الإصحَاحُ
السَّابعُ

 

المسيح يُصعدها نخلة النصرة

67.
على هذا الأساس، اعلموا أنه أيضًا قد ركب نفس العروس (الكنيسة) وقادها إلى موضع
النخلة رمز النصرة، حينما قال لها: "ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة، في
مباهجك، قامتك هذه شبيهة بالنخلة" (نش 7: 6-7). أما هي فتقول: "قلتُ إني
أصعد النخلة" (نش 7: 8). المحبة ذاتها هي النخلة، لأنها هي نفسها ملء النصرة.
"المحبة هي تكميل الناموس" (رو 13: 10)، فلنركض إذن لننالها.

من
يغلب يصعد لينال النخلة وينعم بثمارها. من يغلب لا يبقى في السباق كما هو مكتوب:
"من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي، كما غلبت أنا أيضًا وجلست مع أبي في
عرشه" (رؤ 3: 21). من هذا المصدر رسم الفلاسفة سباقات المركبات للنفوس في
كتبهم، لكنهم لم يستطيعوا بلوغ نخلة النصرة، لأن نفوسهم لم تعرف قامة الكلمة
وارتفاعه. أما النفس التي يسكن فيها الكلمة فتعرف ذلك.

 

المسيح
يبلغ بها إلى كمال الحب وسط جهادها

68.
تتحدث هكذا: "أنا لأخي الحبيب، وإليَّ اشتياقه" (نش 7: 10
LXX). إنها تكرر هذا الفكر ثلاث مرات بطرق
مختلفة في نشيد الأناشيد.

في
البداية تقول: "أخي لي وأنا له، الراعي بين السوسن، إلى أن يفيح النهار
وتنهزم الظلال" (نش 2: 16-17
LXX).

ثم
تقول: "أنا لأخي الحبيب وأخي الحبيب لي، الراعي بين السوسن" (نش 6: 3
LXX).

وقرب
النهاية تقول: أنا لأخي الحبيب وإليَّ اشتياقه" (نش 7: 10
LXX).

تقترن
الحالة الأولى بتكوين النفس، لذا تقول أولاً: "أخي لي"، فإنه ما أن
يَسْتعلِن ذاته تدخل النفس التي لم تكن قد التصقت بالله في طريق الحب.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر أستير 16

ما
يلي ذلك يشير إلى تقدم النفس.

أما
الحديث الثالث فيشير إلى كمالها.

في
المرحلة الأولى، أي مرحلة التكوين، ترى النفس ظلالاً لم تكتمل بعد باستعلان قدوم
الكلمة (نش 2: 17)، ومن ثم لم يكن قد سطع بعد عليها نور الإنحيل. وفي الثانية تنعم
بروائح ذكية دون اختلاط بالظلال، وفي الثالثة تكتمل إذ توفر للكلمة موضع راحة
فيها، فيلتفت إليها ويسند رأسه عليها وهي تبحث من قبل وتدعوه قائلة:

 

المسيح
يقوت المُتعبين

69.
"تعال يا أخي فلنخرج إلى الحقل، لنسترح في القرى" (نش 7: 12). سبق أن
دعته إلى جنتها، وهنا تدعوه إلى حقل ليس فيه أزهار جميلة فحسب، بل فيه أيضًا قمح
وشعير، أي إلى أساسات أقوى للفضائل، لكي ترى ثمارها.

"لنسترح
في القرى" التي إليها نُفِيَ آدم حينما طُرِد من الفردوس. فيها يجد راحة،
لكنه يعمل في الأرض.

إدراكنا
لسبب رغبتها في أن يخرج إلى الحقل واضح: أن يُطعم قطيعه كراعٍ صالح (يو 10: 11؛ إش
40: 11؛ حز 34: 23)، يسند المتعبين، ويسترد الضالين. فبالرغم من أن تلك النفس قد
إنحزت له الجديد والعتيق (الثمار الطازجة والعتيقة) (نش 7: 13) لكنها لا تزال مثل
حمل يجب تغذيتها بشراب اللبن (1 كو 3: 2).

 

يبدو
أنها صارت كاملة، لا لنفسها بل للغير، لهذا تتشفع أن يخرج من حضن الآب، يخرج من
الأبواب كالعريس الخارج من خدره المجري سباقه (مز 19: 5). تتشفع أيضًا أن يربح
الضعفاء وألاَّ يتوانى في عرش الآب البعيد وفي ذلك النور، لأن لمن لا قوة لهم لا
يستطيعون البلوغ إلى هناك، إنما يأتي إلى مسكن العروس وحجالها (نش 8: 2
LXX)، وأن يخرج من الأبواب لكن في الداخل
لأجلنا، وأن يكون في وسطنا حتى وإن كنا لا نراه (يو 1: 26).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سن أسنان ن

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي