تَفْسِير
سِفْرُ نَحَمْيَا

 

إسم السفر:

سفر
نحميا
Nehemiah

الاختصار
: نح =
NE

يعتبر
سفرا عزرا ونحميا سفرًا واحدًا حتى القرن الثالث. اهتم الأول بالجانب الكنسي وبناء
الهيكل، والثاني بالجانب المدني وبناء السور

نحميا
اسم عبري يعنى "تحنن يهوه"، وهو نحميا بن حَكَليا (ربما من نسل يهوذا
الملوكي)، وُلد في السبي، وصار ساقيًا (ترشَاثا) للملك ارتحشستا، وكان قلبه في
أورشليم، إذ سمع بحال أورشليم ناح وصام وصلى لله، فأعطاه نعمة في عيني الملك الذي
قدم له رسائل توصية وأطلقه عام 446 ق.م. لبناء سور أورشليم، تم بناء السور بالرغم من
مقاومة الأعداء له؛ كان عزرا قد سبقه إليها بحوالي 12 عامًا. ويمثل نحميا القيادة
الروحية الحقة [0 لا يشغله مركزه بل آلام اخوته. 0 يؤمن بالصلاة مع العمل 4:1؛
3:6. 0 يؤمن بالعمل الخارجي (السور) مع الداخلي. وجاهد مع الله بالعبادة الحقة،
ومع الملك بالأمانة في العمل مع الشجاعة في تواضعٍ، ومع الشعب ببث روح الرجاء بلا
مهادنة، وضد الأعداء بعدم ارتباك بمناقشاتهم.

 

وقد
كان نحميا، وهو يهودي، يشغل منصبا مكرّما إذ كان ساقي الملك أرتحشستا، ملك
الإمبراطورية الفارسية. وقد كان هذا المركز يدل على الثقة العظيمة، وهو شيء يحسده
عليه الجميع لأنه لا يوجد شخص آخر في المملكة له مثل هذه العلاقة الوثيقة بالملك
بصفته الساقي الشخصي له.

ولكن
نحميا كان واحدا من المسبيين الأمناء الذين كانت قلوبهم في أورشليم (مزمور
4:137-6). فإن مركزه الاجتماعي وملذاته الشخصية وثروته المادية لم تكن لها الأولوية
في تفكيره. ولكن اهتمامه الأول كان بأورشليم وبعبادة الله الواحد الحقيقي.

على
مدى أكثر من 100 سنة كان يبدو من المستحيل إعادة بناء أسوار أورشليم (2 ملوك
8:25-11). فالبقية اليهودية الذين عادوا إلى هناك لم يكونوا أغنياء، والأعداء
الدائمين من الشعوب المحيطة كانوا يدخلون بسهولة ويسرقون المحاصيل وغيرها من
الممتلكات.

كانت
حوالي 14 سنة قد مرت منذ أن قاد عزرا حملته إلى أورشليم، عندما تلقى نحميا بلاغا
عن الفقر الروحي والمادي السائد هناك. يقول نحميا: فلما سمعت هذا الكلام جلست
وبكيت ونحت أياما وصمت وصليت أمام إله السماء (نحميا 4:1). وقد نتج عن صلوات نحميا
أن ملك فارس سمح له بالرحيل وعيّنه حاكما على اليهودية وأعطاه تصريحا بإعادة بناء
الأسوار (نحميا 5:2-7؛ 14:5).

وقد
واجه نحميا مقاومة شديدة من الأعداء المحيطين. بل إن بعض الأشخاص المرموقين في
أورشليم رفضوا أن يتعاونوا معه (نحميا 19:2؛ 5:3؛ 1:4-12). ولكن بالصلاة المستمرة
والإيمان بالله، قاد نحميا الشعب لإكمال الأسوار في زمن قياسي هو 52 يوما (نحميا
15:6).

وبعد
أن كمل بناء الأسوار، اجتمع الشعب أمام عزرا ليقرأ لهم من سفر الشريعة. فأتى عزرا
الكاتب بالشريعة… وقرأ فيها… من الصباح إلى نصف النهار (نحميا 1:8-14). وفي
اليوم التالي جاء القادة إلى عزرا من أجل مزيد من الفهم. وقد نتج عن ذلك أنهم
احتفلوا بعيد المظال. وكان يقرأ في سفر شريعة الله يوما فيوما من اليوم الأول إلى
اليوم الأخير. وعملوا عيدا سبعة أيام (نحميا 18:8). وأدى ذلك إلى مزيد من الصلاة
والاعتراف والصوم والتعاهد مع الله (أصحاح 8-11).

بعد
ذلك رجع نحميا على الأرجح إلى البلاط الملكي في فارس وظل هناك ما يقرب من 12 سنة.
وأثناء غياب نحميا عن أورشليم (نحميا 6:13)، زحفت الشرور إليها ولاقت قبولا. ولكن
عندما عاد نحميا أمكنه تحويل الأمة مرة أخرى عن هذه الشرور وأعاد تأسيس العبادة
الحقيقية (نحميا 7:13-31).

لم
يكن عمل نحميا سهلا وإنما كان مليئا بالمخاطر (نحميا 12:4-14،17-23؛ 2:6-4،1-13).
ولكن نحميا وعزرا اجتهدا كلاهما في توضيح كلمة الله للشعب وفي متابعتها بالتطبيق
(نحميا 8:8،13،18؛ 1:13-30). وقام عزرا ونحميا بتدشين أسوار أورشليم (نحميا
27:12-43)، واستمر نحميا حاكما على أورشليم. إن تقوى وإخلاص هذين الرجلين يجب أن
يكونا حافزين لكل الذين يهمهم أن شعب الله ينفصل عن الخطية ويعيش من أجل إكرام
وتمجيد الرب.

 

كاتب السفر:

نحميا
النبى

نحميا
اسم عبرى معناه " تحنن يهوه " وهو اسم نحميا بن حكليا , من اليهود
المسبيين فى بابل " نح 1 : 1 ", واشتغل فى بلاط الملك الفارسى "
ارتحشستا" ساقيا.. وشاهده الملك ذات يوم حزينا , فأستفسر عن ذلك , واغتنم
نحميا الفرصة واخبره انه حزين للحالة التى وصلت اليها مدينة ابائه واجداده.. القدس…
بسبب الدمار الذى حل بها.. ورجا الملك ان يسمح له بالعودة اليها وبناء اسوارها من
جديد واعادة الحياة الى بيوتها واحيائها الراكدة , وكان ذلك حوالى سنة 445 ق.م.

وتمكن
نحميا من اقناع الملك الذى سمح له بالعودة الى القدس , وامر بارسال كوكبة من
الفرسان لحراسته واعطاء رسائل توصية الى عموم حكام المناطق الفارسية فى سورية..
وعينه حاكما على ولاية اليهودية " نح 1 : 1-2 : 9 و5 : 14".

 

ووصل
نحميا القدس فى السنة ال 20 من ملك ارتحشستا.. اى سنة 444 ق.م.. وكان الكاهن عزرا
قد سبقه الى القدس مند 13 سنة.. واول شىء فعله نحميا هو ان تجول حول المدينة فى
الليل وراقب الاسوار المتهدمة… وفى اليوم التالى صارح الشعب برغبته فى بناء
الاسوار من جديد.. ودعاهم الى العمل معه من اجل تحقيق هذه الامنية.. فوافق الشعب
ولبى نداءه.. وتعهد كل رئيس بيت ببناء جزء من السور على رجاله وعماله " ص 3
".. الا ان هذا العمل لم يرق لسكان المناطق المجاورة الذين خشوا من نمو
النفوذ اليهودى.. وحاول بعض منهم منع لعمل ومنهم " سنبلط الحورونى… وطوبيا
العمونى.. وجشم العربى.." , ولكنهم لم ينجحوا فى مسعاهم.

وامر
نحميا العمال بحمل الاسلحة لصد اى عدوان حتى وهم اثناء العمل " نح 2 : 10 وص
4-6 ". وانتهى العمال من بناء السور وترميمه فى 52 يوما " نحميا 6 : 15
" وكان دلك سنة 444 ق.م.

+
انصرف نحميا الى بناء الشعب " ص 8 " والى احداث نهضة روحية فى صفوفه..
وبدأ ذلك بكتابته الميثاق وختمه من قبل رؤساء الشعب ولاوييه وكهنته.. وهو ميثاق
اعتراف بالله وسلطانه وتعهد بتحقيق وصاياه " ص 9,10 " وحكم نحميا
اليهودية مدة 12 سنة , ثم عاد الى شوشن عاصمة الامبراطورية الفارسية , وكان ذلك
عام 433 ق.م. ولكنه لم يبق فيها طويلا , ورجع الى القدس , حيث استمر يشغل وظيفة
الحاكم العام الى ان توفى….وكان همه فى هذه الفترة توطيد اركان شريعة موسى
" ص 13 : 8-31 " وخاصة بعد ان وجد اليهود فى فترة غيابه قد اخذوا
يتزوجون غريبات ويخالفون وصايا الشريعة.

 

+
كاتب السفر هو نحميا بن حكليا (ربما من نسل ملوكي ليهوذا) و"نحميا" اسم
عبري يعني "تحنن يهوه". ولد في السبي وصار ساقيا (تراشاثا) للملك
أرتحشستا ؛ احتل هذا المركز العظيم ريما خلال تأثير أستير التي كانت حية وهي زوجة
أب الملك. لكن قلبه كان في وطنه، وقد رجع ومعه جماعة من اليهود سنة 445 ق.م وبنى
أسوار أورشليم وأعاد حفظ يوم السبت والتقدمات.

+
إذ سمع بحال أورشليم ناح وصام وصلي إلى الله ولما سأله الملك عن سر حزنه رجاه أن
يعود إلى بلده يبني أسوارها المهدمة، فأعطاه لله نعمة في عيني الملك الذي قدم له
رسائل توصية وانطلق إليها.

+
بني سور أورشليم (كان عزرا قد سبقه إليها قبله بحوالي 12 عاما) بالرغم من مقاومة
الأعداء له.

+
أهتم نحميا بالبناء الداخلي للشعب مع بناء السور، وبعد 12 عاما عاد إلى شوشن عاصمة
الإمبراطورية الفارسية لكنه لم يبق فيها طويلا إذ رجع إلى أورشليم مرة أخري عام
434 ق.م حيث أصبح حاكما عاما اهتم بالإصلاح الروحي لشعب الله.

+
صار نحميا قائدا مدنيا معينا من قبل الملك الفارسي وكان يمثل القيادة الروحية
الحقة :

 
لا يشغله مركزه بل آلام أخوته ترك نحميا الحياة السهلة المترفة الآمنة داخل القصر
ليمارس حياة التعب والآلام لذا صار مصلحا حقيقيا.

 
يؤمن بالصلاة مع العمل 1: 4، 6 : 3 لهذا لم يوجد عيب في شخصيته بل كان شجاعا في
الرب

 
يؤمن بالعمل الخارجي (السور) مع الداخلي

 
جاهد مع الله بالعبادة الحقة، ومع الملك بالأمانة في العمل مع الشجاعة في تواضع،
ومع الشعب ببث روح الرجاء بلا مهادنة، وضد الأعداء بعدم الارتباك بمناقشتهم، لم
تثنيه المقاومة الخارجية ولا الداخلية بل دفعته للعمل بقوة أعظم لإيمانه أنه يعمل
لحساب الرب لا الناس.

 

تاريخ كتابة السفر:

+
تحدث نحميا مشيرا الى نفسه بضيغة المتكلم 1 : 1 : 73 و12 : 31 – 13 : 31. ويحتمل
ايضا ان نحميا هو كاتب الاجزاء التى يشير فيها الى نفسه فى ضيغة الغائب. ويحتمل
انه استخدم سجلات قديمة لبيان الاسماء الواردة فى اصحاحى 7 , 12.

تاريخ
الحوادث الرئيسية فى سفر نحميا هو 445 ق.م. حين ذهب نحميا الى اورشليم لاول مرة
كحاكم " 1:1" و434 ق.م. حين رجع نحميا الى بلاد فارس " 13 : 6
" و424 ق.م. حين رجع نحميا الى اورشليم مرة ثانية ليكون حاكما للمرة الثانية
" 13 : 7 ".

 

يذكر
يوسيفوس وغيره من قدماء الكتّاب أن سفرى عزرا ونحميا كانا سفراً واحداً باسم
"سفر عزرا"، وأول مخطوطة عبرية فصل فيها بين السفرين ترجع إلى 1448،
فأصبحت التوراة العبرية تحتوى على سفر عزرا وسفر نحميا. وفي المخطوطات اليونانية
للعهد القديم (السبعينية) كانا يشكلان أيضاً سفراً واحداً، وأول من ذكر الفصل
بينهما هو أوريجانوس في بداية القرن الثالث بعد الميلاد. وهناك إجماع على أصالة
سفر نحميا، وبخاصة أنه في غالبية السفر يستخدم ضمير المتكلم.

 

كما
أن هناك برديات اكتشفت في 1908 في جزيرة ألفنتين بالقرب من أسوان في صعيد مصر،
وكان بسماتيك الثانى فرعون مصر (593 – 588 ق.م.) من الأسرة السادسة والعشرين، قد
أقطعها لجماعة من اليهود. والبرديات مكتوبة بالأرامية، وفي حالة جيدة، وترجع إلى
القرن الخامس قبل الميلاد، أى إلى فترة الحكم الفارسي لمصر، أى أنها تكاد تعاصر
زمن نحميا.

 

وأهم
ما في هذه البرديات، صورة خطاب مرسل للوالي الفارسي على يهوذا في 407 ق.م. وكان
المعبد اليهودي في الجزيرة قد تهدم قبل ذلك بثلاث سنوات، مما دعاهم للكتابة
ليهوحانان رئيس الكهنة في أورشليم (ارجع إلى نحميا 12 : 12 و13). وفي خطابهم لوالى
يهوذا، طلبوا الإذن لهم بإعادة بناء هيكلهم، وذكروا أنهم أرسلوا طلباً مماثلاً إلى
دلايا وشلميا ابني سنبلط (عدو نحميا – 2 : 10 و19 و4 : 1). وتكشف برديات ألفنتين
أن سنبلط كان حاكماً لولاية السامرة، وأن طوبيا كان حاكما لولاية عمون فى شرقى
الأردن (نح 2 : 10 و19). وهنا نجد دليلاً واضحاً على أنه كانت في يهوذا سلطة
مزدوجة : مدنية ودينية، وأن رئيس الكهنة فى 408 / 407 ق.م. كان يهوحانان (نح 12 :
13).

 

كما
اكتشف علماء الآثار دليلاً آخر على تاريخية سفر نحميا في شكل رسالة وجدت فى "
جرزا " في مصر مرسلة من " طوبيا حاكم عمون " تتعلق بشئون يهوذا.
والأرجح أن مرسلها كان أحد أحفاد طوبيا العموني عدو نحميا، وأن حشم العربى (نح 6 :
6) كان حاكماً على شمال غربي شبه الجزيرة العربية، من قبل ملوك فارس.

 

محور السفر:

+
الرؤيا، الصلاة، القيادة، المشاكل، التوبة والنهضة + الصلاة مع العمل للبناء

+
الاستعداد لمجيء المسيح +إعادة بناء الأسوار والنهضة الروحية

 

سمات السفر:

هل تبحث عن  م التاريخ مجامع الكنيسة مجامع مسكونية المجامع المسكونية والهرطقات 58

+
العبارة المميزة للسفر هى قول نحميا:

"
اذكر لى ياالهى للخير " " 5 : 19 , 13 : 14 , 22 , 31 ".

 

أهم الشخصيات:

 نحميا

 

أهم الأماكن:

 أورشليم

 

غاية السفر:

 السور

 

مفتاح السفر:

 "اذكرني
يا الهي من أجل هذا ولا تمح حسناتي التي عملتها نحو بيت الهي ونحو شعائره (13: 14)

 

إسم نحميا:

اسم
عبري معناه "تحنن يهوه" وهو اسم:

(1)
أحد الذين عادوا من السبي، من بابل، إلى أورشليم مع زربابل (عز 2: 2 ونح 7: 7).

(2)
ابن عزبوق، ساهم في ترميم سور القدس (نح 3: 16) وكان رئيس نصف دائر بيت صور.

(3)
ابن حلكيا، من اليهود المسبيين في بابل (نح 1: 1). واشتغل في بلاط الملك الفارسي
ارتحتشستا ساقيا. وشاهده الملك ذات يوم حزيناً. فاستفسر عن ذلك. واغتنم نحميا فرصة
واخبره أنه حزين للحالة التي وصلت إليها مدينة آبائه وأجداده، القدس، بسبب الدمار
الذي حل بها. ورجا الملك أن يسمح بالعودة إليها وبنا أسوراها من جديد وإعادة
الحياة إلى بيوتها وأحيائها الراكدة. وكان ذلك حوالي سنة 445 ق.م. وتمكن نحميا من
إقناع الملك، الذي سمح له بالعودة إلى القدس، وأمر بإرسال كوكبة من الفرسان
لحراسته، وإعطاء رسائل توصية إلى عموم حكام المناطق الفارسية في سورية، وعينه
حاكماً على ولاية اليهودية (نح 1: 1-2: 9 و5: 14). ووصل نحميا القدس في السنة
العشرين من ملك ارتحشستا، أي سنة ق.م. وكان الكاهن عزرا قد سبقه إلى القدس منذ
ثلاث عشر سنة. وأول شيء فعله نحميا هو أن تجول حول المدينة في الليل وراقب الأسوار
المتهدمة. وفي البوم التالي صارح الشعب برغبته في بناء الأسوار من جديد، ودعاهم
إلى العمل معه من أجل تحقيق هذه الأمنية. فوافق الشعب ولبى نداءه، وتعهد كل رئيس
بيت ببناء جزر من السور على رجاله وعماله (ص 3). إلا أن هذا العمل لم يرق لسكان
المناطق المجاورة الذين خشوا من نمو النفوذ اليهودي، وحاول بعضهم منع العمل، ومنهم
سنبلط الحوروني وطوبيا العموني وجشم العربي، ولكنهم لم ينجحوا في مسعاهم. وأمر
نحميا العمال بحمل الأسلحة لصد أي عدوان حتى وهم أثناء العمل (نح 2: 10 وص 4-6).
وانتهى العمال من بناء السور وترميمه في اثنين وخمسين يوماً (نح 6: 15). وكان ذلك
سنة 444 ق.م.

 

ثم
انصرف نحميا إلى بناء الشعب (ص 8) وإلى إحداث نهضة روحية في صفوفه. وبدأ ذلك في
بكتابته الميثاق وختمه من قبل رؤساء الشعب وولاييه وكهنته، وهو ميثاق اعتراف بالله
وسلطانه وتعهد بتحقيق وصاياه (ص 9 و10). وحكم نحميا اليهودية مدة اثنتي عشر سنة.
ثم عاد إلى شوشن عاصمة الإمبراطورية الفارسية، وكان ذلك عام 433 ق.م. ولكنه لم يبق
فيها طويلاً، ورجع إلى القدس، حيث استمر يشغل وظيفة الحاكم العام إلى أن توفي.
وكان همه في هذه الفترة توطيد أركان شريعة موسى (ص 13: 8-31). وخاصة بعد أن وجد
اليهود في فترة غيابه قد أخذوا يتزوجون غريبات ويخالفون وصايا الشريعة.

 

بعض رسائل السفر:

1-
قوة الصلاة فى فتح قلوب البشر " ص 1 , 2 ".

2-
ضرورة الغيرة المقدسة والحكمة والتعاون فى عمل الرب " ص 2 , 3 ".

3-
يجب ان يجابه الانسان المقاومة بالشجاعة والثقة فى الله " ص 4 , 6 , 7 ".

4-
التوبة شرط اساسى لقبول بركات الله " ص 9 ".

5-
اهمية يوم الرب , والزواج فى الرب , وتقديم العشور , واجراء العدل للمساكين "
ص 5 , 13 ".

 

مضمون السفر:

1
– الخلفية : في 597 ق.م. سبي نبوخذ نصر ملك بابل أول دفعة من اليهود. وفي 586 ق.م.
عاد البابليون إلى أورشليم ونهبوا المدينة وأحرقوها بالنار وأحرقوا الهيكل، وسبوا
ما بين 60-80 ألف من اليهود. وأقام المسبيون في مناطق مختلفة في بابل وكان لهم نوع
من الحرية، فاشتغلوا بالزراعة والتجارة، واقتنى بعضهم ثروات لا بأس بها، وكان
شيوخهم يديرون شئونهم. كما شغل بعضهم مراكز هامة فى الدولة مثل دانيال وأصحابه
الثلاثة. كما كان نحميا ساقياً للملك أرتحشستا، وكانت هذه وظيفة رفيعة لا يشغلها
إلا من كان موضع ثقة. كما ظهر بينهم أنبياء مثل حزقيال، مما ساعد على حفظ المسبيين
من غوايات العبادات الوثنية.

 

وباستيلاء
كورش الأكبر ملك فارس (559-530 ق.م) على بابل، تغير وضع اليهود المسبيين تغيراً
جذرياً، فقد كان كورش رجل دولة مستنير حكيم، فأصدر مرسوماً ملكياً يمنح الحق
للمسبيين في العودة إلى بلادهم، وبناء بيت الرب في أورشليم (عز 1 : 2 – 4). فعاد
فريقان من المسبيين وبنوا الهيكل فى أورشليم فى 516 ق.م. فى موضع هيكل سليمان. ثم
فى عهد الملك ارتحشستتا الأول (464 – 424 ق.م.) عاد فريقان آخران، أولهما بقيادة
عزرا (فى 458 ق.م.) وثانيهما بقيادة نحميا (فى 445 ق.م.). ومن أولئك العائدين
ونسلهم، نشأ الشعب اليهودي منفصلاً عن الأمم وعبادة الأوثان، متمسكاً بالشريعة.

 

2
– القصة فى نحميا : فى شتاء 445 ق.م. كان مقر الملك أرتحشستا في شوشن العاصمة
القديمة لعيلام (نح 1 : 1). وكان نحميا – كما سبقت الإشارة – ساقياً للملك (نح 2 :
1). وجاء إليه رجال من يهوذا كان منهم إخوة حناني، ولما سألهم عن حال الذين بقوا
من السبي في بلادهم، قالوا له : إنهم " في شر عظيم وعار، وسور أورشليم منهدم
وأبوابها محروقة بالنار " (نح 1 : 2 -4)، فأزعجته هذه الأخبار وأحزنته. وبعد
ذلك بنحو أربعة أشهر، قضاها في النوح والصيام والصلاة، حصل على إذن من الملك
بالذهاب إلى أورشليم فى حراسة قوية من جنود وفرسان، وخطابات توصية لسائر الولاة في
البلاد التى سيمر بها، وإلى حارس فردوس الملك ليعطيه ما يشاء من الأخشاب (نح 1 : 5
– 2 : 11)

 

وبعد
ثلاثة أيام من وصوله إلى أورشليم، قام ليلاً باستكشاف الأحوال، فدار حول المدينة،
وأيقن أن واجبه الأول هو إعادة بناء سور المدينة (نح 2: 12 – 3 : 32).

 

وقد
أثار ذلك حفيظة الأعداء المتربصين، وعلى رأسهم سنبلط الحوراني، وطوبيا العبد
العمونى، وجشم العربي، وكانوا أعداء الداء ودهاة ماكرين، فحاولوا أحباط عزيمة
نحميا عن طريق الاستهزاء والاحتقار ونشر الإشاعات الخبيثة، فادعوا أن بناء السور
ما هو إلا مقدمة للتمرد على الملك (نح 2 : 19، 4 : 1 – 3 و7 – 14، 6 : 1 – 9).
ولكن نحميا واجه كل المكايد والمؤامرات بالصلاة، وبغريمة لاتلبن وأصل العمل.

 

ولم
يقتصر الأمر على أولئك الأعداء من الخارج، بل تعرض للمقاومة من بعض الخونة من
الداخل (نح 6 : 10 – 14 و17 – 19). ورغم كل هذه المقاومات، تم بناء السور في زمن
قياسي (نح 6 : 15)، وتم تدشينه في احتفال رائع (نح 12 : 27 – 42).

 

وكانت
استجابة الشعب لقراءة عزرا الكاهن والكاتب لشريعة موسى وتفسير اللاويين لها (نح 8
: 1 – 8) تجاوباً مزدوجاً واضحاً، مصحوباً بالحزن والندامة على الخطية، وكذلك
بالفرح فى الرب وإحياء عيد المظال (نح 8 : 9 – 18)، وبالصوم والصلاة (نح 9 : 1 –
17). ثم قطعوا ميثاقاً وختموه (نح 9 : 38 – 10 : 29) للسير فى شريعة الله وحفظ
جميع الوصايا والفرائض والأحكام. (نح 10 : 30 – 39). ويسجل الأصحاحان الحادي عشر
والثاني عشر مختلف المهام والواجبات المدنية والدينية، وأسماء الأشخاص الذين أُوكل
إليهم القيام بها، ثم التعهد بالانفصال عن الغرباء والزوجات الأجنبيات (نح 13 : 1
– 3).

 

وهنا
عاد نحميا إلى شوشن لرفع تقريره إلى الملك، ثم حصل على إذن آخر بالعودة إلى
أورشليم، حيث وجد بعض المفاسد والانحرافات. فقد وجد ألياشيب الكاهن قد عمل مخدعاً
لطوبيا العموني – عدوه اللدود – في ديار بيت الله، فطرده وأمر بتطهير المخادع. كما
وجد أن أنصبة اللاويين لم تُعطَ لهم، فهجروا الخدمة. ورأى أن الكثيرين لا يحفظون
السبت (نح 13 : 10 – 22)، كما أن الكثيرين قد تزوجوا بأجنبيات (نح 13 : 23 – 25)،
فعالج نحميا كل هذه الانحرافات.

 

وهكذا
يختم نحميا سفره طالباً أن يذكره الله بالخير (نح 13 : 31).

 

موجز السفر:

1
– أخبار سيئة عن الحال فى أورشليم، تدعو نحميا إلى الانسكاب أمام الرب (1 : 1 – 11).

2-
الملك ارتحشستا يمنحه الإذن للذهاب إلى أورشليم حاكماً على يهوذا لإعادة بناء سور
المدينة (2:1-11)

3
– وصوله إلى أورشليم، واستكشافه للحال، ومقاومة الولاة المجاورين (2 : 12 – 20).

4
– قائمة بأسماء من اشتركوا فى ترميم السور وأماكن عملهم (3 : 1 – 32).

5
– محاولة الأعداء إيقاف العمل بأساليب متعددة، من الاستهزاء والتخويف والتهديد (4
: 1 – 23).

6
– المشكلات بسبب شكوى الفقراء من استغلال الأغنياء لهم (5 : 1 – 9).

7
– اتهام الأعداء له بأنه يريد أن يقيم من نفسه ملكاً (6 : 1 – 14).

8
– إتمام بناء السور في 25 يوماً، وتنظيم المدينة (6 : 15 – 7 : 4).

9
– سجل بالعائدين، شبيه بما جاء فى الأصحاح الثانى من سفر عزرا (7 : 5 – 73).

10
– عزرا يقرأ سفر الشريعة، واللاويون يفسرونه للشعب (8 : 1 – 18).

11
– اجتماع الشعب فى صوم وصلاة، ثم عقد الميثاق للطاعة للرب (9 : 1 – 10 : 39).

12
– سجل بسكان أورشليم وما حولها (11 : 1 – 36).

13-
سجل بأسماء الكهنة واللاويين من بدء العودة إلى نهاية عصر الامبراطورية الفارسية (12
: 1 – 26).

14
– تدشين السور وتنظيم العبادة (12:27 -13 :3)

15
– إ صلاحات نحميا التى قام بها بعد عودته من زيارته لشوشن القصر (13 : 4 – 31).

 

أقسام السفر:

يمكن
ان يقسم السفر الى :

اولا
: نحميا يعود الى اورشليم ويعيد بناء الاسوار ص 1 – ص 7

1-
نحميا يقدم صلاة لاجل اورشليم ص 1

2-
ارتحشستا يأذن لنحميا بأن يعود لبناء الاسوار 2 : 1 – 8

3-
نحميا يصل الى اورشليم ويرى حالة السور ليلا 2 : 9 – 16

4-
نحميا يحث على بناء السور بالرغم من المقاومة 2 : 17 – 20

5-
العمال على الابواب ص 3

6-
مقاومة سنبلط ومن معه تستدعى وجود حراس مسلحين مع البنائين ص 4

7-
نحميا يمنع الربا ويعضد المساكين ص 5

8-
الاسوار تتم بالرغم من مقاومة سنبلط وغيره ص 6

9-
حراس فى الابواب 7 : 1 – 3

10-
اجتماع الجماعة وبيان اسماء الدين عادوا مع زربابل عز 2 : 1- 7, 7 : 4 – 73

 

ثانيا
: الاصلاح الدينى الدى قاده عزرا ص 8 – 12

1-
قراءة الشريعة والاحتفال بعيد المظال ص 8

2-
صلاة اعتراف قادها اللاويون ص 9

3-
ختم العهد 9 : 38 – 10 : 39

+
لازواج بالوثنيات.

+
تقديس السبت وسنة السبت.

+
دفع ضريبة الهيكل.

+
تقدمات من الاخشاب واوائل الثمار وتقديم العشور.

4-
سكان يهوذا 11 : 1 – 12 : 26

+
اورشليم 11 : 1 – 24.

+
القرى 11 : 26 – 36.

+
الكهنة 12 : 27 – 43.

5-
تدشين الاسوار 12 : 27 – 43

6-
جامعو التقدمات للكهنة 12 : 44 – 47..

ثالثا
: اصلاحات نحميا فى مدة حكمه الثانية ص 13

1-
ابعاد الوثنيين وخاصة طوبيا 13 : 1 – 9

2-
العشور 13 : 10 – 14.

3-
تقديس السبت 13 : 15 – 22.

4-
منع الزواج من اجنبيات 13 : 23 – 29.

5-
تطهير العبادة وتشجيع القيام بها 13 : 3 و31.

 

محتويات السفر:

 أولا
: الاستعداد للعمل ص 1، 2

 +
نحميا أمام الله ص 1. + نحميا أمام الملك ص 2: 1 – 8.

 +
نحميا يفتقد أورشليم ص2: 9 – 18. + نحميا أمام أعداءه ص2 : 19 -20.

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد جديد إنجيل متى الأكل والشرب فى الجنة ب ب

 

ظهر
نحميا كرجل صلاة ورجل عمل في نفس الوقت :

 
فكان صورة حية للعمل الحق فقد بدأ بالصلاة متكئا علي الله نفسه صاحب الكرم الذي
يبدأ العمل ويكمله.

 
يؤمن بالاتكال علي الله الذي ينجح الطريق لكن دون رخاوة من جانبه.

 
عرض حياته للخطر أمام الملك وواجه الأعداء بقوة إيمانه بالعمل لحساب الله.

 

ثانيا
: البناء ص 3 – 6 :

 +
اشتراك الكل في العمل (ص 3) :

 بناء
السور الذي قام به نحميا يكشف لنا عن العمل الروحي السليم لبناء الكنيسة روحيا
(يبدأ بالكاهن العظيم وأخوته الكهنة ليكونوا قدوة للشعب في العمل بروح الجماعة. لا
لمصالحهم الخاصة إنما لحساب الجماعة كلها)

 +
هياج العدو ص 4 :

 –
بالتحطيم النفسي ص 4 : 1 – 6 – بالتآمر للحرب ص 4 : 7 – 23

 كل
عمل حي يثير الشيطان عدو الخير، فيحاربنا بالطرق النفسية والجسدية لكن ينبغي أن
نحاربه بشجاعة وبقوة متكلين علي الله " إلهنا يحارب عنا " (ع 20)

 +
البناء الداخلي ص 5 :

 بناء
السور لا يكتمل إلا ببناء الداخل، لهذا يطالب نحميا الأغنياء برد الرهائن لأصحابها
المساكين، ويقدم نفسه قدوة، فلا يطلب الجزية الخاصة بالحاكم، ولا يعيش في ترف.

+
إتمام السور بالرغم من المقاومات ص 6.

 

 ثالثا
: تثبيت العمل ص 7 – 12 :

 +
التنظيم والحراسة بحكمة ص 7

 +
البناء بالشريعة الإلهية ص8، وقف عزرا الكاهن علي منبر خشبي وقرأ الشريعة للشعب
وشرحها.

 +
البناء بالتوبة الجماعية ص9 + التعهد بتقدمات للرب ص 10

 +
تنظيم السكني في يهوذا ص11 + تدشين السور ص 12

إن
كان بناء السور ضروريا فبقاؤه أهم!!!. فإن كثيرون يبدؤون بقوة، وبسبب تراخيهم لا
يحتفظون بما نالوه، لهذا اهتم نحميا بتثبيت العمل خلال القيام بتنظيمات هامة.

 

رابعا
: إصلاحات بعد الرجوع الثاني ص 13 :

 +
فرز اللفيف "الغرباء" (قبل سفره) 1 – 3. + رد حقوق الرب (التقدمات) 4 –
14.

 +
حفظ السبت..15 – 22. + رفض الزواج بغريبات 23 – 31.

 –
إذ ذهب نحميا إلى بابل وعاد إلى أورشليم وجد أخطاء كثيرة وبقلب متسع مملوء رجاء
قام بعلاجها.

 –
من بركات الرب عليهم أنه بالسبي لم يعد يمارس اليهود العبادة الوثنية، لكنهم سقطوا
في الزواج بالأجنبيات الوثنيات قام بتأديبهم خاصة الكهنة واللاويين، لذا يحذرنا
الرسول بولس : لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين " (2 كو6: 14).

 

الاستعداد
للعمل ص1، 2

البناء ص3-6

تثبيت
العمل ص7-12

إصلاحات بعد الرجوع الثاني
ص13

يقدم
لنا نحميا صورة حية للإنسان الذي يمزج حياته العملية بالروحية فيظهر كرجل صلاة
يتكئ على الله الذي يُنجح الطريق، لكن ليس في رخاوة من جانبه.

1.
نحميا أمام الله 1

2.
نحميا أمام الملك 1:2-8

3.
نحميا يتفقَّد أورشليم 9:2-18

4.
نحميا يواجه المستهزئين

 19:2-20

بناء
السور يقدم لنا صورة حية للبناء الروحي السليم

1.
اشترك الكل في العمل: 3

[يبدأ
الكاهن العظيم والكهنة ليكونوا

 قدوة
للعمل الجماعي].

2.
هياج العدو عليه: 4

بالتحطيم
النفسي وبالتآمر للحرب ضده.

كل
عمل حيّ بنّاء يثير الشيطان، فيحاربنا

بطرق
نفسية كما بطرق مادية

..
لنقل "إلهنا يحارب عنا" 20:4.]

3.
البناء الداخلي 5

لا
يمكن أن يتحقق بناء السور دون البناء الداخلي،

واهتم
نحميا بالفقراء فطلب من الأغنياء رد رهائنهم

4.
إتمام السور بالرغم من المقاومات 6

بجانب
روحانيته الخاصة، وإصلاحه

الداخلي
مقدمًا نفسه قدوة فلم يطلب

جزية
كحاكمٍ ولا عاش في ترفٍ،

قدم
تدابير حكيمة حتى كما بدأ يكمل.

1.
التدبير والحراسة بحكمة 7

2.
البناء بالشريعة الإلهية 8

3.
البناء بالتوبة الجماعية 9

4.
التعهد بتقدمات للرب 10

5.
تنظيم السكنى في يهوذا 11

6.
تدشين السور 12

ذهب
نحميا إلى بابل وعاد ليجد أخطاء

كثيرة،
قام بعلاجها بقلب مملوء رجاءً:

1.
فرز الغرباء اللفيف ع 1-3

 [قبل
سفره]

2.
ردّ حقوق الرب ع 4-14

           [التقدمات]

3.
حفظ السبت ع 15-22

4.
رفض الزواج بغريبات ع 23-31

 

شرح السفر

نحميا 1 – 3

عندما
جاء حناني، أخو نحميا، من أورشليم أخبر نحميا عن الحالة المؤسفة الموجودة هناك.
يقول نحميا: فلما سمعت هذا الكلام جلست وبكيت ونحت أياما وصمت وصليت أمام إله
السماء (نحميا 4:1).

وعلى
مدى ما يقرب من 3 أو 4 شهور، استمر نحميا مصليا: اذكر الكلام الذي أمرت به موسى
عبدك قائلا إن خنتم فإني أفرقكم في الشعوب، وإن رجعتم إليّ وحفظتم وصاياي
وعملتموها… فمن هناك أجمعهم (نحميا 8:1-9). إن المتشفعين الحقيقيين لا يكتفون
بمجرد تقديم طلباتهم في الصلاة ثم بعد ذلك يذهبون للاهتمام بشئونهم، ولكنهم
يستمروا سائلين وطالبين وقارعين. فإذا كانت قلوبنا مشغولة بإعادة بناء الأسوار
التي تفصل شعب الله عن خطاياهم، فيجب أن نتعرف على المبادئ الأساسية التي اتبعها
نحميا وأن نصلي مثله. فلقد كان أسلوبه فعالا.

عندما
سأل الملك نحميا لماذا هو حزين، أخبره نحميا أن هذا بسبب مدينة إلهه التي يسودها
الدمار (نحميا 1:2-3). لقد كان يُعتبر إهانة للملك أن يكون الإنسان مكتئبا في
محضره، فهذا خطأ قد تكون عقوبته الموت. ونحميا نفسه يقول: فخفت كثيرا جدا (نحميا
2:2؛ قارن مع أستير 2:4). يقول: فصليت إلى إله السماء (نحميا 4:2) وكانت النتيجة
أن الملك أرتحشستا أطلقه مصحوبا ببركته، وقام بتعيينه حاكما على أورشليم وكلفه
بإعادة بناء الأسوار (نحميا 6:2-8).

وعند
وصوله إلى أورشليم، واجه نحميا مقاومة وعداوة مثلما حدث مع زربابل قبل ذلك بمائة
سنة (قارن مع عزرا 4؛ نحميا 4).

وقد
أبدى سنبلط وأتباعه عداوتهم لنحميا قائلين: ما هذا الأمر الذي أنتم عاملون؟ ثم
تحول الاضطهاد إلى افتراء: أعلى الملك تتمردون؟ (نحميا 19:2). إن التلميح بالدوافع
الشريرة هو من الأدوات المفضلة لدى الشيطان لتثبيط همة خدام الرب.

وبالإضافة
إلى المقاومة من الوثنيين التي واجهها نحميا، فبعد التغلب على العديد من المصاعب
رفض قادة اليهود أن يساعدوه – وأما عظماؤهم فلم يُدخلوا أعناقهم في عمل سيدهم
(نحميا 5:3). سوف نجد دائما أمثال هؤلاء العظماء أو أمثال سنبلط العالمي الشرير
يثبطون عزيمة الخدام المخلصين. ولكن إذا كنا نريد النتائج التي حققها نحميا فإننا
نحتاج أن نتأمل بجدية في تكريسه العميق للرب في الصلاة والصوم وفي محبته وحفظ
وصاياه؛ وقد اعترف قائلا: لقد أفسدنا أمامك ولم نحفظ الوصايا (نحميا 5:1-7).

لقد
صام موسى مرتين 40 يوما. ودانيال صام 3 أسابيع. وأستير وجواريها صمن قبل دخولها
إلى الملك. وقد تكلم الرب يسوع مع تلاميذه عن الصوم كما لو كان أمرا شائعا مثل
الصلاة فقال: متى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين (متى 16:6).

وحيث
أن قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يُميله (أمثال 1:21)، فيمكنك أن
تتأكد أن ما يبدأه الرب فإنه يستخدم خدامه الأمناء لإكماله.

إذا
يا إخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين (1 كورنثوس
58:15).

إعلان
عن المسيح: من خلال صلاة نحميا من أجل شعبه (نحميا 4:1-11). المسيح أيضا صلى من
أجل خاصته (يوحنا 17).

 

 نحميا 4 – 6

على
مدى حوالي 100 سنة أوجد اليهود لأنفسهم العذر في عدم إعادة بناء السور الذي كان
قبلا يحيط بأورشليم ويحميها. وقد ألقوا باللوم في ذلك على مقاومة الأعداء. فإن رجل
الإيمان يجد دائما مخرجا، في حين أن الأغلبية يبحثون عن أعذار. لقد وضع نحميا
إيمانه في الرب، قائلا: الرب يحارب عنا (نحميا 20:4). وكلماته هذه تذكرنا بكلام
يهوشافاط مع جنوده: لا تخافوا ولا ترتاعوا… الرب معكم (2 أخبار 17:20) وكلام داود
مع جليات: لأن الحرب للرب (1 صموئيل 47:17).

لم
يدخر سنبلط جهدا في تثبيط عزيمة نحميا سواء من خلال السخرية أو المدح أو التهديد.
وفي النهاية لجأ إلى اتهام اليهود صراحة بالتمرد على فارس. وقد بذل كل ما في
استطاعته من أجل صرف انتباه نحميا محاولا إيجاد فرصة لمناقشة الموقف. ولكن نحميا
يقول: كانا يفكران أن يعملا بي شرا، فأرسلت إليهما رسلا قائلا إني أنا عامل عملا
عظيما فلا أقدر أن أنزل. لماذا يبطل العمل بينما أتركه وأنزل إليكما؟ (نحميا
2:6-3).

إنه
أمر مذهل حقا أن يتم بناء السور في 52 يوما فقط. ولكن روح التكريس كانت قد سرت في
الشعب، فيقول كان للشعب قلب في العمل (نحميا 6:4). ولا بد أنهم ندموا جدا أنهم
انتظروا كل هذه السنين مما أدى إلى تعرضهم للعديد من الغارات من الأعداء المحيطين.

وقد
استخدم نحميا الأساليب البشرية فسلح عماله بسيوفهم ورماحهم وقسيهم (نحميا 13:4).
وكانوا يعملون من طلوع الفجر إلى ظهور النجوم (نحميا 21:4). ولكن اعتماده كان على
الرب إذ يقول: إن إله السماء يعطينا النجاح… وكمل السور (نحميا 20:2؛ 15:6).

لقد
تمسك نحميا بكلمة الله بلا حدود وكان لديه إحساس قوي بأهمية مصير شعب الله، فكان
ذلك هو مصدر إيمانه بأن الله سيعطيهم النصرة. يسجل الكتاب 11 مرة عن نحميا أنه صلى
(نحميا 4:1-11؛ 4:2؛ 4:4-5،9؛ 9:6،14؛ 14:13،22، 29،31). هذا أيضا يقوي إيماننا
بأن كل شيء مستطاع عند الله (متى 26:19).

إن
الإيمان بالرب ينمو من خلال الطاعة المستمرة لكلمته. فيجب أن تتولد لدى جميع المؤمنين
الرغبة في الخضوع للرب على مثال خضوع الرب يسوع لأبيه: لأني لا أطلب مشيئتي بل
مشيئة الآب الذي أرسلني (يوحنا 30:5).

إن
المقاومات أمر متوقع، ونقص الإمكانيات يعطي الفرصة للرب لكي يتمجد. فالمشكلة
الكبرى في خدمة الرب لا تنتج عن المشاكل الخارجية أو نقص الإمكانيات بل هي بسبب
عدم الرغبة في أن نعمل أقصى ما نستطيع بما لدينا من إمكانيات. فمن خلال الصلاة
سيقودنا الرب إلى العون والمعرفة التي نحتاجها لإتمام قصده.

فانظروا
كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة (أفسس
15:5-16).

إعلان
عن المسيح: من خلال نحميا الذي اشترى اليهود الذين كانوا قد بيعوا عبيدا للأمم
(نحميا 8:5). لقد افتدانا المسيح عندما كنا عبيدا للخطية (رومية 14:7؛ 1 بطرس
18:1-19).

 

 نحميا 7 – 8

تحت
قيادة زربابل وعزرا ونحميا، نال المسبيون الراجعون شرف ترميم المذبح والهيكل وأخيرا
أبواب وأسوار أورشليم. وبحسب الظاهر كان كل شيء قد كمل. ولكن القصد النهائي لله من
جهة شعبه كان أكثر من مجرد ترميم المباني والأسوار. فإن هذه الأِشياء تصبح بلا
معنى ما لم يكن الشعب مطيعا لكلمة الله.

وبعد
أن كمل بناء السور تحت إشراف نحميا، اجتمع الآلاف من الشعب في أورشليم منذ الصباح
الباكر لكي يسمعوا عزرا واللاويين يقرأون ويفسرون لهم سفر الشريعة. وقد تولد فيهم
بهذه الطريقة الولاء للعهد الأصلي الذي صنعه أسلافهم بأن يحبوا ويخدموا الرب.
فبدون توجيهات الرب من خلال كلمته، تصبح جميع المجهودات عديمة الجدوى. لقد كان
الفشل السابق شاهدا على جهل بني إسرائيل بكلمة الله وعدم طاعتهم لها.

وبينما
كان عزرا يشرح الكتاب المقدس على مدى ساعات وساعات، كانت آذان كل الشعب إلى سفر
الشريعة… وأجاب جميع الشعب آمين آمين رافعين أيديهم وخروا وسجدوا للرب على
وجوههم (نحميا 3:8،6). وهكذا حدثت نهضة عظيمة إذ أن جميع الشعب بكوا حين سمعوا
كلام الشريعة (نحميا 9:8). لأن بالناموس معرفة الخطية (رومية 20:3) أي أن الوظيفة
الحقيقية للناموس هي أن يجعل الإنسان يدرك ويعترف بالخطية وهذا يقوده إلى التوبة
والإيمان والبر. فإن الخطية هي التمرد على الله.

هل تبحث عن  م الأباء أثناسيوس الرسولى ضد الآريوسيين 01

يجب
أن نفهم أن الله يتكلم إلينا بطريقة شخصية في كلمته. لذلك فإن الاحتياج الذي
يحتاجه المسيحيون بشدة في كل أنحاء العالم هو أن يهتموا جديا بقراءة الكتاب
المقدس. فعندما يقرأ الناس كلمة الله ويرجعوا عن طرقهم الشريرة، لا بد أن تحدث
نهضة.

عندما
نعترف بالخطية ونتركها، فإن الله يغفر لنا ويطهرنا من كل إثم (1 يوحنا 9:1). إن
الله يبعد عنا خطايانا كبعد المشرق من المغرب (مزمور 12:103)، فلا يعود يذكرها
أبدا. لذلك لا ينبغي أن يستمر الشعور بالذنب من أجل الخطية. فلا يحق لنا أن ننبش
في الخطايا الماضية سواء خطايانا أو خطايا الآخرين، وإنما يجب أن نفرح فقط بسبب
محبته الغافرة. لهذا السبب قال عزرا للشعب ألا يحزنوا على الخطايا السالفة: لأن
فرح الرب هو قوتكم (نحميا 10:8). ويذكرنا بولس بأن ننسى ما هو وراء ونمتد إلى ما
هو قدام (فيلبي 13:3). فحيث أن الرب قد سامحنا وقبلنا، فيجب علينا أن نقبل أنفسنا
وكذلك الآخرين أيضا الذين أساءوا إلينا. إن الضمير المتحرر من الذنب هو أحد
البركات العظيمة التي يمتلكها المؤمن.

أثناء
عيد المظال وهو أعظم الأعياد منذ أيام يشوع، كان فرح عظيم جدا. وكان يقرأ في سفر
شريعة الله يوما فيوما من اليوم الأول إلى اليوم الأخير (نحميا 17:8-18).

إن
الفرح هو التعبير الطبيعي عن الحياة الجديدة في المسيح. فهو أحد ثمار الحياة
الممتلئة بالروح القدس – محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة،
تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس [أي لا يوجد قانون يحاكم على هذه الأشياء] (غلاطية
22:5-23).

إعلان
عن المسيح: من خلال تسجيل أسماء المطلوبين لخدمة الكهنوت (نحميا 64:7). يجب أن
نتأكد أن أسماءنا مكتوبة في سفر حياة الحمل، وبعد ذلك يجب أن نبذل كل جهد لكي يكون
أحباؤنا وأصدقاؤنا أيضا متضمنين (رؤيا 12:20،15؛ أيضا لوقا 17:10-20).

 

 نحميا 9 – 10

كان
عيد المظال يستمر من يوم 15 إلى 21 من شهر تشري. وفي يوم 24 من شهر تشري (سبتمبر/
أكتوبر)، وقف الشعب في مكانهم وقرأوا في سفر شريعة الرب إلههم ربع النهار وفي
الربع الآخر كانوا يحمدون ويسجدون للرب إلههم (نحميا 3:9). ولكن قبل ذلك مباشرة،
انفصل نسل إسرائيل من جميع بني الغرباء ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب آبائهم
(نحميا 2:9).

لقد
احتفلوا بعيد المظال على أكمل وجه بحسب ما يتطلبه الناموس، ولكن كان هناك تحرك من
الروح القدس أبعد وأسمى من الناموس. ففي أوقات التوبة والنهضة الحقيقية يتحرك
الروح القدس في قلوبنا بطريقة مختلفة تماما. فإن الخدمات تكون عادة طويلة وتلقائية
بدون وقت محدد. أما الأوقات التي فيها نرغب في خدمات عبادة قصيرة فإن هذا يكون
دليلا على الانحدار الروحي.

عند
استرجاع تاريخ معاملات الله مع بني إسرائيل في البرية، أوضح الكهنة كيف أن الله قد
أعطاهم روحه الصالح لتعليمهم (نحميا 20:9).

نعم،
إن الروح القدس هو الذي قادهم بطريقة معجزية (نحميا 13:9-14). إن الروح القدس –
صوت الله من جبل سيناء – هو الذي أعطى للشعب كلمة الله من خلال موسى. إن عطية روح
الله هي التي استقرت على موسى، وكذلك على السبعين رجلا الشيوخ (عدد 17:11،25)،
والروح القدس هو الذي مسح بصلئيل وأهوليآب وأعطاهما المهارة اليدوية لتنفيذ جميع
العمل في بناء خيمة الاجتماع (خروج 30:35-35؛ 1:36). والروح القدس هو الذي يكون
دائما مستعدا وراغبا في أن يقود كل مؤمن في الوظيفة أو المركز الذي اختاره الله
لحياته.

هذه
هي عطية الروح القدس التي وعد بها الرب جميع المؤمنين: متى جاء ذاك، روح الحق، فهو
يرشدكم إلى جميع الحق (يوحنا 13:16). إن روحه الصالح يسكن في جميع المؤمنين
المطيعين، مثلما قال بطرس للجمع في يوم الخمسين: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على
اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس (أعمال 38:2)؛ ومثلما
وعد يسوع قائلا: روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه.
وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم (يوحنا 17:14).إن الروح القدس هو
الذي يقودنا ويعدنا ويهيئنا للميراث الموعود (يوحنا 8:16-10). والروح القدس هو
الذي يعطي المواهب لكل واحد بمفرده كما يشاء (1 كورنثوس 11:12).

إن
شعب الله يسمعون صوتا لا يستطيع العالم أن يسمعه، ويشعرون بحضور لا يستطيع غير
المؤمن أن يشعر به، ويتمتعون ببركة لا يستطيع العالم الهالك أن يتمتع بها، ويحصلون
على قوة داخلية وسلام لا يستطيع العالم أن يفهمه.

إن
أشد ما يحتاج إليه المؤمنون اليوم هو أن ينظروا بعين الاعتبار إلى أهمية الاعتراف
بأن أجسادنا هي هيكل للروح القدس (1 كورنثوس 19:6). فإن هذا أمر في منتهى الأهمية
إذا كنا نريد من الروح القدس أن يعلمنا وأن يقودنا. فدعونا نحذر لئلا نحزن روح
الله (أفسس 30:4). فهو وحده يقدر أن ينير أذهاننا وأن يبكتنا على الخطية وأن
يزودنا بالقوة لنعيش حياة القداسة – إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون
(رومية 13:8).

إعلان
عن المسيح: كالخالق (نحميا 6:9). الكل به وله قد خلق (كولوسي 16:1).

 

 نحميا 11 – 12

لقد
أمكن إكمال الأسوار المحيطة بأورشليم لأن أشخاصا عاديين كانوا مستعدين أن يتنازلوا
عن مصالحهم الذاتية وأن يتركوا بلاد فارس ويعودوا إلى أورشليم. ومع أنهم لم يكونوا
مدربين على بناء الأسوار إلا أنهم ذهبوا بإرادتهم إلى العمل وعملوا أفضل ما
بوسعهم.

كان
القليلون فقط يعيشون داخل أسوار أورشليم. أما معظم اليهود فكانوا يعيشون في ضواحي
المدينة حيث كانوا يزرعون المحاصيل ويرعون البهائم ويعيشون في سهولة ويسر. ولهذا
السبب لم يكن في أورشليم عدد كاف من السكان لصيانتها وحمايتها – حتى أن الشعب
ألقوا قرعة ليأتوا بواحد من عشرة للسكنى في أورشليم، مدينة القدس، والتسعة الأقسام
في المدن. وبارك الشعب جميع القوم الذين انتدبوا للسكنى في أورشليم (نحميا
1:11-2). كان لا بد من التضحية بالمصالح الذاتية من أجل تدعيم مدينة الله بالسكنى
داخل أسوارها. إن الله مستعد دائما أن يبارك الأشخاص الذين لا يهمهم حقا من الذي
ينال الفضل أو المدح.

مرت
فترة زمنية حوالي 12 إلى 13 سنة بين العددين 26 و27 من الأصحاح 12. وأثناء هذه
الفترة رجع نحميا إلى بابل. وبينما كان نحميا غائبا عن أورشليم، منح ألياشيب
الكاهن لطوبيا، وهو رجل عموني، جناحا في مبنى الهيكل (نحميا 7:13). وكان قبلا
طوبيا وسنبلط، وكلاهما من الأمم، يقاومان على الدوام عمل نحميا، وقد ساءهما مساءة
عظيمة لأنه جاء رجل يطلب خيرا لبني إسرائيل (10:2،19؛ 3:4،7؛ 17:6-19). ولكن بعد
أن أكمل العمل، انتقل طوبيا بكل سرور ليسكن داخل أسوار المدينة ليشارك في المزايا.

وعلى
الرغم من أن جميع المسيحيين الحقيقيين يحبون الرب حقا، إلا أنهم ليسوا جميعا
مستعدين أن يتنازلوا عن مصالحهم الذاتية وأمانهم المادي ليعملوا ما تحتاجه خدمة
الكنيسة أو خدمة الإرساليات لإتمام مقاصد الله. إن الفعلة دائما قليلون. ولكن حمدا
للرب من أجل الذين لا يضعون "حدودا" على القدر الذي "يرغبون"
في تقديمه من حياتهم أو من أموالهم للرب، وإنما يعتبرونه امتيازا أن يتخلوا عن
مصالحهم الذاتية ليخدموا الرب.

في
رحلتنا المسيحية يجب أن نحذر حتى من الأنشطة الجيدة الصحيحة التي قد تسلبنا الوقت
أو المال الذي كان يمكن أن يكون كنوزا في السماء (متى 20:6).

وقد
صور الرب يسوع الفرصة المتاحة لنا بقوله:يشبه ملكوت السموات إنسانا مسافرا دعا
عبيده وسلمهم أمواله. فأعطى واحدا خمس وزنات وآخر وزنتين وآخر وزنة واحدة – كل
واحد على قدر طاقته. وسافر للوقت (متى 14:25-15).

عند
عودة ربنا يسوع سيعطي كل واحد حسابه – والبعض سينالون شرف سماع قوله: نعما أيها
العبد الصالح والأمين! كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك
(متى 21:25).

إعلان
عن المسيح: من خلال الشعب الذي بارك الرجال الذين تطوعوا بأن يعيشوا في أورشليم
(نحميا 2:11). إننا ننال بركة عندما نثبت في المسيح وتثبت كلمته فينا (يوحنا
7:15).

 

 نحميا 13

بمرور
السنين أهمل بنو إسرائيل قراءة الكتاب المقدس وبالتالي فقدوا حماسهم من نحو إرضاء
الله. ويسأل نحميا: لماذا ترك بيت الله؟ (نحميا 11:13). فأثناء غياب نحميا، نجس
بنو إسرائيل الهيكل وأهملوه. وعندما رجع نحميا إلى أورشليم بعد حوالي 12 سنة، صدم
من الأحوال الموجودة بين الشعب – مثل التقصير في دفع العشور وإعالة اللاويين، وكسر
السبت، والتزاوج مع الكنعانيين عبدة الأوثان.

وقد
اكتشف هذا الخادم الأمين لله أن أعظم الشرور ترتكب بواسطة أولئك الذين كانوا ينبغي
أن يكونوا قادة روحيين، حتى أن العديد من الكهنة كانوا قد تزوجوا بنساء وثنيات.
ومرة أخرى اصطدم نحميا بالحكام والقادة الدينيين الذين قاوموا حركته للإصلاح. إنه
حقا يوجد صليب يسبق كل تاج.

وكان
ألياشيب الكاهن قد أعطى لطوبيا العموني جناحا خاصا داخل مباني الهيكل – وطوبيا هذا
كان قد قاوم نحميا منذ عدة سنوات (نحميا 10:2،19؛ 7:4؛ 17:6-18؛ 4:13 ،8، 11، 17، 21،
25). كذلك فإنه هو وابنه يهوحانان كانا قد تزوجا بنساء يهوديات.

ولكن
نحميا لم يستسلم ولم يخضع للروح العلمانية الشائعة والمساومة في كلمة الله، وإنما
بكل إصرار قاوم الحكام والكهنة والنبلاء وسائر الجماعات ذات النفوذ من أجل استعادة
المبادئ التي تكرم الله. يقول نحميا: فخاصمت الولاة… وأيضا حذرهم وأوقفهم عند
حدهم (نحميا 11:13،15،17).

وفي
الحال ألقى نحميا بأثاثات طوبيا خارج بيت الله وأمره بالخروج – هذا يذكرنا بغضب
يسوع الذي بحسب البر عندما ألقى بموائد الصيارفة خارج الهيكل (متى 12:21؛ مرقس
15:11). وبصفته قائدا معينا من الله، استرد نحميا الفرائض الكتابية – والتي تشمل
النظام الكهنوتي للاويين. ومع أنه واجه الكثير من الحزن والإحباط، إلا أن أحدا لم
يستطع أن يوقفه عن عمل الصواب. وهكذا استمر في الإصلاح على الرغم من المقاومة
الشديدة لقيادته. ونجد نحميا مرارا وتكرارا يصلي قائلا: اذكرني يا إلهي (نحميا
14:13،22،31).

إن
معظم المسيحيين الذين يخدمون الرب بصدق لا تكون لهم شعبية كبيرة. في حين أن كثيرين
ممن يعيشون حسب العالم، ويتصرفون حسب العالم، ويتكلمون حسب العالم، يعتبرون أنهم
طالما لديهم شعبية عند الناس فلا بد أن الرب هو أيضا مسرور بمواهبهم أو قدراتهم أو
خدمتهم. ولكن الملك شاول،وأيضا سليمان، يوضحان لنا كيف أن الله لا يمكن أن يسر
عندما نقبل بالمساومة في حياتنا (1 صموئيل 18:15-23؛ 1 ملوك 9:11-11).

علينا
أن نعرف بكل تأكيد أن الشيطان يعمل بكل حيوية وأن مقاومته لكلمة الله لن تتوقف
أبدا إلى أن يأتي يسوع المسيح ويحكم العالم. إن ولاءنا للملك الحقيقي هو الذي
سيحدد مصيرنا.

كل
من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر (1 يوحنا 3:3).

إعلان
عن المسيح: من خلال اكتشاف نحميا أن اللاويين لا يتلقون عشورهم وأنهم يضطرون للعمل
في الحقول (نحميا 10:13). هذا يذكرنا بكلمات المسيح عندما أرسل 70 من أتباعه قائلا
لهم: أقيموا في ذلك البيت آكلين وشاربين مما عندهم: لأن الفاعل مستحق أجرته (لوقا
7:10).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي