الْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالثَّامِنُ وَالأَرْبَعُونَ

 

سبحوا الرب

1 هللويا. سبحوا الرب من السموات سبحوه في الاعالي.

2 سبحوه يا جميع ملائكته سبحوه يا كل جنوده

3 سبحيه يا ايتها الشمس والقمر سبحيه يا جميع كواكب النور.

4 سبحيه يا سماء السموات ويا ايتها المياه التي فوق السموات.

5 لتسبح اسم الرب لانه امر فخلقت.

6 وثبتها الى الدهر والابد. وضع لها حدا فلن تتعداه.

7 سبحي الرب من الارض يا ايتها التنانين وكل اللجج.

8 النار والبرد الثلج والضباب الريح العاصفة الصانعة كلمته

9 الجبال وكل الآكام الشجر المثمر وكل الارز

10 الوحوش وكل البهائم الدبابات والطيور ذوات الاجنحة

11 ملوك الارض وكل الشعوب الرؤساء وكل قضاة الارض

12 الاحداث والعذارى ايضا الشيوخ مع الفتيان

13 ليسبحوا اسم الرب لانه قد تعالى اسمه وحده. مجده فوق الارض
والسموات.

14 وينصب قرنا لشعبه فخرا لجميع اتقيائه لبني اسرائيل الشعب القريب
اليه. هللويا
.

 

 

هذا
المزمور يطور ويوسع أفكاراً كثيرة من المزامير التي سبقته. ويرجح أنه كان
إحدى ترانيم العائدين من
السبي، التي أنشدوها معبرين عن ابتهاجهم بجمع شملهم
وانتظام عقدهم، بما في ذلك من الكرامة
والمنفعة المعبر عنها بالقول " ينصب قرناً

لشعبه "
ولشدة اغتباطهم وابتهاجهم، نراهم يدعون السموات والأرض لمشاركتهم في الحمد
له والتسبيح. وفي ذلك توقع
نبوي للوقت الذي فيه ستعتق كل الخليقة الآنة والمتمخضة
من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد
الله (رومية 8: 21).

ومن ميزات هذا المزمور أنه يضع أمام الكنيسة واجب قيادة البشرية في
التسبيح
والترنيم لله. لئلا يمر
الناس بعظائم الله دون التفاف كاف، ودون تقديم أسمى ما عند

النفس من التجلة والإكرام للسيد الرب.

1 – 3
إن العبادة لله مرتبطة أولاً في أعالي السموات، حيث يعبد الملائكة الرب.
ومن هنا كانت دعوة المرنم لمن
في السموات، ليسبحوا الرب. أما بالنسبة للشمس والقمر
والكواكب، فمصدر التسبيح هو في خلق الله
لها. وكأن رجل الله يقول: لتتعلم أفلاك
السماء أن تسبح الله بإرسال نورها إلى كل
مكان… وليكن هذا النور ذاته لسان حالها
لتسبيح الرب. حتى إذا رأى بنو البشر هذه
الأمجاد الناطقة بمجد الله، يتخشعون أمامه
وتنطلق أفواههم بالتسبيح. وبكلمة أخرى أن
تصورات المرنم، تذهب إلى القول بأنه حين
تحدث السموات بمجد الله وتخبر أفلاكها
بعمل يديه. تصير قدوة للأرضيين الذين هم
لاهون بما هو باد أمام أبصارهم الكليلة.
فيرفعوا أبصارهم إلى فوق بالتهليل والحمد
والثناء للمنعم الجواد، الذي منه وله كل
الأشياء وهي بقدرته صنعت.

4 – 6يرفع
المرنم بصره مرة بعد أخرى إلى فوق محاولاً أن
يصل ولو بالفكر إلى أبعد ما يرى من صفحة الجلد المرصعة
بالنجوم. ولكن سرعان ما يرتد طرفه كليلاً. فيعود
إلى الاكتفاء بتأمل الأجرام السماوية،
وكلها مشرقة ومرتبة كعقد نظيم. فيندهش وهو
يراقب دوران المجرات حول الشمس بصورة
منتظمة فيرى جلال الله، الذي يحمل كل الأشياء
بكلمة قدرته، ويرى حكمته في الحدود التي
وضعها لها بحيث لا تتعداها. هذه الكائنات
تستطيع فعلاً، أن تؤثر في وجدان البشر،
بنظامها العجيب ودورانها الرتيب. لأنها تحمل
الإنسان على الاستغراق في التأمل،
وبالتالي تقدم له أوسع دعوة شاملة لتسبيح الرب.
وفي الواقع أن في هذه القوات أعظم دعوة
للتسبيح بلا انقطاع، لأنها ظاهرة دوماً
للعيان، ولأنها دليل واضح على قوة الله
المبدعة. فضلاً عن أن خضوعها لأمر الله يبين
عمل هذا الخالق وحكمته.

هل تبحث عن  م الأخرويات الله والشر والمصير 02

لقد سبق للمرنم أن قال في المزمور الثالث والثلاثين "
بِكَلِمَةِ
اٰلرَّبِّ
صُنِعَتِ اٰلسَّمَاوَاتُ
وَبِنَسَمَةِ فَمِهِ
كُلُّ جُنُودِهَا "(مزمور 33: 6) وفي الإنجيل أعلن لنا أن الكلمة الخالق هو يسوع، إذ نقرأ "
فِي
اٰلْبَدْءِ
كَانَ اٰلْكَلِمَةُ،
وَاٰلْكَلِمَةُ كَانَ
عِنْدَ اٰللّٰهِ،
وَكَانَ اٰلْكَلِمَةُ
اٰللّٰهَ… كُلُّ
شَيْءٍ بِهِ
كَانَ، وَبِغَيْرِهِ
لَمْ يَكُنْ
شَيْءٌ مِمَّا
كَانَ " (يوحنا
1: 1-3).

فالتسبيح
الذي دعي الجند السماوي لتأديته، هو إذن للرب يسوع في وحدته مع أبيه.
وقد قدم لنا إشعياء النبي
صورة لأولئك الجند وهم يسبحون، إذ يقول :

" رَأَيْتُ اٰلسَّيِّدَ
جَالِساً عَلَى
كُرْسِيٍّ عَالٍ
وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ
تَمْلَأُ اٰلْهَيْكَلَ.
اٰلسَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ
فَوْقَهُ، لِكُلِّ
وَاحِدٍ سِتَّةُ
أَجْنِحَةٍ. بِاٰثْنَيْنِ
يُغَطِّي وَجْهَهُ،
وَبِاٰثْنَيْنِ يُغَطِّي
رِجْلَيْهِ، وَبَاٰثْنَيْنِ
يَطِيرُ. وَهَذَا
نَادَى ذَاكَ:
قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ
قُدُّوسٌ رَبُّ
اٰلْجُنُودِ. مَجْدُهُ
مِلْءُ كُلِّ
اٰلأَرْضِ " (إشعياء 6: 13)

ويوحنا
رسول يسوع المسيح، رأى صورة مماثلة فكتب لنا شهادته هكذا :

" فِي وَسَطِ اٰلْعَرْشِ
وَحَوْلَ اٰلْعَرْشِ
أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ
مَمْلُّوَةٌ عُيُوناً…
لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا وَمِنْ
دَاخِلٍ مَمْلُّوَةٌ
عُيُوناً، وَلا تَزَالُ
نَهَاراً وَلَيْلاً قَائِلَةً: قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ،

اٰلرَّبُّ اٰلإِلٰهُ
اٰلْقَادِرُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ،
اٰلَّذِي كَانَ
وَاٰلْكَائِنُ وَاٰلَّذِي
يَأْتِي"
(رؤيا

4: 68).

هذه
الصورة ترينا أن الغرض الذي خلقت له الكائنات سواء كانت في السماء أم على
الأرض هو تمجيد الله. ونحن
نؤمن أن كل ما في الكون يمجد الله، ويخدمه فعلاً. وان
الله يستخدم خلائقه كلها لإتمام مقاصده.

وهذا
يرينا أيضاً، أن أبسط عمل نقوم به ما دام واجباً، هو نوع من العبادة. لأن
عبادة الله، لا تقتصر على
كلمات نتلوها، وترانيم نرددها. بل هي أيضاً الحياة التي
نحياها. وليكن معلوماً عندنا وبصورة
مستمرة أن هدف الإنسان الأسمى هو أن يمجد الله
بكلامه وعمله. ولنذكر أن كل عمل يؤدى
بأمانة يرتفع إلى الله بصوت عذب كالتسبيح.
فالطبيب في عيادته، والعالم في مخبره،
والمدرس في فصله، والإداري في مكتبه، والعامل
في ورشته، والزوجة في تدبير منزلها،
والسكرتيرة أمام آلتها الكاتبة، كل هؤلاء لو
أدوا أعمالهم بأمانة وإتقان لمجدوا الله.
وما أحلى أن نقول قبل مزاولة أي عمل:
لنعبد الله، لنسبحه
لنمجده!!!

 

+ + يا سيدنا الرب، أيها الموجود في كل أرجاء الوجود. أيها الحامل
كل شيء
بكلمة قدرتك. أشكرك يا إلهي
الصالح، لأجل محبتك التي شاءت أن تنظر إلى ذلي وحقارتي،
وأن لا تأنف من
الإمساك بي، لإصعادي من جب الهلاك لكي تتيح لي التمتع بنور وجهك.

اللهم اعطني النعمة لكي أمجدك بأفكار قلبي، واقوال فمي، وعمل يدي.
اقبل تسبيحة
الشكر التي أرفعها إليك
باسم فادي يسوع. آمين.

 

 

التعبد الأرضي

7سَبِّحِي اٰلرَّبَّ
مِنَ اٰلأَرْضِ
يَا أَيَّتُهَا
اٰلتَّنَانِينُ وَكُلَّ
اٰللُّجَجِ. 8اٰلنَّارُ وَاٰلْبَرَدُ،
اٰلثَّلْجُ وَاٰلضَّبَابُ،
اٰلرِّيحُ اٰلْعَاصِفَةُ
اٰلصَّانِعَةُ كَلِمَتَهُ،
9اٰلْجِبَالُ وَكُلُّ
اٰلآكَامِ، اٰلشَّجَرُ
اٰلْمُثْمِرُ وَكُلُّ
اٰلأَرْزِ، 10اٰلْوُحُوشُ وَكُلُّ
اٰلْبَهَائِمِ، اٰلدَّبَّابَاتُ
وَاٰلطُّيُورُ ذَوَاتُ
اٰلأَجْنِحَةِ، 11مُلُوكُ اٰلأَرْضِ
وَكُلُّ اٰلشُّعُوبِ،
اٰلرُّؤَسَاءُ وَكُلُّ
قُضَاةِ اٰلأَرْضِ،
12اٰلأَحْدَاثُ
وَاٰلْعَذَارَى أَيْضاً،
اٰلشُّيُوخُ مَعَ
اٰلْفِتْيَانِ، 13لِيُسَبِّحُوا اٰسْمَ
اٰلرَّبِّ لأَنَّهُ
قَدْ تَعَالَى
اٰسْمُهُ وَحْدَهُ.
مَجْدُهُ فَوْقَ
اٰلأَرْضِ وَاٰلسَّمَاوَاتِ.
14وَيَنْصِبُ قَرْناً
لِشَعْبِهِ، فَخْراً
لِجَمِيعِ أَتْقِيَائِهِ،
لِبَنِي إِسْرَائِيلَ
اٰلشَّعْبِ اٰلْقَرِيبِ
إِلَيْهِ. هَلِّلُويَا.

هل تبحث عن  هوت طقسى طقوس العهد القديم الهيكل 19

في
هذا القسم من المزمور، يوجه المرنم الأنظار إلى العبادة الأرضية، أي إنه يضع
أمام أعيننا أن للعبادة
السماوية نظيرها في الأرض. وكما أن التسبيح في الأولى قد
امتد من الملائكة، إلى المياه التي فوق
السموات نفسها، هكذا التسبيح في الثانية
ينطلق من عمق المحيطات حيث الكائنات
الحية، إلى أعالي الأرض بما عليها من مخلوقات
وعلى رأسها الإنسان.

7 التنانين
هي الوحوش المائية، المذكورة في سفر التكوين 1: 21 وهي كبيرة وضخمة
الأحجام. وقد ذكرها حزقيال
تحت اسم التمساح الرابض في وسط أنهاره (حزقيال 29: 3)
وقد ذكرها أيضاً إشعياء، إذ قال: "
أَلَسْتِ
أَنْتِ
اٰلْقَاطِعَةَ رَهَبَ،
اٰلطَّاعِنَةَ اٰلتِّنِّينَ؟
"
(إشعياء 51: 9)

حين
نتأمل هذه الآية نرى أن المرنم يحول بصره نزولاً عن السماء وما تحويه، إلى
الأرض وما يسكنها، وما يعيش
على خيراتها. وأول الكائنات التي ركز عليها كلامه، هي
تلك المخلوقات المائية الكبيرة جداً.
ولعله وهو يتأمل في حياتها، وكيف تتوالد وتحصل
على قوتها اليومي، رأى أنها تشهد بعظائم
الله وتنطق بقدرته الفائقة. فاشتهى أن تشدو
بالتسبيح لهذا الخالق العظيم، الذي يدبر
ويسوس كل مخلوقاته بحكمة وقدرة.

8 في
هذه الآية يوجه المرنم الأنظار إلى الطبيعة وما فيها من قوى: النار
المنبعثة من البروق، أو التي
تقذفها البراكين بالحمم المستعرة. ثم يتأمل في البرد
والثلوج التي تكسو بعض المناطق من الأرض،
وفي الضباب الذي يلف الأرض، وفي الريح
العاصفة وهي تزمجر. وكأنها تنطق معلنة
عظمة الخالق، ومشتركة مع العناصر الأخرى في
تسبيحة رائعة لمبدع الأكوان المجيد جداً.

ولكن
هذه القوى الجبارة وإن كانت في عتوها تستطيع تدمير الكائنات الأخرى، إلا أن
الخالق المعتني بكل شيء وضع
لها حدوداً لا تتعداها. فهي في سلطانه المطلق يكبح
جماحها وينتهرها ويوقف طغيانها حينما
يشاء. وهذا ما حدث عندما كان يسوع وتلاميذه في
السفينة. فقد هبت عليهم رياح عاصفة،
وصفها الإنجيل بأنها كالزلازل، حتى أن المياه
غطت السفينة. كان يسوع آنئذ نائماً.
فتقدم تلاميذه وايقظوه قائلين: يا سيد نجنا
فإننا نهلك. فقال لهم: ما بالكم خائفين،
يا قليلي الإيمان. ثم قام وانتهر الرياح
والبحر، فصار هدوء عظيم (متى 8: 23-26).

كتب
القديس أغسطينوس تعليقاً على هذه المعجزة فقال: إن رحلتنا في هذه الحياة في
بحر أمواجه آلام، ورياحه
تجارب لا حد لها. ولماذا هذا الخوف والاضطراب الشديد؟! لأن
يسوع نائم فيك، أي أن الإيمان
بيسوع ليس مستيقظاً فيك. ماذا تفعل لكي تخلص؟ أيقظه
وقل له: يا سيد إنني أهلك. عندئذ يستيقظ
فيك. ويرجع إليك إيمانك، ويسكن فيك دواماً.
وعندما يستيقظ يسوع فإنه رغم العاصفة،
سوف لا تغمر السفينة. سوف يتحكم إيمانك في
الرياح والأمواج، وتكون في مأمن من
الخطر.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد جديد رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11

لعل
خوف التلاميذ من اللجة، يعود إلى اعتقاد يهودي كان شائعاً في تلك الأيام.
وهو أن البحر باب الهاوية
الأول، وأورشليم بابها الثاني، والبرية بابها الثالث.
فحين طغت الأمواج على سفينتهم، خافوا أن
تفغر الهاوية فاها لتبتلعهم. ولكن في غمرة
الخوف ذكروا أن سيدهم له سلطان على
الهاوية وقواتها… تمثل بهم، واثقاً في الرب،
الذي قال " ولي مفاتيح الهاوية
والموت ".

9، 10
يرفع المرنم نظره إلى راسيات الجبال المكتسية بالأحراش، ثم يسرح بصره
فوق الحقول وبساتين الأشجار
المثمرة، فيتصور أنها مشتركة في تسبيحة الأزل. ومثله
فعل إشعياء النبي، إذ قال: "
اٰلْجِبَالُ
وَاٰلآكَامُ
تُشِيدُ أَمَامَكُمْ
تَرَنُّماً، وَكُلُّ
شَجَرِ اٰلْحَقْلِ
تُصَفِّقُ بِاٰلأَيَادِي
"
(إشعياء 55: 12)

هذه
التشبيهات تتم في الناس، حين يرجعون إلى الله بفرح وبتوبة شاملة، حيث يبدلون
سلوكهم غير النافع بما يمجد
الله. وهذا ما حدث فعلاً في مدينة برجة بمفيليا، بعد
عظة ألقاها بولس. إذ يخبرنا الكتاب
المقدس أن الأمم، لما سمعوا كلمة الله كانوا
يفرحون ويمجدون كلمة الرب (أعمال 13:
48).

فيما
المرنم الملهم يستعرض في خياله الجبال والآكام والأشجار المثمرة، واشجار
الأرز المرتفعة نحو السماء
وكأنها تسبح الرب، ذكر أيضاً تلك الأعداد الهائلة من
الوحوش وكل البهائم والدبابات والطيور
ذوات الاجنحة. فأرادها أيضاً أن تشترك في
النشيد الخالد.

11 –
14ثم ينتقل رجل الله إلى أعاظم الأرض ليجمع بين أبسط المخلوقات وبين
الملوك والقضاة وكل من هو في
منصب وعامة الشعب، ويدعو الجميع للاشتراك في الحمد
والتسبيح لاسم الرب. ولم يشأ التماس عذر
للفتيان والاحداث والعذارى، لو أنهم أحجموا
عن التسبيح قائلين: إن الوقت متسع أمامهم
للتوبة. على العكس فقد شاء أن يعملوا
بموجب الحكمة القائلة: "
اٰذْكُرْ
خَالِقَكَ
فِي أَيَّامِ
شَبَابِكَ، قَبْلَ
أَنْ تَأْتِيَ
أَيَّامُ اٰلشَّرِّ
أَوْ تَجِيءَ
اٰلسِّنِينَ إِذْ
تَقُولُ: لَيْسَ
لِي فِيهَا سُرُورٌ " (جامعة 12: 1).

ويقيناً
أن هذا الإله الحميد مستحق كل التسبيح، لأن اسمه وحده أعلى الأسماء،
ومجده يملأ الأرض. وهذا الإله
المجيد، الذي تسبحه خلائقه، يجازي أتقياءه خيراً، وقد
عبر المرنم عن هذه الانعامات بكلمة: ينصب
قرناً لشعبه. أي أنه يعطي مختاريه مركزاً
عالياً بين الشعوب. مركزاً يكون داعية
لفخرهم في الرب الذي أحبهم وميزهم، وأعطاهم
في المسيح امتياز القدوم إليه في روح
واحد، ليتعبدوا له وليرنموا لاسمه على الدوام
هللويا! هذا هو مركز أتقياء
الله، الذي يخصهم بعناية فائقة، والمحبة توجب عليهم
أن يشتركوا مع الخليقة بالترنم لاسمه.
لأنه يقود الجميع بالبر والقداسة، حتى تمتلئ
السموات والأرض من مجده.

 

+ + قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجدك يملأ السموات والارض. نمجد اسمك
يا كريم
مع الخليقة، التي دعيت لكي
تحمدك وتمجد اسم. أشكرك يا إلهي لأجل عنايتك التي رعتني
بأمانة إلى
اليوم، ويطيب لي أن أسبح اسمك العظيم. احفظني في القداسة إلى ذلك اليوم

الذي أترك فيه أرض الفناء، وأذهب إلى المنازل التي أعدها لي المسيح
في حماك.
آمين.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي