الْمَزْمُورُ
الأَوَّلُ

 

الإنسان
المطوب

يبدأ
معلمنا داود النبى مزاميره

1 –
بكلمة طوبى… وهى نفس الكلمة التى بدأ بها السيد المسيح رسالته على الأرض :

" طوبى للمساكين بالروح…الخ " مت 5 : 3.

وهنا
ينكشف لنا تشجيع الله، فهو يطوبنا عندما نبتعد عن الشر – كما طوب السيد المسيح
بطرس الرسول عند اعترافه بألوهيته " طوباك يا
سمعان بن يونا… "
مع أن اعتراف بطرس لم يكن من ذاته لكن من الله
الآب الذى فى السماء.

قداسة
البابا شنودة الثالث يعرف كلمة " طوبى " بأنها تعنى أمرين هما : "
السعادة والبركة ".

2 –
ويكمل " طوبى للرجل…. " فهو يتحدث بلغة المفرد " لأنه ليس بار ولا واحد…. الجميع زاغوا وفسدوا
معا… "
رو 3 : 12، ولكن يوجد رجل واحد – ابن الإنسان الذى قال "
من منكم يبكتنى على خطية "
. فكأن النبى يرى الكمال فى المسيح وحده الذى
هو جسد الكنيسة، ونحن فى عهد النعمة نأخذ منه لأننا أعضاء فى جسمه، لذلك فى العهد
الجديد قال كلمة " طوبى " بأسلوب الجمع " طوبى للمساكين بالروح…
" فكأن داود النبى قد افتتح مزاميره بالحديث عن الرب يسوع رجاء العالم كله
وكمال الأنبياء والرسل والشهداء… رئيس الإيمان ومكمله " عب 12 : 2

" طوبى للرجل الذى لم يسلك فى مشورة المنافقين،

وفى طريق الخطاة لم يقف،

وفى مجلس المستهزئين لم يجلس " [1]

يرى
بعض المفسرين أن المشى فى مشورة المنافقين يشير إلى التفكير فى الشر، أما الوقوف
فى الطريق فمعناه الدخول إلى العمل، وأخيرا الجلوس فى مجلس المستهزئين
فيشير إلى الأندفاع نحو إغراء الآخرين وتعليمهم الشر، وكأن مراحل الشر الثلاث هى :
التفكير ثم العمل وأخيرا التعليم.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر التكوين 38

" وفى
ناموس الرب يلهج نهارا وليلا "

تفهم
(هذه العبارة) أى بلا انقطاع.. ربما يقصد بالنهار : " فى الفرح "
وبالليل : " فى الضيقات "… فقد قيل : "
أبوكم إبراهيم تهلل بأن رأى يومى فرأى وفرح "
يو 8 : 56….

" وكل
ما يصنعه ينجح فيه "

بمعنى
أنه لا ينجح فقط فى حياته الروحية بل وفى كل جوانب الحياة، لأن النجاح هو سمة
الحياة المطوبة.

" لا يقوم المنافقون فى الدينونة، ولا الخطاة فى مجلس الأبرار
"
[5]

لا يقدر
الأشرار أن يقوموا للدفاع عن أنفسهم فى دار الشريعة، عندما يحل وقت القضاء، فى
الدينونة يرون الرب مهوبا، عينيه كلهيب نار، أما أولاد الله فيرونه عريسا سماويا
يضمهم إلى مجده !

" يعرف الرب طريق الأبرار، أما طريق المنافقين فتباد " [6]

معرفة
الرب ليست إدراكا ذهنيا مجردا بل شركة فعالة (عاموس 3 : 2).

بطريقة
أخرى : المسيح هو الطريق والحياة والحق (يو 14 : 6)، لنسير فى المسيح فيعرف الله
الآب طريقنا.

من
تأملات قداسة البابا شنودة الثالث :

هذا
المزمور له طابع وعظى أو إرشادى.

هناك
مزامير او صلوات يغلب عليها طابع الطلب، وأخرى لها طابع الشكر، وثالثة يغلب عليها
افنسحاق والأعتراف بالخطية، ورابعة عبارة عن كلام تسبيح وتمجيد ؛ أما هذا المزمور
فهو عظة، أو إرشاد تقدمه الكنيسة لك، تتلوه فى باكر كل يوم لكى تتذكر كيف تسلك فى
هذا اليوم بغير عثرة، واضعا وصايا الله أمام عينيك.

والكنيسة
تقدم لك أيضا فى بدء صلاة باكر قطعة وعظية أخرى، عبارة عن فصل من الرسالة إلى أفسس
" الإصحاح الرابع " يقول فيها القديس بولس الرسول : " أسألكم أنا الأسير فى الرب أن تسلكوا كما يليق
بالدعوة التى دعيتم إليها، بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة، محتملين بعضكم
بعضا بالمحبة،.. الخ "

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ ارميا كرامة ة

هذا
الفصل من أفسس، وهذا المزمور، إرشاد لازم فى بدء اليوم.

المسألة
إذن ليست مجرد صلاة، إنما هى أيضا سلوك.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي