الْمَزْمُورُ
الثَّانِي عَشَرَ

 

كلام الأشرار وكلام الأبرار وكلام الله

يكشف
المرتل هنا عن فاعلية كلمات بنى البشر الفارغة [1 – 4]، وعلى النقيض من ذلك الأثر
الصالح لكلمات الله النقية [5 – 8]، وعن كلمات أو صرخات الأبرار البائسين [5].
ويعتبر الكلام الشرير أكثر الشرور تدميرا لنفس الإنسان وللشركة الأسرية وللكنيسة.

 

يقدم
لنا المرتل ثلاثة أنواع من الكلام :

1 – كلام
الأشرار :
كذب ورياء وكبرياء… ينطقون بفم أبيهم، إبليس، الكذاب وأبو كل كذب،
المخادع والمتعجرف.

2 – كلام
الأبرار :
تنهدات المساكين بسبب ما يعانونه من ضيق ومتاعب فى هذه الحياة. الرب
أبونا يسمع كلمات القلب وتنهداته الخفية.

3 –
كلام الله
: كلام نقى، مصدر الخلاص.

يرى البعض أن هذا المزمور هو مرثاة جماعية، نطق بها المرتل باسم
الجماعة الخائفة الله، فهى تصرخ تطلب الخلاص والعون من الأشرار الغاشين الذين
حملوا صورة الرياء والكذب من جانب، وصورة العنف والظلم من جانب آخر… يعلن المرتل
كيف طال انتظار شعب الله مترجين عمل الله الخلاصى لحفظهم من المنافقين، لقد وجدوا
الإجابة شافية فى كلمته الإلهية التى تقدم وعوده الإلهية !

 

" خلصنى يارب فإن البار قد فنى،

والحقوق قد قلت من بنى البشر " [1]

تطلع
داود النبى فى مرارة نفسه ليجد كأن جيله قد خانه، صار كمن يتعامل مع بنى بليعال،
ليس بينهم بار يثق فيه.

لعل
داود النبى كان يتكلم باسم السيد المسيح الذى جاء ليخلص العالم، فقد فسدت الطبيعة
البشرية وضاع الحق من حياة الإنسان، لذلك يصرخ بإسمنا طالبا الخلاص بتجديد طبيعتنا
واتحادنا مع الحق !

لا طريق
لعودة الحياة البارة ورجوع الحق إلى العالم إلا بخلاص السيد المسيح، لهذا يبدأ
المرتل بصرخة قصيرة وقوية : " خلصنى يارب ".

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جابر 1

 

" الآن أقوم يقول الرب،

أصنع الخلاص علانية،

كلام الرب كلام نقى،

فضة محمية مجربة فى الأرض،

قد صفيت سبعة أضعاف " [5، 6].

تقود كلمات
البشر المتغطرسة إلى الإلحاد، إذ يقولون :

 " شفاهنا
هى منا، فمن هو ربنا ؟! "
أما ربنا فكلماته نقية، مثل الفضة المصفاة بالنار سبعة مرات،
كلماته فى حقيقتها هى وعود مقدمة لنا، تضمن لنا أماننا فيه.

+
" صفيت سبعة أضعاف "، وذلك :

1 – بمخافة الرب.

2 – بالصلاح.

3 – بالمعرفة.

4 – بالقدرة.

5 – بالمشورة.

6 – بالفهم.

7 – وبالحكمة (إش 11 : 2).

إذ
توجد سبع درجات للتطويب، صعد عليها الرب كما جاء فى متى، فى نفس العظة التى نطق
بها على الجبل (مت 5 : 3 – 9).

" وأنت يارب تنجينا وتحفظنا،

من هذا الجيل وإلى الدهر " [7].

إنه أمان وسط الضيق.

يبقى الأشرار مقاومون لأولاد الله فى كل جيل وفى كل موقع فى العالم
حتى انقضاء الدهر، وتبقى كلمة الله مخلصة لنا وحافظة إلى التمام.

+ كلمتك يارب واهبة الخلاص !

هى حصنى وخلاصى، هى بهجتى وكل حياتى!

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي