الإصحَاحُ
الأَوَّلُ

 

1.
كلام الجامعة ابن داود الملك في أورشليم

2.
باطل الأباطيل قال الجامعة. باطل الأباطيل الكل باطل.

3.
ما الفائدة من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس.

أود هنا قبل أن أبدأ،
أن أذكر هدف سليمان الحكيم من كتابة هذا السفر وهو المذكور في نهاية السفر وهو
"اتق الله واحفظ وصاياه لأن هذا هو الإنسان كله لأن الله يحضر كل عمل إلي
الدينونة علي كل خفي إن كان خيرا أو شرا 12: 13،14" ولذلك فهو يبدأ السفر
بقوله أن كل شئ تحت الشمس باطل، وطبعا واضح في السفر كله أنه يقصد بتحت الشمس كل
ما علي الأرض أي كل الأمور الدنيوية، أما أمور الحياة الأبدية فهي ليست تحت الشمس
وبالتالي فهي ليست باطلة وبالتالي يجب أن تكون هي هدفنا.

في
العدد الأول يؤكد سليمان أنه هو الذي كتب السفر بقوله ابن داود الملك في أورشليم.
والعددان الثاني والثالث يتكرر معناهما كثيرا في الإصحاحين الأول والثاني وأيضا في
أماكن متفرقة في السفر كله، ولذلك أود أن نتكلم عن هذا الموضوع :

فأولا
كل ما يقال عنه أنه باطل هنا في سفر الجامعة هو عن الأرضيات وليس السماويات، وهذا
ما نفهمه من روح السفر والكلام الموجود فيه خاصة قوله " تحت الشمس " أي
ما يكون في حياتنا علي الأرض، أما فوق الشمس في ملكوت السموات فالأمر يختلف لأن كل
شئ هناك سيبقي إلي الأبد، أما الأرض وكل ما عليها وكل ما فيها سيزول "مت 24:
35، مر 13: 31، لو 21: 33" وهذا يجعلنا نتبع وصايا الله كما يوصينا أيضا
سليمان الحكيم في آخر نفس هذا السفر، بعد أن أيقن أن كل شئ باطل وسيزول قائلا
" اتق الله واحفظ وصاياه لأن هذا هو الإنسان كله 12: 13 " ولهذا أيضا
أوصانا الرب قائلا " اطلبوا أولا ملكوت الله وبره مت 6: 31- 34 ".

4.
دور يمضي ودور يجئ والأرض قائمة إلي الأبد.

هل تبحث عن  مريم العذراء ألقاب مريم العذراء جبل سيناء ء

5. والشمس تشرق والشمس
تغرب وتسرع إلي موضعها حيث تشرق.

6.
الريح تذهب إلي الجنوب وتدور إلي الشمال. تذهب دائرة دورانا وإلي مداراتها ترجع
الريح..

7.
كل الأنهار تجري إلي البحر والبحر ليس بملآن. إلي المكان الذي جرت منه الأنهار إلي
هناك تذهب راجعة

8.
كل الكلام يقصر. لا يستطيع الإنسان أن يخبر بالكل. العين لا تشبع من النظر والأذن
لا تمتلئ من السمع.

9.
ما كان فهو ما يكون والذي صنع فهو الذي يصنع فليس تحت الشمس جديد 10. إن وجد شئ
يقال عنه أنظر.هذا جديد. فهو منذ زمان كان في الدهور التي كانت قبلنا.

11.ليس ذكر للأولين.
والآخرون أيضا الذين سيكونون لا يكون لهم ذكر عند الذين يكونون بعدهم.

واضح هنا في الأعداد من
4 إلي 11 باختصار أنه يريد تأكيد بطلان كل شئ. في الأعداد من 5 إلي 11 يشير إلي أن
الشمس والريح والأنهار يدورون دورة واحدة تتكرر دائما، وهكذا العين والأذن لا
يشبعا من النظر والسمع، وهكذا فإن كل ما كان فهو يكون، وكذلك بالنسبة للأشخاص
الذين يذهبون ليس لهم ذكر بعد. فكل هذا يؤكد أن كل شئ باطل وقبض الريح ولا منفعة
تحت الشمس.

في
عدد 4 يقول " والأرض قائمة إلي الأبد " فقد يقول قائل (ألم يقل السيد المسيح
أن الأرض ستزول كما في مت 24: 35 ولو 16: 17 وكذلك ذكرها القديس بطرس في 2بط 3:
10-13، فكيف يقول هنا أن الأرض قائمة إلي الأبد وأن داود النبي كان قد ذكر أيضا أن
الأرض ستبقي إلي الأبد في مز 104: 5). لتوضيح هذا الأمر لابد أن نعرف استخدامات
كلمة " الأبد " في الكتاب المقدس، لأننا سنجدها مرة أخري في هذا السفر
في 9: 6 ومرات كثيرة في أماكن متنوعة في الكتاب المقدس.

1. لقد استخدمت كلمة
الأبد بمعني (نهاية عمر الإنسان) كما في " خر21: 6 فيخدمه إلي الأبد "
والمقصود بها أن العبد يخدم سيده لنهاية أيامه علي الأرض.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد جديد إنجيل يوحنا 17

2.
كما استخدمت كلمة الأبد بمعني (نهاية العهد القديم) وذلك مثلما أعطي الله الفصح
لليهود ليكون فريضة أبدية، وبالطبع لقد انتهي الفصح بمجيء المسيح
له كل
مجد
لأنه هو فصحنا الحقيقي.

3. أو
بمعني (نهاية الأرض في يوم القيامة) كما في " اش60: 21 إلي الأبد يرثون الأرض
". وهذا هو المقصود هنا في 1: 4 أن الأرض قائمة إلي الأبد أي إلي يوم القيامة
حيث ستحترق عناصرها وتنتهي هذه الأرض "2بط3: 10-13 " وتأتي سماء جديدة
وأرض جديدة "رؤ21: 1".

4. ومعني رابع لكلمة
الأبد هو (أبد الآبدين) أي بلا نهاية وذلك مثلما قيل عن السيد المسيح أنه سيظل
كاهنا إلي الأبد علي طقس ملكي صادق "مز110: 4 وعب7".

وما
قيل عن كلمة "الأبد " ممكن أن يقال عن كلمة "الدهر".

12.
أنا الجامعة كنت ملكا علي إسرائيل في أورشليم.

13.
ووجهت قلبي بالسؤال والتفتيش بالحكمة عن كل ما عمل تحت السموات. هو عناء رديء
جعلها الله لبني البشر ليعنوا فيه.

14.
رأيت كل الأعمال التي عملت تحت الشمس فإذا الكل باطل وقبض الريح. 15. الأعوج لا
يمكن أن يقوم والنقص لا يمكن أن يجبر.

16.
أنا ناجيت قلبي قائلا ها أنا قد عظمت وازددت حكمة أكثر من كل من كان قبلي علي
أورشليم وقد رأي قلبي كثيرا من الحكمة والمعرفة.

17.و
وجهت قلبي لمعرفة الحكمة ولمعرفة الحماقة والجهل. فعرفت أن هذا أيضا قبض الريح.

18.
لان في كثرة الحكمة كثرة الغم والذي يزيد علما يزيد حزنا.

هنا
في الأعداد من 12 إلي 18 يتكلم عن سعيه وتوجيه قلبه للسؤال والتفتيش بالحكمة عن كل
ما عمل تحت السموات ويؤكد مرة أخري أنه باطل وقبض الريح.

و
يقول في "1: 15 الأعوج لا يمكن أن يقوم "، فماذا يقصد هنا ؟ إذا قرأنا
"7: 13" التي يقول فيها " أنظر عمل الله لأنه من يقدر علي تقويم ما
قد عوجه " نفهم أنه يقصد أن لا إنسان يستطيع تغيير عمل الله أو مقاصد الله،
ولكن بالتأكيد الله نفسه القادر علي كل شئ قادر علي تغيير ما عمله الإنسان أو ما
عمله هو نفسه، وكثيرا ما نقرأ في الكتاب المقدس رجوع الله عن ما قصد عمله ضد
الأشرار عندما تابوا، وهكذا، لأنه قد يخطر ببال إنسان أن المقصود هنا في 1: 15 هو
عدم إمكانية إصلاح إنسان ولكن بالطبع نحن نعرف قصص كثير من القديسين والقديسات
الذين تم تقويم كل أعوج فيهم عندما تابوا توبة صادقة، فإذا عرفنا هذا نتشجع أن
نصلي من أجل أقاربنا ومعارفنا البعيدين عن الله من أجل أن يتوبهم الله ويقويهم.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أُيَّلَة الصبح ح

و
ازداد سليمان الحكيم حكمة وتعظم جدا أكثر من كل من كان قبله في إسرائيل من ملوك
وقضاة، ولكنه عرف أن هذه الحكمة والمعرفة، إن لم يستفيد بهما

لحياته
الأبدية فسيذهبا أيضا مع الريح ويكون قد سعي باطلا.

ولأن
" في كثرة الحكمة كثرة الغم والذي يزيد علما يزيد حزنا 1: 18 " :

1)
فإن سليمان الحكيم ينصحنا قائلا " لا تكن حكيما بزيادة، لماذا تخرب نفسك 7:
16"

2) ويوضح لنا أيضا أن لكل
شئ تحت السموات وقت" 3: 1 " فممكن أن نفهم منها أنه (للسعي لاكتساب
الحكمة وقت وللراحة وقت) خاصة وأن الله أوصى كثيرا بالراحة.

3)
والسيد المسيح
له كل مجد أوصانا
أن نصلي في كل حين، وبالتالي فإننا ممكن أن نتضرع إليه أن يعطينا فرح روحي ويبعد
عنا كل غم وكل حزن رديء ووجع قلب، وسنذكر الآن في بداية الإصحاح الثاني أنواع
الفرح الثلاثة.

لاحظ
أننا في هذا الإصحاح تكلمنا باختصار وسنختصر أيضا في الإصحاح الثاني، ثم نتكلم
باستفاضة أكثر ابتداء من الثالث.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي