الإصحَاحُ
الثَّامِنُ

 

8: 1 من كالحكيم ومن
يفهم تفسير أمر.حكمة الإنسان تنير وجهه وصلابة وجهه تتغير.

1)
"تنير وجهه" : فعلا قيل في "دا12: 3 الفاهمون يضيئون كضياء
الجلد"، والقديس اسطفانوس الذي كان مملوءا من الروح القدس والحكمة حينما كان
يتكلم أمام الجميع بروح الحكمة، قيل عنه أنهم رأوا وجهه كأنه وجه ملاك "أع6:
3،10".

2)
"و صلابة وجهه تتغير" : بالطبع لا يقصد بها أن الحكمة تعطي جفاء
لصاحبها، بل، يقصد أن الإنسان الحكيم الفاهم، نجد فيه ثقة بالنفس تظهر علي ملامح
وجهه.

8: 2-4 2. أنا أقول
احفظ أمر الملك وذلك بسبب يمين الله.

3. لا تعجل إلي الذهاب
من وجهه. لا تقف في أمر شاق لأنه يفعل كل ما شاء. 4. حيث تكون كلمة الملك فهناك
سلطان. ومن يقول له ماذا تفعل.

أي
يجب الخضوع لكل سلطان لأنه من الله، وفي هذا تكلم القديس بطرس في "1بط2:
13-25 فاخضعوا لكل ترتيب بشري من أجل الرب…. ". ولا تستعجل من أن تمشي من
أمامه حتى ينتهي من كلامه وينهي ما يريده لأنه له سلطان أن ينفذ ما يشاء. ولا تحشر
نفسك معه فيما لا يعنيك خاصة في الأمور الصعبة لئلا يصيبك بعض السوء.

5. حافظ الوصية لا يشعر
بأمر شاق وقلب الحكيم يعرف الوقت والحكم

 6. لأن لكل أمر وقتا
وحكما لأن شر الإنسان عظيم عليه.

7. لأنه لا يعلم ما
سيكون. لأنه من يخبره كيف يكون.


الأبرار الذين يحبون الله بالفعل لا يشعرون بتعب أو ضيق في تنفيذ الوصية بل يشعروا
بسعادة. وقلب الحكيم البار، بالإضافة لهذا له قدرة علي التمييز والإفراز فيعرف
الوقت المناسب للشئ المناسب.


شر الإنسان عظيم عليه، أي صعب علي الإنسان أن يحتمل نتيجة شره، فلو كان شريرا
سيقول كما قال قايين حينما عرف بنتيجة خطيته "ذنبي أعظم من أن يحتمل"،
ولو كان بارا

سيبكي كثيرا ويتعب كثيرا كما حدث مع داود النبي. وكلاهما وقت
فعل الخطية لم يعلما نتيجتها أو ما سيكون لهما بسببها.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر المزامير 50

8. ليس لإنسان سلطان
علي الروح ليمسك الروح ولا سلطان علي يوم الممات ولا تخلية في الحرب ولا ينجي الشر
أصحابه.

لا
يعلم أحد بالضبط ما هي الروح , وليس لإنسان سلطان علي روحه أو علي يوم مماته،
وبالنسبة للإنسان الشرير حتى لو نجا من الموت في الحرب فلن يتركوه بل قد يأخذوه
أسيرا أو يعذبوه، وذلك لأن شره تسبب في عدم نجاته، أما البار فينطبق عليه قول
الكتاب "طوبى لمن يتعطف علي المسكين في يوم الشر ينجيه الرب".

9. كل هذا رأيته إذ
وجهت قلبي لكل عمل عمل تحت الشمس وقتما يتسلط إنسان علي إنسان لضرر نفسه.

أحيانا
يأخذ إنسان سلطان علي آخر، وربما يفرح بهذا، ولكن للأسف هذا سيضره. جيد أن يكون
الإنسان طموح في كل صلاح، ولكن ليعلم أن أي وزنة سيأخذها سيحاسب عليها. وإذا أخذت
سلطانا، فأذكر ما قلناه عن عمل العدل الحق، ولا تنسى معهما الرحمة.

10. وهكذا رأيت أشرارا
يدفنون وضموا والذين عملوا بالحق ذهبوا من مكان القدس ونسوا في المدينة. هذا أيضا
باطل.

11. لأن القضاء على
العمل الرديء لا يجرى سريعا فلذلك قد امتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر.

12. الخاطئ وإن عمل شرا
مئة مرة وطالت أيامه إلا أني أعلم أنه يكون خير للمتقين الله الذين يخافون قدامه.

13. ولا يكون خير
للشرير وكالظل لا يطيل أيامه لأنه لا يخشى قدام الله.

14. يوجد باطل يجري تحت
الأرض. أن يوجد صديقون يصيبهم مثل عمل الأشرار ويوجد أشرار يصيبهم مثل عمل
الصديقين. فقلت أن هذا أيضا باطل.

لاحظ
أن الآيتين 12، 13 تردان على الآيتين 10، 14 فالآيتين 10، 14 فيهما ما سبق وقاله
هو أن حادثة واحدة تحدث للشرير والبار، وهو في حالة الشعور بأن كل شئ باطل تحت
الشمس ويريد تحويل أنظارنا إلي الله والأبدية، أما في العددين 12، 13 فهو يوضح
ويؤكد الحقيقة ويعطينا بها رجاءا أكثر في أنه لابد سيكون لنا خير حينما نتقي الله
ونخافه، فالآيتين 12، 13 إذا هامتين جدا لتوضيح الكثير في هذا السفر، فلا ننساهم.
ونأخذ أمثلة لذلك : 1) فمثلا يوسف الصديق دخل السجن مثله مثل الأشرار ولكن هذا
السجن كان لكي يتعلم العدل ويكره الظلم ولكي يخرج منه (أي من السجن) للملك. 2)
كذلك أيضا قد يمرض الإنسان البار أو قد يفتقر، ولكن هذا بالتأكيد لخيره، ربما لكي
يزداد في الحكمة أو في الفضائل وربما لخيره بطريقة لم ولن ندركها قط، أما مرض
الشرير وفقره يكون كعقوبة أو لكي يتوب أو ربما لمنعه من فعل شرور أكثر. 3) حزن
البار كما قلنا هو حزن روحي ينتهي بفرح أبدي أما حزن الشرير هو حزن رديء أبدي. 4)
موت البار في العهد الجديد هو ما يشتهيه أما موت الشرير فهو عذاب أبدي.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ص صردة 1

و
بالنسبة لعدد 11 فكنا قد تكلمنا عنه في الجزء الخاص بالعدل والحق، ونراجع هنا مع
إضافة ونقول أنه لا داعي بقدر الإمكان أن تذهب للمحاكم لأن الأمر سيطول معك وربما
يحدث لك ظلم، وبقدر استطاعتك كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق حتى لو
كان الحق معك، والجأ إلي الله قاضي القضاة ليحل لك مشاكلك ويحكم لك بالرحمة مع
العدل. أما إذا كنت أنت مكان القاضي أو الحاكم سواء في المحاكم، أو في وسط أسرتك
أو بين معارفك، فأولا اتبع العدل والحق، وثانيا حاول أن تحكم سريعا لكن مع دراسة
كل شئ جيدا. وأحيانا قد تحتاج، وسط كثرة أمور الحياة الكثيرة والمتنوعة، أن تقول
كما قال رب المجد "من أقامني عليكما قاضيا".

العدد
15 تكرار لكلامه عن الفرح والأكل والشرب.

و
في عدد 16 يريد لفت نظر من يطلب الحكمة إلي ضرورة الراحة وأخذ قسط وفير من النوم،
وقد تكلمنا أيضا عن مفهوم الراحة والنوم.

و عدد 17 أيضا تكرار
لما قاله من أنه لا يمكن لأي إنسان أن يدرك كل أعمال الله لأن حكمته عميقة جدا بل
غير محدودة لأنه هو الغير محدود.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي