الْمَزْمُورُ
الثَّالِثَ عَشَرَ

 

إلى متى
يارب…؟

يبدو
أن داود قد واجه تجارب لا تنتهى فى فترة ما من حياته، وقد جاء هذا المزمور بمثابة
تضرع يسكبه أمام الله حتى يعينه ضد أعدائه.

من
تأملات قداسة البابا شنودة الثالث :

إنه
أحد مزامير صلاة باكر. وهو مزمور أنين وشكوى وعتاب من إنسان فى ضيقة، وقد طال عليه
الوقت فى ضيقته.

ولذلك
فإن عبارة (إلى متى ؟) تكررت أربع مرات فى صلاة هذا المزمور :

قال :
إلى متى يارب تنسانى ؟ إلى الإنقضاء. حتى متى تحجب
وجهك عنى ؟ إلى متى أردد هذه الأوجاع فى قلبى، وهذه الأحزان فى نفسى النهار كله ؟
إلى متى يرتفع عدوى على ؟

هذا
التكرار لم يكن تذمرا، إنما لجاجة فى الصلاة.

هو
لون من الإلحاح على الرب. فمهما طالت به المدة فى ضيقته، لا ييأس، وإنما يرفع قلبه
إلى الله متضرعا وقائلا : إلى متى ؟ رغبة منه فى أن يتدخل الله لإنقاذه…

عبارة
(إلى متى) تظهر لنا أن أوقات الألم تبدو طويلة..

إن
ساعة واحدة فى ألم شديد من مرض قاس، تبدو أطول من ساعات أو ايام فى المتعة
والبهجة. دائما لحظات الحزن والوجع والألم طويلة، وأيام الفرح تبدو قصيرة.

إن
يعقوب أبا الآباء خدم من أجل راحيل 14 سنة "
وكانت فى عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها "
(تك 29 : 20)..

داود
هنا يعاتب الله : لماذا تقف ساكتا فى ضيقتى ؟ "
أسرع وأعنى " (
مز 70).

إن طالت عليك أوقات الألم، فكر فى سببها. ربما يكون داخلك !

ربما
طالت بسبب عدم صبرك، أو عدم إحتمالك ! قد يشعر الإنسان بطول فترة الضيقة، إذا لم
يستطع القلب أن يصرفها من الداخل.. إذا كان فى القلب شىء من الضجر أو التذمر أو
عدم الصبر، أو عدم الإيمان بأن الرب سيخلصه وينجيه. وهكذا يفقد الرجاء أيضا، فيتعب

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أفبـولس س

إن حلت بك ضيقة، لا تركز أفكارك فى الضيقة ومتاعبها، وإنما فى الله
الذى سوف ينجيك منها…

انشغل
عن الضيقة بالتفكير فى شىء آخر. فكر فى إحسانات الله، وفى وعوده، وفى أعمال محبته.
وفى كل ضيقة تمر بك، قل لنفسك هذه العبارات :

 مصيرها تنتهى، كله للخير.. ربنا موجود…..

إنه مزمور يبدأ بالأنين والشكوى والصراخ، وينتهى بالشكر والفرح
والتهليل والتسبيح.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي