الإصحَاحُ
الثَّانِي

 

28.
وماذا عن المفهوم الطبيعي؛ "تحت ظله ابتهجتُ للغاية وجلستُ وثمرته حلوة
لحلقي" (نش 2: 3
LXX).
الإنسان الذي يسمو فوق الأرضيات ويموت عن العالميات، الذي صُلب العالم له وهو
للعالم، يحتقر وينبذ كل ما هو تحت الشمس.

29.
بخصوص المفهوم السرِّي يقول: "أدخلني إلى بيت الخمر، ومُر لي بما أحب"
(نش 2: 4
LXX). كما أن الكرمة
تضم التعريشة هكذا الرب يسوع ككرمة أبدية (يو 15: 1) يحتضن شعبه كما بين ذراعيّ
المحبة.

30.
تأملوا كل جزء بالمفهوم الأخلاقي… "أنا زهرة الحقل، سوسنة الأودية"
(نش 2: 1)، بالمفهوم الأخلاقي هو زهرة.

وبالمفهوم
الطبيعي هو شمس البرّ (ملا 3: 20) الذي يُعطي نورًا عند إشراقه وقيامته ثانية…
لاحظوا أنه لا يغرب عنكم، كما هو مكتوب: "لا تغرب الشمس عن غيظكم" (أف
4: 26).

وبالمفهوم
السِرِّي، هو المحبة؛ لأن المسيح هو تكميل الناموس (رو 13: 10). هكذا الكنيسة التي
تحب المسيح، مجروحة حبًا (نش 2: 5
LXX ).

 

المسيح
الطافر على الجبال

31.
إنه يوقظها، يوقظها من جديد، لكي تسمع صوته.

إنها
تدعوه ليحضر، فإذا ما دُعِي لا يأتي فقط، إنما يَأتي قافزًا! "طافرًا على
الجبال، قافزًا على التلال" (نش 2: 8). إنه يطفر فوق النفوس التي لها نعمة
أعظم، ويقفز على تلك التي لها نعمة أقل! وربما يعني النص: كيف جاء طافرًا؟ جاء إلى
هذا العالم في شكل طفرة. كان مع الآب، وجاء إلى عذراء، ومن العذراء قفز إلى مزود.
كان في المزود وهو يضيء في السماء. نزل إلى الأردن وصعد إلى الصليب. هبط إلى القبر
وصعد قائمًا من القبر وجلس عن يمين الآب.

كالإيل
الذي يشتاق إلى مجاري المياه (مز 42: 2)، هكذا نزل إلى بولس فأضاء حوله (أع 9: 3)،
وقفز فوق كنيسته التي هي بيت إيل، أي بيت الله (مي 5: 1)، لأن دعوة بولس هي قوة
الكنيسة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ ألعازار 1

 

المسيح
يتطلع من الكُوى خلف الحائط

32.
جاء إذن، وكان أولاً خلف الحائط، وذلك لكي يحطم العداوة التي بين النفس والجسد،
بإزالة الحائط الذي بدا كأنه يعوق الانسجام (نش 2: 9؛ أف 2: 14). ثم يتطلع من
الكُوى (نش 2: 9). اسمعوا ما يقوله النبي عن الكُوى: "ميازيب من العلاء
انفتحت" (إش 24: 18). إنه يعني الأنبياء الذين من خلالهم نظر الرب إلى جنس
البشر قبل أن يأتي بنفسه على الأرض.

33.
اليوم أيضًا، إن كانت نفس ما تطلبه كثيرًا، فإنها تستحق رحمة عظيمة، لأن من يطلب
كثيرًا ينال أكثر. إن كانت نفس ما تسعى إليه بغيرة شديدة، فإنها تسمع صوته آتيًا
من بعيد… إنها تراه قافزًا إليها، أي مسرعًا وراكضًا وطافرًا فوق كل الذين لا
يقدرون أن يقبلوا قوته لضعف قلوبهم. وبقراءة الأنبياء وتذكُّر كلماتهم، تراه
متطلعًا إليها من خلال أحجبتهم، ناظرًا كما لو كان من كُوَّة، كما لو كان حاضرًا!

تراه
واقفًا فوق الشُبَّاك (نش 2: 9
LXX ). فما
معنى هذا، ما لم تكن (في الأول المعنى شُبَّاك وبعد ذلك المعنى شِباك؟؟؟) الشباك
ليست شباكه بل شباكنا نحن؟ لأن النفس التي لا تزال وسط الأمور الزمنية المادية،
هذه التي بصفة عامة تأسر فكر الإنسان وتطويه. لهذا يُظهِر نفسه خلال الشباك لمن
يسعى إليه وهو وسط الأمور الزائلة. (المعنى ف الإنجيل شُبَّاك؟؟  الشبابيك)

 

يجتذب
النفس الساعية إليه

34.
يقول لمثل هذه النفس (الساعية إليه): "قومي، اِنهضِي يا حبيبتي" (نش 2:
10)، أي انهضي من ملذات العالم، قومي من الأمور الأرضية وتعالي إليَّ، يا من
مازلتِ تعملين وأنتِ مثقلة (مت 11: 28). لأنك منشغلة بالأمور الزمنية، تعالي
عَبْرَ العالم، تعالي إليَّ فإني قد غلبت العالم. اقتربي فإنكِ جميلة، مُزيّنة
بالحياة الأبدية، أنتِ الآن حمامة (نش 2: 10)، لأنك وديعة ولطيفة. الآن أنتِ
مملوءة بالكامل بالنعمة الروحية، فيليق بكِ ألاَّ تخشي الشباك. هذا حق للغاية، فإن
مَنْ لا تسبيه تجارب العالم وشباكه (سيراخ 9: 13) تسمو نفسه. فإننا نحن البشر نسير
وسط فخاخ، مُعرَّضون للشباك باشتياقنا للقوت، أما هو فإذ سكن في الجسد لم يخش
الشباك بل وقف فوقها، أي فوق تجارب العالم وأهواء الجسد، وبالأكثر جعل آخرين يقفون
فوق الشباك.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ح حرمون ن

 

يهب
للنفس ثمرًا

35.
ومِن ثَمَّ، فإنه إذ يرغب في تثبيت تلك النفس يقول: "قومي، يا حبيبتي، لا
تخشي الفخاخ لأن الشتاء قد مضى" (نش 2: 11)؛ أي قد جاء الفصح (عيد القيامة في
الربيع)، جاء الفصح وغفران الخطايا، وبطلت التجربة، وانقضى المطر (نش 2: 11)، ومضت
العاصفة والضيقة. قبل مجيء المسيح كان شتاء، وبعد مجيئه كانت الزهور. في هذا الصدد
يقول: "الزهور ظهرت في الأرض" (نش 2: 11)، قبلاً كانت أشواكًا والآن
توجد زهور. "بلغ أوان القضب" (نش 2: 11). قبلاً كانت قفرًا والآن حصاد.
"وصوت الحمامة سُمِع في أرضنا" (نش 2: 11). أحْسَنَ النبي بإضافته
"أرضنا"، إذ يتعجب أنه إذ وُجد قبلاً نجاسة صارت الآن طهارة.

36.
"التينة أخرجت فجَّها" (نش 2: 13). سبق فأمر بقطعها لأنها لم تُعطِ
ثمرًا (لو 13: 7)، لكنها بدأت الآن تُخرج ثمرًا.

لماذا
تتردَّدون عندما قال "فجَّها"؟ لقد عَصَف بالذين جاءوا قبلاً لكي يأتي
بالأفضل فيما بعد، وذلك كما رفض ثمر المجمع اليهودي أما ثمر الكنيسة فيتجدد.

 

يحمي
النفس في صليبه

37.
بالرغم مِنْ تَوفُّر الهدوء الكامل وبلوغ خطة الخلاص منتهاها، يقول: "قومي
آمنة في محاجئ الصخر" (نش 2: 13-14
LXX)، أي آمنة في حماية آلامي وخلف حصن الإيمان، لأنهم "رضعوا
عسلاً من حجر، وزيتًا من صوان الصخر" (تث 32: 13
LXX). إذ تتسربل نفس البار بستر الإيمان هذا، لا تتعرَّى الآن بل تكون
لها كحصن، لهذا يقول لمثل هذه النفس: "تعالي أيضًا يا حمامتي في ستر الصخرة
بقرب الجدار (الحصن)، أريني وجهك، أَسْمعِيني صوتك" (نش 2: 14
LXX). إنه يحثها على الاتكال عليه فلا
تخزى من صليب المسيح وخيمته (2 تي 1: 8؛ نش 8: 6). إنه يحثها على الاعتراف؛ يريد
لكل الحيل أن تتنَحَّى جانبًا حتى تنتشر رائحة الإيمان الذكية (2 كو 2: 15-16)،
حتى يُشرِق النهار ببهاء، ولا يؤذي ظل الليل البهائم. فإن من يقترب من المسيح
يقول: "قد تناهى الليل وتقارب النهار" (رو 13: 12). يمضي ظل الأمور
العالمية، ويُشرِق نور الأمور السماوية – المسيح – على قديسيه. مثل هذه النفس تنال
تأكيدات الحب الذكي.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب بيت عنوت ت

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي