جاء الرب من سيناء وأشرق من سعير وتلألأ من جبل فاران

يقول المعترض أن هذه النبوة نبوة عن نبى الإسلام وقد وردت فى سفر التثنية على لسان الرب القائل:

 
” جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم ” (تثنية 33: 1- 3).

 

 يقول المعترض أن الله هنا إنما يشير إلى التوراة والإنجيل والقرآن، من حيث أماكن نزولها على نبي كل أمة.

 فمثلاً نجد أن الله بداية قد أستعلن وكلم موسى من طور سيناء، وبعد ذلك أشرق نفس النور الإلهي بعدما أضاع بنو إسرائيل التوراة وتكلم الله بالإنجيل من خلال عيسى فوق جبل سعير بالقدس، وكان الختام بتلألئه بقرآن محمد عندما أنزله على جبل فاران بمكة.

 

الرد

 إذا ربطنا مجيء الرب من سيناء وإشراقه من سعير وتلألئه من جبل فاران بكتب سماوية وأنبياء لكان لابد وأن يكون هناك كتاب رابع ونبي رابع هو الخاتم.

 بدليل قولهم أن مجيء الرب من سيناء يعني موسى والتوراة، وإشراقه من سعير يعني المسيح والإنجيل، وتلألئه من فاران يعني محمد والقرآن، لكن هنا إتيانه من ربوات القدس
وعن يمينه نار شريعة لهم
ماذا تعني؟ هل تشير إلى نبى رابع
وشريعة رابعة هى الشريعة الخاتمة؟ إن صح ذلك فلن نفاجأ أن زعم البهائيون أنها نبوة عن نبيهم وعن شريعتهم الخاتمة كما يزعمون.

 ولكن كل هذا غير صحيح لأن هذه الكلمات تكلم بها موسى وهو يبارك بنى إسرائيل ليبين لهم إتساع دائرة ظهور الرب وإشراقه وتلألئه عند مجيئه لهم بالشريعة. أى أنها تشير إلى حدث تاريخى وليست نبوة.

 وبرهان ذلك أن جبل سعير لا يوجد بالقدس كما أن جبل فاران لا يوجد بمكة. بل جميعها جبال تقع في سيناء.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ن نصح نصيح ح

 فجبل سعير يمتد إلى سهل فاران على حدود سيناء بدليل قول التوراة:

 ” وفي السنة الرابعة عشر أتي كدر لعومر والملوك الذين معه وضربوا الرفائيين في عشتروت قرنايم والزوزيين في هام والإيميين في شوى قريتايم، والحوريين في جبلهم سعير إلى بطمة فاران التي عند البرية
 (
تكوين 14: 6).

 ففاران هنا ملاصقة لسعير التي هي مسكن الحوريين، ولا يمكن أن نقول إن فاران في مكة لأن الحوريين لم يسكنوا مكة إطلاقاً. فضلا عن عدم وجود جبل باسم فاران فى الجزيرة العربية كلها, وإنما هى فى سيناء وكانت إحدى محطات ارتحال بنى إسرائيل وفقا لرواية التوراة القائلة:

 ” فأرتحل بنو إسرائيل في رحلاتهم من برية سيناء فحلت السحابة في برية فاران ” (عدد 10: 12).

 وهذا يعني أن فاران ليست في مكة إنما هي في برية سيناء وعليه فلا يمكن الاستدلال بذلك على أنها إشارة لنبى أو كتاب آخر.

 كما ورد ذكر فاران أيضا عند هروب هدد الأدومى وبعض رجال أدوميون من وجه داود فقاموا من مديان وأتوا إلى فاران وأخذوا معهم رجالا من فاران وأتوا إلى مصر (الملوك الأول 11: 18).

 من ذلك يتضح أن فاران تقع فى سيناء وليس فى مكة ومازالت تعرف بهذا الاسم حتى اليوم فى سيناء.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي