مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج

 (عبرانيين 1: 9)
أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك

ألا يدل هذا ويؤكد على عدم صحة لاهوت المسيح?

الرد:

لنرجع إلى النص من أوله «
وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور.. من أجل ذلك مسحك الله إلهك.. وأنت يا رب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك» (عبرانيين 1: 8-10) وهذه الكلمات مأخوذة من (مزمور 6: 45, 7) وهو مزمور المسيح الملك الذي فيه يخاطبه الكاتب بالقول: «
أنت أبرع جمالا من بني البشر, انسكبت النعمة على شفتيك. لذلك باركك الله إلى الأبد» (ع 6) «
كرسيك يا الله إلى دهر الدهور».

وباعتباره «
الملك الممسوح من الله في الزمان» يخاطبه بالقول «
أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الإبتهاج».

ويجب ألا يفوتنا أن المسيح قد مسح بالروح القدس, بعدما اعتمد من يوحنا المعمدان في الأردن (لوقا21: 3, 22) وأنه هناك أعلن الآب من السماء بنوته له إذ قال له «
أنت ابني الحبيب بك سررت».

فالمسحة أمر يتصل بعمل المسيح في الزمان سواء اتصل هذا العمل بالفداء أو بالملك وإخضاع كل شيء وعلى هذا يكون المسيح قد مسح كإنسان ليتمم المشورات الأزلية.

وبهذا الاعتبار فالله إلهه مع أنه في ذات الوقت ابنه الأزلي الوارث لكل شيء الذي به عمل العالمين (عبرانيين 1: 1, 2).

وهكذا, يتضح لنا أن المسيح بصفته «
ابن الإنسان» يقول عنه النبي (مزمور 7: 45) «
من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك» وأيضا في (مزمور 6: 2) يقول: «
أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي».

والمقصود بدهن الابتهاج «
الروح القدس» الذي به مسحه الله الآب للملك. كما قال هو «
روح السيد الرب على لأن الرب مسحني» (إشعياء 11: 61, لوقا17: 4, 21 , مزمور 6: 2, أعمال 38: 10). ونحن نعرف أن الروح القدس هو الله أيضا.

ومن هنا يتضح لنا أن الآب هو الله والابن هو الله والروح القدس هو الله.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي