الْمَزْمُورُ
السَّابِعُ وَالسِّتُّونَ

 

مضمون هذا المزمور : البركة

+
يرجح أن هذا المزمور هو للشكر فى وقت الحصاد. وكما أن المزمور الخامس والستين هو
للمزروعات التى لا تزال فى حالة الأخضرار. فإن هذا المزمور هو وقت جمع الغلال.
ويقدم الفلاح الشكر لله على إحساناته العميمة. ويرى كل إسرائيلى مؤمن بالله أن كل
حصاد هو بالحقيقة ميعاد يستوجب على المؤمن أن يقدم الشكر لله. بل هو تعاهد وتعاقد
مع الله حتى يستمرفى جوده الذى لا حياة للإنسان بدونه.

+ بعض
المفسرين القدماء قد أطلقوا على هذا المزمور اسم " أبانا الذى " فى
العهد القديم. وكبمة يباركنا مكررة ثلاث مرات وهى تحمل طابع بركة الكاهن التى كان
يقولها مخاطبا الشعب ثلاث مرات بالبركة.

 

1 – " ليتحنن الله علينا وليباركنا. لينر بوجهه علينا. سلاه
"

+ إنه
فى سفر العدد قد كتب أن الله قد شرع على هارون وبنيه بأن يباركوا الشعب، قائلا
لموسى كلم هارون وبنيه أنهم يباركون الشعب بهذا القول (يباركك الرب ويحرسك. يضىء
الرب بوجهه عليك ويرحمك. يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاما) (عد 6 : 24 – 26).
هكذا يقولون (ويضعون اسمى عليهم) وهذه البركة كان من اللائق بها مدينة أورشليم.
حيث يصدق منطوقها. لذلك قالها النبى لما سبق ونظر بالروح القدس جلاء الشعب إلى
بابل وأيضا إيابه إلى وطنه تكلم بأقوال هذه البركة نفسها.

+
وقال القديس كيرلس أن وجه الله هو إبنه الوحيد لأنه صورته ورسم جوهره كقول الرسول
بولس. وقال ربنا له المجد (من رآنى فقد رأى الآب وأيضا أنا والآب واحد) (يو 14 :
9، 10). وقد ظهر لنا وجه الله الآب لما أشرق علينا إشراقا من العلو بتجسد الإبن
الوحيد وبه كانت لنا رأفة ورحمة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب برد د

 

2 – " لكى يعرف فى الأرض طريقك وفى كل الأمم خلاصك ".

+ قال
القديس استاريوس : إن طريق الله هى شريعته ووصاياه وكانت قديما معروفة فى أرض
اليهودية فقط. وأما بظهور وجهه على الأرض أعنى بتجسد ربنا صارت طريق الله وسننه
معروفة فى جميع الأمم.

 

3 – " يحمدك الشعوب يا الله يحمدك الشعوب كلهم "

+ إن
تكرار قوله (يحمدك الشعوب) يزيد الناس نشاطا ويزيد همتهم على الشكر والإعترافات
بحسنات الله.

 

4 – " تفرح وتبتهج الأمم لأنك تدين الشعوب بالأستقامة. وأمم
الأرض تهديهم. سلاه "

+
فإنه عوض بنى البشر يذكر الأمم لأن الدرجات التى سيرتقونها بنو النور ليست على
السوية كون الفائزين بإكليل الرسولية هم يتلألأون فى الرتبة أولون ويتلوهم
الأنبياء فى الملكوت وبعد الأنبياء يوجد المعلمون ولأجل عدم مساواة أكاليلهم وضع
اسم الأمم المتهللة فيقول (لأنك تدين الشعوب بالأستقامة وأمم الأرض تهديهم). قوله
تدين الشعوب يعنى الماردين والغير طائعين يخاصمهم فى يوم الحكم والدين ثم بعد ذلك
يكرر الكلمة ويقول (يحمدك الشعوب يا الله).

 

5 – " يحمدك الشعوب يا الله يحمدك الشعوب كلهم ".

+ إن
النبى يدعو كافة الناس إلى التوبة والأعتراف بإحسان الله فقوله الشعوب جميعها
يحتوى على نبوءة فى أنه كان مزمع بكل مكان يقرب لله ذبيحة التسبيح والصلاة وليس فى
اليهودية وأورشليم فقط بل فى جميع الأماكن.

 

6 – " الأرض أعطت غلتها. يباركنا الله إلهنا ".

+
يقول النبى (أرضا) عن سكان الأرض من البشر لأنه قد قيل للإنسان (إنك تراب وإلى
تراب تعود) (تك 3 : 19). فهذه الأرض المعنوية قد أعطت ثمرتها التى هى الإيمان
المستقيم والأعمال الموافقة للإيمان لذلك استحقت بركة من الله لتقديمها ما يرضيه.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد جديد إنجيل متى Matthew 04

 

7 – " يباركنا الله وتخشاه كل أقاصى الأرض ".

+
فيبارك الله الأرض والقديسين فى أثمارها الذين سوف تخرجهم، حينئذ يعلن خوفه
وسلطانه على كافة أقطار أرض الأحياء. وترهبه كافة أقطار المسكونة. فجميع المتنعمين
بميراث أرض الأحياء يعترفون ويمجدون فرحين مسرورين ويشكرون الله مسيحنا فادينا إلى
أبد الآبدين. إن الذين يتذكرون دينونة الله دائما فذاك يصنع أعمالا صالحة ويستحق
لأخذ البركة من إله المجد دائما.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي