الْمَزْمُورُ
الْخَامِسُ وَالتِّسْعُونَ

 

عبادة الرب القدير

مضمون
هذا المزمور : لطف الله وصرامته

+
ينقسم المزمور إلى قسمين القسم الأول من 1 – 7 ونرى فيه لطف الله إذ يدعو للفرح
والحمد والشكر اعترافاً بمراحم الله.

 والقسم
الثانى من 8 – 11 ونرى فيه صرامة الله إذ يدعو إلى امتحان النفس والتوبة. هذا المزمور هو واحد من المزامير، التي أنشدها المسبيون الذين
رجعوا من أسر
طويل، الأمر الذي كان مبعث
الحمد ومدعاة التسبيح، إعلان الرب نفسه كملك العالم كله،
وكالديان الآتي.
لأن عين الإيمان تنظر إلى المستقبل، فتراه كما ترى الحاضر. ويقسم

المزمور
إلى قسمين: الأول دعوة إلى الحمد، والثاني بتحذير
الراجعين من
عصيان كعصيان أسلافهم.

 

+ هذا
المزمور هو بادية مجموعة الستة المزامير الليتورجية (من مزمور 95 – مز 100)
وموضوعها العام هو التعبد بفرح للرب الحاكم الأعلى لخليقته وإله العهد لشعبه. وهذا
المزمور يعبر عن عبادة شعب الله ويبين أن معرفة الله جزء لا يتجزأ عن طابع عمله
معهم فى البحر الأحمر وفى البرية.

 

1 ‎‎هلم نرنم للرب نهتف لصخرة
خلاصنا‎.

2 ‎‎نتقدم امامه بحمد وبترنيمات
نهتف له‎.

3 ‎‎لان الرب اله عظيم ملك كبير
على كل الآلهة‎.

4 ‎‎الذي بيده مقاصير الارض
وخزائن الجبال له‎.

5 ‎‎الذي له البحر وهو صنعه
ويداه سبكتا اليابسة‎

 

 +
يبدأ المرنم المزمور بالدعوى للترنيم والهتاف للرب، فالنشيد نشيد ابتهاج.

وما
أحلى وما أجمل، أن يدخل المؤمن إلى حضرة الرب بفرح متهلل! وقد آمن العائدون من

الأسر
بأن آنات قلوبهم وصلت إلى أذني رب الجنود، فتحنن وعملت يده لتحريرهم من

عبودية
السبي. وتبعاً لذلك وضح لهم جلياً أن الله ملاذ ثابت وصخرة خلاص لكل الذين

يدعونه،
الذين يدعونه بالحق. وأنه العظيم القدير الأعظم والأقوى من آلهة الأمم. فهو

الخالق
والمعين، فمجاهل الأرض الخفية المظلمة، التي يعجز الإنسان عن كشفها، والجبال

العالية
التي يتعذر على الإنسان الوصول إليها، هذه كلها معلومة عند الله. فالبحر

واليابسة
في قبضة يده، وتحت سلطته.

لذلك يدعونا النبي المتعبد، لنرنم للرب ونهتف بخلاصه، كدليل شكرنا
القلبي على
حسن صنيعه وكل بركاته، التي
يمنحها لأتقيائه الراجين رحمته بكل سخاء. فهذا الإله
المنعم الجواد،
يستحق أن نتعبد له ونشكره.

ولكن إن كان الترنيم خير معبر عن الفرح الذي يغمر القلب المتجدد، فإن
الشكر من
أظهر الأدلة على أن الإنسان مؤمن حقاً. لأن غير المؤمن هو الإنسان
الذي يلقي ستاراً
من الجمود على نعم الله
عليه. والشكر طابع خاص امتازت به المسيحية، ونرى بولس رسول
يسوع المسيح،
يوصي المؤمنين بممارسة الشكر في كل ظروف الحياة.

إن من واجبنا لا بل من أفضل
امتيازاتنا أن نشكر الله على كل شيء. وفوق كل شيء أن نشكره
لأجل عطيته
العظمى التي لا يُعبر عنها، أعني بها يسوع المسيح، الذي صار لنا من الله

حكمة
وبراً وفداءً. أن نشكره على كل شيء، لأن أقل خير نناله منه، هو فوق استحقاقنا

الطبيعي.
ومن امتيازات المسيحية أن وسيط الشكر فيها المسيح. بمعنى أن الشكر في اسم

المسيح،
هو الشكر الذي نرفعه إلى الآب ونحن متحدون بالمسيح وثابتون فيه، وهو ثابت

فينا.
فشكراً للمسيح، لأننا فيه وحده نستطيع أن نتقدم إلى الآب في روح واحد عن يقين

وثقة.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس دك وودورد د

في الرسالة الأولى إلى تسالونيكي 5: 16-18 ثلاث علامات للكنيسة
الحقيقية:

إنها كنيسة سعيدة : يشيع فيها الجو المشبع بالفرح، الذي يجعل كل
أعضائها يشعرون
بأنهم يستحمون في ضوء شمس
البر الرب يسوع وفي دفئه المنعش. قال الرسول افرحوا كل
حين.

إنها كنيسة مصلية : ولعل صلواتنا الجمهورية تكون أكثر اقتداراً في
فعلها إذا كانت
لنا شركة مع الله في صلاة
المخدع.

إنها كنيسة شاكرة باستمرار: ولا غرو بذلك فهناك دائماً
شيء يستوجب منا الشكر
لله. حتى في أشد الأوقات
ضيقاً يجب أن نعدد بركات الله ونحن
شاكرون.

 

 

+ ++ + + نبارك اسمك،
يا الهنا القدوس. ونعطيك المجد والإكرام، لأجل جميع حسناتك.

ونشكرك من كل القلب، لأجل رأفتك ولأجل محبتك الغنية بالصفح. لم
تعاملنا حسب
خطايانا، بل غفرتها لنا،
لأجل يسوع فادي الخطاة، اللهم نريد أن نكمل الطريق معك في

البر وقداسة الحق ولكننا ضعفاء وبدون عونك لا نستطيع. فارسل اللهم
عونك وساندنا
واعضدنا، حتى نعيش حسب
وصاياك، بربنا يسوع المسيح. آمين.

 

6 ‎‎هلم نسجد ونركع ونجثو امام
الرب خالقنا‎.

7 ‎‎لانه هو الهنا ونحن شعب
مرعاه وغنم يده.اليوم ان سمعتم صوته‎

 

 

+ ما أن فرغ المرنم من التأمل في مظاهر قوة
الله في الطبيعة حتى جدد دعوة
الحمد والتسبيح لذلك الرب
الإله، الذي له وحده الحق بالسجود والعبادة. لأنه هو
الخالق وكل
الأشياء بإرادته خلقت. وبإرادته تستمد كيانها وبقاءها. وبتعبير آخر إن

كل
ما خلق هو من عمل مشيئة الله، قبل خلقه. صحيح أن الإنسان حصل على قوات كثيرة،

ولكنه
لم يحصل على قوة الخلق.

في إمكانه أن يعدل ويغير التوزيع، كما يمكنه أن يعمل أشياء من المواد
الموجودة
عنده. لكن الله وحده، هو الذي يخلق الشيء من لا شيء. وهذا معناه أن
كل ما في العالم
ملك للرب، ولهذا وجب على كل
كائن حي أن يسجد له ويعبده. أو كما نقرأ في الكتاب
العزيز
" مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا
اٰلرَّبُّ أَنْ
تَأْخُذَ اٰلْمَجْدَ
وَاٰلْكَرَامَةَ وَاٰلْقُدْرَةَ،
لأَنَّكَ أَنْتَ
خَلَقْتَ كُلَّ
اٰلأَشْيَاءِ، وَهِيَ
بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ " (رؤيا 4: 11).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ن نعش 1

لقد عرف بالاختبار أنه حين تكون العين والقلب متجهين نحو الله،
المخلص الخالق
وصخرة الخلاص، فلا يسع
المؤمنين إلا أن يدعوا بعضهم بعضاً لكي يعلوا اسمه معاً.
ولكي يهتفوا له
هتاف التهليل والفرح. ويقيناً أنه حين يكون الله الكل في الكل في

حياتنا،
وعندما يكون المسيح أمام نفوسنا مالئاً القلب، فلا بد أننا نصبح شعباً

هاتفاً
مسبحاً في طريق سيرنا في برية هذا العالم. وهنا يجب أن نعلن أن هذه هي مشيئة

الله
من جهتنا أنه يريد أن يرى خاصته شعباً حامداً.

والجدير بالملاحظة هو أن المرنم حين انتقل من الكلام عن الراعي إلى
الكلام عن
غنم مرعاه كشف لنا عن سر عظيم. وهو أنه عندما تكون الخراف مشغولة
بالراعي لا يكون
هناك إلا الحمد والتسبيح.
وهذا دليل الغبطة والسعادة. فلنبتهل إلى الله لكي يجعل
قلوبنا تتمسك به
وتنشغل به وحده
" صخرة خلاصنا ".

 

8 ‎‎فلا تقسوا قلوبكم كما في
مريبة مثل يوم مسة في البرية‎

9 ‎‎حيث جربني
آباؤكم.اختبروني.ابصروا ايضا فعلي‎

10 ‎‎اربعين سنة مقت ذلك الجيل
وقلت هم شعب ضال قلبهم وهم لم يعرفوا‎
‎‎سبلي‎.

11 ‎‎فاقسمت في غضبي لا يدخلون
راحتي‎

 

+ في هذه الآيات المجيدة إنذار وتحذير من العصيان. ففي غمرة المسرة
والابتهاج
باسترداد الحرية، قد يرفع المسبيون الراجعون أصواتهم. ويهتفون بترانيم

الحمد
ونشائد التسبيح، ولكنهم فيما ينصرفون إلى مشغولياتهم اليومية، وينهمكون في

أعمالهم
يفقدون الحماس. لذلك يوجه الله التحذير للخراف: اليوم، يجب الإصغاء إلى صوت

الله،
الآن عندما نالوا بركة الحرية! الآن عندما استطاعوا أن يرفعوا أصواتهم بالحمد

والشكر
والهليلويات في بيت الله. الآن ليحذروا كل الحذر، ولينتبهوا أشد الانتباه

إلى
طرقهم وأعمالهم. وليسلكوا بتواضع أمام إلههم، لئلا تتقسى قلوبهم، كما فعل

آباؤهم
في البرية.

هنا النقطة الهامة التي يجب أن نلاحظها، فطالما أن الله في محبته
ونعمته يملأ
النفس، فلا يمكن إلا التسبيح
والحمد له. ولكن حين تتحول العين من الله إلى الإنسان
فحينئذ تبرز
الحاجة إلى الإنذار والتحذير من الوقوع في قساوة القلب، كما كانت الحال

في
يوم مسة في البرية، حين جرب اليهود الرب وأسخطوه. إذ نقرأ في سفر الخروج أن الله

تحنن
على ذلك الشعب، وسمع أنينه تحت ثقل مظالم فرعون. فحطم كبرياء ذلك الملك

الطاغية.
وفتح أمامهم طريق الخلاص. وفوق ذلك نراه يقيم بينهم خيمته بكل خدمتها

ومجدها،
رمزاً إلى أشياء عتيدة أفضل في المسيح. ولكن ماذا كانت شهادة الله عنهم

المرة
بعد المرة؟ لقد أغاظوه وأسخطوه وجربوه وتذمروا عليه!!! حتى قال الله
" مقت ذلك
الجيل " لقد دمدموا على موسى رسول الله إليهم قائلين: هل لأنه ليست قبور في
مصر
أخذتنا لنموت في البرية؟ وكانوا كلما جيء بهم إلى موقف يدعوهم لله
والاعتماد عليه
وحده، كان يظهر عدم إيمانهم.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم أخنوخ الأول 88

هكذا الحال دائماً مع الإنسان الطبيعي. إنه كل ما أتى إلى موقف
يستدعي الاتكال
على رأفة الله، ظهر عدم
إيمانه بأجلى بيان. آه كم نحتاج كلنا إلى الإيمان، الذي
يجعل الرب متكله
في كل شيء! الله يريد أن نعتمد عليه، لا بل فإن هذا الأمر من
مشتهيات قلبه
الإلهي لكي يفتح علينا كوى سمائه، ويمطرنا ببركات لا تعد، بدليل قوله

" لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ،
فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلامُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ
اٰلْبَحْرِ" (إشعياء
48: 18)

ليحفظنا الرب من قساوة القلب، ومن احتقار نعمة محبته المتفاضلة،
وخصوصاً بعدما
أبصرنا أعماله من أجلنا خلال
سني العمر. لئلا نقع تحت حكم الله القائل:
«مقت ذلك
الجيل، وأقسمت في غضبي لا يدخلون راحتي». هذا الانذار
كان موضوعاً لوصية كاتب رسالة
العبرانيين،
إذ
قال
" اُنْظُرُوا أَيُّهَا
اٰلإِخْوَةُ أَنْ
لا يَكُونَ
فِي أَحَدِكُمْ
قَلْبٌ شِرِّيرٌ
بِعَدَمِ إِيمَانٍ
فِي اٰلاٰرْتِدَادِ
عَنِ اٰللّٰهِ
اٰلْحَيِّ" (عبرانيين
3: 12).

 وبولس الرسول
لم
يحذر
المسيحيين
من
الوقوع
في
خطية
أدبية
معينة، أو أعمال الشر الظاهرة، بل حذرهم من الخطية الجذرية، التي تنتج كل

الخطايا
الأخرى وهي خطية عدم الإيمان في الارتداد عن الله. فعدم الإيمان هو المصدر

لكل
الخطايا الأخرى.

وكأني بالرسول يقول للمؤمنين: إن كنتم تريدون الاستمرار في التسبيح
والهتاف
والسجود لله، وإن كنتم تريدون إكمال الارتحال في البرية بفرح،
فانظروا أن لا يرتد
أحدكم عن الله الحي. بل
بالحري اثبتوا فيه، واعظين أنفسكم كل يوم ما دام الوقت يدعى
اليوم. انبذوا
الخطية لأن الخطية شيء يقسي القلب. تقود مرتكبها إلى فقدان
الحس.

 

+ + سبحانك اللهم،
ما أعظم اسمك أيها القدير المتعالي، أنت الله وحدك، أنت
القادر على كل
شيء. أمامك ينبغي أن تجثو كل ركبة، ويتعبد لك كل قلب. إليك أرفع نفسي

يا ساكناً في الأعالي متضرعاً وملتمساً الرحمة. وسائلاً البركة. أن
تبارك أوطاننا
العزيزة ومواطنينا ببركة
الحياة. أن تجذبهم رجوعاً إليك، يا من لا تسر بموت الخاطي.

بل تريد أن يرجع الخاطي إليك ليحيا. يا رب قدس قلبي وطهر نواياي،
ليحل روحك القدوس
في قلبي مع محبتك التي تشاء
أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون. باسم يسوع
استجب. آمين.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي