الْمَزْمُورُ
الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ

 

مضمون هذا المزمور :
سهام العدو وعناية الله

+
تنبأ داود فى هذا المزمور حينما كان ساكنا فى مصفاة موآب حيث كان شاول يطارده
وأرسل الله له جاد النبى قائلا لا تسكن فى مصفاة موآب بل إرجع إلى أرضك.

+ هذا
المزمور يبين القتال الثائر على القديسين من القوات المضادة العقلية. ربنا له
المجد علم تلاميذه الصلاة الربانية وأمرهم أن يختموا صلاتهم بإكليل الغلبة طالبين
النجاة من الشرير – خزاه الله – لأنه إذا تم هذا الأمر يكونوا قد بلغوا إلى
الميناء الصالح، ووقفوا فى ميعاد الخيرات.

 

1 – " استمع يا الله صوتى فى شكواى. من خوف العدو أحفظ حياتى
"

+
أعنى استجب يا الله تضرعى ونجنى من مخافة العدو.

+ إن
الخوف نوعان خوف الله وخوف الناس، فأما خوف الله فهو محبوب وأما خوف الناس فهو
مكروه، فيطلب النبى إزالة خوف الناس مثل شاول وأمثاله لأنه خوف مبغوض ومؤذى للنفس،
لذلك قال (احفظ حياتى) وعن هذا الخوف قال إشعياء النبى (ولا تخافوا خوفه ولا
ترهبوا. قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم) (إش 8 : 12، 13).

 

2 – " استرنى من مؤامرة الأشرار من جمهور فاعلى الإثم "

+
الأشرار تآمروا معا فى أخذ نفسى وهم يشجعون بعضهم بعضا على ذلك فأنت يارب تحفظنى
وتسترنى من مؤامرتهم. وهذا القول أيضا نبوة عن مؤامرة رؤساء اليهود لقتل ربنا يسوع
المسيح ورسله، ولكن الله حطم مؤامرة الأشرار بقيامته من الأموات.

 

3 – " الذين صقلوا ألسنتهم كالسيف. فوقوا سهمهم كلاما مرا
"

+
فشاول لم يكن يصقل لسانه وراء النبى بل سيفه لأن وقت ترتيل هذا كان النبى ساكنا فى
مصفاة موآب فأرسل إليه جاد النبى من قبل الله وقال له لا تسكن فى مصفاة موآب لكن
اذهب وأدخل أرض يهوذا وكان قول الله للنبى هذا لأجل سببين :

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ى يانوح ح

+
أولا : لئلا يستوطن فى أرض ذلك الشعب الفاجر والغاش الذى قال عنه أنه لا يدخل إلى
جماعة الرب ولا فى الجيل العاشر، لئلا يصير شريكهم فى الخطية أو يميل بقلبه إلى
محبة الموآبيين.

+
ثانيا : لئلا إذا صار حاله فى راحة من خوف الأعداء يتعوق عن السعى فى الفضيلة،
لأنه كلما أزداد الأعداء فى إضطهاد الرجل الفاضل، كلما ازداد الألتجاء بالله
مستعينا به، فلهذا قد أمر النبى أن يذهب إلى أرض أبيه حيث روح الحسد الفاعل فى
شاول لا يدعه يهدأ من القتال.

 

4 – " ليرموا الكامل فى المختفى بغتة يرمونه ولا يخشون ".

+ من
يستطيع أن يعرف الأماكن التى يخفون فيها فخاخهم ؟ واى آذان تقدر أن تسمع طنين وتر
قوسهم. وأى عين تقدر أن تنظر السهام النافذة الخارجة من القوات المضادة، فمنهم
حسدا ومنهم قتلا ومنهم فى الفجور ويكمنون والبعض منهم فى محبة الفضة والبعض فى
الكذب يختفون….

7 – " فيرميهم الله بسهم بغتة كانت ضربتهم "

+
الشرير مثل الزوبعة تبحث عن مكانه فلا تجده، أن الله يصبر عليه لكى يتوب ولكن إذا
لم يستجب يرميه الله بسهم غضبه بغتة فلا تجده، كما حدث مع هيردوس الملك حين لبس
الحلة الملوكية. (أع 12 : 22، 23).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي