الْمَزْمُورُ
الأَوَّلُ

 

اَلْمَزْمُورُ
ٱلأَوَّلُ – السلوك

1طُوبَى
لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ ٱلأَشْرَارِ، وَفِي
طَرِيقِ ٱلْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ
لَمْ يَجْلِسْ. 2لٰكِنْ فِي نَامُوسِ ٱلرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي
نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً. 3فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ
عِنْدَ جَدَاوِلِ ٱلْمِيَاهِ، ٱلَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي
أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لا يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ.

4لَيْسَ
كَذٰلِكَ ٱلأَشْرَارُ، لٰكِنَّهُمْ كَٱلْعُصَافَةِ
ٱلَّتِي تُذَرِّيهَا ٱلرِّيحُ. 5لِذٰلِكَ لا تَقُومُ
ٱلأَشْرَارُ فِي ٱلدِّينِ وَلا ٱلْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ
ٱلأَبْرَارِ. 6لأَنَّ ٱلرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ ٱلأَبْرَارِ،
أَمَّا طَرِيقُ ٱلأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ.

(1)
في بداية هذا المزمور يبسط داود مراحل سقوط الإنسان. فهذا المنهج الأثيم الذي
يسلكه الضالون، يبدأ بمشورة خاطئة، سرعان ما تؤدي بمن يقبلها إلى السلوك بحسب
شهوات الغرور، الذي يؤدي إلى طريق الخطية. هذا التدهور الخلقي، صوَّر الرسول يعقوب
مراحله المتتابعة هكذا «كل واحد يُجرَّب إذا انخدع وانجذب من شهوته. ثم الشهوة،
إذا حبلت تلد خطية. والخطية إذا كملت، تنتج موتاً». والمصير بعد ذلك، هو الوقوع في
قساوة المستهزئين، الذين يسخرون بما لله، ويرفضون كل ما هو حق أو بر ليعملوا كل
نجاسة في الطمع.

سلوك،
وقوف، جلوس، مشورة، طريق، مجلس، أشرار، خطاة، مستهزئون. إنها ألوان، تدل على تدرج
وتقدم وتأصل في الشر. إنها مراحل، تبدو من خلالها المبادئ الشريرة، والممارسات
الشريرة، والزمالة الشريرة.

وما
أحرانا بعد أن نرفض الشر، مشورةً وسلوكاً وطريقاً ومنهجاً، أن نحيا حياة الله، كما
رآها داود نفسه، في سلوك الإنسان المتقي الرب، المسرور جداً بوصاياه. الإنسان الذي
يحفظ شهادات الله ومن كل قلبه يطلبه. الإنسان الذي أخضع ضميره لله، وراح يحمده
باستقامة قلب، الإنسان الذي زكى طريقه حسب كلام الله، وعاش كما يحق للرب.

هل تبحث عن  هوت مقارن اللاهوت المقارن 00

(3)
هذا الإنسان شبهه المرنم بشجرة مغروسة عند مجاري المياه. وما أروعه من وصف! ُيطلق
على الإنسان المتقي الرب. لأن الشجرة رمز الجمال والخير. هكذا قال إرميا النبي:
«مُبَارَكٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى ٱلرَّبِّ وَكَانَ
ٱلرَّبُّ مُتَّكَلَهُ، فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى
مِيَاهٍ وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلا تَرَى إِذَا جَاءَ
ٱلْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ ٱلْقَحْطِ لا
تَخَافُ، وَلا تَكُفُّ عَنِ ٱلإِثْمَارِ» (إرميا 17: 7 و8).

ويقيناً
أنّ الشجرة التي تمتد جذورها على مجاري المياه، لا بد أن تعطي ثماراً جيدة في
أوانها. هكذا المؤمن الذي تأصل في كلمة الله. وتأسس في محبة الله، لا بد أن تكون
حياته مثمرة. وأن الله يتمجد، ويسر بثماره. بهذا يتمجد أبي، قال المسيح «أن تأتوا
بثمر كثير، فتكونون تلاميذي». نعم، هذا هو إنسان الله المتأهب لكل عمل صالح. لذلك
كل ما يعمله ينجح. فيا أخي العزيز، الهج بناموس الرب، ولا تدعه يبرح من فمك. لأنك
حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تصلح سيرة حياتك.

لنسِرْ
حسب كلام الله، الذي هو الوسيلة الوحيدة لإصلاح حياتنا، وإنجاح طرقنا. قال بولس
«لتسكُنْ فيكم كلمة المسيح بغنى، وأنتم بكل حكمة معلّمون ومنذرون بعضكم بعضاً،
بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مرنمين في قلوبكم للرب».

(4-6)
الأشرار متقلقلون في كل طرقهم، تحملهم رياح السوء في كل اتجاه. وتنتهي بهم إلى
أهواء الهوان. قد ينجحون في الزمنيات أكثر من الأبرار، لأنهم يقرّون طرق الالتواء
لإنجاح أعمالهم. ولكن في حقيقتهم كالتبن لا قيمة لهم. وفي النهاية لا يبطئ هلاكهم.
إنهم لن يستطيعوا الوقوف أمام رياح دينونة الله، لتبرير أنفسهم. وإن لم يتوبوا،
فسيُطردون من حضرة الله، كما تطرد الريح العاصفة عصافة التبن من البيدر.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر حزقيال 31

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي