الإصحَاحُ
الرَّابعُ

 

1 هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي، هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ!
عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ
عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ.

يتحدث
العريس الملك في هذا الاصحاح إلي عروسه بأسلوب عذب يكشف به عن جمالها ونظرته لها,
ومدي إعجابه بها وأنه لا مثيل لها في جمالها فيقول لها" ها أنت جميلة يا
حبيبتي ها أنت جميلة".. ثم أخذ يتغني بسبع صفات من صفاتها يتجلي فيها جمالها.
كان يتأملها واحدة واحدة بعين الإعجاب..

لقد
تغني بجمالها في العينين, والشعر, والأسنان, والشفتين, والخد, والعنق, والثديين..
ولأن كل واحدة من هذه الصفات كانت جميلة, كما أن العدد 7 يشير إلي الكمال، لذا قال
العريس " كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة".

وقبل
أن نتناول بالحديث كل صفقة من هذه الصفات السبع نقول إن هذا الجمال الفائق في عيني
العريس لا دخل للطبيعة فيه, لكن جمالها هو هبة إليهة خلقتها عليه نعمته.
"سوداء وجميلة" (1: 5).. كما أن ذلك يرجع إلي محبة الله لجبلته. إنه من
خلال هذه المحبة يراها جميلة.. علينا أن ندرك أننا في ضعفنا لا جمال روحي لنا وإن
وجد فإنه عطية من الله " لا أنا بل نعمة الله التي معي" (1 كو 15: 10).

 

1 عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ

+
العينان جميلتان كعيني حمامة لأنها شبه حمامة الروح القدس.. وإذ تنظر علي الدوام
الروح القدس تتجلي صورته علي عينيها فيكون لها البصيرة الروحية البعيدة.

+
والعين تشير إلي النور والفطنة الروحية " سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك
بسيطة فجسدك كله يكون نيرا" (مت 6: 22).. والعين تشير إلي القدرة علي التميز
الروحي.. كلما عشنا في الروح كلما كانت لنا العين بسيطة كالحمام. والإدراك الروحي
ننانله من الروح القدس الذي يشبه بالحمامة.

+ أما
كونها تحت النقاب فلأن هذه الصفة الجميلة لا يعرفها العالم ولا يدركها لأنها خفية
عن نظرهم, لكنها جميلة في عيني المسيح.. كم كانوا مكرمين وأعزاء لقلب الرب في أيام
جسده اولئك الذين إذ تبعوه في زمان رفضه أثبتوا أن لهم فطنة وقدرة علي التمييز
الروحي وبالحري البصيرة الروحية المقدسة، أولئك الذين استحقوا قول الرب لهم
"طوبي لعيونكم لأنها تبصر" (مت 13: 16).

+ إن
العينين تحت النقاب تشيران إلي جمال روحي سري غير مدرك من الناس بل هو للمسيح
ولمسرته دون سواه. وهو يحتفظ به ليستخدمه في الوقت المناسب حسب قصده وحكمته. فقد
أعطي لبولس رؤي سماوية " مناظر الرب وإعلاناته" عندما اختطف إلي
الفردوس، ولكنه احتفظ بها تحت نقاب, ولم يشر إليها لمدة 14 سنة (2 كو 12).
فالمتحدث بمثل هذه الأمور يفته بابا للمجد الباطل. ولكن إخفاءها تحت النقاب إلي
الوقت المعين يؤول إلي مجد المسيح.

+
وثمة أمر أخر، وهو أن وصف العينين أنهما تحت النقاب لأن المؤمنين مهما تمتعوا
ببصيرة روحية في هذا العالم، لكنها تعتبر كما لو كانت تحت نقاب متي قورنت بالرؤية
في الحياة الأبدية.. "لأننا نعلم بعض العلم.. فإننا ننظر الان في مراة في لغز
لكن حينئذ وجها لوجه. الان أعرف بعض بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عرفت"
(1كو 13: 9, 12).

 

1 شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ.

الشعر
يشير إلي التكريس والطاعة كما في حالة النذير.. "إلي كمال الأيام التي انتذر
فيها للرب يكون مقدسا ويربي خصل شعر رأسه.. إنه كل أيام انتذاره (تكريسه) مقدس
للرب" (عدد 6: 5, 8)..

وكم
هي جميلة في عيني المسيح صورة هذا التكريس!!

+
والشعر له مدلول اخر في الكتاب المقدس.. إنه غطاء. وشعر المرأة الطويل الذي يماثل
شعر النذير يعبر عن الخضوع.. وجميل أن نقدم ذواتنا في خضوع تام للرب.. إنه الوسيلة
الوحيدة التي نعلن بها سلطان المسيح أمام العالم.

+ إن
كان السيد المسيح هو رأس الكنيسة, فكما يقول القديس أمبروسيوس – فإن الكنيسة هي
الشعر المحيط بالرأس الذي يعيش عليه. بدون الرأس لا يساوي هذا الشعر شيئا, ولا
يكون له وجود.

+
وكون شعر العروس هو "كقطيع المعز"، فإنه يرسم أمامنا صورة جميلة لوحدة
المؤمنين وارتباطهم معا. إن خضوع المؤمنين الفردي للرب وتكريس حياتهم له يؤول إلي
اتحادهم وارتباطهم معا. إن كلمة قطيع تصور القديسين لا كأفراد بل جماعة (قطيع),
رعية واحدة لراع واحد.

+
وماذا عن جبل جلعاد؟ إنه الجبل حيث المرعي الدسم ووفرة العشب, فصار مثلا لحياة
الشبع.. فحينما وعد الرب شعبه قديما أن يخلصهم من بابل وضيقها وعنفها, وعدهم أن
يدخل بهم إلي الشبع فقال لهم "أرد إسرائيل إلي مسكنه فيرعي كرمل وباشان وفي
جبل افرايم وجلعاد تشبع نفسه" (إر 50: 19).. وقال في سفر ميخا " لترع في
باشان وجلعاد كأيام القدم" (ميخا 7: 14).

+
وقديما كان البلسان ينبت في جلعاد. وكان يعرف برائحته العطرة واستخدمه الأطباء في
شفاء الجروح والأمراض..

لهذا
قال إرميا " حزنت أخذتني دهشة . أليس بلسان في جلعاد أم ليس هناك طبيب.
فلماذا لم تعصب بنت شعبي" (إرميا 8: 21, 22). وكأنه علي جبل جلعاد يعصب
الطبيب الحقيقي الرب يسوع جراحات نفوسنا ويشفي أمراضنا ببلسانه..

 

2 أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ،
اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ، وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ.

الأسنان
تشير إلي القدرة علي فهم كلمة الله والتغذي بها.. إن اللبن هم طعام الأطفال الذين
ليست لهم أسنان بها يمضغون الطعام القوي. ولكننا إذ ننمو في النعمة تصير لنا
القدرة علي تناول طعام البالغين, أي الاغتذاء بالمسيح ذاته.

+
ولماذا يشبه الأسنان بقطيع الجزائر؟! (= الغنم المجزوزة)
teeth
are like a flock of shorn sheep

الصوف
في الكتاب المقدس يشير إلي حياة الجسد. لذا كان محظورا علي الكهنة في العهد القديم
أن يدخلوا القدس بثياب مصنوعة من الصوف, إنما تكون ثيابهم من الكتان النقي إشارة
إلي بر المسيح الذي نناله بالروح القدس.. والغنم المجزوزة أي التي يقض صوفها- أي
يقطع الإنسان عن نفسه أفكار الجسد وأعماله بالروح القدس الذي لنا بالمعمودية
المقدسة وهي التي أشار إليها بقوله " الصادرة من الغسل".. كما أكدت
الشريعة الموسوية بعدم لبس الثياب الصوف مختلط بكتان. "لا تلبس ثوبا مختلطا
صوفا وكتانا معا" (تث 22: 11). لأنه كما يقول بولس " اية خلطة للبر
والإثم, وأية شركة للنور مع الظلمة. وأي اتفاق للمسيح مع بليعال. وأي نصيب للمؤمن
مع غير المؤمن" (2 كو 6: 14, 15).

+
اخيرا تتميز الغنم بالثمر الكثير" كل واحدة متئم وليس فيهن عقيم".. أي
أن كل واحدة من الغنم تلد توأمين – أي اثنين.. إن في هذا إشارة إلي كثرة الثمر.

يري
أغسطينوس في عبارة " كل واحد متئم " إشارة إلي الوصيتين المتكاملتين معا
محبة الله ومحبة القريب, فيهما يكمل الناموس والأنبياء (مت 22: 40). ويري القديس
كيرلس الاورشليمي إنها تشير إلي النعمة المزدوجة التي يتكمل الإنسان بها أعني
الماء والروح وخلال النعم التي أشار إليها العهدان: القديم والجديد.

هل تبحث عن  هوت طقسى طقس أعياد الكنيسة 37

 

3 شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ، وَفَمُكِ حُلْوٌ.

"
شفتاك كسلكة من القرمز
scarlet، وفمك
حلو"

إن
كانت أسنان العروس تشير القدرة علي التغذي بالطعام القوي، وإلي ما يدخل من طعام,
فإن شفتيها تشيران إلي ما يخرج منها. وما يخرج من شفاهنا هو ثمر ما تناولنا من
طعام. فالإنسان الذي يتغذي علي الطعام الروحي يظهر جمالها في كلامها الحلو. إنه
بقدر ما يتغذي الإنسان الداخل بقدر ما يتغير ذلك الإنسان إلي صورة المسيح. وتكون
الشفاه العبر عما في الداخل " الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح.
والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشرور. فإن من فضلة القلب يتكلم
فمه" (يو 6: 45).

إن
أسنان العروس تعبر عن النضوج ولا علاقة لها بحالة الطفولة..

ومتي
تغذ ت النفس في الداخل بالطعام الروحي فإن الشفاء تلهج بما في باطنه..

+ إن
كل صفة من صفات الجمال التي للعروس اكتسبتها من المسيح لأنها: من لحمه ومن عظامه
" علي نحو ما كانت حواء من ادم من لخمه ون عظامه.. نقرأ عن المسيح
"انسكبت النعمة علي شفتيه" (مز 45:2) ." كلمات النعمة الخارجة من
فمه" (لو 4: 22) (=مشابهين صورة ابنه).

+
"شفتاك كسلكة (=خيط) من القرمز".. وسلكة القرمز تشير إلي أمرين:

*
إنها تشير إلي الفداء كما يظهر من قصة راحاب التي علقت حبلا من القرمز في كوة
بيتها (يش 2: 21).

* و
تشير إلي جلال الملوك – إن القرمز هو اللون الملوكي "فعروه وألبسوه رداء
قرمزيا وضفروا إكليلا من شوك ووضعوه علي رأسه وقصبة في يمينه وكانوا يجثون قدامه
ويستهزئون به قائلين السلام يا ملك اليهود" (مت 27: 28، 29).

*
وهذا كله يشير على أن حياة العروس قد تطهرت من ناحية، ومن ناحية أخرى أن شفتيها
خاضعتان لمليكها وعريسها.

 

3 خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ.

الخد
رمز للجمال، والخدود لها دور في إظهار الجمال. كما أنها جزء من الوجه يكشف
إنفعالات الفرح والحزن والغضب.. فكل هذه الإنفعالات تظهرها بوضوح تعبيرات الوجه.

والمقصود
بفلقة الرمانة، أن الرمانة قد فتحت وصار باطنها مرئياً وظاهر.. والرمان في الكتاب
المقدس يشير إلى الحياة الغنية بسبب وفرة بذوره المكتنزة بالعصير الحلو الأحمر.

إن
سرّ جمالها هو دم المسيح الأحمر القانى الذي يقدسها فلا يكون للدنس أثر في داخلها.
كما يشير الإحمرار إلى احتشام النفس وحيائها وهى صفة ممدوحة. إنها لا تشابه أهل
العالم في العجرفة.. إن هذا الجمال تحت نقابها لأنه من الداخل.

 

4 عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ
مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ، كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ.

العُنُقْ
رمز لأرادة الإنسان. وما يفعله الإنسان بإرادة ذاتية مما يجعله متكبراً وغير خاضع
لله يسميه الكتاب صلابة عنق (إش ٣: ١٦). لكن عنق العروس لا يدل
على صلابة بل على إرادة مخضعة لإرادة الرب وهذا ما يجعلها جميلة في عينى العريس.

لقد
شبه عنقها بالبرج وهذا يعنى أنها مستقيمة وليست محدبة ومحنية كما نقرأ عن المرأة
المنحنية التي لم تكن تستطيع أن تنتصب، تلك التي ربطها الشيطان ثمانى عشرة سنة.
لقد كانت منحنية إلى أسف لا تبصر شيئاً إلا الأرض. أما العروس فهى منتصبة ليست
مقيدة من الشيطان ولا تنظر إلى الأرضيات.

إن
تشبيهها بداود (برج داود) إنما يذكرنا بداود الذي كان حسب قلب الله الذي صنع كل
مشيئته (أع ١٣: ٢٢).. لقد قتل داود هذا جليات حينما قال
له "أنت تأتى إلىّ بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتى إليك باسم رب الجنود"
(١صم١٧: ٤٥)

إن
هذا البرج كان مبنياً للأسلحة وعُلق عليه ألف مجن.. إن عدد الدروع (ألف) يشير إلى
طبيعة هذه الأسلحة رقم ١٠٠٠ يشير للحياة السماوية. وهكذا
يتضح أن أسلحة الكنيسة سماوية روحية "أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة
بالله على هدم حصون" (٢كو١٠: ٤). إن استفانوس مثل
للعنق الذي كالبرج وهو يحاج أما مجمع اليهود (أع ٧: ٨ –
٦٠).

 

5 ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ، تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ
السَّوْسَنِ.

"ثدياك
كخشفتى ظبية (توأم من الغزلان الصغيرة) توأمين يرعيان بين السوسن".

الثديان
هما رمز للتطور والنضوج والنمو وهما هنا رمز للنضوج والنمو الروحى وهما أيضاً رمز
التغذية، أى تغذية الآخرين ونموهم.

إن
السيد المسيح يظهر للكنيسة متمنطقاً عند ثدييه بمنطقة من ذهب (رؤ١:
١٣) إذ يقدم العهدين القديم والجديد كثديين ترضع منهما الكنيسة وتتقوت
بهما. فإن الكنيسة أيضاً صار لها العهدان كثديين يتقوت بهما أولادها.

تظهر
كلمة الله الواردة في العهدين القديم والجديد كتوأم من الغزلان الصغيرة ولدا من أم
واحدة، وفى ذلك إشارة إلى تكامل العهدين معاً دون أدنى تمييز بينهما. فالعهد
القديم تنبأ عن العهد الجديد، والجديد كشف القديم ووضّحه. والسوسن يشير إلى جماعة
المؤمنين.

 

6 إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ، أَذْهَبُ
إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ.

يبدو
أن هذه الكلمات هي كلمات العروس.. فبعد أن مدحها العريس مظهراً نواحى الجمال فيها،
تعلن العروس لعريسها أن سر هذا كله هو صليب العريس وقيامته. لهذا تتعهد أمامه أن
تذهب معه إلى جبل المرّ تدخل معه حياة الألم، وتُدفَن معه في القبر كما تذهب معه
إلى تل اللُبان لتحيا كل أيام غربتها في صلاه دائمة حتى يفيح نهار الأبدية وتنهزم
ظلال الزمان.

 

7 كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.

وكانت
إجابة العريس: "كلك جميل يا حبيبتى ليس فيك عيبة" (نش٤: ٧)

إنه
وكأنه يختم حديثه بالقول: إنه يطول الحديث عن وصف جمال من خرجت معه إلى شركة آلامه
(جبل المرّ) ودخلت معه في حياة الصلاة والشركة.. إن حبى لك يخفى كل ضعفاتك. ودمى
يستر كل خطاياك. مبرزاً كل جمال أزينك به، فلا أرى فيك عيباً قط.

 

8 هَلُمِّي مَعِي مِنْ لُبْنَانَ يَا عَرُوسُ، مَعِي مِنْ لُبْنَانَ!
انْظُرِي مِنْ رَأْسِ أَمَانَةَ، مِنْ رَأْسِ شَنِيرَ وَحَرْمُونَ، مِنْ خُدُورِ
الأُسُودِ، مِنْ جِبَالِ النُّمُورِ.

رأينا
فيما سبق كيف يتحدث العريس إلى العروس مظهراً محبته العميقة لها وإعجباه بها
وبجمالها وأنه ليس فيها عيبة.. ولكنه في نفس الوقت إذ يرى الأخطار المحدقة بها
يدعوها لتصحبه "هَلُّمى معى" حيث النجاة والأمان. وفى نفس الوقت يدعوها
العريس لحياة الجهاد الروحى الجهاد الذي يسميه بولس الجهاد القانونى "لا نكلل
إن لم نجاهد قانوني".. إن النفس أمامها أعداء روحيين يشبههم بالأسود
والنمور!! والرب يحارب عنكم وأنتم تصمتون.. أما هذه الحرب التي يكون فيها الله
معنا فنلاحظ عليها:

• إن
خرجت النفس محتمية في الرب فإنها بالضرورة تغلب وتنتصر وبدونه تنهزم "بدونى
لا تقدرون أن تفعلوا شيئ".

• إن
الله يدعو عروسه أن تخرج من لبنا، حيث حياة السهولة والتنعم لتصارع مع قوات الشر،
وهى بصحبة عريسها لتقهر الأسود والنمور.


مبدأ الخروج هو من رأس أمانة (= الإيمان) فنحن بالإيمان نحيا "أما البار
فبالإيمان يحي".

• إن
مباهج هذا العالم التي تجتذبنا تخفى وراءها أشد أعدائنا. فلبنان يخفى وراءه الأسود
والنمور!! كم من أولاد الله جذبتهم الرغبة الملحة في التشبه بالعالم، وأشياء تبدو
أنها بريئة، وسلكوا الطريق التي تظهر مستقيمة في أعينهم.. لكن الرب يكشف الخطر
وصوته ينادينا أن نبتعد عن مواطن الخطر.. من رأس الإيمان ومن رأس شنير وحرمون،
ينادينا "هلموا إلىّ".

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد جديد إنجيل لوقا Luke 24


ونلاحظ أن العريس حين ينذر عروسه من مخاطر الأسود والنمور لا يقول لها "اذهبى
وابعدى لأن الخطر قريب منك" بل يقول لها "هلمى معى" هذا هو أسلوب
الله. وفى القرب منه كل الأمان. إن كلمة "هلمى" فيها معنى الشركة، وكلمة
"اذهبى وابعدى" فيها معنى الإنفصال!!

 

9 قَدْ سَبَيْتِ قَلْبِي يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ. قَدْ سَبَيْتِ
قَلْبِي بِإِحْدَى عَيْنَيْكِ، بِقَلاَدَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُنُقِكِ.

هنا
يخاطب الرب خاصته بلقب جديد. كان يدعوها قبلاً "حبيبتى"
و"عروسى" لكنه يدعوها الآن "أختى العروس".. هذان اللقبان
نجدهما في هذا الإصحاح والإصحاح الذي يليه.. وهذا اللقب يعبر أن الرب له بخاصته
علاقتين فهو ليس عريساً فقط، بل صار أخاً لخاصته لأنه "إذ تشارك الأولاد في
اللحم والدم، استرك هو أيضاً كذلك فيهم" (عب٢: ١٤) وهو
"البكر بين أخوة كثيرين" و"القدوس والمقدسين جميعهم من واحد فلهذا
السبب لا يستحى أن يدعوهم أخوة قائلاً أخبر باسمك آخوتى" (عب٢:
١١، ١٢). والمسيح بعد قيامته المجيدة من بين الأموات يعلن
تلك العلاقة المباركة في حديثه مع مريم المجدلية "اذهبى إلى أخوتى وقولى لهم
إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم" (يو٢٠: ١٧).

يقول
العريس للعروس "قد سبيت قلبى يا أختى العروس قد سبيت قلبى". إن لبنان
بمناظرها الطبيعية الخلابة لم تستطع أن تلهيه عن محبة عروسه، بل إن العروس هي التى
سبت قلبه سبياً..!! إن مباهج جنة عدن في نظر آدم لم تكن شيئاً بمقارنتها بسروره من
وجود حواء معه.. لقد كانت هي جزء من كيانه "عظم من عظامى ولحم من
لحمى".. لقد ألقى على آدم سبات وخرجت حواء من جنبه، وهكذا آدم الثانى نام على
الصليب وخرجت الكنيسة من جنبه الذي طعن بالحربة!! كم تكون النفس البشرية عزيزة في
عينى عريسها!! (قيمة التجسد، حين اشترك معنا ابن الله في الجسد الواحد).

إن
المحبة هي التي "سبت قلب العريس" المحبة وحدها التي هي أقوى من الموت.
ومن هو الإنسان الذي يأسر قلب المسيح الكبير؟! إنه الخاطئ الذي خلصته نعمة الله
المجانية.. لقد بذل حياته فداءً عنه، فكيف لا يكون محبوباً إلى قلبه محبة تفوق
العقل؟! وإذا كان المسيح دفع ثمناً لا يقدر، فإن قيمة نفس الإنسان بالتالى لا
تقدر.. إن المسيح هو التاجر الذي مضى وباع كل ما كان له واشترى اللؤلؤة الواحدة
الكثيرة الثمن!! لا نعجب إذن إن كان العريس يقول لمحبوبته العروس "قد سبيت
قلبى"، فداود بروح النبوة قال "الملك قد اشتهى حسنك" (مز٤٥:
١١)  وهو عما قريب سيراها فى المجد "كعروس مزينة لرجله"
(رؤ٢١: ٢).

ماذا
يقصد العريس بقوله لعروسه "قد سبيت قلبى بإحدى عينيك". بإحدى عينيك يقصد
بها البصيرة الداخلية والعين الداخلية. لأن الإنسان له بصيرتان خارجية يرى بها
الأمور المنظورة، وداخلية يعاين بها الله وهى القلب. إن ما يأسر قلب الله هي دموع
البصيرة الداخلية.

فى
رسالة بعث بها القديس جيروم إلى كاهن ضرير بأسبانيا تحدث عن العين التي تسبى قلب
الله قائلاً "يليق بك ألا تحزن بسبب حرمانك من العينين الجسديتين اللتين
يشترك فيهما النمل والذباب والزحافات كسائر البشر، بل افرح بالحرى لأن لك العين
التى قيل عنها في نشيد الأناشيد قد سبيت قلبى بإحدى عينيك" إن هذه العين هي
التى تعاين الله.

أما
قوله "بقلادة واحدة من عنقك".. إنها القلادة التي تزين العنق الداخلية.
وهى ليست شيئاً آخر سوى حمل نير المسيح وطاعة الوصية الإلهيج كما جاء في سفر
الأمثال "اسمع يا ابنى تأديب أبيك ولا ترفض شريعة أمك، لأنهما اكليل نعمة
لرأسك وقلائد لعنقك" (أم١: ٨، ٩).. فالعروس تتزين بقبولها
تأديبات الله بفرح وسرور وحفظها شريعة أمها أى الكنيسة..

 

10 مَا أَحْسَنَ حُبَّكِ يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ! كَمْ مَحَبَّتُكِ
أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ! وَكَمْ رَائِحَةُ أَدْهَانِكِ أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ
الأَطْيَابِ!

يفتتح
الروح القدس سفر النشيد بكلمات العروس التي وجهتها إلى عريسها "لأن حبك أطيب
من الخمر.. نذكر حبك أكثر من الخمر" (١: ٢، ٤).. وها هو
العريس يناجى عروسه بنفس هذه الكلمات "ما أحسن حبك يا أختى العروس. كم محبتك
أطيب من الخمر".. إن مصدر هذه المحبة هي العريس. ومصدر محبتنا لله مصدرها
المسيح. وبقدر ما تزداد شركتنا واتصالنا به بقدر ما تزداد هذه المحبة.

لقد
تعجب رؤساء اليهود وشيوخهم في معجزة شفاء مُقْعَدْ باب الهيكل الجميل عندما رأوا
مجاهرة بطرس ويوحنا وشجاعتهما في الشهادة للمسيح مع أنهما إنسانان عديما العلم
وعاميان. لكنهم عرفوا "أنهما كانا مع يسوع" (أع٤:
١٣). فإن كنا في صحبة المسيح فلابد وأن تظهر صورته في حياتنا.. إن
محبتنا ليست سوى انعكاس لمحبته لنا.. إن محبتنا لله لا تقارن بمحبته لنا، ومع ذلك
فإن محبتنا له تنعش قلبه وتحرك عواطفه.

· أما
عن رائحة أدهانها التي هي أطيب من كل الأطياب.. نقول من أين لها رائحة الأدهان
الطيبة؟ لقد كانت بحسب الطبيعية ميتة روحياً ورائحتها نتنة { حنجرتهم قبر مفتوح}
(رو3: 13),لكن نعمة ربنا المخلّصة قد غيرتها وصيرتها خليقة جديدة..في شركتنا
المقدسة والحلوة مع المسيح نكتسب رائحة أدهانه الطيبة فتظهر رائحة المسيح الذكية
في حياتنا المقدسة, وهذا هو عمل الروح القدس فين..

·
ويرى غريغوريس النيسي أن هذة الرائحة التي تفوح والتي هي أطيب من كل الأطياب, إنما
إشارة سمو كنيسة العهد الجديد التي فاقت بعبادتها رائحة كل عبادة قُدمت قبل ذلك..
لم تعد الكنيسة تقدم ذبائح حيوانية بل الذبيحة الفريدة التي يشتمها الاب رائحة
رضا. فأنه خلال هذة الذبيحة يشتم الله كل عبادتنا وكل جهادنا الروحي كرائحة طيبة
أفضل من كل الأطياب..

 

11 شَفَتَاكِ يَا عَرُوسُ تَقْطُرَانِ شَهْدًا. تَحْتَ لِسَانِكِ
عَسَلٌ وَلَبَنٌ، وَرَائِحَةُ ثِيَابِكِ كَرَائِحَةِ لُبْنَانَ.

ماذا
يرى العريس في عروسه؟ إنه يراها كالنحلة التي قيل عنها " النحلة ضئيلة بين
الطير وشهدها أعذب من يُستساغ من الطعام" (ابن سيراخ 11: 3). إن الشهد والعسل
هما ثمرة المثابرة على العمل في صبر وجهاد, فالنحلة تنتقل من زهرة إلي زهرة لتمتص
رحيقها حتى تمتلئ وتحوله في داخلها إلي شهد يُشبع الآخرين.

·
ماذا يرى العريس في عروسه.. إنه يرى تحت لسانها لبناً وعسلاً.. وكأنه يراها الأرض
المقدسة التي تفيض لبناً وعسلاً (خر3: 8،17).. إن الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً
التي وعد بها الرب شعبه لتكون لهم موضع راحة جسدية وشبع جسدي ومركز للعبادة إنما
هي رمز للنفس البشرية التي تصير موضع راحة للرب يستريح فيها, وتفيض – لا لبناً
وعسلاً – بل من ثمر الروح لبناً وعسلاً روحياً يشتهيه الله وملائكته ويفيض على الأخرين.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ل لواء ألوية ة

· أما
عن الشهد الذي يقطر من شفتيها, فيشير إلي كلمات النعمة التي تصدر عنها. أما العسل
فكالكنز المخفي تحت اللسان, إنه كلمة الله.. حينما أكل حزقيال كلمة الله صار في
فمه كالعسل حلاوة (حز3: 3), ويقول داود " إن كلماتك حلوة في حلقي, أفضل من
العسل والشهد في فمي" (118 ف113).. وهي "أحلى من العسل والشهد" (مز
19: 10). ويقول سليمان في الأمثال: " الكلام الحسن, شهد عسل حلو للنفس وشفاء
للعظام" (أم16: 24).

·
"رائحة ثيابكِ كرائحة لبنان"

إن
الثياب تشير إلي الصورة الخارجية, وكون رائحة ثياب العروس كرائحة لبنان العلي المرتفع,
معنى ذلك إن حياتها الظاهرة أمام الآخرين هي حياة السمو والارتفاع الروحي..

 

12 أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ، عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ،
يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ.

·
العروس جنة مغلقة, عين مقفلة, ينبوع مختوم لأنها لله وحده دون سواه. إنها جنته,.
وهذا ما يجعلها جميلة في عينيه, وهذا ما يجب أن نراعيه في حياتنا, أن تكون حياتنا
له وحده.. إن جنته ليست حديقة عامة كل من يريد أن يدخله.. إنها مغلقة لتكون له
وحده..

وهكذا
يتم فبنا قول الرسول "لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو11: 2). هذة
الكلمات يوجهها الرسول للمؤمنين جميع.. فالعذراوية هنا ليست عذراوية الجسد, بل
عذراوية الروح. فالعذراء هي التي لم تعرف رجلاً معرفة الزواج. وهكذا النفس العذراء
هي التي لم تعرف العالم معرفة الزواج أيضاً, فالزواج من شأنه أن يجعل الاثنين
واحداً, والزواج بالعالميات يجعل الإنسان والعالم شيئاً واحداً, والسيد المسيح
يريد أن نكون له وحده ومن خلاله نحب الناس. فتكون محبة مسيحية, ولكن أية محبة بدون
المسيح ربما تنحرف هذة المحبة.

·
عندما كان يموت إنسان ما من إسرائيل في خيمته, فكل غناء مفتوح ليس عليه سدادة
بعصابة يكون نجساً. (عدد19: 15).. ونحن موجودون في عالم ساده الموت الروحي, وقد
غشى فساده ورائحته المنتنة كل شئ, فلكي نكون طاهرين يجب أن نكون أواني محكمة
القفل.. المسيحي يحتاج في هذة الأيام الصعبة أن يكون مقفلاً ومغلقاً ومختوماً. وإن
كان العالم في هذا يعتبرنا ضيقين ولكن ما اعظم الفرح الذي نناله حينما نحفظ حياتنا
للمسيح وحده!!

 

12 عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ، يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ.

·
" عين مقفلة".. لا يستطيع أن يرتوي من مياهها إلا صاحبها.

·
" ينبوع مختوم".. العروس بجملتها لعريسها وله وحده. إنها قانعة بذلك.
والمسيح كفايتها. وهي ينبوع مختوم له دون الآخرين.

إن
الكلمات " مقفلة, مغلقة, مختوم" توحي بضرورة إنفصال المؤمن عن العالم
إنفصالاً مطلق.. فالمسيحي الحقيقي وإن كان في العالم ولكنه ليس منه " ليسوا
من العالم كما إني أنا لست من العالم" (يو17).

إن
العريس لا يمكن أن يرضى بغير ذلك " أسمعي يا أبنني وانظري وأميلي أذنيك وأنسي
شعبك وبيت أبيك فإن الملك قد أشتهى حسنك" (مز45).

والعريس
يريد عروسه له وحده – لا لشعبها- ولا لبيت أبيها!!

هذا
ما نراه في رفقة التي تركت الكل من أجل اسحق. لقد نسيت شعبها وبيت أبيها وسارت في
برية قاحلة بقلب ملئ بالمحبة والإخلاص لعريسها الذي لم تره ولا عرفته. وإذ رأته من
بعيد نزلت عن الجمل وتغطت بالبرقع دليل الحياء والخضوع. لذا أشتهى اسحق حسنها
وأحبه.. هذا هو واجبنا كأفراد وككنيسة..

 

13 أَغْرَاسُكِ فِرْدَوْسُ رُمَّانٍ مَعَ أَثْمَارٍ نَفِيسَةٍ،
فَاغِيَةٍ وَنَارِدِينٍ.

"
أغراسك فردوس رمان مع أثمار نفيسة: فاغية (حناء)،

وناردين
هو طيب كثير الثمن يستخلص من نبات صغير الحجم به دهنت مريم أخت لعازر قدميّ المخلص
(يو 12: 13)، كما سكبته هي أو غيرها على رأسه قبل الفصح بستة أيام (مر 14: 3)
علامة حبها للرب،

 

14 نَارِدِينٍ وَكُرْكُمٍ. قَصَبِ الذَّرِيرَةِ وَقِرْفَةٍ، مَعَ كُلِّ
عُودِ اللُّبَانِ. مُرٌّ وَعُودٌ مَعَ كُلِّ أَنْفَسِ الأَطْيَابِ.

ناردين
وكركم (الكركم هو نبات أصفر اللون يُطحَن ويختلط بزيت الزيتون ليستخدم طبياً.
يستخدم في الطعام والأدوية).

قصب
الذريرة (عود له رائحة ذكية يُستخرَج منه زيت يستخدم في الأمور الخاصة بالذبيحة
(إش 43: 24؛ إر 6: 20)

وقرفة
(نوع من الخشب له رائحة طيبة، استخدم كأحد المركبات الخاصة بالزيت المقدس لتقديس
هارون وبنيه (خر 20: 22). ولا يزال يُستخدَم كأحد عناصر زيت الميرون عند طبخه.
ويستخدم كنوع من الأدوية)، مع كل عود اللبان. مّر وعود مع كل أنفس الأطياب"
(4: 13, 14).

بالرجوع
إلي (خر30: 23-25), نجد أن نفس هذة الأطياب هي أهم الأطياب العطرية التي عمل منها
دهن المسحة المقدسة الذي مسح به هارون رئيس الكهنة وبنية. إنه إلي ما ينشئه الروح
القدس في المؤمنين من صفات روحية مقدسة.

يذكر
بولس الرسول في (غل5), قائمة مباركة لثمر الروح القدس " محبة فرح سلام طول
أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف".. كما إن الرب قد أعدّ فردوساً لشعبه في
السماء هكذا يريد أن في كل قلب مؤمن فردوساً ملئاً بالثمار التي تفرح قلبه..
فردوساً مليئاً بالمحبة والطهارة والصلاح والوداعة واللطف والشفقة.

 

15 يَنْبُوعُ جَنَّاتٍ، بِئْرُ مِيَاهٍ حَيَّةٍ، وَسُيُولٌ مِنْ
لُبْنَانَ.

يصف
العريس عروسه مرة أخرى بأنها "ينبوع", "بئر مياه حيه" في هذا
إشارة واضحة لعمل الروح القدس في الإنسان المؤمن.. نادى الرب يسوع في أخر يوم من
عيد المظال وقال" إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب. من أمن بي كما قال الكتاب
تجري من بطنه أنهار ماء حيّ. قال هذا عن الروح القدس الذي كان المؤمنين به مزمعين
أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد, لان يسوع لم يكن قد مُجد
بعد" (يو7: 37 -39).

لقد
أًعطي الروح القدس من السماء ليسكن في المؤمنين ليكونوا كجنات مثمرة – والجنات لم
تأتي بالثمار النفيسة بدون " ينبوع.. وبئر مياه حية".. وإلا جفت وصارت
بلا ثمر.. " وسيول من لبنان" إنها إشارة إلي الروح القدس المنسكب من
السماء.

 

16 اِسْتَيْقِظِي يَا رِيحَ الشَّمَالِ، وَتَعَالَيْ يَا رِيحَ
الْجَنُوبِ! هَبِّي عَلَى جَنَّتِي فَتَقْطُرَ أَطْيَابُهَا. لِيَأْتِ حَبِيبِي
إِلَى جَنَّتِهِ وَيَأْكُلْ ثَمَرَهُ النَّفِيسَ.

كلمة
" ريح" في اللغة اليونانية هي بذاتها كلمة " روح".

ربما
يكون المعنى أن العروس تطلب من عريسها أن يرسل لها روحه القدوس ليحيطها من كل
جانب, فتعطي ثمراً متكاثراً يفرح به العريس.

ربما
كانت ريح الشمال وريح الجنوب إشارة إلي التجارب.. إنها لا تخاف مما يحيط بها لأن
كل الاشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله (رو8: 28), [ريح الشمال تشير الخطية,
وريح الجنوب إشارة إلي البر الذاتي]. والعريس في هذة كلها لا يحفظها فقط بل يخرج
من الأكل أُكْل ومن الجافي حلاوة!!

النفس
تدعو قلبها " جنتي" أي خاصة بي, لكن سرعان ما تدعو عريسها قائلة
"لينزل حبيبي إلي جنته".. إنها كرمه من عمل يديه وتحت رعايته, وهو في
وسطها فلن تتزعزع.. إن القلب هو له, والثمر منسوب إليه " ثمره النفيس".

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي