الإصحَاحُ
الْعَاشِرُ

 

«12
اَلْبُغْضَةُ تُهَيِّجُ خُصُومَاتٍ، وَٱلْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ كُلَّ
ٱلذُّنُوبِ».

الله
محبة. فمن يبغض يضاد جوهره. وحيث تحل المحبة، فلا تفريق بل وحدة. ولكن إذا دخل
الحسد والرفض والكراهية، تنفصل الناس إلى طوائف وأحزاب. فليست وحدة بدون محبة. فكل
تكلم عن الاتحاد وهم، إن لم نتمرن على الغفران والصبر والتواضع والصلح والتسامح.
فالمحبة وحدها تستطيع ستر أخطاء كثيرة (1بطرس 4: 8). وقد أوجد الله في المسيح
طريقاً ليتم كل البر، ويبررنا بنفس الوقت. فيستطيع المسيحي أن يحب بلا شرط. كما أن
الرحمان غفر لنا كثيراً،. وعلمنا يسوع القول القادح: «واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر
نحن أيضاً للمذنبين إلينا». فمحبة الله الظاهرة في المسيح الغافر هي المسببة
لتتابع وتسلسل أفعال المحبة للأبد. حتى تصبح محبته فينا محبة جديدة، وغفرانه
غفراننا للكثيرين. وحيث يحل روح محبة الله فينا، تنتهي البغضة، ويثبت الصبر
والاحتمال في الفرح والسرور.

 

«22
بَرَكَةُ ٱلرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلا يَزِيدُ ٱلرَّبُّ مَعَهَا
تَعَباً».

إن
بركة الله لهي قوة عظيمة في الحياة. وإن يقل يكن وإن شاء فعل وغير الأوضاع. فمن
يعش بروح الله في انسجام، ويغفر كما غفر له، فهناك يمطر القدير ببركاته على
المؤمنين. ولكننا حيث نمتنع عن المحبة فإننا نمتنع عن البركة. ولو غفر الناس
لبعضهم ويحبون بعضهم بعضاً، لحل الفردوس على الأرض، وملء البركة تتمركز في مطيعي
روح الله. ولكن للأسف. فإننا نعيش في الحروب والبغضاء والأتعاب الساحقة. فلأجل
انفصالنا عن الله ومحبته، أصبحت مهننا تعباً وصعوبة. والعمل مبدئياً هو هبة من
الفردوس. ولكن بدخول الخطية إلى البشر صارت كل الحياة والأعمال مرة وعذاباً
إليماً.

أما
إذا رجعنا إلى الله مصدرنا، فننال بركاته التي تخفف حمل مهننا. والفلاحون يعرفون
بركة الرب في الحصاد. وبعض سائقي السيارات يشكرونه لحفظهم في الطرقات. وبعض
التلاميذ حلوا مسائلهم بطلباتهم إلى الرب، ليمنحهم حكمة وإنارة. فالله حي، ويتدخل
إلى سير دنيانا، إن طلبنا إليه باستمرار، عشنا في روحه. وهو يسند أثقالك، كما الآب
يحمل ابنه مع أثقاله. ويعينك معتنياً بك. ثق بربك، وأطع جذب روحه القدوس، فلا تبرح
بركته عنك.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ت تل الرماد د

 

«25
كَعُبُورِ ٱلزَّوْبَعَةِ فَلا يَكُونُ ٱلشِّرِّيرُ، أَمَّا
ٱلصِّدِّيقُ فَأَسَاسٌ مُؤَبَّدٌ».

وكل
من عاش بدون الله يشر في كل حياته، وغضب العلي يسطو عليه. فأبناء المعصية يبرزون
أنفسهم بضجيج وتعجرف ودوران حول ذواتهم كزوبعة، كأنما هم شيء، طالبين من الجميع،
أن يدوروا أيضاً حولهم ويؤلهوهم. ولكنهم لا شيء وسيزولون سريعاً كعصافة. والموت قد
فتح فاه لأجلهم.

وأما
أتقياء الرب، فيعيشون من بركات أبيهم السماوي. فروحه ساكن فيهم وبره يلبسهم.
يحفظون الحياة الأبدية في أنفسهم، لأنهم أنكروا ذواتهم نهائياً، فيعيشون من بركة
الله ونعمته. فلا شيء يستطيع إرعاب هؤلاء المؤسسين في المسيح. كما قال ربهم في
مثله المشهور: «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هٰذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا،
أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلصَّخْرِ. فَنَزَلَ
ٱلْمَطَرُ، وَجَاءَتِ ٱلأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ،
وَوَقَعَتْ عَلَى ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأنَّهُ كَانَ
مُؤَسَّساً عَلَى ٱلصَّخْرِ. وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هٰذِهِ
وَلا يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ جَاهِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى
ٱلرَّمْلِ. فَنَزَلَ ٱلْمَطَرُ، وَجَاءَتِ ٱلأَنْهَارُ،
وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتَ فَسَقَطَ،
وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً!» (متى 7: 24-27).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي