الْمَزْمُورُ
الرَّابِعُ وَالثَّمَانُونَ

 

السكنى فى
بيت الله

آيات
من المزمور :

1مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ
يَا رَبَّ الْجُنُودِ. 2تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ.
قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالْإِلهِ الْحَيِّ. 3اَلْعُصْفُورُ أَيْضاً
وَجَدَ بَيْتاً، وَالسُّنُونَةُ عُشّاً لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا،
مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ، مَلِكِي وَإِلهِي. 4طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي
بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلَاهْ.

5طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ.
6عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً
بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ.

موضوع هذا المزمور هو الاشتياق إلى بيت الله، حيث يتمتع المؤمن بفرح
التعبد لله. وقد كتب داود هذا المزمور في اثناء هربه من أبشالوم. كان المرنم يومئذ
قد أُقصي عن عرشه، وأُبعد عن بيت الله المقدس. ولذا كانت نفسه مشتاقة جداً إلى
الله.

(1-3)
يبدأ المرنم بوصف جمالات بيت الرب، حيث تمتع بحلاوة السكنى فيه، بعيداً عن ضوضاء
العالم ومشاكل الحكم. في أيام داود لم يكن الهيكل قد بني. وكانت العبادة الجمهورية
تمارس في خيمة (صموئيل الثاني 6:17، أخبار الأيام الاول 16:1). وهذه الخيمة أقامها
داود، ووضع فيها تابوت العهد. وهي امتداد للخيمة التي أمر الله موسى أن يقيمها في
البرية، لكي يسكن الله فيها بين شعبه (خروج 25:8-9) وكانت تودع فيها ألواح الشريعة
والشهادة، ولذلك سميت مسكن الشهادة (خروج 38:21) وقد أطلق عليها أيضاً اسم بيت
الرب.

وقد
صنعت الخيمة من خشب السنط الذي كان ينبت في البرية، ومن جلود الحيوانات، والذهب
والفضة، والنحاس، وأدوات الزينة. وهذه كلها تبرع بها الشعب بكل حماس (خروج 35:21-29)
وقسمت الخيمة إلى ثلاثة أقسام:

المسكن – صنع من البوص المبروم
المطرز بالكاروبيم، ومن ألواح للمقدس وقدس الأقداس.

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد قديم سفر إرميا خدام الرب الإله ه

الخيمة – كانت فوق المسكن، وكانت
مصنوعة من شعر المعزى.

 الغطاء – كان مصنوعاً من جلود
الكباش والتيوس. وكان يوضع فوق الخيمة والمسكن، لوقايتها من الشمس والمطر.

وأحيط
دار المسكن بشقق من بوص مبروم علوها ثمانية اقدام، معلقة بعواميد من نحاس، بواسطة
عُرَى من الفضة. وكان طول المسكن 150 قدماً وعرضه 75 قدماً. وكان عرض المدخل إلى
شرقي المسكن ثلاثين قدماً، ومغطى بشقة من بوص مبروم، مطرز فيه كروبيم وأثبتت
العواميد بحبال وأوتاد من نحاس. وكانت رزز الأعمدة وقضبانها من فضة.

وبقرب
الطرف الغربي من الدار كان طول الخيمة 45 قدماً، وعرضها 15 قدماً، وعلوها 15
قدماً. وكان جانباها ومؤخرها مغلفة بألواح. ولكل لوح طرفان من الفضة يدخلان في
قاعدتين من فضة. وكانت الألواح موصولة بعوارض من خشب السنط مصفحة بذهب. وكان مدخل
الخيمة مغطى بشقة مزخرفة معلقة على خمسة عواميد. وانقسم داخلها إلى القدس وقدس
الأقداس، يفصل بينهما شقة مطرزة، من أعلى المسكن إلى أسفله. وسميت هذه الشقة
بالحجاب. وكان في دار المسكن:

أ- مذبح
المحرقة، بقرب مركز الدار.

ب-المرحضة،
وسميت أيضاً بحر النحاس (ملوك الأول 7:23) وكانت بين المذبح والخيمة. وكان في
المرحضة ماء لغسل أيدي الكهنة عند دخولهم إلى القدس.

أما
أثاث الخيمة فهو: (أ) منارة الذهب إلى اليسار (ب) مائدة خبز الوجوه (ج) مذبح
البخور (د) تابوت العهد.

وكان
صنع الخيمة دقيقاً، بحيث يمكن فكها وحملها ونصبها في مكان آخر، بكل سهولة. ويخبرنا
الكتاب المقدس أنه في اليوم الذي أكملت فيه الخيمة أظهر الله ذاته في سحابة غطتها
وملأتها.

وعندما
انتهت رحلات الشعب، استقرت الخيمة في الجلجال (يشوع 4:19) ثم انتقلت إلى شيلوه (يشوع
18:1) حيث استقرت عدة قرون ومن هناك انتقلت إلى نوب (1 صموئيل 21:1-9) وفي ملك
داود انتقلت إلى جبعون (أخبار الأيام الأول 21:29). ولما بني الهيكل شيد على نمط
الخيمة ونقلت إليه كل أثاثاتها وآنيتها.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عاموس 1

فإلى
هذا المسكن المقدس حنت أحشاء المرنم فيما كان مطارداً متذكراً ما كان قلبه يجد من
فرح في الرب وهو في بيته المقدس، حيث كان يسكب قلبه في ترانيم وأغاني روحية.

لقد
شبه قلبه بالعصفور، الذي كان عشه في جدران المنزل، حيث يجد الاطمئنان له والحماية
لفراخه، فازداد حنينه إلى مساكن الله حتى برح به الشوق.

هل
تعاني من حرمان كهذا، الذي ابتُلي به رجل الله داود؟ أتشعر بأنك محروم من مقدس
الله؟ وهل تنكر لك من كنت تحبه؟ داود تنكر له أبشالوم، أحب الناس لديه، تنكر له
ابنه الذي كان يرجو له خيراً. وأنت من هو الذي تنكر لك وطردك من قلبه؟ لا تقل أنه
يسوع لأن يسوع قال " من يقبل إليّ لا أخرجه
خارجاً "

لعلك
أنت طردت نفسك من حنان يسوع، بسبب فتور محبتك. ولكن يسوع ما زال يريدك ويقول لك "
انظر من أين سقطت وتب ".

 ارجع
إليه ولا تتأخر لأنه يدعوك، والروح القدس يقول "
اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم "

لكل
من عصافير الدوري وكره، ولكل سنونة عشها، وأنت كيف تبقى بدون مأوى، بينما رب
الأرباب يريد أن يظللك بجناحيه؟ قل له الآن: يا رب أنا بغاية الشوق، أريد أن أصعد
إلى مسكنك إلى جبل قدسك.

(ما أحلى مساكنك يارب الجنود) فإن مسكنك ليس واحدا، بل كثيرة هى
مساكنك، وكل الأماكن هى لك.

(5-7)
افتح له قلبك، واعترف له بفتورك الروحي. ابسط له مالك، وارجع إليه بكل قلبك.
وحينئذ يطيب لك أن تنضم إلى المرنم، وتقول للرب " طوبى لأناس عزهم بك طرق
بيتك في قلوبهم ".

حين
ننهي كل شيء مع أنفسنا، ونركز حياتنا على يسوع، نصير بالحقيقة أحراراً. ويصير
فرحنا في الرب قوة لنا، فنعبر وادي البكاء، وادي الدموع والآلام، الذي هو قسطنا من
صليب المسيح. الذي إن قبلناه بحب، يصير وادي الدموع ينبوع بركات لنا ولكل الذين
نخبرهم كم صنع الرب بنا ورحمنا! ويعلم الجميع عبر شهادتنا لعمل النعمة المخلصة، إن
الصليب وحده يتضمن سر تحويل التجارب إلى ينبوع بركات.

هل تبحث عن  مريم العذراء ألقاب مريم العذراء المطيعة ة

أيها الرب الإله المبارك. إليك أرفع قلبي مسبحاً ومهللاً. أنت حاجتي
وموضوع محبتي
الأولى، ومدار أشواقي المتزايدة. أحمدك اللهم على بركاتك التي لا
تحصى. وخصوصاً أشكرك على البركة العظمى، التي لي في الرب يسوع، الذي خلصني من
خطاياي، أتوسل إليك أن تهبني القوة لكي أثبت في المسيح، ويثبت المسيح فيّ، فأثمر
لمجد اسمك القدوس. آمين.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي