الإصحَاحُ
السَّادِسُ عَشَرَ

 

«2
كُلُّ طُرُقِ ٱلإِنْسَانِ نَقِيَّةٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ،
وَٱلرَّبُّ وَازِنُ ٱلأَرْوَاحِ. 3 أَلْقِ عَلَى ٱلرَّبِّ
أَعْمَالَكَ فَتُثَبَّتَ أَفْكَارُكَ. 9 قَلْبُ ٱلإِنْسَانِ يُفَكِّرُ فِي
طَرِيقِهِ، وَٱلرَّبُّ يَهْدِي خَطْوَتَهُ. 16 قِنْيَةُ ٱلْحِكْمَةِ
كَمْ هِيَ خَيْرٌ مِنَ ٱلذَّهَبِ، وَقِنْيَةُ ٱلْفَهْمِ تُخْتَارُ
عَلَى ٱلْفِضَّةِ»!

أكثر
الناس يعجبون من أفكارهم الخاصة، ولا يلاحظون أن كلماتهم فارغة. فيشبهون الطبل
الطان وهو فاض. ما أغنى الإنسان المتجول، وصدره منتفخ ورأسه متعال. ولكنه في نظر
الرب جاهل، لأن قدامه كل إنسان عدم، وكل كتب البشر ليست إلا طريقاً مؤدياً إلى
الموت والدينونة. فوحي الله في المسيح وحده، يخلق الحياة. وبشرى الخلاص يمنحك
البر. فلا حياة أبدية إلا بالإنجيل. فليس أحد على شيء إن لم يقم التوراة والإنجيل.
فتعمق في العهد الجديد وفسره، فتسلك في أفكار الله وتكسب قوة عظيمة لغلبة الجهل
والخطية.

وإن
لم تعرف ما هو الصح أو الغلط في أفكارك فالتمس من ربك الحكمة الفائقة قيمة الذهب.
ولا تتمسك بمخطوطاتك السابقة وشك في أمنياتك، وسلّم لربك أعمالك، لأنه يقود الذين
يتكلون عليه يقيناً. فلا تتمسك أيها الأخ بعناد بمشاريعك، بل سلم أمرك لعناية ربك،
وتنازل عن امتيازاتك، فيلهمك أفكاراً فاضلة جديدة. عندئذ تستطيع غلبة آرائك
القديمة وتعرف طرقه الحكيمة. فالروح المتواضع يزن في ميزان الله أكثر من مدبر
قدير. فتحرر من أمنياتك المهنية وقراراتك المدرسية، وتخطيطاتك لإجازاتك، وحتى
رجائك المتكل على أفراد عائلتك. ادفن إرادتك في إرادة الله فتفكر فكره. وتحب كما
يحب هو. وتستلك يقيناً في هدى ربك. صل واصغ إلى صوت الله. فهو يرشدك بدون خطأ.
والمسيح يقدمك لتمشي في خطواته. إنه يوصلك إلى الهدف فلا تخجل.

 

«18 قَبْلَ ٱلْكَسْرِ ٱلْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ
ٱلسُّقُوطِ تَشَامُخُ ٱلرُّوحِ».

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مدينة الشمس 2

فكل
من لا يقبل مشورة حكيمة مفكراً أنه يعرف ويستطيع كل شيء يكون مختوماً بختم الزوال.
ومن ينتفخ ينفجر كبالون. إن الله يبغض المتكبرين لأن المسيح كان متواضعاً. وأما
الشيطان فمستكبر كذاب. ادرك الفرق الصميمي بين الله وأتباعه من جهة، والشيطان
ونسله من جهة أخرى. ليس إلهنا متكبراً ماكراً خداعاً، بل اعلن تواضعه واستقامته
وطيبته في المسيح. أما إبليس فأراد إسقاط الله من عرشه، كارهاً العلي وطالباً
التأله. فكل الأمراء والزعماء الذين يبرزون أنفسهم كمخلصي شعوبهم، ويتشمسون في
تأليه الجماهير لهم. ولا يردون كل المجد لله، فهم مجرمون. لأنهم يسببون في الشعب
الارتداد، ويقللون الثقة بالله. فلا دولة ولا أمير يعيش طويلاً إن ثبت في كبريائه.
انظر إلى نابليون وهتلر وستالين وسائر المنتفخين، قد لمعوا كالشهاب ثم سقطوا إلى
أسوأ النتائج. وتركوا الخراب في العالم والدموع الكثيرة.

ولكن
كل من ينكسر أمام الله، ويعش في التواضع والقناعة كأثناسيوس، وأوغسطين ولوثر.
فاسمه مكرم إلى الأبد ومسجل في السماء. اطلب من ربك روحاً متواضعاً، وإلا لا تجد
راحة لنفسك. كل المستكبرين يسقطون إلى حبائل الخطية. فابق صغيراً فلا تصبح
شيطاناً، بل تمتلئ من الروح القدس.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي