تَفْسِير سِفْرُ عَزْرَا

 

كاتب
هذا السفر هو عزرا بن سرايا من نسل هرون، وهو كاهن وكاتب ماهر في شريعة موسى، وقد
«هيأ قلبه لطلب شريعة الرب بها ليعلَّم إسرائيل فريضة وقضاء»، وكان عزرا بين
المسبيين في بابل، وبناء على طلبه سمح له بالرجوع إلى أرض فلسطين، وقد قدمت له
تبرعات كثيرة من الذهب والفضة لخدمة بيت الرب، وتجلى إيمانه في عدم طلبه حراسًا
لحمايته هو ورفاقه من العدو في الطريق، فقد صرح أمام الملك بأن يد الله مبسوطة
لحمايتهم، وقد تجلت أيضًا أمانته وتقواه في حزنه الشديد عند ما سمع بأن الكهنة
والرؤساء قد أخذوا لأنفسهم زوجات أمميات. ولا نسمع شيئًا عن عزرا إلا بعد ذلك بمدة
اثنتي عشرة سنة عند ما وقف على منبر من الخشب وقرأ للشعب من سفر الشريعة واللاويون
فسّر المعنى وأفهموهم القراءة (نحميا 1: 8-18و26: 12و36) ولا نقرأ شيئًا أكثر من
ذلك في كلمة الله عن عزرا، إلا يوسيفوس المؤرخ يقول عن عزرا بأنه مات شيخًا
ومتقدمًا في الأيام في أورشليم، ولكن أحد الكتبة المتقدمين قال عنه بأن قبره قد
وجد عند ملتقى نهر الدجلة بالفرات.

وسفر
عزرا هو سفر تاريخي يلي سفر أخبار الأيام الثاني، والعددان الأخيران من سفر الأيام
الثاني هما تقريبًا نفس الكلمات الافتتاحية لسفر عزرا.

وقد
أجرى الله قضاءه المريع على بابل «بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين » بواسطة
الماديين (أشيعاء 13و14)، فانتهت المملكة الأممية الأولى وحلت محلها المملكة
الثانية مملكة مادي وفارس.

إصحاح1و2
أطلق كورش ملك فارس نداء كل مملكته بأن الله أوصاه بأن يبني له بيتًا في أورشليم
(إتماما للنبوة)، فحرك روح الله كثيرين من الشعب للصعود إلى أورشليم حتى بلغ عدد
الذين رجعوا فعلا إلى أورشليم 50000 تقربيًا،وقد أخرج الملك آنية بيت الرب المقدسة
وعددها 5400، وأعطاها إلى زر بابل رئيس يهوذا، وكان اسمه الفارسي أو المادي
شيشبصر.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ إسكندر الإسكندر ر

إصحاح3
قد بُني مذبح الرب في مكانه، وأصعدت عليه محرقات، وحفظ الراجعون من السبي عيد
المظال (لأنه كان الشهر السابع)، كما قدمت المحرقات في مواعيدها المعينة في كلمة
الله، أما أساس الهيكل فلم قد وضع إلى ذلك الوقت ولكنه قد وضع فعلا في السنة الثانية
من مجيئهم إلى أورشليم، وعندئذ بكى كثيرون من الشيوخ الذين رأوا مجد البيت الأول
وآخرون هتفوا بقرح لأن الهيكل قد تأسس.

إصحاح4
طلب بعض الأجنبيين بأن تكون لهم شركة في بناء الهيكل مدعين بأنهم يطلبون الله
ويعبدونه، ولكن الله يدعوهم " أعداء " لذا رفض زر بابل وبقية الرؤساء
قبول أي مساعدة منهم، الأمر الذي أثار غضبهم ومقاومتهم لهم، والظاهر أن اليهود قد
ضعف إيمانهم بالله بسبب مقاومة أعدائهم لهم فأهملوا بناء الهيكل قبل أن يصدر الأمر
الملكي بإيقافه، وقد استمرت المقاومة من أيام كورش إلى مُلك داريوس (عدد5)، وقد
قام بين زمان ملك كورش وداريوس ملكان هما أحشو يرش (المعروف باسم كمبيس) الذي ملك
بعد كورش، وقد أرسلت إليه شكوى (عدد6)، ولكن لم تدون الشكوى ولا رد الملك عليها،
كما أرسلت شكوى أخرى إلى الملك ارتحشستا ولكن هذه دونت الملك عليها، ومما يستلفت
النظر أن الشكوى وردّ الملك عليها منصبان على بناء المدنية أورشليم دون الإشارة
إلى الهيكل، ولا شك أن هذه كانت فرية ومكيدة من العدو (ولو أن حجي إصحاح1 يرينا أن
اليهود كانوا يبنون بيوتهم فعلا) لأنه إذ جاء جواب الملك أوقف بناء الهيكل بالقوة
(عدد23و24)، أما الأعداد من 6-23 فهي أقوال معترضة.

إصحاح5و6
لقد تنبأ النبيان حجي وزكريا، لأن الشعب قال «أن الوقت لم يبلغ وقت بناء بيت الرب
» بينما كانوا في الوقت نفسه يبنون بيوتهم، فإيمانهم كان قد فشل ولكنهم الآن قد
نهضوا وانتعش إيمانهم بواسطة ذينك النبيين، فقاموا وشرعوا في بناء الهيكل بدون أمر
رسمي، وعندما سئلوا عمن أمرهم ببناء بيت الرب أجابوا بشجاعة «نحن عبيد إله السماء
والأرض»، فقد كان اعتمادهم وقتئذ على الله الذي كافا إيمانهم وباركهم.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 06

وإذ
رفع الأمر إلى درايوس أمر بالتفتيش في بيت الأسفار فوجد درج مكتوب فيه أمر كورش
ببناء بيت الرب، فأصدر داريوس أمره إلى الولاة الذين في فلسطين لا أن يتركوا
اليهود يبنون البيت فقط بل أن يساعدهم في العمل ويقدموا لهم كل النفقات اللازمة من
مال الملك، حتى لقد طلب الملك أن يصلى لأجل حياته ولأجل بنيه، وهكذا تم بواسطة
خدمة النبيين حجي وزكريا بناء البيت وتدسينه بفرح، ومع أنهم كانوا بقية قليلة
وضعيفة إلا أنهم بالإيمان قدموا اثنى عشر تيس معزى ذبيحة خطية عن جميع إسرائيل حسب
عدد أسباط إسرائيل، كما أنهم في الوقت المعين عملوا الفصح بفرح، إذ كانوا قد تطروا
جميعًا وعملوا أيضًا عيد الفطير سبعة أيام بفرح «لأن الرب فرحهم».

إصحاح7و8
توجد فترة طويلة من الزمن بين إصحاحي 6و7 تقرب من ستين سنة. وهي المدة التي تخللت
حوادث سفر أستير إذ كان الرأي السائد بأن أحشو يرش أستير هو نفس الملك اكسركيس
xerxes صحيحًا، والإصحاح السابع يسجل ما حدث في أيان ملك ارتحشستا
لونجيمانوس، وهنا لأول مرة يظهر في المشهد عزرا «وهو كاتب ماهر في شريعة موسى»،
وكان الآلة المهيأة من الله للبركة، ويشار إليه في كل مكان بأنه كاهن وكاتب، وقد
طلب عزرا من الملك الذي عمل الله في قلبه فأعطاه كل ما طلبه، كما تبرع له أيضًا له
بذهب وفضة لخدمة الهيكل، وقد كتب الملك رسالة مببنًا بها بأن كل خزائنه يجب أم
تقدم إلى عزرا كل ما يحتاج إليه، ويلي ذلك أسماء رؤوس الآباء الذين صعدوا مع عزرا
من بابل ووزن الذهب والفضة التي حملوها معهم، ومع أن الطريق التي كانوا مزمعين أن
يسيروا فيها مقفرة ولكنهم لم من الملك حراسًا لحماتيهم في الطريق إذ كانوا قد
شهدوا أمام الملك عن قوة وصلاح الله، وقد كانت يد الله الصالحة عليهم فوصلوا
جميعًا سالمين.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة قداس قبطى ى

إصحاح9و10
لقد تألم عزرا ألمًا عميقًا إذ وجد أن كثيرين حتى من الكهنة والرؤساء تزوجوا «
نساء أجنبيات » وقد ذكرت أسماء منهم، من ثم اعترفوا جميعًا بنفس واحدة بخطيتهم
واتفقت كلمتهم على أن ينفصلوا عن الزوجات الأمميات وعن الأولاد الذين ولدوا لهم
منهن، وفي هذا إنذار رهيب للمؤمنين الذين لم يتزوجوا بعد « لا تكونوا تحت نير مع
غير المؤمنين لأنه … أي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن » كورونثوس الثانية 14: 6و15،
فمن واجب المؤمن الحقيقي أن يتزوج بمن يريد في الرب فقط.

وسفر
عزرا يدور حول بيت الله، بينما سفر نحميا يدور حول مدينة الله أورشليم، وهذان السفران
يعتبر كأنهما كتاب واحد، واليهود يعتبرنهما كذلك ويضعونهما في آخر الأسفار
التاريخية.

هذان
السفران يلقيان ظلا على الحوادث المستقبلة عندما يعمل الله في قلوب ملوك الأمم بأن
يكرموا إسرائيل ويعطونهم من ثروتهم.

 بعض
الشواهد المقتبسة من سفر عزرا في العهد الجديد

1.«
أفنعودو نتعدى وصاياك ونصاهر شعوب هذه        1.«بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل وقال
له ها

 الرجاسات.
أما تسخط علينا حتى تقينا فلا تكون لنا بقية  أنت قد برئت فلا تخطيء أيضًا لئلا
يكون لك

 ولا
نجاة » (إصحاح14: 9) أشر » (يوحنا 14: 5)

2.«
أيها الرب إله إسرائيل أنت بار لأننا بقينا ناجين لهذا        2.«ونحن نعلم أن كل
ما يقوله الناموس فهو يكلم اليوم. ها نحن أمامك في آثامنا لأنه ليس لنا أن نقف
الذين في الناموس لكي يستد كل فم »

 أمامك
من أجل هذا » (إصحاح 15: 9) (رومية 19: 3)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي