الإصحَاحُ
الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ

 

«4 لا
تَتْعَبْ لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيّاً. كُفَّ عَنْ فِطْنَتِكَ. 5 هَلْ تُطَيِّرُ
عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟ لأنَّهُ إِنَّمَا يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ
أَجْنِحَةً. كَٱلنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ».

يفكر
أكثر الناس طيلة النهار بالمال، ويتعبون لأجل الأجرة. ويطمحون لفكر واحد: كيف نغنى
سريعاً؟ فيعبدون الذهب ويحبون الملك، ويتكلمون على المال أكثر مما على الله. فطعن
يسوع في قلوبهم قائلاً: «لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأنَّهُ
إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلآخَرَ، أَوْ يُلازِمَ
ٱلْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ ٱلآخَرَ. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا
ٱللّٰهَ وَٱلْمَالَ»(متى 6: 24). فكل من يحب المال يحتقر الله.
ومن يستخدم عقله وقدرته ليصبح غنياً سريعاً، فهو من عبدة صنم معدني ميت. والحكمة
تأمرك ألا تشغل بالك لكسب ممتلكات دنيوية كثيراً. فكر بالله وبركاته أولاً، واجتهد
لكسب القوت والكسوة. واكتف بالقليل الذي يمنحكه الله. وإنها لخطايا ثلاث مستعبدة
للإنسان. الزنا والانتقام وحب المال. فالحكيم يختار من نعمة الرب العفة والمحبة
والقناعة. اترك كبرياءك وعش في خوف الله فيهتم ربك بك.

هل
سمعت صوت الله؟ إن حكمته تدعوك لتسليم نفسك وذهنك وقلبك إلى الخالق. والله يسميك
ابنه إن فتحت نفسك لروحه. علماً أنك خاطئ وجاهل. ولكن إن سلمت لربك قلبك كمركز
الحياة والإرادة، فإنه يسكنه.

لا
يوجد حادثة أعظم في حياة الإنسان، من حلول الرب في قلبه. فطوبى لك إن تتعقل، وترجع
إلى الله! ولا تفرح بسطحية عابرة. بل استودع عقلك وإرادتك وحياتك، وذهنك وفؤادك
تماماً وللأبد بين يدي أبيك السماوي. لقد أوجدك. فإن تعد بنفسك إليه يلدك ثانية من
روحه. ولا يجبرك كعبد، بل يريد تسليمك عمداً وطوعاً كابن مطيع. إنه ينتظر تجاوب
محبتك بمحبته الأزلية. عندئذ ترى طرقه، وتسر بكلماته. فتريد تنفيذ وصاياه. وتفرح
في حضوره. وهكذا لا يزني روحك فيما بعد بأفكار غريبة، بل يحفظ لله.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر إشعياء Isaiah 08

إن
الله يدعوك للقرار والتسليم. هل تسمع صوته؟ هل تسلم نفسك له كاملاً ونهائياً؟ إن
جوهره المحبة، وكلماته حكمة. استودع نفسك له، وسلم مقود حياتك بين يديه. فتعيش
سعيداً وباراً، وتحفظ في الدينونة المجيدة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي