الْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالْوَاحِدُ

 

مضمون
هذا المزمور:

+ هذا
المزمور يضع المبادىء التى عزم أن يتممها النبى أثناء حكمه فى مدينة الرب. وقد
يكون فى المزمور إشارة لحادث معين وهو رجوع تابوت العهد ولم يشأ أن يضعه فى بيته
خوفا ورهبة مع أنه تيقن أن بركات كثيرة تأتى إليه بواسطته فتأوه قائلا : "
متى تأتى إلى " (1 صم 6 : 8).

+ يدل
هذا المزمور أيضا على الرحمة والنعمة والحكم ومعيشة القديسين وفى أنه بظهور المسيح
يكف سلطان الخطية على النفس.

+ أن
النبى داود قد أمتد كثيرا إلى قدام فى طريق العدل (مجالسا) أناس صالحين. وأخرج من
بيته صانع الغش وطهر هيكل نفسه من مخالطة عاملى الزور. ولم يرض بكلام باطل. ولم
يثبت الكذب أمام عينيه بل وعوض ذلك صار يخدمونه أناس طاهرون من كل عيب وأبرياء من
كل وقيعة.

 

1 رحمة وحكما اغني. لك يا
رب ارنم.

2 اتعقل في طريق كامل. متى تاتي اليّ. اسلك في كمال قلبي في وسط
بيتي.

+
أعنى أهلنى يارب أن أسبحك على رحمتك الصائرة إلينا وحكمك وانتقامك من أعدائنا.
وإذا حظيت بهذه النعمة أترنم شاكرا إصغائك واستجابتك لى وأتمسك بسيرة نقية بريئة
من العيب. فليتك تأتى إلى ياسيدى بمعونتك. وتمنحنى ما أتمنى فأسلك بدعة قلبى بين جماعتى.

+
وأيضا يكون بمعنى أسبحك يارب وأشيع ناشدا برحمتك وحكمك. لأنك لا تجازى الناس
بمقدار ذنوبهم لكن رحمتك وتحننك يسبقان حكمك.

+ أو
أنه فى هذا العمر تعاملنا برحمتك وأما فى الدهر العتيد بحكمك.

 

3 لا اضع قدام عينيّ امرا رديئا عمل الزيغان ابغضت. لا يلصق بي.

+ لا
أضع قدام عينى أمرا رديئا. فإن من يضع ذلك قد ترك الخطية وراءه ولم ينظر بعينه إلى
الأعوجاج والخطأ لكنه يتأمل مستقيما ويعاين النور. ولم يدع أفكاره تخدم الباطل كما
قال النبى : لا يلصق بى عمل الزيغان. فقد علمنا بذلك أنه كان يبغض كل رأى يعمل
للشر.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر الجامعة 05

 

4 قلب معوج يبعد عني. الشرير لا اعرفه.

+ (لا
أعرفه) عدم المعرفة هنا هو عدم التعامل معه (لأنه أية خلطة للبر والآثم وأية شركة
للنور مع الظلمة وأى اتفاق للمسيح مع بليعال وأى نصيب للمؤمن مع غير المؤمن) (2 كو
6 : 14).

 

5 الذي يغتاب صاحبه سرا هذا اقطعه. مستكبر العين ومنتفخ القلب لا
احتمله.

+ إن
الذى يغتاب أصحابه بقصد الإشهار وليس الإصلاح فذاك هو أعظم الخطاة ويكون شبيها
بإبليس المحتال الذى أغتاب الله عند حواء وخدعها. وأما الأستكبار فهو أشد الشرور
ولا سيما إذا كان مقرونا بالأستكثار والطمع. فيقول النبى أنه ما كان يصاحب مثل
هؤلاء حتى ولا يجالسهم لكون مصاحبتهم هى ضارة جدا للنفوس.

 

6 عيناي على امناء الارض لكي اجلسهم معي. السالك طريقا كاملا هو
يخدمني.

7 لا يسكن وسط بيتي عامل غش. المتكلم بالكذب لا يثبت امام عينيّ.

+ إن
النبى يقول أمناء الأرض عن الصديقين الذين كان يشتهى مجالستهم واستشارتهم. والذين
لا عيب فيهم كانوا يخدمونه. وهو كان يطرد من بيت قلبه وعقله الفكر المستكبر. ويبغض
النمامين والظالمين.

 

8 باكرا ابيد جميع اشرار الارض لاقطع من مدينة الرب كل فاعلي الاثم

+ إن
قوله (باكرا) أى سريعا وعاجلا. وأما القديس باسيليوس الكبير فقال أن مدينة الرب هى
الإنسان الذى خلقه الله على صورته ومثاله. وأما (جميع أشرار الأرض وفاعلى الإثم)
فهم الأفكار السيئة الخارجة من القلب مثل القتل والفجور والزنا والسرقة وشهادة
الزور والتجديف وكل أعمال الجسد الشريرة فهذه إذن يجب علينا قتلها وإبادتها من
مدينة الرب باكرا أى فى أول مبادئها. وفى حداثة عمرنا ولا ندعها تنمو فينا بتكاثر.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي