الإصحَاحُ
الثَّامِنُ

 

1 لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي، فَأَجِدَكَ فِي
الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي.

يبدأ
هذا الأصحاح الأخير من سفر النشيد بأشواق العروس للتحرر من العبودية وبالأنين
للتخلص من قيود الطبيعة الجسدية.. وكلما نما المؤمن في حياة الشركة مع المسيح كما
هو حال العروس هنا كلما اتضح أكثر أن الإنسان الخارجى (الجسد) يفرض حدوداً وقيوداً
على الروح في الداخل. فبينما الداخل يتجدّد يوماً فيم، نجد الإنسان الخارجى يفنى
أيضاً يوماً فيوم.. وإن كانت قوى الله تظهر في ضعف الجسد "قوتى في الضعف
تكمل"، لكن الجسد يبقى دائماً شوكة في جنب الروح.

وكلما
ازداد المؤمن في النضوج الروحى كلما أدرك أن الكمال النهائى يبقى معطلاً بسبب قيود
الجسد.. وعلى الرغم من أن المؤمن يحمل في إنسانه الداخلى باكورة حياة القيامة غير
أنه لا يخلو من ذلك الأنين الذي تشارك فيه الخليقة كلها "فإننا نعلم أن
الخليقة تئن وتتمخض معاً إلى الآن. وليس هكذا فقط، بل نحن الذين لنا باكورة الروح
نحن أنفسنا أيضاً نئن في أنفسنا متوقعين التبنى فداء أجسادنا" (رو٨:
٢٢، ٢٣).

رأينا
في نهاية الأصحاح السابق اتجاه العروس إلى الخدمة ورغبتها فيها كثمر من ثمار
محبتها لعريسه.. وفى بداية هذا الاصحاح نجدها تلتهب حنيناً لحياة الاتحاد الأعمق
مع عريسها. وكأن ختام مناجاة العريس وعروسه في سفر النشيد هو دخول المؤمن إلى خدمة
الآخرين مع التهاب القلب بالإنطلاق نحو الفردوس.. وربما بدا هذان الإتجاهان
متعارضان. لكنهما في الحقيقة متلازمان.. وإن كان هذا الاصحاح الأخير من النشيد في
جوهره حديث عن الخدمة فرن أساس الخدمة هو المحبة وتمتع الخادم بمحبة عريس الكنيسة.

"ليتك
كأخ لى الراضع ثديى أمى، فأجدك في الخارج وأقبلك ولا يخزوننى".

كان
التقبيل العلنى قديماً بين الرجال والنساء حتى بين الزوج وزوجته يعتبر خدشاً
للحياء ومنافياً للياقة، وكان مسموحاً به فقط بين الأقرباء بالدم (المحارم) كالأخ
والأخت.. ومن ثم أحست العروس بالحرج في تحقيق شهوة قلبها المقدسة، وبعجزها عن
الإفصاح للعالم عن عمق محبتها لعريسه.. وكأنها أرادت أن تقول "ليتك كنت أخى
لكى أستطيع أن أظهر للجميع كيف نرتبط ببعضنا في الله، وحتى حين أريد أن أعلن ذلك
جهراً وأعبّر عن محبتى لك يا حبيبى، فلا يحتقرنى ويُسَفّهنى الآخرون لكونى غير
قادرة على إخفاء حبى.. لهذا تريده كأخ لها الراضع ثديى أمها فتظهر عواطفها نحوه
علانية وتقبله في حضرة البشرية كلها دون أن ينسب لها لوم!!

 

2 وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي، وَهِيَ تُعَلِّمُنِي،
فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي.

+ لكن
ما هو "بيت أمى" الذي تقول عنه العروس رنها تدخل بالعريس إليه؟ إنه
الكنيسة وأورشليم السماوية التي قال عنها بولس الرسول "أورشليم العليا التي
هي أمنا جميع" (غل٤: ٢٦).. وهناك تسقيه من خمر بهجتها
الممزوجة من عصير رمانها، لكنها تبقى في إتضاع تريد أن تتعلم. إنها بحاجة مستمرة
إلى أن يعلمها أسراره السماوية حتى في الأبدية!!

ولماذا
الخمر من عصير رمانها؟! فرن الرمان يشير إلى حياة الجهاد. فشجرة الرمان مملؤة
شوكاً. وغلاف الرمان مرّ، وفى داخله بذور كثيرة تحمل عصيراً يحمل طعماً لذيذاً..
إن الفرح في المسيحية لابد وأن يمتزج بالتعب والجهاد الروحى إلى النهاية.

 

3 شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي، وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي.

هذه
العبارات والتشبيهات مكررة وسبق أن قالتها العروس في (نش٢: ٦،
٧).. سبق أن قلنا في نهاية الاصحاح السابق أنه كثمرة من ثمار المحبة بدأت
العروس تتجه للخدمة مع عريسه.. وهنا هي تكرر هذا التعبير الذي يعبّر عن الحب لئلا
يظن أحد أن الخدمة شغلتها عن محبة عريسها، بل العكس هو الصحيح أنه كلما كانت
المحبة قوية كلما كان ثمر الخدمة وفيراً ومبارك..

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر إشعياء 39

عندما
كان يوحنا الرسول حبيب الرب منفياً في جزيرة بطمس، ورأى الرب في جلاله سقط عند
رجليه كميت، فوضع يده اليمنى عليه قائلاً له لا تخف. وهى نفس اليد التي رآها يوحنا
مثقوبة ومسمّرة بالصليب عند الجلجثة، ورآها بعد ذلك مرفوعة بالبركة وقت صعود
المسيح إلى السماء..

وإذ
وضع يده عليه ملأ قلبه سلاماً وبدّد كل مخاوفه.. لقد اختبر يوحنا وهو التلميذ الذي
كان يسوع يحبه، ما اختبرته العروس هنا "شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى"،
حينما اتكأ وقت العشاء الأخير على صدر الرب يسوع.. ما أحلى حينما نريد أن نأوى إلى
فراشنا أن نستودع حياتنا بين يدى الرب ونتذكر هذه الكلمات ونتخيلها ونطلب منه أن
يتممها معنا "شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى".. من ذا الذي يقدر أن
يقترب من نفس في حضن الرب.. رنها تنام في حب ودفء وحماية وسلام وبركة ما بعدها
بركة..

 

4 أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ
تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.

+ أما عن قولها "أحلفكن يا بنات أورشليم ألا تيقظن ولا تُنبهن
الحبيب حتى يشاء" فسبق أن تكررت في موضعين سابقين في هذا السفر (٢:
٧ ؛ ٣: ٥) . إنها تناشد من حولها أن يلزمن الهدوء والصمت حتى لا
يحدث ما يعكر صفو هذه الشركة الحلوة. إن كل من اختبر حلاوة الشركة مع المسيح وذاق
مشاعر محبته لا يمكن إلا أن يرغب في إستمرار هذه الافتقادات الإلهية، على نحو ما
اشتهى بطرس ذلك فوق جبل التجلى وقال "جيد يارب أن نكون ههنا".. رن
الاحتضان بالذراع الشمال واليمين رمز لمحبة الرب وتعزياته.. ولكن تقول العروس هنا
لبنات أورشليم "حتى يشاء"، لأن التعزيات الإلهية لا تستمر على طول الخط
وذلك من أجل خير الإنسان حسب كلمة الله..

 

5 مَنْ هذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى
حَبِيبِهَا؟

إن هذ
الطالعة من البرية هي إشاره إلى النفس التي تعيش في العالم.. لقد سمح الرب بحسب
تدبيره أن يتغرب شعبه في البرية أربعين سنة وذلك من أجل تدريبهم الاعتماد عليه في
كل شئ، بل أكثر من هذا أن يعلموا أنه هو طعامهم وشرابهم!! كان المن النازل من
السماء وكان الصخرة التي تفجر منها الماء وتابعتهم حيثما حلّوا، وكلاهما كان رمزاً
للمسيح!!

كان
موسى يقود الشعب في البرية، وخلفه يشوع الذي أدخلهم أرض الميعاد.. ولكن ههنا من هو
أعظم من موسى ومن يشوع إنه الرب ذاته الذي قال "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا
شيئ".. رن العروس مستندة على حبيبها. بدون نعمة المسيح يسقط الإنسان ولا
يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة.. ما أجمل التعبير "مستندة على حبيبه"..
ماذا يستطيع الإنسان الضعيف أن يعمل بدون عمانوئيل الذي تفسيره "الله
معنا"؟!.. إن الرب يريدنا أن نستند عليه في كل شئ "للآن لم تطلبوا شيئاً
باسمى. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كامل".

 

5 تَحْتَ شَجَرَةِ التُّفَّاحِ شَوَّقْتُكَ، هُنَاكَ خَطَبَتْ لَكَ
أُمُّكَ، هُنَاكَ خَطَبَتْ لَكَ وَالِدَتُكَ.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر الخروج 28

رداً
على هذا التساؤل "من هذه الطالعة من البرية.."، أجاب العريس والسمائيون
بتقديم وصف واضح عن هذه الطالعة من البرية "تحت شجرة التفاح شوقتك" شبق
أن قلنا أن شجرة التفاح رمز للمسيح الإله المتجسد. إنه "شجرة التفاح بين شجر
الوعر" (نش٢: ٣)..

والمعنى
أن المسيح شوقنا بتجسده وحياته وفدائه.. "هو الذي أخذ ما لنا وأعطانا ما
له".. هو الذي بارك طبيعتنا فيه وجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية. هو الذي أظهر
عمق محبته ليس للأبرار رالأصحاء الذين لا يحتاجون إلى طبيب بل للخطاه والمرضى
بالروح.. هو الذي أظهر حنوّه نحو خليقته الذين رآهم منطرحين ومنزعجين كغنم لا راعى
له.. ألم تشوقنا شجرة التفاح المسيح المتجسد إليه؟! إن هذا هو موضوع تأمل القديسين
ورجال الله.

إن
النفس البشرية لم تكن سوى خاطئ فقير بحثت عنه النعمة وسترته وخلصته.. أما الأم
والوالدة التي خطبت فهى أورشليم السمائية التي هي "أمنا جميع" (غل
٤: ٢٦). إن النعمة هي العمل الكامل للثالوث القدوس.. وعندما
تبحث النعمة عن خاطئ فإنها تضعه تحت شجرة التفاح أى تحت ظلال المخلص.

 

6 اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ، كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ.
لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ
كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ.

7 مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ،
وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ
بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا.

بعد
أن ذكر العريس عروسه ومحبوبته بحقيقة ذاتها وكيف كانت نشأتها، فإنها تستطيع الآن
أن تظهر مشاعر الاتضاع العميق. لقد أدركت أنها لا شئ، وصار الآن كل رجائها معلقاً
على الرب وحده لأنها إن كانت تريد أن تستمر حتى النهاية فذلك لن يتحقق بسبب شئ
صالح فيها بل بقوة الرب ويده المُسندة وبعمل نعمته الدائم..

وبعد
أن تيقنت من هذه الحقيقة طلبت إليه "اجعلنى كخاتم على قلبك. كخاتم على ساعدك.
إن الخاتم (الختم) على القلب، وعلى الذراع، هما بمثابة عهد وضمان إلهى بأن لنا كل
محبة المسيح وكل قوته.. هذا هو نفس المعنى الذي يقصد إليه الرسول بولس وهو يكتب
إلى أهل أفسس فيقول "حسب عمل شدة قوته" (أف ١: ١٩)
"حسب فعل قوته" (أف ٣: ٧) "أخيراً يا اخوتى تقووا في
الرب وفى شدة قوته" (أف ٦: ١٠) . وليس شئ أقل من ذلك يريح
العروس ويرضيها ويشبعها. إنها تعرف جيداً أن الختم (الذى يجعل الشئ رسمى ومعتمد)
الذي يضمن سلامتها الحاضرة والأبدية هما على قلبه وعلى ساعده.. وحينما تكون للمؤمن
هذه المعرفة يستطيع أن يقول "من سيفصلنا عن محبة المسيح..".

إن
العروس في تذكرها لضعافتها من واقع خبرتها كأنها تقول للعريس "أنا اليوم لا
أعود أضع ثقتى في قوتى، لكننى أطلب أن محبتك وقوتك تمسكاننى إلى الأبد. وسوف لا
أتجاسر أن أتكلم عن محبتى لك لكننى سأذكر فقط محبتك لى".

إن
العروس تصف المحبة التي عاشتها واختبرتها فتقول "المحبة قوية كالموت.."
إنها تتحدث عن المحبة وصفاتها.

يقول
أغسطينوس "لا تستطيع زوابع العالم وأمواج التجارب أن تطفئ لهيب الحب. لذا عن
هذا قيل "المحبة قوية كالموت". فكما أن الموت متى حل لا يوجد من يقدر
على مقاومته إذ لا يقدر المولودون للموت أن يصدوا عنف الموت بأى فن من الفنون ونوع
من الأدوية، هكذا لا يقدر العالم أن يقف ضد قوة الحب. لقد أخذ التشبيه بمثال الموت
المضاد. فكما أن الموت عنيف هكذا في التدمير، كذلك الحب قوى في الإنقاذ (الخلاص).
خلال الحب مات كثيرون عن العالم ليحيوا الله".

هل تبحث عن  هوت مقارن تبسيط الإيمان 13

إنها
تصف الحب وصفاً حقيقياً بالنسبة لله "إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل
المحبة تحتقر احتقار". وكأنها تردد ما قاله الرسول بولس "إن أطعمت كل
أموالى وإن سلمت جسدى حتى احترق ولكن ليس لى محبة فلا أنتفع شيئ".

 

8 لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ
لأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟

9 إِنْ
تَكُنْ سُورًا فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَابًا
فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ.

10 أَنَا
سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ
سَلاَمَةً.

هذه
العبارات هي حديث عن الخدمة:

(أ)
من لا ثديان لها رمز لغير المؤمنين. فالثديين يرمزان للعهد القديم والجديد. ومع
ذلك فهى تعتبر أخت.. هكذا يجب أن ننظر إلى غير المؤمنين فهُمْ أخوة لنا نتعامل
معهم كما يتعامل الأخ الأكبر مع الأصغر (وليس كالإبن الأكبر والإبن الأصغر في
مَثَل الإبن الضال).

(ب)
طالما أن الأخت الصغرى بلا ثديين فعمل الكبرى أن تقدم لها كلمة الله وهو ما
ينقصها.

(ج)
عند خطبة الصغرى إن كانت سوراً تبنى الأخت الكبرى عليها برجاً فضياً (الفضة رمز
لكلمة الله المصفاه) وإن كانت باباً تحصرها بألواح الأرز أى أنها تسندها بالعمل
الإيجابى حتى تصير كاملة.

 

11 كَانَ لِسُلَيْمَانَ كَرْمٌ فِي بَعْلَ هَامُونَ. دَفَعَ الْكَرْمَ
إِلَى نَوَاطِيرَ، كُلُّ وَاحِدٍ يُؤَدِّي عَنْ ثَمَرِهِ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ.

+
الكرم للمسيح (سليمان الحقيقى) وهو يعمل فيه خلال الكرامين والكرم ليس للكنيسة بل
لسليمان.

+ بعل
تعنى سيد وهامون تعنى الجموع إن كرم المسيح ملك السلام إنما هو جموع البشرية كلها
إنه يصير ملكاً للجموع ليدخل بهم إلى سمواته.

 

12 كَرْمِي الَّذِي لِي هُوَ أَمَامِي. الأَلْفُ لَكَ يَا سُلَيْمَانُ،
وَمِئَتَانِ لِنَوَاطِيرِ الثَّمَرِ.

+ سلم
الكرم إلى كرامين ونواطير (حراس) وهو لا يكف عن العناية به لأنه كرمه "كرمى
الذي لى".

+
الألف لسليمان الثمر كله لله ومئتان (مئة لرجال العهد القديم ومئة لرجال العهد
الجديد) فالثمر الكثير يتمتع به كل خدام العهدين.

+
الخدام الذين يعملون لحساب المسيح الذي له الألف يصيرون كمن هم وسط جنات فيتحول
الباب الضيق والطريق الكرب إلى نير هين وحمل خفيف ويعيشون وهم على الأرض كأنهم في
فراديس.

 

13 أَيَّتُهَا الْجَالِسَةُ فِي الْجَنَّاتِ، الأَصْحَابُ يَسْمَعُونَ
صَوْتَكِ، فَأَسْمِعِينِي.

+
"أيتها الجالسة في جنات، الأصحاب يسمعون صوتك فاسمعينى". كأنه يقول لها
إن صوت حبك لم يعد مكتوماً بل يسمعه الذين على الأرض "إلى أقطار المسكونة
بلغت وقوالهم" والآن تعالى لكى أسمع أنا صوتك المفرح. وكأنه يقول لها
"رثى الملكوت المعد لك منذ إنشاء العالم".

 

14 اُهْرُبْ يَا حَبِيبِي، وَكُنْ كَالظَّبْيِ أَوْ كَغُفْرِ
الأَيَائِلِ عَلَى جِبَالِ الأَطْيَابِ.

+
العروس تجيبه في فرح قائلة "اهرب (اسرع) يا حبيبى وكن كالظبي والأيائل
الصغيرة على جبال الأطياب".. إن كنت تريد سماع صوتى فأنا محتاجة إلى اللقاء
بك.

على
جبال الأطياب تشير إلى الرفعة كالتجلى. والأطياب تشير إلى ما كُفّن به المسيح. إنه
يلتقى بها خلال موتها ودفنها معه إذ تموت معه كل يوم لكى تحيا إلى الأبد..

إن
هذا الختام يشبه ختام سفر الرؤيا "آمين تعال أيها الرب يسوع".

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي