الْمَزْمُورُ
الثَّانِي

 

عش ملكا

يقدم
لنا المزمور الأول طريق الأبرار الملوكى، طريق الأتحاد مع كلمة الله نهارا وليلا،
للتمتع بالحياة المطوبة الداخلية، وتحاشى طريق الأشرار المهلك.

الآن
فى هذا المزمور الملوكى يقدم لنا المرتل المسيا " الملك العام " بكونه
الطريق الضيق المجيد، فيه ندخل إلى معركة الصليب الروحية فنصير ملوكا، إذ قيل :
" جعلنا ملوكا وكهنة " رؤ 1 : 6.

1 –
مسيح الرب :

" قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معا،

على الرب وعلى مسيحه " [2]

اهتمت
كثير من المزامير الملوكية بالكشف عن قدسية عمل الملك، خاصة فى هذا المزمور، حيث
ذكر أنه مختار من الله.

لقد مسح (الإبن المتجسد) لينوب عنى فى المعركة الروحية، واهبا إياى
نصرته (1 يو 2 : 13). فيه نصير نحن أيضا مسحاء الرب خلال مسحة الميرون، أعضاء جسده
المقدس، أبناء الله، وذبائح حب من أجل الآخرين.

يقصد
المرتل بالملوك والرؤساء القادة الأشرار الذين مع تباين مصالحهم اتحدوا معا عند
لحظات الصليب ضد السيد المسيح. اتحد ليس فقط الأقوياء بل وأيضا الرعاع، إذ صرخ
الشعب : " اصلبه ! أصلبه ! " وكما يقول ربنا : " ابغضونى أنا
وأبى "
يو 15 : 24. ابغضوه هو وأباه، قائلين : " لنقطع أغلالهما ولنطرح عنا نيرهما "
[3].

 

2 –
السماوى المتوج [2، 4]

" الساكن فى السموات يضحك بهم " [4]

إنه
فى السماء بعيدا عن متناول تهديداتهم ومحاولاتهم العاجزة. هناك يعد عرشه للدينونة،
لذا يسهل جدا الأستهزاء بمحاولات الأعداء.

 

3 –
الإبن الوحيد الجنس [7]

" أنت ابنى وأنا اليوم ولدتك "، ولم يقل : " أنا
خلقتك "
.

لا
يدعو الإبن الله خالقه فى ولادته الأزلية الإلهية، بل أباه.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عَبْدا ا

" هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت " مت 3 : 17. لهذا يخدمه
الملائكة بكونه فوقهم، يسجدون له بكونه أعظم منهم فى المجد، وفوق كل المخلوقات..
وهو وحده ابنه الحقيقى جوهريا.

المسيح
القائم من الأموات :

يسبح
بهذا المزمور فى صلاة باكر بكونه مزمور القيامة…

يختم
المزمور بالقول : " طوبى لجميع المتكلين عليه
"
[12]

الثقة
فيه هى أمر أعظم من الإيمان، فإنه إذ يؤمن إنسان أن ابن الله هو معلمنا يثق أن
تعاليمه هى حق.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي