الإصحَاحُ
السَّابعُ

 

7: 1 الصيت خير من
الدهن الطيب ويوم الممات خير من يوم الولادة.

يتكرر
الجزء الأول من هذه الآية في "أم22: 1 الصيت أفضل من الغنى العظيم" وهو
مثل شعبي مشهور نقول فيه (الصيت ولا الغنى). أما الجزء الثاني من هذه الآية، فهو
خاص بالأبرار لأن البار بموته يرتاح من أتعابه علي الأرض، لأنه يكون مع المسيح
وبالتأكيد "هذا أفضل جدا".

7: 2-4 2.الذهاب إلي
بيت النوح خير من الذهاب إلي بيت الوليمة لأن ذاك نهاية كل إنسان والحي يضعه في
قلبه.

3. الحزن خير من الضحك
لأنه بكآبة الوجه يصلح القلب.

4. قلب الحكماء في بيت
النوح وقلب الجهال في بيت الفرح.

لقد
تكلمنا من قبل عن أنواع الفرح وأنواع الحزن، وهو هنا يؤكد ثلاث مرات ما معناه أن
الحزن الروحي الذي بحسب مشيئة الله أفضل من الفرح العالمي المليء بالعثرات لأنه
يؤدي إلي الهلاك أما الحزن الروحي يؤدي إلي الخلاص وإلي الملكوت الأبدي كما رأينا
في "لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة..2كو7:
10".
ومعروف من الكتاب المقدس أن
"كثيرة هي أحزان الصديقين" ولكن نعرف منه أيضا أنه "من جميعها
ينجيهم الرب" وأيضا أن "حزنهم يتحول إلي فرح".

5. سمع الانتهار من
الحكيم خير من سمع غناء الجهال.

6. لأنه كصوت الشوك تحت
القدر هكذا ضحك الجهال. هذا أيضا باطل.

باختصار
نقول أن الإنسان الحكيم إذا انتهر أحد فذلك لأنه يريد المصلحة للكل أما غناء
الجاهل وضحكه يكونوا سبب ضرر للآخرين مثل ضرر الشوك.

7. لأن الظلم يحمق
الحكيم والعطية تفسد القلب.

مرة
أخرى يتكلم عن الظلم ومعها عن قبول الرشوة، يفضل مراجعة الجزء الخاص بالعدل والحق
في "3: 16" والآيات التي معها، ونذكر بأهم آية فيه وهي "فعل العدل
والحق عند الرب أفضل من الذبيحة"، فالله يحب العدل والحق جدا وأتمنى أن يحاول
كل إنسان أن ينمو في هذا المجال بالصلاة والدراسة والتأمل. ويضيف هنا سليمان
الحكيم، أن أي إنسان مهما كان حكيما، إذا ظلم أحد يحسب أحمق وإذا قبل رشوة فقد فسد
قلبه، وفي هذه الأمور يوصينا الله قائلا "لا تأخذ رشوة لأن الرشوة تعمي
المبصرين وتعوج كلام الأبرار خر23: 8" و"لا تحرف القضاء ولا تنظر إلي الوجوه
ولا تأخذ رشوة لأن الرشوة تعمي أعين الحكماء وتعوج كلام الصديقين. العدل العدل
تتبع لكي تحيا وتمتلك الأرض التي يعطيك الرب إلهك تث16:19،20". لاحظ هنا بعض
فوائد العدل.

و
هنا أود أن أقول جزء بسيط عن الفرق بين الرشوة والهدية، وهو أن الواضح في أي أمر،
بصفة عامة، هو أن (حيثما يوجد خير بحسب المفهوم الصحيح لوصايا الله فهذا افعله) أو
بقول آخر إذا كان الخير في أن أقبل هدية، أقبلها ولكن إذا كان هناك شر أو ظلم في
قبولي الهدية فلا أقبلها، وقد نقول بصفة عامة أيضا، وطبعا لكل قاعدة استثناءات،
أنه إذا قدمت لك الهدية كنوع من الشكر بعد أن أتممت العمل بالحق تماما فلا مانع من
قبولها، بشرط ألا يكون هناك تكملة لهذا العمل. وكنموذج من إعطاء الهدايا الصالحة،
هو هدايا أبيجايل لداود النبي وجيشه كما ذكرنا في قصتها، فمنعته من سفك الدماء
وأنقذت زوجها ومن معه. وكذلك هدايا يعقوب ليوسف ابنه

قبل
أن يعرف أنه يوسف ليعطف قلبه علي أولاده فيعطيهم قمحا. وأقول ملحوظة صغيرة معروفة
للكثيرين وهي أن الهدية يجب أن تتناسب مع مركز وشخصية الشخص التي تقدم له وإلا
ستسبب أضرارا كثيرة وقد تسبب ذلك مرة في نشوب حرب. آية أخيرة في موضوع العدل والحق
وهي "مبرئ المذنب ومذنب البريء، كلاهما مكرهة للرب".

8. نهاية أمر خير من
بدايته. طول الروح خير من تكبر الروح.

و
نقول معها : نهاية الآلام من أجل المسيح، مجد مع المسيح.

نهاية
الحزن الروحي، فرح روحي.

نهاية
أي عمل صالح، راحة لصاحبه.

و
نهاية الحياة الباطلة تحت الشمس، حياة دائمة كلها فائدة وأساسها المحبة مع رب
المجد يسوع المسيح إلي أبد الآبدين.

أما
البداية فكثيرا ما تكون مقلقة. وطول الروح أو الصبر وطول الأناة وهم دليل الاتضاع
بالتأكيد خير من تكبر الروح أو الكبرياء، فالكبرياء هو الذي أسقط حواء وآدم
وأخرجهم ونحن معهم من الفردوس والاتضاع مع المحبة هو الذي جعل المسيح يتجسد ليردنا
إلي المجد الأبدي، وعلي رأي أحد القديسين (الكبرياء هو أشر الرذائل أما الاتضاع
فهو أحسن الفضائل).

7: 9 لا تسرع بروحك إلي
الغضب لأن الغضب يستقر في حضن الجهال.

نضع
معها بعض الآيات من أسفار أخرى ونتكلم عن الغضب :

"تعقل
الإنسان يبطئ غضبه وفخره الصفح عن المعصيةأم19: 11"، واضح هنا أن الحكيم لا
يغضب.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عِيري ي

"لأن
غضب الإنسان لا يصنع بر الله يع1: 20" وهنا ممكن أن نقول أن البار لا يغضب.

"
وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب علي أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم مت5: 22"
فواضح أن الغضب قد يؤدي إلي العذاب.

"البطيء
الغضب خير من الجبار ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة أم16: 32"و ذلك بالطبع
لأن الجبار يأخذ مدينة بالقوة أما مالك روحه سيكسب أهل المدينة بالمحبة.

إذا
فلا داعي للغضب لأنه بالتأكيد سيؤثر عليك سلبا، بسبب غضبك، الإنسان الحكيم ستتأثر
محبته لك، والجاهل قد ينتقم منك بشدة لأنه جاهل والشر طبعه. ولكن هذا لا يمنع أن
أحيانا قد يكون من الصالح أن يغضب الإنسان علي من له سلطان عليهم، لا بهدف الإهلاك
أو الإهانة بل بهدف الإصلاح، فمثلا عالي الكاهن حينما لم يغضب علي أولاده حينما
أخطأوا ولم يؤدبهم، غضب الرب عليه وعاقبه، فهكذا يجب علي كل أب وكل أم تأديب
أولادهم، ويجب أن يكون بينهم تفاهم في هذا الموضوع لأنه له أسس معينة يجب عليهما
تفهمها.

و
قد تكون مخطئا أمام الله بسبب ما نتج بسبب غضبك، وأيضا قد تثير إنسان أو تستفزه
فتجعله يغضب وتكون أنت أيضا المخطئ في عيني الرب. واحذر غضب الإنسان الهادئ كما
يقول المثل (اتق شر الحليم إذا غضب). وأخيرا احذر غضب الملك أو ذو السلطان لأنه من
الله، وقد يقبل الله ما خرج من فمه أثناء غضبه خاصة إذا كان الخطأ قد بدأ منك أنت.

10. لا تقل لماذا كانت
الأيام الأولي خيرا من هذه. لأنه ليس عن حكمة تسأل عن هذا.

كتير
بنسمع الكبار يقولوا (أيام زمان كانت خير)، هذا كان يحدث أيضا أيام سليمان الحكيم،
فهو هنا يقول لنا أنه ليس من الحكمة أن نقول هذا، وفعلا الخير موجود في كل مكان
وزمان ولكن الإنسان الحكيم هو الذي يعرف كيف يتمسك بربنا لكي يعطيه كل خبر يريده.

11. الحكمة صالحة مثل
الميراث بل أفضل لناظري الشمس.

12. لأن الذي في ظل
الحكمة هو في ظل الفضة وفضل المعرفة هو أن الحكمة تحيي أصحابها.

الحكمة
والميراث والفضة،أفضل ما فيهم الحكمة لأن الإنسان يحيا بها، وبها يمكنه أن يرث
الصلاح الكثير ويرث الفضة أيضا فيكون له الثلاثة.

و
الله إلهنا هو "شمس البر"، فربما يقصد بناظري الشمس، التي تتكرر أيضا في
"11: 7" ربما يقصد بهم الأبرار الذين ينظرون دائما إلي الله وإلي نوال
محبته ورضاه.و بالتالي يكون قصده أيضا أنه إذا كانت الحكمة نافعة قليلا لأهل
العالم فكم وكم لشعب الله الذين يأخذون حكمتهم دائما من عند "أبي
الأنوار".

13. أنظر عمل الله لأنه
من يقدر علي تقويم ما قد عوجه.

هل
تذكر ؟ لقد تكلمنا عنها مع "1: 15"، ونقول أيضا أنه لا يقدر إنسان علي
مقاومة إرادة الله، فالأفضل أن يسلك بحسب وصاياه.

14. في يوم الخير كن
بخير وفي يوم الشر اعتبر. إن الله جعل هذا مع ذاك لكيلا يجد الإنسان شيئا بعده.

مهما
كانت ظروفك ضع الله أمامك لأته هو كل شئ لك، فاصنع خير في يوم الخير، وادخر لنفسك
ما ينجيك في يوم الشر لأن المرنم يقول " طوبى لمن يتعطف على المسكين في يوم
الشر ينجيه الرب" وتأكد أنك مثل أي إنسان لابد سيأتي عليك يوم ضيق،فعمل الخير
والتصدق علي المساكين ينجيك حينما تأتي عليك الشرور.

15.قد رأيت الكل في
أيام بطلي. قد يكون بار يبيد في بره وقد يكون شرير يطول في شره.

لا
ترتع من هذا أيضا وأذكر الآية "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون
الله"، فحتى وإن باد البار في بره فهذا لصالحه. وقد عشنا كلنا في الأيام
الماضية حادثة أوتوبيس كنيسة مار جرجس بمصر الجديدة التي راح ضحيتها حوالي ثلاثين
إنسان بار، لم يختلف اثنين في قداستهم وقد استشهدوا في أحسن لحظاتهم ليأخذهم رب
المجد لنفسه وهم في أحسن حالة يعيشوا بها معه في الأبدية كلها. وهذا أيضا ما حدث
مع ابن المعلم إبراهيم الجوهري.

أما
عن الشرير الذي يطول في شره، ذلك لأن الله من رحمته، يعطيه فرصة ليتوب. ولا تخف من
شره لأن الله قادر أن يبعده عنك بل ويحوله لخيرك.

16. لا تكن بارا كثيرا
ولا تكن حكيما بزيادة. لماذا تخرب نفسك.

أذكر
الآية "لكل شئ تحت السماء وقت" فهنا كأنه يقول :(لإظهار برك وقت _ من
أجل المنفعة _، ولعدم إظهار برك وقت _ لتكون أعمالك في الخفاء بحسب وصية المسيح _.
ولاستخدام حكمتك وقت _ من أجل المنفعة، وللبساطة وقت _ حتى لا يمل الآخرين منك
وحتى لا تصير حكمتك للضرر _.) فإذا حاولت أن تظهر بارا وحكيما في كل وقت وأمام كل
الناس ستخرب نفسك ويمكن أن ينطبق عليك هنا قول السيد المسيح " ويل لكم إذا
قال جميع الناس فيكم حسنا " اعرف أن البر يحتاج إلي حكمة والحكمة قد تتطور
إلي فلسفات خاطئة. فماذا نفعل إذا ؟ نصلي، أطلب من الله أن يعطيك الحكمة في البر
وأن يحفظك من التطرف فيهما.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أستياجس س

و
لا تكن حكيما في عيني نفسك لئلا تتركك نعمة الله، فأشكره ومجده ودائما تضرع إليه
قائلا "اللهم ارتفع علي السموات وليرتفع مجدك علي سائر الأرض".

17. لا تكن شريرا كثيرا
ولا تكن جاهلا. لماذا تموت في غير وقتك.

بالتأكيد
المعني واضح ومعروف للكل، ولكن يفضل توضيح أمور قد تفوت علي البعض، فهذه الآية
ممكن أن تنطبق علي الذي يتعاطى أي نوع مخدرات بجهل فيموت في غير وقته. وبالمثل
أيضا تنطبق علي الذي يدخن السجائر فيموت في غير وقته رغم أن هذا يتم ببطئ، وربما
يتعذب أيضا كثيرا قبل موته. وأيضا تنطبق علي المستهتر أو المتمرد مثل الذي يقود
سيارة أو موتوسيكل بسرعة أو الذي يتحدى الطبيعة بأي أسلوب أو الجاهل في أكله، أي
واحد من هؤلاء قد يموت قبل الوقت جسديا، وربما تفوته فرصة التوبة فيهلك روحيا أيضا
إلي الأبد.

18.حسن أن تتمسك بهذا
وأيضا أن لا ترخي يدك عن ذاك. لأن متقي الله يخرج منهما كليهما.

هذه
الآية قد يساء فهمها في الوهلة الأولى، لكنها في الحقيقة جزءان، الأول يذكرنا بقول
المسيح "يجب أن تفعلوا هذه ولا تتركوا تلك" فهو دائما يريدنا أن نعمل
الأهم ثم المهم، أن نعمل أهم الأمور في البداية ثم بعد ذلك نهتم ببقية الأمور،
وهذا ما يقوله أيضا سليمان الحكيم هنا وهو أن نهتم أولا بأن نكتسب الحكمة وننمو في
البر ثم متى وصلنا إلي مستوى جيد نهتم بأن لا نظهر حكماء أو أبرارا في كل وقت أو
أمام الكل. ثم في الجزء الثاني من الآية 18 يقصد أن الذي يتقي الله ينجو من أضرار زيادة
الحكمة والبر، ومن أضرار الشر والجهل.

19.الحكمة تقوي الحكيم
أكثر من عشرة مسلطين الذين هم في المدينة.

آية
بسيطة لكنها عميقة، معناها البسيط هو أن الحكمة تعطيك قوة أكثر من عشرة لهم سلطان
في أي مدينة. ولكن العمق هو في قوة الحكمة أو في أن الحكمة قوة، وقوة عظيمة في
نواحي كثيرة إن لم يكن في كل مجال، وبالطبع نحن نتكلم عن الحكمة الإلهية، أي
المعطاة من الله.

1)
أولا وقبل كل شئ نقول أن الله أقوي من الكل ورأس الحكمة مخافة الله،

فاكتسابي
حكمة يربطني بالله فيقويني، ولهذا ناجاه المرنم قائلا "أحبك يا رب يا
قوتي"، ولهذا أيضا قال بولس الرسول "أستطيع كل شئ في المسيح يسوع الذي
يقويني".

2)
الحكمة قوة في عمل الخير، في وسط الأسرة الواحدة وفي وسط الخدمة في الكنيسة حيث
تنشر المحبة والسلام بين الكل وتخلص نفوس الكثيرين.

3)
الحكمة قوة روحية أنتصر بها علي الشياطين إذا كان لي الحكمة في الصلاة وفي الصوم
وفي اكتساب الفضائل والنمو فيها. وبالحكمة أيضا أنمو وأتقوي في كافة المجالات
الدينية.

4)
وقوة المرأة هي حكمتها مع فضائلها، وأوضح مثل لنا هي أبيجايل التي عرفنا قصتها
وماذا فعلت بحكمتها واتضاعها، تخيلوا لو كانت الحرب قامت بين داود وجيشه وبين
نابال زوجها ومن له، حتى ولو كان أحد الطرفين قد انتصر، كنا سنجد قتلى وجرحى
كثيرين، بالإضافة للخسائر المادية،فأي حرب مهما كانت لابد فيها خسائر كثيرة لكل
الأطراف حتى المنتصر، أما أبيجايل بحكمتها واتضاعها صارت أقوى من الكل، لقد جعلت
الكل ينتصر والكل يفرح، هي انتصرت بسلامة زوجها الأول ثم بزواجها من داود فيما بعد
وفاة زوجها، وزوجها انتصر ببقائه حي هو وكل من له وكل ما له لأن داود كان قد أصر
علي إبادته، وداود النبي انتصر لأنها منعته من سفك الدماء الأمر الذي كان من
الممكن أن يعاقبه الله عليه ثم أنه رجع بخير وسلام مع هدية كريمة منها له ولجيشه،
بالحق إنها قوة عظيمة من امرأة متواضعة وجميلة وحكيمة.

5)
وللرجال، لنتأمل قليلا ونرى الفرق بين حكمة سليمان كاتب هذا السفر وأكثر الناس
حكمة وبين شمشون أقوى الناس، وبالطبع نحن لا نقلل من شأن أي منهما، فالاثنين رجال
الله وشمشون هذا أعتبر من أبطال الإيمان في "عب11"، ولكن سليمان بحكمته
لم تقدر عليه أكثر من ألف امرأة، إلا حينما كبر في السن أبعدنه قليلا عن الله،
ولكنه تاب سريعا، أما شمشون الجبار فللأسف رغم أعماله العظيمة كنذير الرب وكرجل
مملوء بالروح القدس، إلا أن واحدة استمالت قلبه فضاع شمشون، هذا فقط نوع من التأمل
كيف أن الحكمة قوة بل وأحيانا كثيرة أفضل من القوة.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر حزقيال القمص تيموثاوس ميلاد 28

6)
وفي عصرنا الحالي بصفة عامة نحتاج المعرفة والحكمة في العلوم المختلفة علي مستوى
الأفراد والشركات والدول لأن ذلك يعطي قوة في كافة المجالات الاقتصادية، والأسرية
والاجتماعية والدولية و..، بالإضافة للروحية والدينية.

7)
والحكمة قوة جسدية ودنيوية إذا عرف الإنسان كيف يأكل وكيف يعيش وكيف ينظم حياته
كلها علي أكمل وجه.

8)
وكما ذكرنا من قبل أنه إذا كان المال يعطي حماية فالحكمة الإلهية تعطي حماية أفضل
وأعظم.

فلا
ننسى إذا الطلبة (اعطني يا الله حكمة إلهية ومعرفة نافعة وفهم صحيح وقلبا فهيما
مميزا).

7: 20 لأنه لا إنسان
صديق في الأرض يعمل صلاحا ولايخطئ.

"
الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله رو 3: 23"

المعنى
مفهوم للجميع، ولكن قد يأخذ إنسان هذه الآية ويعيش في خطية معينة بحجة أن حتى القديسين
فعلوا خطايا ولكن نقول لمثل هذا (هناك فرق كبير بين أن يخطئ إنسان لأي سبب وبين أن
يعيش في الخطية، الفرق كبير، ويجب علي كل إنسان أن يكره الشر ويبتعد عن كل
الخطايا، وإن سقط يتوب في وقتها أو في أسرع فرصة ممكنة).

21.أيضا لا تضع قلبك
علي كل الكلام الذي يقال لئلا تسمع عبدك يسبك

22.لأن قلبك أيضا يعلم
أنك أنت كذلك مرارا كثيرة سببت آخرين.

لا
تهتم كثيرا بما يقال عنك، وحاول ألا تتكلم بالسوء علي غيرك لئلا يقال عنك أنت أيضا
السوء، وفي هذا أوصانا السيد المسيح قائلا "لا تدينوا لكي لا تدانوا"،
هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فاعلم أنك أنت أيضا سببت آخرين، فاغفر للناس
ذلاتهم لكي يغفر لك أيضا أبوك السماوي ذلاتك.

23. كل هذا امتحنته
بالحكمة. قلت أكون حكيما. أما هي فبعيدة عني.

24. بعيد ما كان بعيدا
والعميق لعميق من يجده.

"يا
لعمق غنى الله وحكمته وعلمه، ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء"
هنا سليمان الحكيم نفسه كان يعلم هذا وأقر واعترف أن عمق الحكمة وغناها، رغم ما
أعطاه الله منها، بعيدة عنه. فبالطبع هذا هو الحال أيضا مع كل من أعطاه الله حكمة
وكل من يتكلم عنها حتى كاتب هذا الكتاب أو أي أحد آخر له حكمة فهي بالتأكيد نعمة
من الله صاحب كل صلاح ومعطي كل حكمة وعلم ومعرفة للذين يسألونه، له كل مجد وبركة
وعزة وسلطان وكرامة من الآن وفي كل أوان وإلي دهر الدهور كلها، آمين.

25. درت أنا وقلبي
لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلا ولأعرف الشر أنه جهالة والحماقة أنها جنون.

26. فوجدت أمر من الموت
المرأة التي هي شباك وقلبها أشراك ويداها قيود. الصالح قدام الله ينجو منها. أما
الخاطئ فيؤخذ بها.

بالطبع
هو هنا يتكلم عن المرأة الشريرة ويتكلم عنها أكثر في سفر الأمثال في الإصحاحين
الخامس والسابع كلام هام جدا، يفضل قراءتهما. وأوضح مثال هي دليلة وما عملته
بشمشون، وقصص كثيرة مشابهة نسمعها ونقرأها. فنصلي أن يحفظنا الله من الزنا ومن كل
شهوات رديئة، فاشتهاء أي شئ بشدة حتى لو لم يكن شر قد يسبب ضررا، وقد قال القديس
أغسطينوس (جلست علي قمة هذا العالم عندما أحسست أنني لا أشتهي شيئا). ولتعلم كل
امرأة تتسبب في عثرات لآخرين قول الرب "ويل لمن تأتي به العثرات". ونحذر
الشباب الرجال الذي يظن أن الإجرام لا يأتي إلا من الرجال فقط لأن النساء لا عضلات
لهم (ويا عيني جناحهم مكسور) نحذرهم من الشر الكبير الذي قد يحدث له بسبب امرأة
شريرة ونقول له (اقرأ هذه الآيات مرة أخرى، جا7: 26 وأم 5 وأم 7)

27. أنظر. هذا وجدته
قال الجامعة. واحدة فواحدة لأجد النتيجة.

28. التي لم تزل نفسي
تطلبها فلم أجدها. رجلا واحدا بين ألف وجدت. أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد.

ربما
أن هذا حدث بالفعل مع سليمان لأنه تزوج ألف امرأة، فربما لم يجد فيهن ما كان يريده
أو يظنه، أما بين معارفه الرجال وجد واحد فقط. قد يكون هذا هو المقصود، وقد يكون
المقصود معنى رمزي، لأن الألف عدد كمال، فربما قصد به البشرية كلها فلم يجد فيها
أي صالح إلا واحد وهو بالطبع المسيح لأنه هو الله أما الباقون فقد أعوزهم مجد الله
لأن جميعهم زاغوا وفسدوا.

29. أنظر. هذا وجدت فقط
أن الله صنع الإنسان مستقيما. أماهم فطلبوا اختراعات كثيرة.

امتداد
للآية السابقة، أن كل الناس طلبوا اختراعات كثيرة بعدوا بها عن الاستقامة التي
صنعهم بها الله.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي