الْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالْخَامِسَ عَشَرَ

 

مضمون هذا المزمور :

+ هو
دعوة لله إله إسرائيل لكى ينجى اسمه ويحافظ عليه من أن يصيبه الناس بأى سوء. ويقسم
هذا المزمور إلى فروع عديدة كما نلاحظ من العدد الثانى عشر وما يليه. وهو كناية عن
صلاة يقدمها إسرائيل لله وذلك لدى هجوم بعض الأعداء للحرب مع الشعب. فيطلب بنو
إسرائيل من الله أن ينجدهم من أعدائهم من الأمم الوثنية. وهو يصور الأصنام تصويرا
يجعل الناس أن يبتعدوا عنها ويرزلوها لأنها لا تنفع شيئا. وهكذا فإن الله القادر
على كل شىء سينصر شعبه ويقتادهم إلى ملء الراحة والطمأنينة بينما أولئك الأعداء لا
معين لهم ولا مسعف ولا مجير.

+ هذا
المزمور والمزمور السابق فى الترجمة السبعينية هم مزمور واحد.

 

1 ‎‎ليس لنا يا رب ليس لنا لكن
لاسمك اعط مجدا من اجل رحمتك من اجل‎
‎‎امانتك‎.

+
يقول أوسابيوس أن هذا القول كمن قبل ذوى الختان ومعناه أيها السيد وإن كنا نحن غير
مستحقين للنعمة التى نشرتها وأفضتها على الأمم التى آمنت بك لكن أنت لا تعاملنا
حسب جهلنا. لا إكراما لنا. بل أعطى مجدا لأسمك القدوس بإحسانك إلينا برحمتك
وأمانتك وحقك. أى بإبنك الوحيد الذى صنع الرحمة للعالم وأراهم الحق الذى مجد أسمك
على الأرض بشهادة الإيمان الحقيقى.

 

2 ‎‎لماذا يقول الامم اين هو
الههم‎.

3 ‎‎ان الهنا في السماء.كلما
شاء صنع‎.

+
لأنه إن أهملنا كليا تقول الأمم الغير مؤمنة أين هو إلههم وأما نحن نعلم أن إلهنا
فى السماء. لا كأنه فى مكان يحده، لأنه فوق كل مكان، بل قوله فى السماء يكون بمعنى
أنه فى سمو وعلو، أو لكون السماء فيها القوات الملائكية الخادمة له فى كل ما يشاء.
وقوله (كلما شاء صنع) يدحض زعم آريوس القائل أن الإبن قد فعل مشيئة الله كإنسان
مجرد لا كل ما شاء صنع.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر الخروج 15

 

4 ‎‎اصنامهم فضة وذهب عمل ايدي
الناس‎.

5 ‎‎لها افواه ولا تتكلم.لها
اعين ولا تبصر‎.

6 ‎‎لها آذان ولا تسمع.لها
مناخر ولا تشم‎.

7 ‎‎لها ايد ولا تلمس.لها ارجل
ولا تمشي ولا تنطق بحناجرها‎.

8 ‎‎مثلها يكون صانعوها بل كل
من يتكل عليها‎

+ إن
النبى قد ذكر المشاعر والحواس لكى ما يبين فرط حماقة عابدى الأوثان. فكأنه يقول :
إن كانوا يحقرون الحيوانات والدواب والحشرات التى خلقها الله. ولها أعضاء بها تنظر
وتسمع وتشم وتلمس وتحس فكم بالحرى يجب أحتقار الأوثان التى هى عمل أيدى البشر من
مواد عديمة الحركة وليس لها مشاعر أو حواس.

 

9 ‎‎يا اسرائيل اتكل على
الرب.هو معينهم ومجنهم‎.

10 ‎‎يا بيت هرون اتكلوا على
الرب.هو معينهم ومجنهم‎.

11 ‎‎يا متقي الرب اتكلوا على
الرب.هو معينهم ومجنهم‎.

12 ‎‎الرب قد ذكرنا فيبارك.يبارك
بيت اسرائيل يبارك بيت هرون‎.

+ إن
النبى يقول بيت إسرائيل عن جميع الذين أرضوا الله بأعمالهم من عامة بنى إسرائيل
وبيت هرون احبارهم وأئمتهم، وأما خائفو الرب هم الذين آمنوا بالمسيح من الأمم
لأنهم يشاركوهم بالأتكال على الله فهؤلاء كلهم استعانوا به وهو صار معينهم
وناصرهم.

+
الأعداد من (9 – 11) يلتفت إلى شعب الله وينبههم ويكرر التنبيه على نسبة تكرار
المخاطبين فيذكر إسرائيل أجمالا وبعد ذلك بيت هرون أى الكهنة الذين منهم ينتظر أن
يقوم رجال الله الأفاضل الذين يقومون بخدمته بواسطة خدمة شعبه الروحية. بل يخصص فى
كلامه [أتقياء الله] أى تلك الجماعة الصالحة التى هى فوق أى رتبة لأنها قد تكون من
أية فئة من الناس وربما كانوا من الدخلاء ولكنهم آمنوا بالله وسمعوا وصاياه وقاموا
بالشعائر الدينية على أكمل وجه.

هل تبحث عن  م التاريخ مجامع الكنيسة مجامع مسكونية تاريخ المجامع 21

 

13 ‎‎يبارك متقي الرب الصغار مع
الكبار‎.

14 ‎‎ليزد الرب عليكم.عليكم وعلى
ابنائكم‎.

15 ‎‎انتم مباركون للرب الصانع
السموات والارض‎.

16 ‎‎السموات سموات للرب.اما
الارض فاعطاها لبني آدم‎.

17 ‎‎ليس الاموات يسبحون الرب
ولا من ينحدر الى ارض السكوت‎.

18 ‎‎اما نحن فنبارك الرب من
الآن والى الدهر.هللويا‎

+
فالتقدمة أخذت من الشعب. لأن الرسل هم من شعب إسرائيل وبنوهم الشعوب المؤمنين.
الرب يزيد عليهم بالتربية الصالحة. بهذا الرأى يؤنب عابدى الأصنام مبينا بما أنهم
من الأرض فهم ملك الله مع الأرض التى أخذوا منها.

والأرض
أعطاها لبنى البشر لأجل ذلك لم يغصب حريتهم المسلطة على تدبير حياتهم ولأنه لم
يقبل تسبيح الخاطئين فيقول السموات سموات الرب. أما الأرض فأعطاها لبنى آدم. لأن
الذين يفتخرون بالأوثان المنحوتة وبالحجارة وعظام الموتى فإنهم ليسوا أحياء. لكنهم
أموات فلم يمجدوا الله. لكن نحن الأحياء فنبارط الرب من الآن وإلى الدهر.

+
[ليس الأموات يسبحون الرب] لأنهم لا يعرفون الرب ولم يذوقوه فى حياتهم قبل موتهم
فهم دائما متذمرين ناقمين حزناء لا يستطيعون التسبيح [أما نحن الأحياء] بالرب نحن
الذين نعرف أننا به نحيا ونتحرك ونوجد [أع 17 : 28]. وبه كل شىء وبغيره لم يكن شىء
مما كان وفيه كانت الحياة والحياة كانت نور للناس وأنه هو الطريق والحق والحياة
والنور والسعادة والملكوت نحن الذين نبارك الرب ليس فترة زمنية محددة ولكن دائمة
من الآن وإلى الأبد.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي