الإصحَاحُ
الْعَاشِرُ

 

10: 1 الذباب الميت
ينتن ويخمر طيب العطار. جهالة قليلة أثقل من الحكمة ومن الكرامة.

كما
أن الذباب الميت ينتن ويفسد طيب العطار هكذا أيضا الجهل يفسد الحكمة والكرامة حتى
وإن كان هذا الجهل قليل، فالذباب صغير ولكنه قد يفسد طيب كثير، هكذا أيضا جهل قليل
قد يفسد حكمة كثيرة أو كرامة كثيرة نالها الإنسان. وأيضا من الممكن أن نقول أن
خطية واحدة قد تفسد الإنسان كله أو قد تفسد شعب أو شعوب بأكملها، وفي هذا رأينا
خطية "عخان بن كرمي" ونعرف خطية "عيسو" وطبعا خطية "آدم
وحواء".

و
الذباب قد يشير إلي الأشرار بصفة عامة سواء الأرواح الشريرة أو الناس الأشرار، لأن
رئيس الشياطين كان يدعى "بعل زبوب" ومعناها "ملك الزباب" أو
"إله الذباب".و ربما يؤكد هذا كلمة "الميت" التالية لكلمة
"الذباب" حيث أن كل الأشرار هم أموات ببعدهم عن الله. فاحذر إذا لأن
الأشرار قد يفسدوا ما فيك من طيب وروائح عطرة، أو بقول آخر قد يفسدوا رائحة المسيح
الذكية التي فيك والتي تنشرها بين الآخرين.

2. قلب الحكيم عن يمينه
وقلب الجاهل عن يساره.

3. أيضا إذا مشى الجاهل
في الطريق ينقص فهمه ويقول لكل واحد أنه جاهل.

2.
"اليمين" يرمز للخير، و"اليسار" يرمز للشر. و"القلب"
هو الذي يغذي كل الإنسان بالدم الذي فيه الحياة، فكأنه يريد أن يقول أن الحكيم
حياته كلها خيرة والجاهل حياته كلها شريرة، المهم أنه هنا يربط الصلاح بضرورة وجود
الحكمة.

3.
الجاهل سواء في مشيه في أي طريق أو في طريق الحياة يعلن جهله بأعماله الشريرة ويظل
فهمه يتناقص، فيزداد جهله أكثر. نحن نعرف أن لا شئ يثبت علي حاله،إما أن يزيد أو
ينقص، صحيح أنه يمكن أن يزيد أحيانا وينقص أحيانا، لكن أحيانا مع بعض الجهلة
تتزايد كثيرا لدرجة سيئة جدا يقول عنها بولس الرسول "لما لم يستحسنوا أن
يبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلي ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق رو1:
28"، ونلاحظ أن الله نفسه يعمل هذا فهو يزيد الحكيم حكمة ويترك الجاهل لما
يريده فيزداد جهلا، كما قال السيد المسيح أيضا "من له فسيعطى ويزاد وأما من
ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه مت 25: 29".

و
الغريب أنه يعلن جهله بنفسه في أعماله دون أن يدري، ويتكرر هذا المعنى في
"أم13: 16 كل ذكي يعمل بالمعرفة والجاهل ينشر حمقا".

4. إن صعدت عليك روح
متسلط فلا تترك مكانك لأن الهدوء يسكن خطايا عظيمة.

5. يوجد شر رأيته تحت
الشمس كسهو صادر من قبل المتسلط.

6. الجهالة جعلت في
معالي كثيرة والأغنياء يجلسون في السافل.

7. قد رأيت عبيدا علي
الخيل ورؤساء ماشين علي الأرض كالعبيد.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ح حدد 1

عدد
4 يعتبر مكمل للأعداد "8: 2-4" و"6: 10"، الثلاثة يكملوا بعض
ويوضحوا بعض بالأكثر، ومعهم إلي حد كبير عدد 5 هنا، وهم جميعا عن علاقة الإنسان
بالرؤساء، وعن الحكمة في التصرف وبالأخص أن تلتزم الهدوء مع الرؤساء لأن

الرئيس
حتى لو كان بارا قد يصدر منه شر كسهو، وعن الهدوء يقول الكتاب للنساء أن أفضل
الأمور لهن أن "يتزين بزينة الروح الوديع الهادئ الذي هو أمام الله كثير
الثمن 1بط3: 4"، وبعض الرجال أيضا يحتاجون إلي الهدوء لخلاص نفوسهم، كما سمع
القديس أرسانيوس صوتا يقول له (يا أرسانيوس الزم الهدوء واصمت وأنت تخلص).

و
في العددين 6،7 يوضح أن كثير من السادة صاروا عبيدا حتى ولو لفترة مثل يوسف
وشمشون، وأيضا كثير من العبيد صاروا سادة مثل يربعام عبد سليمان الذي صار ملكا،
وقد يحدث مثل هذا كثيرا في هذه الأيام، فعلي السادة أن يحذروا هذا ويتمسكوا بالله
كل أيام حياتهم، وعلي العبيد أن يتشجعوا ويكون عندهم رجاء في الرب ليرفعهم ويجلسهم
مع رؤساء شعبه.

8. من يحفر هوة يقع
فيها ومن ينقض جدارا تلدغه حية.

9. من يقلع حجارة يوجع
بها. من يشقق حطبا يكون في خطر منه.

من
يعمل شر سيرجع عليه، وكما يقول الكتاب "ما يزرعه إنسان إياه يحصد"
و"بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم". وقصة هامان ومردخاي أيام استير من
الأمثلة الجميلة هنا، فقد كان مردخاي رجل صالح من شعب الله، وكان هامان ضد شعب
الله وأعد صليب ليصلبه عليه وبعد ذلك يفني شعب الله، فلما علمت استير ومردخاي هذا
صاموا 3 أيام، فاستمع لهم الله وجعل الملك أحشويروش يصلب هامان علي نفس الصليب
الذي أعده لمردخاي وأباد كل عائلته بدلا من شعب الله. قصة شيقة مكتوبة في سفر
استير في الكتاب المقدس.

10.إن كل الحديد ولم
يسنن هو حده فليزد القوة أما الحكمة فنافعة للإنجاح

مرة
أخرى يؤكد أن الحكمة أفضل من القوة ويضرب مثل بسيط وواضح وهو أنه إذا كان الحديد
في سكينة أو سيف غير حامي، فعند استخدامه إما أن نزيد القوة أو نستخدم الحكمة
ونسنه وبالتأكيد أن نسنه أفضل بكثير لذلك فالحكمة أفضل من القوة، هذا بالإضافة إلي
أن استخدامه بحكمة وفن ينجح العمل أكثر.

11. إن لدغت الحية بلا
رقية فلا منفعة للراقي.

الحقيقة
أنا لا أعرف بالضبط ماذا يقصد هنا، لكن نقول أن الحية التي تلدغ هي إبليس أو أي من
أتباعه، والرقية هي التعويزة أو السحر أو ما يشبه ذلك والراقي هو الذي يقوم بعمل
الرقية، فهل يقصد أن أحيانا الشيطان يلدغ بدون استخدام وسيط من الناس ؟ ربما.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر العدد 05

12. كلمات فم الحكيم
نعمة وشفتا الجاهل تبتلعانه.

13. ابتداء كلام فمه
جهالة وآخر فمه جنون رديء.

14. والجاهل يكثر
الكلام. لا يعلم إنسان ما يكون وماذا يصير بعده من يخبره. 15. تعب الجهلاء يعييه
لأنه لا يعلم كيف يذهب إلي المدينة.

جدير
بالذكر أن هذا الإصحاح يكرر الكثير من الأمثال الموجودة في سفري الأمثال والجامعة.
فهنا مثلا نجد مرة أخرى مقارنة بين الحكيم والجاهل، وهذا نجده في " أمثال10:
32، 12: 13 / 10: 14، 18: 7 / 15: 2 " ونجده أيضا في هذا السفر في " 3:
22، 6: 12، 8: 7 "، هذه هي الشواهد المكتوبة في الكتاب المقدس للآيات
"10: 12-15" التي نتكلم عنها والتي فيها مقارنة بين الحكيم والجاهل.
وهنا بالأخص يركز علي الحكمة في الكلام، كلمنا من قبل عن الحكمة في التصرف وهنا
يكلمنا عن الحكمة في الكلام، كيف أن كلام الحكمة نعمة وفيه خير، أما كلام الجهلاء
يتعبهم ويتعب الكل معهم وفيه شر، ولا يجعلهم يصلوا إلي المدينة، والمقصود بهذه
الجملة الأخيرة إما أنهم لا يصلوا إلي أهدافهم أو من الناحية الرمزية ربما يقصد
أنهم لن يصلوا إلي المدينة المقدسة أورشليم أي لن يصلوا إلي الله أي لن يخلصوا
بسبب جهلهم هذا.

و
هذا يذكرنا بقول الله مرتين في كتابه " هلك شعبي بسبب عدم المعرفة ".

16. ويل لك أيتها الأرض
إذا كان ملكك ولدا ورؤسائك يأكلون في الصباح. 17. طوبى لك أيتها الأرض إذا كان
ملكك ابن شرفاء ورؤساؤك يأكلون في الوقت للقوة لا للسكر.

لقد
ملك منسى وهو ابن 12سنة في أورشليم وعمل الشر في عيني الرب وعبد آلهة أخرى فكانت
أيامه شريرة جدا علي كل الأرض التي ملك عليها أي علي شعب الله الذي ملك هو عليه
"2مل21". وهكذا آمون ابنه ملك سن 22 وعمل الشر. وكذلك رحبعام ابن سليمان
حينما ملك بعد أبيه، رفض مشورة الشيوخ وسمع للأحداث فانقسمت المملكة عنه وهو أخذ
سبط واحد "1مل12".

و
لكن لكل قاعدة استثناءات فقد ملك يوشيا حفيد منسى وعمره 8 سنوات وعمل المستقيم في
عيني الرب، وغالبا كان هذا بسبب أمه يديدة "2مل22: 1،2".

هذا
كان عن الملوك الأولاد، أما عن الملوك أبناء الشرفاء فأفضل مثل هو سليمان الحكيم
نفسه ابن داود الملك، فقد ملك بعد أبيه وكان عصره عصرا ذهبيا لكل مملكة إسرائيل في
كافة المجالات الروحية والدنيوية.

ثم
من ناحية أخرى ربما يقصد بكلمة ولد، عدم النضج وعدم وجود الخبرة والحكمة، فبهذا
الفكر نقول أن كل إنسان في مجال مسئوليته إما أن يكون ولد أي جاهل فيخرب المكان
الذي تحت مسئوليته أو يكون ابن شرفاء حكماء فينطبق عليه القول "طوبى لك أيتها
الأرض بسببه". في وسط العائلة إذا كان المسئول، سواء الأب أو الأم، جاهلا
سالكا في الشر، فويل لهذا البيت، أما إذا كان حكيما بارا فطوبى لهذا البيت.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ر ريكابيّون ن

و
ربما يقصد أيضا، كل إنسان مع نفسه، فكثيرا ما شبه المسيح الإنسان بالأرض والتربة،
فإذا كان أي إنسان غير ناضج روحيا فويل له من نفسه أي أنه سيجلب الشر علي نفسه،
أما إذا كان إنساننا الداخلي ناضجا روحيا فطوبى لنا وللأرض التي فينا لأن كل بذرة
صالحة في عقولنا وفي قلوبنا ستنمو وتأتي بثمار كثيرة وجيدة فنصير أفضل جدا.

أما
عن الأكل في الصباح، فطبعا هو لا يقصد أنه من الخطأ أن تأكل في الصباح، فالله نفسه
كان يرسل المن لشعبه في الصباح طوال 40 سنة، وكان أيضا يرسل خبز ولحمة صباحا
ومساءا لإيليا النبي حبيبه وهو أعظم النساك. فالمقصود هنا يتضح في عدد 17 وهي كلمة
"السكر"، أي أن المقصود هو " ويل لك أيتها الأرض إذا كان رؤساؤك
يأكلون في الصباح للسكر"، أما إذا كانوا يأكلون في الصباح للقوة أي لأنهم
يحتاجون الأكل فطوبى لك، كما يقول المثل العام أيضا (نحن نأكل لنعيش وليس أننا
نعيش لنأكل). موضوع تنظيم الأكل والشرب من أهم المواضيع ويرتبط بشدة بكل إنسان في
كل النواحي، وهو يحتاج أيضا لتفاصيل كثيرة، تكلمنا عن بعضها قبلا.

18. بالكسل الكثير يهبط
السقف وبتدلي اليدين يكف البيت.

19. للضحك يعملون وليمة
والخمر تفرح العيش أما الفضة فتحصل الكل

مرة
أخرى يؤكد أن الكسل يضر صاحبه، أذكر ما جاء في "جا4: 5". وهنا يقول أن
بالكسل يهبط العالي، وينهار بيته، حتى فضته يخسرها، خاصة إذا انشغل بالضحك. وهو
ينصح الكسلان في "أم6: 6" قائلا "اذهب إلي النملة وتعلم أيها
الكسلان. تأمل طرقها وكن حكيما". وفي مثل الوزنات "مت25: 14-30"
اعتبر السيد المسيح الرجل الكسلان أنه شرير إذ قال له "أيها العبد الشرير
والكسلان..". أنظر أيضا عن الكسل " أم21:25،26 و26: 26". ولقد
تكلمنا عن المفهوم الصحيح للراحة والنوم من قبل لمن يحب مراجعتها.

20.لا تسب الملك ولا في
فكرك. ولا تسب الغني في مضجعك.لأن طير

السماء ينقل الصوت وذو
الجناح يخبر بالأمر.

لا
تسب الملك ولا رئيسا في شعبك ولا صاحب سيادة، هذه وصايا الله كما جاء في
"خر22: 28 / أع23: 5 / يه8".

و
يقول "طير السماء ينقل الصوت
وذو الجناح يخبر بالأمر"، بالعامية
نقولها (العصفورة قالت لي
). و"الطير" استخدمت في
الكتاب المقدس كرمز أو إشارة أحيانا للملائكة خاصة إذا كان نسر مثل "رؤ4:
7"،

و
أحيانا
للشياطين كما في مثل الزارع " فجاءت الطيور
وأكلته مت13: 4".

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي