السفر:

لا
يوجد في الوثائق المذكورة في سفر عزرا ما لا يتفق مع حقائق التاريخ أو مع سائر
أجزاء السفر، ويمكن ملاحظة :

(أ)
أن مرسوم كورش الأول يعترف " بالرب " (يهوه)، وهو ما يتفق مع إشارات
كورش الرقيقة الى آلهة بابل في السجلات المعاصرة لزمنه. وهو مرسوم عام صيغ في
عبارات يرضى عنها اليهود. والمرسوم المسجل في الأصحاح السادس (3 – 5) كانت صورته
محفوظة فى سجلات القصر ويذكر أبعاد الهيكل في حدود تبرعه له.

(ب)
برى البعض أن المفهوم من نبوة حجي (2 : 18) أن أساسات الهيكل وُضعت في 520 ق. م.
بينما يُفهم من عزرا (3 : 10)، أنها وُضعت في 536 ق. م. في السنة الثانية لعودة
زربابل من السبي (عز 3 : 8 – 10). والحقيقة هي أنه لم يتم عمل إلا القليل في خلال
هذه المدة (من 536 – 520 ق. م.) مما استلزم الاحتفال بوضع أساس جديد، بعدما أحدثته
أقوال حجي وزكريا من نهضة بين الشعب، ويثبت العديد من السجلات أنه كان للمباني
الهامة اكثر من حجر اساس واحد.

(ج)
بينما يرى الكثيرون من العلماء أن كاتب أسفار الأخبار وعزرا ونحميا هو عزرا نفسه،
فإن البعض يرجعون بهذه الأسفار إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد (حوالي 330 ق.
م.)، ولكن التشابه اللغوي الواضح مع لغة القرن الخامس الأرامية (قبل الميلاد) كما
نجدها في برديات المجمع اليهودي في " جزيرة ألفنتين " (في صعيد مصر)
يؤيد كتابتها في زمن عزرا في منتصف القرن الخامس ق. م.

+
يقدم السفران (عز، نح) معلومات تساعد على التعرّف إلى العالم اليهوديّ بعد المنفى،
وذلك بفضل الوثائق الفارسيّة وسفرى عزرا ونحميا. قال النص الكتابي : حمت الحكومة
الفارسيّة الشريعة وشعائر العبادة لدى اليهود، وهذا ما نعرفه عن سياسة الاخمينيين.
والمسألة المهمّة في عز ونح هي مسألة الكرونولوجيا. إذا عدنا إلى عز 7 :8 نجد أن
عزرا جاء إلى أورشليم في السنة السابعة لأرتحششتا، ونحميا في السنة العشرين (نح 2
:1). فإن كنا في الحالتين أمام ارتحششتا الأول، يكون عزرا جاء إلى أورشليم سنة
458، ونحميا سنة 445. ولكن بما أنّ مهمّة عزرا جاءت بعد مهمّة نحميا، فكّر شراح
كثيرون أن عز 7 :8 يتكلّم عن ارتحششتا الثاني وأن عزرا جاء إلى أورشليم سنة 398.
وهناك آخرون ارتأوا أنه يجب أن نقرأ في عز 7 :8، 27 أو 37 بدل 7 (السنة السابعة).
لم نجد بعد البرهان القاطع، ولكن هناك أمورًا عديدة تصبح مفهومة إن جعلنا مهمّة
نحميا سابقة لعزرا.

 

مضمون السفر:

يروي
عز 1-6 إعادة تنظيم الجماعة اليهوديّة بفضل رجوع جماعة من المنفيّين بقيادة زربابل
ورئيس الكهنة يشوع. وسمح بهذا التنظيم كورش (538 ق.م.) الذي أمر أيضاً بإعادة بناء
الهيكل. ولكن معارضة السامريّين أوقفت العمل. وسيعاود اليهود العمل ويُنهون بناء
الهيكل في عهد داريوس الأول بحيث دُشّن الهيكل في عيد الفصح سنة 515. ويروي عز
7-10 رجوع مجموعة أخرى من المنفيّين بقيادة عزرا الذي جاء إلى أورشليم بعد أن
أوكله الملك بالسهر على ممارسة الشريعة ولا سيّما فيما يخصّ شعائر العبادة (عز 7
:12-26).

واتّخذ
عزرا إجراءات ضدّ الزواجات مع نساء غريبات (غير يهوديّات) وعيّن لجنة لتدرس كل
قضيّة بمفردها (عز 10). يروي نح 1-13 كيف جاء نحميا إلى أورشليم في السنة 20
لأرتحششتا ليعيد بناء أسوار المدينة. سُمّي الحاكمَ، وظلّ 12 سنة في أورشليم. أنهى
عمله رغم صعوبات جمّة (نح 6 :15). اتّخذ إجراءات لتصبح المدينة مأهولة بعدد كاف من
السكان (نح 7 : (ي :11 :1ي). ويروي ف 8، 10-12 قراءة الشريعة بفم عزرا في عيد
المظال ويوم التكفير (يوم كيبور). بعد هذا دُشّنت أسوار المدينة (ن ح 12 :17-43).

 وتضمّن
ف 13 بعض المعطيات عن زيارة ثانية قام بها نحميا إلى أورشليم.

 

ملوك الإمبراطورية الفارسية في ذلك العصر:

التاريخ
قبل الميلاد ملوك فارس وأحداث في أورشليم

539-530
كورش

537
المحاولات الأولى لبناء الهيكل

530-522
قمبيز

522-486
داريوس الأول (هستابس)

520-516
إعادة بناء الهيكل

468-465
أحشويروش الأول

465-424
أرتحشستا الأول (لونجمانوس)

458
ارتحشستا يرسل عزرا إلى أورشليم

445-433
نحميا يعين واليا على يهوذا

423-404
داريوس الثاني (نوش)

410،
407 رسائل اليهود في جزيرة الفنتين إلى يوحنان رئيس الكهنة في أورشليم، وإلى بغواس
حاكم اليهودية.

404-359
ارتحشستا الثاني (منيمون)

359/
8-338 / 37 ارتحشستا الثالث (أوكس)

338/
7-336 / 5 ارسيزر

336/
5-331 داريوس الثالث (كودومانوس)

 

كورش الفارسي:

+
إذ تولي كورش الفارسي الحكم كان دانيال قد شاخ، ولعله مع غيره من أتقياء اليهود
قدموا للملك ما تنبأ عنه أشعياء النبي منذ قرنين (أش 44 : 28 : 45 : 1 – 4) وما
تنبأ به دانيال نفسه:

+
تنبأ دانيال النبي عن اتحاد مملكتي فارس ومادي بكل وضوح وصراحة، هذا ما دفع كورش
نحو إصدار منشوره بعودة اليهود لبناء الهيكل، استجاب للمنشور أقل من 50000 يهوديا
تحت قيادة زربابل حيث ساروا أكثر من 700 ميلا في البرية ليبلغوا مدينة أورشليم
الخربة.

+
تعهد كورش بنفسه هذا العمل إذ قال " هو أوصاني أن أبني له بيتا في أورشليم
التي في يهوذا " (عز 1: 2) وسلم كل آنية بيت الرب، كأنها كانت محفوظة لهذا
اليوم كما دعا إلى التبرع لبيت الرب.

+
ذكر أشعياء كورش بالاسم، مؤكدا أن قيامه بسماح إلهي وأن غلبته علي بابل العظيمة من
قبل الله. يدعو الله كورش " مسيحه " (45 : 1) ويفتح أمامه الأبواب
المغلقة وتنهار قدامه الحصون وينال كنوز بابل الخفية.

 

موجز السفر :

(أ)
1 : 1 – 11. كورش ملك فارس يسمح لليهود المسبيين بالعودة إلى أورشليم تحت قيادة
شيشبصر، في 537 ق. م.

(ب)
2 : 1 – 70. سجل بأسماء الذين عادوا مع زربابل ويشوع.

(ج)
3 : 1 – 13. بناء المذبح ووضع أساسات الهيكل في 536 ق. م.

(د)
4 : 1 – 5 و24. تعطيل الأعداء للعمل في زمن داريوس.

(ه)
مقاومة الأعداء لبناء أسوار المدينة في زمن (أحشويروش) (485 – 465 ق. م.)
وأرتحشستا (464 – 424 ق. م.) مما أدى إلى إصدار الأمر بإيقاف البناء.

(و)
5 : 1 – 6 : 22 استئناف العمل في بناء الهيكل بتشجيع من النبيين حجي وزكريا، ورغم
شكوى الأعداء لداريوس الملك، ثم استكمال العمل في 520 – 516 ق. م.

(ز)
7 : 1 – 28 – أرتحشستا ملك فارس يرسل عزرا إلى أورشليم ويهوذا لتنفيذ الشريعة.

(ح)
8 : 1 – 36. رحلة عزرا ووصوله إلى أورشليم بسلام.

(ط)
9 : 1 – 10 : 44 تصفية مشكلة " الزواج من نساء أجنبيات ".

 

ومن
هذا الموجز نرى أن الكاتب قد جمع أمثلة من المقاومات في الأصحاح الرابع (4 : 6 –
23).

وهناك
من يظن أن أحشويروش المذكور في العدد السادس من الأصحاح الرابع هو قمبيز (529 –
522 ق. م) وأن ارتحشستا المذكور في العدد السابع من نفس الأصحاح هو " جواماتا
" أو " سميرديس " الذي اغتصب العرش لبضعة أشهر في 522 – 521 ق. م.
ولكن موضوع الأعداد من 7 – 23 من هذا الأصحاح هو الأسوار وليس الهيكل. ويحتمل جداً
أن هذا هو الخراب الذي يشار إليه في (نح 1 : 3).

 

محتويات السفر:

أولا
: العودة تحت قيادة زربابل ص1 – 6

+
تحقيق كلمة الله بالعودة ص1، 2 + تحقيق كلمة الله ببناء المذبح والهيكل ص3

 +
مقاومة الأعداء : ص 4

 –
بالخداع "تظاهروا بمعاونتهم" ص1 – 3 – بتثبيط همم الشعب ص4

 –
استأجروا مشيرين لإبطال العمل ص5 – تحريض الملك أرتحشستا ص 6 : 24

+
ظهور النبيين حجي وزكريا ص5، 6

 يري
عزرا الكاتب أن العودة إلى أورشليم وبناء الهيكل وممارسة العبادة هو تحقيق لكلمة
الله غايته ارتباط الشعب بكلمة الله ووصيته لذلك كثيرا ما يذكر كلمة الله معلنا
دورها في حياة شعب الله الدينية والاجتماعية والمدنية (راجع 1: 1، 6: 14، 18، 7: 6،
10، 14، 9 : 4، 10 : 3)

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد إنجيل متى بنيامين بنكرتن 03

+
تحقيق كلمة الله بالعودة من السبي(ص1) ؛ لقد سجل أسماء الذين عادوا ليضعوا أساسات
الهيكل فمن يهتم بسكني الله وسط شعبه يهتم الله بهم بأسمائهم (ص 2).

+
تحقيق كلمة الله ببناء المذبح والهيكل (ص3)، اجتمع الشعب كرجل واحد (3: 1)، بنوا
مذبح الرب قبل أن يهتموا ببيوتهم، اهتموا بالمذبح بكونه قلب الهيكل كما الصليب قلب
الكنيسة، مقدمين قلوبهم مع هذا العمل

+
مقاومة الأعداء لهم تارة بالخداع أنهم يساعدونهم وأخري بتثبيط الهمم باستئجار
بطّالين وبتحريض الملك ضدهم (ص 4)، فلا نتوقع من العالم أنه يسند الكنيسة الحقة بل
يقاومها علي الدوام.

+
ظهور النبيين حجي وزكريا ؛ تأثر داريوس بشجاعتهما فطلب منهما الصلاة لأجله
ولأبنائه (ص 5)، كما يثير عدو الخير الأشرار ضد العمل الإلهي يرسل الله رجاله
الأتقياء للمساندة بالفعل، ثم البناء في أربع سنوات وتم تدشينه (ص 6)، كان هيكل
زربابل بسيطا ليس في عظمة هيكل سليمان، حزن الشيوخ الذين عاصروا هيكل سليمان وبكوا
بصوت عال، لكن الشعب شكر الرب علي عمله معهم.

+
تدشين البيت بفرح وتقديم الذبائح أي تحقيق كلمة الله لإعادة العبادة.

لقد
تحققت كلمة الله ومواعيده؛ فإن كان قد أستخدم ملك بابل للتأديب بالسبي، الآن
يستخدم كورش ملك الفرس لا بالسماح لهم بالعودة إلى القدس فقط، وإنما صار يحثهم علي
ذلك كتابة، ويطالبهم بالتبرع لبناء بيت الرب كما رد الآنية المغتصبة. لاحظ أيضا
شجاعة النبيين وصراحتهما.. جعلت داريوس الملك يبحث عن المرسوم الذي أصدره كورش
ببناء البيت ويطلب من ولاة فلسطين المساعدة في البناء وتقديم النفقات اللازمة
طالبا الصلاة عنه وعن أبنائه.

 

ثانيا
: العودة تحت قيادة عزرا ص7 – 10

+
إرسال الملك له ص7

+
طريق الإصلاح ص 8 -10 :-

 –
اجتماع الرؤساء عند النهر (المعمودية) ثلاثة أيام (القيامة) ص(8 : 1 – 20)

 –
المناداة بالصوم وتقديم ذبائح للرب ص 8 : 21 – 36

 –
اعتزال رجاسات الوثنيين ص 9 – بكاء الشعب وتوبته وعزل النساء الغريبات ص 10

 توجد
فترة حوالي 60 عاما ما بين أحداث ص 6 وص 7 أي بين ظهور النبيين ؛ والعودة من السبي
تحت قيادة عزرا، في هذه الفترة تحققت الأحداث الواردة في أستير

+
إرسال الملك لعزرا (ص7)؛ رسالة رائعة تكشف عن مدي حب الملك لعزرا وتأثره به
وتشجيعه للشعب للعودة والتبرع لبيت الرب والاهتمام بإرضاء الرب بكل حب وخضوعه
لشريعته، بعد 13 سنة أعطي نفس الملك نحميا حق بناء أسوار أورشليم، الملوك
الفارسيون الأحباء جدا لليهود هم كورش وداريوس وأرتحشستا

+
طريق الإصلاح هو :

 أ.
اجتماع الرؤساء عند النهر (المعمودية)

ب‌.
الصوم وتقديم ذبائح (ص8)

 ج.
اعتزال الرجاسات (ص9) إذ عاد عزرا إلى أورشليم وجد الأمور أسوأ مما كان يتوقع،
سواء علي مستوي الشعب أو القيادات المدنية، فمزق ثيابه ونتف شعره في مرارة وتذلل
أمام الله معترفا بخطايا الشعب حاسبا نفسه خاطئا معهم.

 د‌.
انسحاق عزرا أثمر انسحاقا وسط كل الشعب الذي اعترف بخطاياه وبكي بكاء مرا وأعلنوا
رغبتهم في تنفيذ كل ما ينطق به عزرا وعزل النساء الغريبات (ص10) هكذا ختم سفر عزرا
ببناء بيت الرب في قلوب الشعب بالاعتراف والتوبة العملية الصادقة.

 

العودة
تحت قيادة زربابل ص1-6

العودة تحت قيادة عزرا ص7-10

يرى
عزرا الكاتب أن العودة إلى أورشليم وبناء الهيكل

وممارسة
العبادة هو تحقيق لكلمة الله.

غايته
ارتباط الشعب بكلمة الله ووصيته.

لذلك
كثيرًا ما يذكر "كلمة الله" معلنًا دورها في حياة شعب الله

الدينية،
والاجتماعية والمدنية

(راجع
1:1، 14:6، 18؛ 6:7، 10، 41؛ 4:9 ؛3:10)

1.
تحقيق كلمة الله بالعودة من السبي. 1، 2

2.
تحقيق كلمة الله ببناء المذبح والهيكل. 3

3.
مقاومة الأعداء: بالخداع، بتثبيط الهمم وباستئجار بطالين،

 وبتحريض
الملك. 4

4.
ظهور النبيين حجي وزكريا: أثرت شجاعتهما على داريوس

 حتى
أنه طلب الصلاة لأجله ولأبنائه. 5-6

توجد
فترة حوالي 60 عامًا ما بين أحداث ص6، 7،

أي
بين ظهور النبيين والعودة من السبي تحت قيادة عزرا.

في
هذه الفترة تحققت الأحداث الواردة استير.

1.
إرسال الملك له. 7

2.
طريق الإصلاح: ا. اجتماع الرؤساء، عند النهر (المعمودية). 8

 ب.
الصوم وتقديم ذبائح.

 ج.
اعتزال الرجاسات. 9

 د.
بكاء الشعب وتوبته وعزل النساء الغريبات. 10

 

شرح السفر:

عزرا 1 – 2

علم
دانيال أن إرميا قد تنبأ بأنه سيحدث سبي لمدة 70 سنة (إرميا 8:25-12). والآن قد
مرت سبعون سنة منذ أن سبى نبوخذنصر الملك يهوياقيم إلى بابل آخذا معه آنية بيت
الرب (2 أخبار 6:36-7). وعلم دانيال أيضا أن إشعياء قد تنبأ منذ 200 سنة أن بابل
ستنكسر أمام رجل اسمه كورش، وأن الرب قد قال عن هذا الملك الوثني أنه: راعي فكل
مسرتي يتمم (إشعياء 28:44). وعندما بدأ دانيال يرى هذه الأمور تحدث، كان ذلك
بمثابة حافز له ليصلي.

لم
يكن كورش يعرف عندما بدأ يقهر العالم، أن الله هو الذي أعطاه هذه الانتصارات؛ وكان
أيضا الله هو الذي ألهم إرميا بأن يتنبأ بالضبط عن السنة التي فيها سينتصر كورش
على بابل، وألهم إشعياء بأن يكتب عن كورش قائلا: أنا الرب… نطقتك [أي شددتك في
القتال] وأنت لم تعرفني (إشعياء 5:45).

ويسجل
التاريخ أن كورش أعلن في بابل قائلا: جميع ممالك الأرض دفعها لي الرب إله السماء
وهو أوصاني أن أبني له بيتا في أورشليم التي في يهوذا… هو الإله (عزرا 2:1-3).

والرب
أيضا هو الذي نبه أرواح عبيده لكي يرجعوا إلى أورشليم ويبنوا الهيكل (عزرا 5:1).
فالقليلون فقط كانوا مستعدين أن يخاطروا بالقيام بهذه الرحلة الصعبة على مدى خمسة
شهور سيرا على الأقدام، وأن يضحوا بكل المباهج الاجتماعية والمادية المتوافرة في
فارس، ليعودوا مع زربابل إلى المكان الذي يمكنهم فيه أن يعيدوا إقامة العبادة
الحقيقية للرب. وفي هذه الرحلة لم يكن أمامهم عمود نار ليلا ولا عمود سحاب نهارا
ولا طعام نازل من السماء [أي المن]. ولكننا لا نجد شكوى واحدة، على عكس التذمر المستمر
الذي حرم الجيل الأول من دخول أرض الموعد (عدد 22:14-23).

معظم
الجيل الجديد في يهوذا لم يكن لديه أي سبب لمغادرة بابل سوى أن يبني بيت الرب إله
إسرائيل في مدينة أورشليم القديمة المنهدمة والتي تقع على بعد 800 ميلا. هؤلاء
اليهود لم يتركوا بلاد فارس للبحث عن فرص مادية أعظم. فإنهم كانوا في الواقع
يتمتعون بالحرية والرفاهية في إمبراطورية فارس الجديدة.

إن
الله أيضا في حكمته هو الذي حث اليونانيين ليعدوا لغة دولية، وحث الرومان ليعدوا
الطرق السريعة بين الدول من أجل انتشار الإنجيل في ملء الزمان (غلاطية 4:4). هذه
هي مملكته التي على الكل تسود (مزمور 19:103). ما أقل تقدير العالم للعمل الذي
يعمله الله في الحياة اليومية لكل واحد منا.

فمثل
كورش نحن أيضا أدوات في يدي الله. والأفضل من ذلك أن نكون مثل عزرا أو نحميا
اللذين عبدا الرب إله السماء، فنكون أدوات طيعة فاتحين قلوبنا لحقه ومخضعين حياتنا
لخدمته وعاملين معه من أجل تحقيق خطته الأبدية.

ليس
أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنده (2 تيموثاوس 4:2).

إعلان
عن المسيح: من خلال شيشبصر، رئيس يهوذا (عزرا 8:1). المسيح هو رئيس السلام (إشعياء
6:9) وهو الأسد الخارج من سبط يهوذا (رؤيا 5:5).

 

 عزرا 3 – 5

يا
له من وقت مثير بالنسبة للإسرائيلي المخلص الذي ترك الأمان في بلاد فارس وعاد إلى
أورشليم. لقد كان هذا هو المكان الوحيد على الأرض الذي فيه يمكن لليهود أن يبنوا
المذبح ليصعدوا عليه محرقات… وأقاموا المذبح في مكانه لأنه كان عليهم رعب من
شعوب الأراضي، وأصعدوا عليه محرقات للرب محرقات الصباح والمساء (عزرا 2:3-4).

كان
عيد المظال يأتي في الشهر السابع، شهر تشري، الذي يقابل عندنا سبتمبر/ أكتوبر. وهو
الشهر الأول في السنة المدنية، وكذلك هو أقدس الشهور في السنة اليهودية ويبدأ بعيد
الأبواق (عدد 1:29) يليه في اليوم العاشر يوم الكفارة العظيم (لاويين 29:16-34؛
عدد 7:29). ومن اليوم ال 15 إلى اليوم ال 21،يكون الاحتفال بعيد المظال أو الجمع
[الحصاد]. وفي اليوم ال 22 يكون يوم اعتكاف مقدس (لاويين 36:23؛ عدد 35:29).

وعلى
الرغم من أن الملك الفارسي، الذي يسكن على بعد 800 ميلا من أورشليم، قد سمح لليهود
بأن يبنوا الهيكل في أورشليم، إلا أن السامريين وغيرهم من الجيران أظهروا كراهية
مريرة تجاه اليهود. وبينما كان الشعب يعيدون البناء استعدادا للعبادة نقرأ أنه كان
عليهم رعب (عزرا 3:3).

وعقب
إكمال أساسات الهيكل، زادت المقاومة حتى توقف في النهاية بناء الهيكل أثناء ملك
كورش وابنه قمبيز: حينئذ توقف عمل بيت الله الذي في أورشليم وكان متوقفا إلى السنة
الثانية من ملك داريوس ملك فارس (عزرا 24:4).وبعد داريوس تولى العرش الملك
أحشويرش.

ولكن
العائق الحقيقي لم يكن من الخارج بل من اللامبالاة المتزايدة في الداخل. ولكي نفهم
هذا علينا بالرجوع إلى نبوات حجي وزكريا (حجي 1؛ عزرا 1:5).

وقد
أمكن استعادة الحماس المتقد مثلما كان في البداية لدى وصولهم عندما تاب الشعب وشرع
زربابل ويشوع ببنيان بيت الله الذي في أورشليم ومعهما أنبياء الله يساعدونهما
(2:5). فإن حجي هو الذي ذكرهم بأن السموات منعت من فوقهم الندى ومنعت الأرض غلتها
(حجي 10:1). حينئذ سمع زربابل… وكل بقية الشعب صوت الرب إلههم (حجي 12:1).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد إنجيل متى يوحنا ذهبى الفم 29

لا
بد أن نوايا السامريين كانت حسنة عندما قالوا: نبني معكم لأننا نظيركم نطلب إلهكم
(عزرا 2:4). هذه العلاقات تبدو دائما مفيدة من وجهة النظر البشرية حيث أننا جميعا
نريد السلام ونريد زيادة العدد، ولكن لا يمكن أن يحدث هذا لغرض المساومة.

فلم
يكن في الإمكان إعادة تكوين شعب خاص لله يعبده بالخضوع لكلمة الله المقدسة إذا
كانوا قد اتحدوا مع السامريين. والكتاب يخبرنا قائلا: لا تكونوا تحت نير مع غير
المؤمنين، لأنه… أية شركة للنور مع الظلمة؟… وأية موافقة لهيكل الله مع
الأوثان؟ (2 كورنثوس 14:6-16).

إعلان
عن المسيح: من خلال الحجارة الضخمة المستخدمة في بناء هيكل الله (عزرا 8:5).
المسيح هو الحجر الذي رفضه البناؤون، ولكنه صار حجر الزاوية الأساسي (مزمور
22:118؛ متى 42:21).

 

 عزرا 6 – 7

جاء
عزرا إلى أورشليم بعد حوالي 60 سنة من كرازة حجي وزكريا بكلمة الله والتي ألهمت
الشعب لإعادة بناء الهيكل (عزرا 14:6-16). وخلال هذه الفترة، لا يسجل الكتاب شيئا
عن اليهود في أورشليم، ولكن جيلا جديدا وأبناءهم كانوا قد كبروا.

ولكن
سفر أستير يقدم بعض المعلومات عن أحوال اليهود في بلاد فارس والذين بقوا هناك بعد
السبي البابلي. وسفر ملاخي يقدم وصفا لعدم المبالاة الروحية التي نشأت أثناء هذا
المدة في أورشليم.

في
الفترة بين حكم زربابل وبين مجيء عزرا من بابل (فارس)، يبدو أن اليهود كانوا
متروكين بدون أي قيادة روحية. وعزرا… هو كاتب ماهر في شريعة موسى التي أعطاها
الرب إله إسرائيل… لأن عزرا هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها وليعلّم
إسرائيل فريضة وقضاء. وبسبب ذلك فلا عجب أن نقرأ أن يد الرب كانت عليه من أجل
مواجهة الموقف الروحي الحرج الذي نشأ في أورشليم (عزرا 6:7،9-10،28).

كان
عزرا قد وُلد في السبي البابلي، وهو من نسل هارون أول رئيس كهنة في إسرائيل (عزرا
1:7-5؛ 1 أخبار 3:6-15). وقيل عن عزرا أنه كاتب "ماهر" – أي شخص يعرف
الكتاب المقدس معرفة جيدة ولديه خبرة في التعليم ورغبة مشتعلة لأن يرى شعب الله
يعيشون في توافق تام مع كلمته.

لم
يكن عزرا مجرد دارس لكلمة الله (عزرا 6:7)، ولكن كانت لديه الرغبة العميقة في
إطاعتها (عزرا 10:7؛ 3:9-4؛ 5:10). بالإضافة إلى ذلك فلقد تكونت لديه عادة
الاعتماد على الله في الصلاة والصوم (عزرا 21:8؛ 5:9-15). وقد كان أيضا معترفا
بسيادة الله، فأعطاه كل المجد قائلا: مبارك الرب إله آبائنا الذي جعل مثل هذا في
قلب الملك لأجل تزيين بيت الرب الذي في أورشليم… وأما أنا فقد تشددت حسب يد الرب
إلهي عليّ وجمعت من إسرائيل رؤساء ليصعدوا معي (عزرا 27:7-28).

يعتبر
عزرا مثالا يبين كيف أن الله يستطيع أن يستخدم أي شخص يأخذ كلام الله بجدية ويجتهد
أن يقيم نفسه لله مزكّى عاملا لا يخزى مفصلا كلمة الحق بالاستقامة (2 تيموثاوس
15:2).

وكما
أن هناك ترتيبا إلهيا في الطبيعة – أولا الزرع ثم الحصاد – كذلك فهناك مبادئ روحية
تحكم خطوات المؤمن حتى يصبح مسيحيا نافعا.

فعندما
نتنازل عن المصلحة الذاتية، ستتكون لدينا محبة صادقة للناس ونصبح نافعين لربنا
يسوع المسيح لنعلّم الآخرين. ولهذا عينه… قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة
معرفة، وفي المعرفة تعففا، وفي التعفف صبرا، وفي الصبر تقوى، وفي التقوى مودة
أخوية، وفي المودة الأخوية محبة (2 بطرس 5:1-7).

إعلان
عن المسيح: من خلال عيد الفطير (عزرا 22:6). قال يسوع: "أنا هو خبز
الحياة" (يوحنا 35:6).

 

عزرا 8 – 9

على
الرغم من أن عزرا كان مسئولا عن حوالي 1800 رجلا – بالإضافة إلى نسائهم وأولادهم
وممتلكاتهم – فإنه لم يطلب من الملك حرسا للحماية لأنه كان قد قال للملك إن يد
إلهنا على كل طالبيه للخير (عزرا 22:8). ولكن قبل أن يبدأ عزرا رحلته من فارس إلى
أورشليم يقول: ناديت هناك بصوم على نهر أهوا لكي نتذلل أمام إلهنا لنطلب منه طريقا
مستقيمة لنا ولأطفالنا ولكل ما لنا (عزرا 21:8). لقد كان مدركا تماما لمخاطر قطاع
الطرق، وصعوبات الطريق، ولكنه كان يعلم أيضا أنه في القديم صام بنو إسرائيل في
أوقات الطوارئ القومية وأنقذهم الله. وهكذا قطع عزرا وأتباعه رحلة ال 800 ميل بدون
حوادث ووصلوا إلى المدينة المقدسة بعد أربعة شهور من مغادرة بابل.

عندما
وصل عزرا وأتباعه إلى أورشليم، حزن حزنا شديدا على الحالة الروحية الأخلاقية
المتدهورة التي نشأت في فترة قصيرة جدا. فلقد كانت نفس الخطايا ترتكب التي دمرت
الأمة وأدت إلى سقوطها أمام الإمبراطورية البابلية. فأصيب عزرا بالحيرة (عزرا
3:9). وكانت إحدى الخطايا الخطيرة أن البعض تزوجوا من عمونيين وأموريين وموآبيين
وغيرهم من كنعانيين. والذين فعلوا ذلك لم يكونوا فقط من عامة الشعب، بل كانت يد
الرؤساء والولاة في هذه الخيانة أولا (2:9) الأمر الذي أدى قبلا إلى سبيهم (تثنية
3:7-4). ويبدو أنه لم يكن هناك سوى 113 زواجا مختلطا من بين حوالي 40.000 زواجا
مقبولا. ولكن الغالبية العظمى من الزيجات المختلطة كانت بين العائلات الكهنوتية.

كان
عزرا منقادا من الله لحماية سلسلة النسب التي سيأتي منها المسيح إذ أشار إلى ضرورة
الانفصال عن الشعوب الوثنية الذين كان البعض قد تزوجوا منهم.

كان
مفتاح نهضة عزرا هو ولاؤه الشديد لله ولكلمته وثقته في وعود الله المدونة في كتاب
الشريعة. إننا نحتاج إلى نفس هذا الإخلاص الذي كان لدى عزرا في تعليم كلمة الله
للآخرين. لقد كان يريد أن جميع شعب الله يعرفون إرادة الله. كان هدفه من مغادرة
بابل والذهاب إلى أورشليم هو أن يعلم إسرائيل فريضة وقضاء [أي أقوال الشريعة]
(عزرا 10:7).

إن
قراءة اليوم يوجد فيها العديد من الدروس المفيدة لنا. فلقد عمل عزرا على تذكير
الشعب بالدقة التي بها تحققت نبوات الرب وكيف أن إرميا تنبأ عن خراب أورشليم بسبب
الحيدان عن وصايا الرب (إرميا 11:9؛ 8:19؛ 10:21؛ 18:25). وهذا يبين لنا كيف أن
قضاء الله أكيد على الذين يروّجون ويقرأون كتب الأنبياء الشائعين في أيامنا بدلا
من قراءة كلمة الله. فعندما ننجذب بعيدا عن كلمة الله الموحى بها إلى كتابات غير موحى
بها، تتبلد حساسيتنا للخطية ويصبح من السهل أن نختار الطريق الأقل صعوبة.

شعبي
قد بدل مجده بما لا ينفع. ابهتي أيتها السموات من هذا واقشعري وتحيري جدا يقول
الرب، لأن شعبي عمل شرين: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم آبارا،
آبارا مشققة لا تضبط ماء (إرميا 11:2-13).

إعلان
عن المسيح: من خلال المحرقات (عزرا 35:8). تشير ذبيحة المحرقة إلى المسيح الذي قدم
نفسه لله بلا عيب، وكان مسرورا بعمل مشيئة أبيه (عبرانيين 14:9؛ 10:10-12).

 

عزرا 10

كان
عزرا يمثل البلاط الملكي الفارسي بصفته حاكما في اليهودية، وهذا من أعلى المناصب
الممكنة في البلاد. ولكن عند وصوله إلى أورشليم واكتشافه للشرور السائدة هناك،
يقول هذا الرجل البارز: مزقت ثيابي وردائي ونتفت شعر رأسي وذقني وجلست متحيرا…
جثوت على ركبتيّ وبسطت يدي إلى الرب إلهي، وقلت اللهمّ إني أخجل وأخزى من أن أرفع
يا إلهي وجهي نحوك لأن ذنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا وآثامنا تعاظمت إلى السماء (عزرا
3:9-6).

فلما
صلى عزرا واعترف وهو باكٍ وساقط أمام بيت الله اجتمع إليه من إسرائيل جماعة كثيرة
جدا من الرجال والنساء والأولاد لأن الشعب بكى بكاء عظيما (عزرا 1:10).

لقد
جثا هذا الرجل العظيم الجليل أولا؛ ولكنه بعد ذلك شعر أكثر وأكثر بثقل خطايا
الشعب. فطرح نفسه على الأرض معبرا عن تذلّله العميق. وأيضا فإنه لم يأكل خبزا ولم
يشرب ماء لأنه كان ينوح بسبب خيانة أهل السبي (عزرا 6:10).

بعد
ذلك قال للشعب: انفصلوا عن شعوب الأرض وعن النساء الغريبة (11:10).

تتضح
جدية عزرا في شدة صومه الذي لم يكن من أجل خطاياه الشخصية بل من أجل الساكنين في
أورشليم. لقد أصبحت خطية التزاوج مع غير المؤمنين وعبدة الأوثان مقبولة بين القادة
الدينيين – بني الكهنة… واللاويين… والمغنين… والبوابين (عزرا 18:10،23-24).
وبهذه الطريقة فإنه سرعان ما ستضيع دعوتهم الفريدة والهدف من وجودهم في أورشليم.
وبينما كان بنو إسرائيل يستمعون إلى كلمة الله، بكّت الرب قلوبهم. وسياسة عزرا في
الطلاق ليست بأي حال من الأحوال مبررا للطلاق في وقتنا الحالي، ولكنها كانت ضرورية
للغاية في ذلك الوقت لضمان سلسلة نسب المسيح التي جاءت في النبوات وأيضا لتجنب غضب
الله (عزرا 14:10) لأن الشعب كانوا قد كرروا أخطاء الملك سليمان والتي أدت إلى
انهيار الأمة.

كان
الذين تورطوا في خطية الزواج من نساء وثنيات: 17 كاهنا، و10 لاويين، و86 من باقي
الرجال – أي إجمالي 113 كما هو مدون. ولم يعترض على قرار عزرا سوى أربعة فقط كما
هو واضح (عزرا 15:10).

عندما
نعترف للرب بخطايانا برغبة صادقة في تركها، فإنه يكون مستعدا بل وأيضا راغبا في أن
يغفر لنا (1 يوحنا 9:1). ولكن نتائج الخطية لا مفر منها. إننا نميل إلى التقليل من
شأن النتائج الدائمة للخطية. ولكن العصيان لكلمة الله تكون نتيجته المعاناة
وانكسار القلب! فإن ثمن الخطية باهظ – أكثر مما يتوقع أي إنسان! فإن الذي يزرعه
الإنسان إياه يحصد أيضا (غلاطية 7:6).

إعلان
عن المسيح: من خلال كبش الغنم الذي قدموه عن خطايا أبناء الكهنة (عزرا 19:10).قدم
المسيح نفسه عن خطايا وذنوب الجنس البشري (عبرانيين 27:7).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي