الإصحَاحُ
السَّادِسُ

 

حبيبي نزل إلى جنته إلى خمائل الطيب ليرعى في الجنات ويجمع السوسن (نش6:
2)

العروس
أحبت الله، لأنه راعيها:

يهتم
بها، يرعاها بين السوسن، في مواضع خضرة، عند مياه الراحة. يرعاها في الجنات، عند
خمائل الطيب "حبيبي نزل إلي جنته، إلي خمائل الطيب، ليرعي في الجنات، ويجمع
السوسن" (نش6: 2)، كلام موسيقي وجميل.. ولعلك تقول أين هذه الجنات والسوسن
والطيب، ولسنا نجد سوي صوم ومطانيات وتجارب؟!

لو
أحببت الله لأحببت كل هذا ووجدته خمائل من الطيب.

خامساً:
والعروس أحبت الرب لأنه قوي، ويحرس ويسند، تشعر النفس في رعايته أنها محاطه بقوة
عجيبة (نش6).. إله جبروته ليس ضد الإنسان، وإنما من أجل الإنسان، لحمايته
ورعايته..

ما
أكثر الصفات التي من أجلها نحب الله، لو أحصيناها واحدة فواحدة، ما كان العمر كله
يكفي لسردها.

 

أنت جميلة يا حبيبتي كترصة حسنة كأورشليم مرهبة كجيش بألوية (نش 6 : 4)
+ (نش 6 : 10).

وأيضا
ذكرت "من هي المشرقة مثل الصباح، جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش
بألوية" (نش 6 : 10)

هناك
آيات في السفر لا يمكن أن تؤخد بمعناها الحرفي.

مثال
ذلك قوله "من هي المشرقة مثل الصباح، جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش
بألوية" (نش 10: 6). وأيضا ذكرت عبارة "مرهبة كجيش بألوية" في (نش
4: 6).

إن
عبارة (مرهبة كجيش بألوية)، لا يمكن أن تقبلها حبيبة علي نفسها، فكيف تقبل المرأة
أن توصف بأنها تثير الرهبة والخوف، بينما النساء من المفروض فيهن أن يتميزن
بالرقة؟!

أما
إن أخذنا العبارة مشيرة إلي الكنيسة والنفس البشرية، فإن المعني يبدو واضحاً في
مفهومه الروحي.

لأن
الكنيسة يمكن أن تكون مرهبة بالنسبة للشيطان والعالم، ومخيفة لقوي الشر مثل جيش
بألوية "أي من عدة لواءات".. كانت الكنيسة مرهبة للفلسفة الوثنية،
ومرهبة لكهنة وعبدة الأصنام، ومرهبة للإنحراف والفساد.. لانها كانت طاهرة كالشمس.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ت تل الفخيريّة ة

ونفس
الوضع بالنسبة الي النفس البشرية.

 

حولي عينيك عني، فانهما قد غلبتاني (نش 6 : 5)

فالنفس
البشرية التي لها عينان منسحقتان مملوءتان بالدموع، يظهر فيها إنسحاق القلب، هي
النفس التي تجاهد مع الله وتغلب. ويقول لها الرب "حولي عينيك عني، فانهما قد
غلبتاني" إنها مثل يعقوب المنكسر الضعيف، الذي جاهد مع الله وغلب، قائلا للرب
"لا أتركك حتى تباركني" (تك32: 26، 28).. ونال البركة هناك.

لأن
الذبيحة لله روح منسحق. القلب المنخشع والمتواضع، لا يرذله الله (مز51: 17)

حقاً
إن النفس الباكية، التي ترفع عينيها الي الله مملوءتين بالدموع، هي التي قال لها
"حولي عينيك عني".

وتشبيه
العين بالحمامة يحمل معني روحياً اخر.

فالحمامة
رمز للبساطة والنقاوة. ولذلك يقول الرب: "كونوا بسطاء كالحمام" (مت10:
16). فالعين التي تشبه بالحمامة، إنما تتصف ايضاً بالبساطة. وقد قال الرب عن ذلك

"
إن كانت عينك بسيطة، فجسدك كله يكون نيراً (مت6: 22)

فالعين
التي تشبه بالحمامة، ترمز للنظرة البسيطة الي كافة الامور.. الي الحياة البريئة
الطاهرة البعيدة عن التعقيد.. كان آدم في بدء حياته بسيطاً لا يعرف سوي الخير قبل
أن تتعقد حياته وتصبح خليطاً مركبا من خير وشر، بعد أن أكل من شجرة معرفة الخير
والشر..

 

من هي المشرفة مثل الصباح جميلة كالقمر (نش 6 : 10)

عبارة
"جميلة كالقمر" لا يمكن أن تتمشي مع عبارة" أنا سوداء وجميلة يا
بنات أورشليم" (نش 5: 1).

فكيف
تكون سوداء "كخيام قيدار"، وفي نفس الوقت جميلة كالقمر؟!، والقمر في
جماله ليس فيه سواد.

ولكن
السوداء – في المفهوم الرمزي – هي كنيسة الامم.

التي
لم تكن تنتمي الي الآباء والأنبياء، وكانت غريبة عن رعوية الله وعن العهود
والمواعيد والشريعة. وبلا رجاء (أف2: 12). ولكنها صارت جميلة كالقمر، بالبر الذي
نالته في المسيح، وصار جمالها كاملاً ببهائه الذي جعله عليها (حز 14: 16) وبذمه
الذي محا خطاياها.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أدراميتينية ة

فهي
تخاطب مؤمني العهد القديم "بنات اورشليم" وتقول لهن "أنا سوداء
وجميلة يا بنات اورشليم".. سوداء في اصلي وماضي، وجميلة في حاضري.

وعبارة
"جميلة كالقمر" تحمل معني روحياً وعملياً في منتي العمق والجمال.
فالمعروف عن القمر أنه كوكب مظلم يستمد نوره من الشمس. فطالما تلقي الشمس عليه
نورها، يصير جميلاً.. فهذه الشعوب السوداء التي كانت بلا إيمان، وليس لها جمال في
ذاتها: عندما القي الله عليها نوره، صارت جميلة كالقمر الذي ليس له جمال في ذاته
وانما يستمد نوره وجماله من الشمس.

التشبيه
إذن واضح، في السواد وفي الجمال. في السواد الذي تتصف به طبيعتنا الخاطئة، والجمال
الذي يهبه لنا الرب في فدائه العجيب وفي الطبيعة الجديدة التي نولد بها في
المعمودية.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي