الإصحَاحُ
الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ

 

1 فَأَجَابَ
أَيُّوبُ الرَّبَّ: 2 «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلَا
يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ. 3 فَمَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْقَضَاءَ بِلَا
مَعْرِفَةٍ! وَلكِنِّي قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ. بِعَجَائِبَ فَوْقِي
لَمْ أَعْرِفْهَا. 4 اِسْمَعِ الْآنَ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ. أَسْأَلُكَ
فَتُعَلِّمُنِي. 5 بِسَمْعِ الْأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالْآنَ رَأَتْكَ
عَيْنِي. 6 لِذلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ».

 

أخيراً
خضع أيوب لكلمة الرب، واعترف بجهله، وأقر بآرائه الخاطئة، وبصلاح الله في أحكامه
ومخططاته لأجل الإنسان. وتعلم أنَّ الله يستطيع أن يفعل كل شيء. وأنَّ مقاصده تتم
في حينها. وسلم بأنَّه هو نفسه قد أظلم القضاء، وتكلم بكلمات لم يفهمها، ويطلب
الآن أن يسمع له وأن يعلم. فقد عرف الآن قيمة عجزه عن اكتشاف السبب الحقيقي
لمعاملة الله له هكذا. والآن يخضع باتضاع لحكمة الله. فينتقل إلى دائرة النور
والرجاء. لقد اكتشف أنَّ معرفته الأولى عن الله والتي عبر عنها في الأصحاحين 12 و
13، كانت ناقصة. وأخيراً اكتسب معرفة أعمق وأصدق. ورؤية الله لنفسه، هي الآن كنور
النهار الباهر لمن يخرج من كهف مظلم. لقد أصبح في عالم جديد، حيث كل شيء يحيا
ويتحرك ويوجد في الله. وقد زال من قلبه الشك بالله والصعوبة في الاعتراف بعدله.
ولم يعد يحتج بعد. لأنه رأى الله وخضع له. وإيمانه بمعاملة الله الكلي الحكمة معه.
صارت ثابتة ومقررة. لقد جثت نفسه بخجل الندامة على شكوكها وسخافتها، صامته صمت
الشكر والعبادة أمام رب الكل. بمعنى أنه تحقق في ضوء نور الله أنَّ كل شكوكه كانت
سخيفة، والآن يسترد كلماته التي فاه بها بتسرع وبدون تأمل.

 

42: 7
وَكَانَ بَعْدَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ مَعَ أَيُّوبَ بِهذَا الْكَلَامِ أَنَّ
الرَّبَّ قَالَ لِأَلِيفَازَ التَّيْمَانِيِّ: «قَدِ احْتَمَى غَضَبِي عَلَيْكَ
وَعَلَى كِلَا صَاحِبَيْكَ، لِأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ
كَعَبْدِي أَيُّوبَ. 8 وَالْآنَ فَخُذُوا لِأَنْفُسِكُمْ سَبْعَةَ ثِيرَانٍ
وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ وَاذْهَبُوا إِلَى عَبْدِي أَيُّوبَ وَأَصْعِدُوا مُحْرَقَةً
لِأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَعَبْدِي أَيُّوبُ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِكُمْ لِأَنِّي
أَرْفَعُ وَجْهَهُ لِئَلَّا أَصْنَعَ مَعَكُمْ حَسَبَ حَمَاقَتِكُمْ، لِأَنَّكُمْ
لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ». 9 فَذَهَبَ أَلِيفَازُ
التَّيْمَانِيُّ وَبِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَصُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ وَفَعَلُوا
كَمَا قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ. وَرَفَعَ الرَّبُّ وَجْهَ أَيُّوبَ.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد جديد إنجيل لوقا 16

 

تعطي
هذه الأعداد صورة جميلة جداً للعلامات الروحية لاستحسان الله لما صارت إليه حال
أيوب. هذه الدلالات الروحية لها أهمية بالغة بالنسبة لوضع أيوب الجديد مع الله:

 

أشار
الله إلى أيوب بكلمة عبدي أربع مرات.

 

إن
الله امتدح أيوب من أجل بحثه عن الحق بإخلاص. بينما لام الأصحاب على اعتراضهم على
هذا البحث.

 

أكرمه
الله، حين أمر الأصحاب أن يسألوه لكي يصلي من أجلهم.

 

42:
10 وَرَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ أَيُّوبَ لَمَّا صَلَّى لِأَجْلِ أَصْحَابِهِ، وَزَادَ
الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لِأَيُّوبَ ضِعْفاً. 11 فَجَاءَ إِلَيْهِ كُلُّ
إِخْوَتِهِ وَكُلُّ أَخَوَاتِهِ وَكُلُّ مَعَارِفِهِ مِنْ قَبْلُ وَأَكَلُوا
مَعَهُ خُبْزاً فِي بَيْتِهِ، وَرَثُوا لَهُ وَعَزُّوهُ عَنْ كُلِّ الشَّرِّ
الَّذِي جَلَبَهُ الرَّبُّ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ كُلٌّ مِنْهُمْ قَسِيطَةً
وَاحِدَةً، وَكُلُّ وَاحِدٍ قُرْطاً مِنْ ذَهَبٍ. 12 وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ
أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولَاهُ. وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفاً مِنَ
الْغَنَمِ، وَسِتَّةُ آلَافٍ مِنَ الْإِبِلِ، وَأَلْفُ زَوْجٍ مِنَ الْبَقَرِ،
وَأَلْفُ أَتَانٍ. 13 وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلَاثُ بَنَاتٍ. 14 وَسَمَّى
اسْمَ الْأُولَى يَمِيمَةَ، وَاسْمَ الثَّانِيَةِ قَصِيعَةَ، وَاسْمَ الثَّالِثَةِ
قَرْنَ هَفُّوكَ. 15 وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاءٌ جَمِيلَاتٌ كَبَنَاتِ أَيُّوبَ فِي
كُلِّ الْأَرْضِ. وَأَعْطَاهُنَّ أَبُوهُنَّ مِيرَاثاً بَيْنَ إِخْوَتِهِنَّ. 16 وَعَاشَ
أَيُّوبُ بَعْدَ هذَا مِئَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَأَى بَنِيهِ وَبَنِي
بَنِيهِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَجْيَالٍ. 17 ثُمَّ مَاتَ أَيُّوبُ شَيْخاً وَشَبْعَانَ
الْأَيَّامِ.

 

عندما
ننتقل من بركات أيوب الروحية إلى الزمنية، تدهشنا هذه الملاحظة، إنه عندما صلى
أيوب من أجل الآخرين، ردّ الرب إليه بركاته المادية. بمعنى أنه عندما ركز انتباهه
في طلب البركات الروحية للآخرين زيدت له كل الأمور الأخرى. هذه الحقيقة توقفنا
أمام كلمة المسيح: «لكِنِ اطْلُبُوا َأوَّلاً مَلَكُوتَ اللّهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ
كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متى 6:33).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سوكار ر

 

نتعلم
من هذا المثل أنّنا بصلواتنا وخدمتنا الآخرين ننال أحسن البركات لأنفسنا. وأنَّ
الذين لا يقتنعون بنصائحنا لسلوكهم في الحق، يقتنعون بصلواتنا من أجلهم. وقد عرف
بالاختبار أنَّ الصلاة أحسن رد على الاعتراضات، وأفضل حل للمشاكل.

 

ومن
البركات الزمنية التي أغذقت على أيوب، رجوع إخوته وأخواته إليه بعدما كانوا قد
ابتعدوا عنه في زمن ضيقه، كما يبتعد الناس عن كل فقير ومصاب. ورجع أيضاً إليه
معارفه وأصدقاؤه القدامى، ورجعت إليه ثروته. وأعطي من الله بنين وبنات وعمراً
مديداً.

 

الصلاة:
باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا
تنسي كل حسناته، الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كل أمراضك. الذي يفدي من الحفرة
حياتك. الذي يكللك بالرحمة والرأفة، الذي يشبع بالخير عمرك. فيتجدد مثل النسر
شبابك.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي