الْمَزْمُورُ
الرَّابِعُ وَالسَّبْعُونَ

 

مضمون هذا المزمور : رجسة الخراب

+ هذا
المزمور يعبر عن زمان اضطهاد، ويستنجد النبى بالله أن ينهض لمقاومة العدو الذى دنس
مقادس الله وهدم معابده وكأنما لم يبق نبى لله فى الأرض بعد وتكاد عبادة الله
الحقيقى تضمحل لشدة الأضطهاد ولعدم المكترثين.

+
ويعبر أيضا عن أنه من البدء دعى الله الإنسان، كما دعى الكنيسة، وعن حروب الشيطان
مع جنس البشر، وفى أن القوات المضادة يخيبون بقوة الله.

 

آيات
من المزمور

" لماذا رفضتنا يا الله إلى الأبد. لماذا يدخن غضبك على غنم
مرعاك "

[74 : 1]

+ قوله
(إلى الأبد) يدل على أن العبرانيين أقاموا فى عبودية مصر نحو (أربعمائة وثلاثون
سنة) (حز 12 : 40، غل 3 : 17) وأما فى بابل سبعين سنة (ار 29 : 10) وأما فى مضايقة
أنتيخوس سبعة سنين ونصف وكان الله قد سبق وأخبر بمدة زمانها وكان فيهم أنبياء
وصديقون يخبرون بعتقهم ولكن سبيهم من الرومانيين [بعد صعود السيد المسيح بحوالى 70
عاما] وتشتتهم فى البلاد وعبوديتهم الشديدة سبب ذلك هو اشتداد غضب الله عليهم بسبب
صلبهم المسيح.

 

" ارفع خطواتك إلى الخرب الأبدية. الكل قد حطم العدو فى المقدس
"
[74
: 3].

+
يرجو من الله أن يصعد إلى جبل المريا حيث يرى ما تركه العدو من آثار الهيكل بعد
تحطيمه وقد تمادى هذا المخرب فى عبسه وعدوانه وقد حطم كل شىء.

 

" قد زمجر مقاوموك فى وسط معهدك جعلوا آياتهم آيات "

" يبان كأنه رافع فؤوس على الأشجار المشتبكة " [74 : 4، 5]

+
قوله " قد زمجر مقاوموك فى وسط معهدك " أى أنهم نصبوا رايات الغلبة
وشعار الوثنية داخل الهيكل أعنى فوق أبواب أورشليم وظن الوثنيون أن نصرتهم هى عمل
قدرتهم ولم يعلموا أن هذا كان بسماح من الله، وهكذا أجرى لهم أيضا بعد أربعين سنة
من كم الرومان إذ أن اليهود فى أيام فصحهم قد سلموا المسيح لبيلاطس الرومانى
قائلين له ليس لنا ملك غير قيصر وصلبوه لذلك سلمهم الله إلى أهل رمية وإلى اقتدار
قيصر كأسرى يوم فصحهم حينما كانوا كلهم يجتمعون من كل كورة فى أورشليم ليعيدوا
وكان محاصرهم (اسبسيانوس) مع عساكره وكسرهم وتم كل ما سبق وخبر عنه المسيح ربنا
ونصبوا رايات الغلبة على أبواب المدينة وهدموا الهيكل وأحرقوه.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر إرميا 23

+
جعلوا آياتهم آيات هذه الآيات ليست هى رايات الظفر بل هى رجسة الخراب التى تكلم
عنها دانيال النبى (دا 11 : 31).

 

" قم يا الله. أقم دعواك. أذكر تعيير الجاهل إياك اليوم كله
"
[74
: 22].

" لا تنس صوت أضدادك ضجيج مقاوميك الصاعد دائما " [74 : 23]

+
يأتى المرنم بختام هذا المزمور على شكل مؤثر وهو يطلب من الله أن يقيم دعوى البائس
المسكين لأنه لا يستطيع أن يقيمها من نفسه وموضوع الدعوى التى يقيمها أن الظالم قد
عير اسم الله لذلك يستحق العقاب الشديد فلهجة هذه الصلاة حكيمة ومعتدلة لا تدل على
الحقد والضغينة لأن المرنم يطلب مجد الله وعزه لا مجد الناس مهما عظم شأنهم.

+
فحكم الله هذا هو أن يخلص الإنسان وجميع الشعوب ينجون من ظلم بابل لذلك قد صار
وقوعه بالفعل لأجل هذا قد قال ربنا " أن رئيس
هذا العالم يأتى وليس له فى شىء "
(يو 14 : 30).

ويسمون
أعداءه ومبغضيه لأنهم حرضوا الشعب الجاهل الذين هاجوا على الله وصلبوه فهو ينتقم
ويصنع حكما ويخزى الأعداء إلى أبد الآبدين آمين.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي