الْمَزْمُورُ
الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ

 

اَلْمَزْمُورُ
ٱلرَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ – أغاني الملك

7اِرْفَعْنَ
أَيَّتُهَا ٱلأَرْتَاجُ رُؤُوسَكُنَّ، وَٱرْتَفِعْنَ أَيَّتُهَا
ٱلأَبْوَابُ ٱلدَّهْرِيَّاتُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ ٱلْمَجْدِ.
8مَنْ هُوَ هٰذَا مَلِكُ ٱلْمَجْدِ؟ ٱلرَّبُّ ٱلْقَدِيرُ
ٱلْجَبَّارُ، ٱلرَّبُّ ٱلْجَبَّارُ فِي ٱلْقِتَالِ!
9ٱرْفَعْنَ أَيَّتُهَا ٱلأَرْتَاجُ رُؤُوسَكُنَّ،
وَٱرْفَعْنَهَا أَيَّتُهَا ٱلأَبْوَابُ ٱلدَّهْرِيَّاتُ،
فَيَدْخُلَ مَلِكُ ٱلْمَجْدِ؟ 10مَنْ هُوَ هٰذَا مَلِكُ
ٱلْمَجْدِ! رَبُّ ٱلْجُنُودِ هُوَ مَلِكُ ٱلْمَجْدِ. سِلاهْ

نظم
داود هذا المزمور حين انتهت إقامته في حبرون، ولم يبق في البلاد سوى حصن واحد في
يد الأعداء، وهو حصن صهيون، ورأى داود أن يكون هذا الحصن نفسه عاصمة مملكته. ويجمع
المفسرون على أن المرنم الحلو كتب هذا المزمور بمناسبة الاستيلاء على الحصن وجعله
مقراً لتابوت العهد، الذي هو رمز حضور الله وبركته.

كان
يوم فرح عظيم حين سار داود والشعب أمام تابوت الرب في غناء ورقص وأصوات جميع آلات
الطرب. ولعلهم غنوا الترنيمة المحبوبة التي رنمها آباؤهم في عدة مناسبات: قم يا
رب، أنت وتابوت عزك (أخبار الثاني 6: 41) وكان ذلك أعظم يوم في حياة داود، إذ كان
فاتحة عهد جديد، لأنه من ذلك اليوم صارت مدينة القدس عاصمة له.

(7-10)
والآن يقف الموكب أمام بوابات المدينة، وهي الأبواب القديمة، التي يطلب منها أن
ترتفع وتتسع لدخول ملك المجد. والتابوت مثل المجد، لأنه لما أخذ الفلسطينيون تابوت
الله، قالت امرأة فينحاس بعد ولادتها وهي على فراش النزع: زال المجد لأن تابوت
الله قد أخذ (صموئيل الأول 4: 22) وسمت ابنها أيخابود، الذي تفسيره: أين المجد؟
ومع أن التابوت قد عاد، فكان السؤال من الداخل يدل على الشك. لكأن المدينة لم تعرف
ملكاً غير الذين ملكوا عليها سنين طويلة، لذلك كان السؤال: من هو هذا ملك المجد؟
فأجيب بملء الثقة وبلهجة الغلبة والانتصار «الرب القدير الجبار، الرب الجبار في
القتال» إله العهد الذي نصر عبده داود. ومع ذلك بقي السائل من الداخل محجماً
متردداً، لكأنه يمثل تردد الناس في قبول الإله الحقيقي. فسأل ثانية «من هو هذا ملك
المجد؟» فأنشد الجمهور المواكب تابوت الرب «رب الجنود هو ملك المجد!» وعند سماع
اسم الله القادر على كل شيء، ملك الكون، رفعت الأبواب رؤوسها وأدخل التابوت في وسط
أصوات الهتاف والغناء ورنات آلات الموسيقى.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد جديد رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكى 03

أما
من الناحية النبوية فإن الآيات الكريمة تتحدث عن مجيء الرب يسوع ثانية إلى عاصمة
ملكه. يوم ذاك سوف يظهر في مجده غالباً منتصراً، بعد تحطيم أعدائه. وبحسب أقوال
النبوات، ستكون المدينة المقدسة يومئذ مظللة بسحابة مجد، علامة لحضور الرب (إشعياء
4: 5).

هنا
صورة رائعة للرب يسوع، وهو عائد إلى مدينته المقدسة. فبعد انتهاء صراع الأمم
الطويل، يظهر ملك الله المجيد متوجاً بقدرة لا تقاوم. بعد أن رفضه الناس وتجاهلوه
أحقاباً طويلة. والارتاج التي كانت موصدة في وجهه، ها هي تؤمر أن ترفع رؤوسها
لتستقبله له المجد.

أجل
إن تلك الحادثة وما جاء فيها من تفاصيل، هي حادثة رمزية. والمزمور فيها يتطلع إلى
الأمام، إلى استكمال الرمز، بمجيء داود الحقيقي. أي المسيح الرب في مجده الإلهي.
سيأتي في مجده كما رآه يوحنا راكباً على فرس أبيض (رؤيا 19: 11) كالملك المحارب
لخلاص أتقيائه وعتق الأرض، «جبار في القتال».

قال
احد الاتقياء في إيضاح معنى رب الجنود: في عهد الآباء عرف الله باسم إلوهيم أي
الحصن. وفي ايام موسى عرف باسم يهوه أي وجود ذاتي. وفي العهد الجديد عرف بالآب
لأنه أحب العالم بمقدار أنه بذل ابنه الوحيد لفدائه.

أما
في الأيام الأخيرة، بعد أن يكون يوم النعمة قد انتهت ساعاته فإن ملك السموات آت
باسم رب الجنود.

والآن
دعني أسألك برأفة الله، أن تتأمل في معنى هذه الآيات، مصلياً وطالباً إرشاد الروح
القدس. فلعلك تفكر في ما هو لسلامك، وتفيد من يوم افتقاد الرب العظيم، بفتح أرتاج
قلبك، ليدخل ملك المجد. فيحل السلام في قلبك طيلة أيامك هنا. وحين تدعى إلى الرحيل
سيحملك الرجاء على جناحيه إلى ميراث القديسين في النور. حيث سيستقبلك الفادي الرب،
ويقول لك، هيا يا مبارك أبي، رث المجد المعد لك قبل تأسيس العالم.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس و وعد موعد 1

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي