الْمَزْمُورُ
الثَّامِنَ عَشَرَ

 

اَلْمَزْمُورُ
ٱلثَّامِنُ عَشَرَ – نشيد الحمد

1أُحِبُّكَ
يَا رَبُّ يَا قُوَّتِي. 2ٱلرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي.
إِلٰهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاصِي وَمَلْجَإِي.
3أَدْعُو ٱلرَّبَّ ٱلْحَمِيدَ فَأَتَخَلَّصُ مِنْ أَعْدَائِي.
4اِكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ ٱلْمَوْتِ، وَسُيُولُ ٱلْهَلاكِ
أَفْزَعَتْنِي. 5حِبَالُ ٱلْهَاوِيَةِ حَاقَتْ بِي. أَشْرَاكُ
ٱلْمَوْتِ ٱنْتَشَبَتْ بِي. 6فِي ضِيقِي دَعَوْتُ ٱلرَّبَّ
وَإِلَى إِلٰهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي، وَصُرَاخِي
قُدَّامَهُ دَخَلَ أُذُنَيْهِ. 7فَٱرْتَجَّتِ ٱلأَرْضُ
وَٱرْتَعَشَتْ أُسُسُ ٱلْجِبَالِ. ٱرْتَعَدَتْ
وَٱرْتَجَّتْ لأَنَّهُ غَضِبَ.

هذا
المزمور يكشف جانباً من اختبارات داود، التي مر بها خلال السنين القاتمة، يوم كان
شاول يطارده. وهذا المزمور موجود بكامل نصه تقريباً في صموئيل الثاني الأصحاح
الثاني والعشرين، منسوباً أيضاً لداود.

(1)
يستهل المرنم هذا المزمور بالتسبيح، فهو بحق نشيد حمد وتعظيم الله الحي. ويطلق
المرنم تسبيحته من قلب، معترف لله بجميله. ويقابل عنايته القوية التي خلصته بمحبة
عميقة، تتناسب مع جودة الله وإحساناته. ويقر بأن ما يتمتع به من قوى معنوية وأدبية
وروحية تعينه على الثبات، هي من الله. ولذلك هو يحبه بشدة.

(2)
يشيد النبي الملهم بعظمة الإله الحي، ويعبر عن ثقته فيه بستة ألقاب، كلها تظهر
قوته:

1.       صخرة:
فالرب غير متزعزع ولا متغير. لذلك يمكن الركون إليه، ويليق به أن يلقب بصخرة
الإيمان. والكلمة في اللغة التي كتبت بها المزامير، تعني شق صخرة وهي ترمز إلى
الارتفاع والمناعة والقوة والثبات.

2.       حصن:
والحصن هو المعقل الأمين، الذي يختبئ فيه الإنسان ليكون في مأمن من أعدائه. فالله
معقل لكل قديسيه، المحتمين به في كل الأجيال. وبهذا المعنى، يكتب الرسول لمؤمني
فيلبي «وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع» (فيلبي
4: 7).

هل تبحث عن  م المسيح المسيح ومعجزاتة 19

3.       المنقذ:
ينقذ أتقياءه من الخطر المحدق بهم، حين تعجز كل الوسائل عن انقاذهم. هذا ما عرفه
داود بالاختبار فكتب في مزموره الحادي والثلاثين «أما أنا فمسكين وبائس. الرب يهتم
بي، عوني ومنقذي أنت».

4.       ترس:
والترس للدفاع والحماية. يرد ضربات العدو، ويحمي المقاتل من سهامه. وهنيئاً لمن
جعل الرب حامياً له، فإنه لا يتزعزع.

5.       قرن
خلاص: أو قوة خلاص للهجوم على العدو، والانتصار عليه. تسلح بالرب يا أخي ضد عدو
النفوس الغاشم فينهزم.

6.       ملجأ:
والملجأ هو المعقل المبني على المرتفع، بحيث لا يستطيع العدو أن يصل إليه. الله
ملجأ لنا وقوة، قال المرنم في مزمور آخر. وبما أن الله ملجأنا فلا نخاف مهما كانت
الحال سيئة والظروف معاكسة.

(3)
هذا هو الرب الذي به يليق الحمد والتسبيح. وإليه يلتجئ المضطر والبائس والمطارد،
لينال الخلاص. هذه التعبيرات في مدلولها القوي، تظهر مدى اتكال داود على إلهه،
الذي اختبر رحمته، ووثق فيه. فهل لك مثل هذا الاختبار، أيها المصلي طالب الله؟ هل
تستطيع أن تقول مع إمام المرنمين: إن الرب الذي دعوته في ضيقي، وصرخت إليه في
صلواتي، قد أنقذني من البلايا. لذلك سأظل أطلبه، وأدعوه بالحمد وتسابيح الفرح؟

(4
و5) يحدثنا داود عن اختبار قاس، مرت فيه نفسه. كان شاول قد أمر عبيده بقتل داود، فقال
في قلبه: إني سأهلك يوماً بيد شاول (1 صموئيل 19: 1، 21: 1) فمن هنا يصور الموت
كصياد، ينصب شباكه لاقتناص الفريسة، فتصور الموت، في أرعب وجوهه.

وأنت
يا أخي، هل تخاف الموت؟ يمكنك أن تتخلص من هذا الخوف بلجوئك إلى الرب يسوع الذي في
يده مفاتيح الموت والهاوية، والذي أعطى كل الذين قبلوه القوة على مواجهة الموت بكل
فرح. وبالحق فإنّ الموت بالنسبة لمفديي يسوع، ليس سوى خادم ينقلهم من دار الفناء
إلى دار البقاء فدعه إذن يعمل ما يشاء، فأنت بالمسيح قد انتقلت من الموت إلى
الحياة.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم أخنوخ الأول 69

(6)
نتعلم من اختبار داود، أن الصلاة هي المفتاح الوحيد، الذي يفتح السماء بكفاية ربنا
يسوع وشفاعته. إنها وسيلة اتصالنا بالله، واتصال الله بنا في كل حين وفي كل الظروف
والأحوال. وكما سمع الرب صراخ داود من هيكل قدسه. هكذا يسمع تضرعات كل المؤمنين.
كما أن قيثارات السماء وتسبيحات الملائكة، لا تمنع وصول صلواتنا إلى أذني رب
الجنود.

(7)
تحدثنا الآية السابعة عن تدخل الله بقوته لإنقاذ فتاه، الذي استصرخ قلبه الإلهي.
فارتجاج الأرض وارتعاش الجبال هنا، يشير إلى تحرك الله لإنقاذ تقيه. هي عبارات
استعارية، صور بها الكاتب قدرة الله على خلاصه وتدمير أعدائه.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي