جنيسارت


(مرقس6: 53) فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ وَأَرْسَوْا


تحليل البردية


7Q5


Analysis of Papyrus 7Q5

لنستعرض بعض صور البردية قبل أن نشرع في سرد تفاصيل دقيقة عنها








نظرة تاريخية عن البردية:

هذه البردية اليونانية، وُجدت في مُجمعات كهوف قمران، في الكهف السابع ولذلك تأخذ الرمز
7Q5
:

الرقم سبعة يرمز لرقم الكهف، والحرف
Q
أول حرف من كلمة
Qumran
(قمران)، والرقم خمسة هو رقم البردية.

وقمران هي منطقة تقع على الساحل الشمالي الغربي للبحر الميت، وتبعد بضعة كيلومترات عن أريحا.

وهذه البردية قد تم نشرها في عام 1962م بواسطة العلماء:

M. Baillet, J. T. Milik, and R. de Vaux

في كتاب:
Les ‘Petites Grottes’ de Qumrn, DJD III

مع المخطوطات الموجودة في الكهوف (2-3-5-6-7-10)، والكهف 7 خصيصا كان به مجموعة من المخطوطات اليونانية، وهذا ما ميز الكهف رقم سبعة عن غيره.

واضح من الصورة أن هذه البردية بها خمسة، اول سطر يكاد يكون غير مرئي بالمرة، ولكن بعد أن نتكلم عن هذه البردية سنبدأ في تحليل هذه الحروف الظاهرة في هذه البردية.

وُجدت هذه البردية مع بقية مخطوطات قمران في عامي 1947-1948م.

ولكن كانت غير مفهومة، أي لم يتمكن العلماء من معرفة فحوى هذه البردية، ولم يتمكنوا من قراءة الحروف اليونانية الموجودة بها.

تحديد تاريخ البردية:

يمكن تحديد تاريخ هذه البردية بسهولة، بدون إستخدام أجهزة أو طرق مُعقدة، لأن مُجمعات قُمرات تم تدميرها أثناء الحرب بين اليهود والرومان في حوالي عام
68م، ولم يتم أبدا إعادة إنشاء هذه المُجمعات التي كان يعيش فيها الأسينيون.

ويرجح أغلب العُلماء أن تاريخ هذه البردية يرجع إلى الفترة
50-68 م.

التعرف على الحروف المكتوبة في البردية:

(ستحتاج في هذا الجزء أن تنظر إلى الصورة الاولى التي وضعناها لكي تعي ما نتحدث عنه وتقارن الحروف)

عندما تم اكتشاف هذه البردية في البداية، فهم العلماء أن السطر الرابع الرابع به الحروف التالية:

هل تبحث عن  هوت دفاعى الكتاب المقدس يتحدى نقادة والقائلين بتحريفة 09

ννησ
(من اليسار لليمين: نيو، نيو، إيتا، سيجما)

اعتقد العلماء في البداية أن هذه الحروف هي جزء من كلمة:
εγεννησεν

ومعناها أنجب، أو ولد

ومنها اعتقد العلماء أن هذه البردية هي جزء من مخطوطة تضم أنساب
Genealogy
.

وبعد هذا الموقف بما يقرب من 10 سنوات، كان الباحث
O’Callaghan
يتصفح كتاب عن مخطوطات قمران، عندما اكتشف ان هناك بردية لا زال النص المكتوب بها غير مفهوم، ولم يُعرف إلى أي كتاب تنتمي هذه البردية.

وبعد يوم من المجهود الشاق، قام هذا الباحث أثناء استراحته بالتفكير مرة أخرى في هذه البردية، وكان يعرف أن العلماء قد خمنوا أن الكلمة اليونانية المكتوبة هي
εγεννησεν
.

وبعدها بفترة انضم هذا الباحث إلى المعهد الأسقفي (أو البابوي) في الفاتيكان، في روما.

وهناك عمل مع
Carlo M. Martini
مدير المعهد، وهو واحد من أشهر ستة باحثين في نصوص المخطوطات على مستوى العالم.

وبعد ساعات من المناقشات توصلوا إلى معرفة الحروف التي جاءت في هذه البردية، وها هي صورة لتشكيلة الحروف التي أوردها الباحث
O’Callaghan



المكتوب في الصورة السابقة هو محاكاة للحروف التي وردت في هذه البردية.

دعونا نُحلل هذه الحروف في الخمسة أسطر:

 

السطر الاول: حرف ابسيلون

ε

 

السطر الثاني: من اليسار لليمين

يوبسيلون

υ

تاو

τ

أوميجا

ω

ني

ν

إيتا

η

 

السطر الثالث:

إيتا

η

كبّا

κ

ألفا

α

يوتا

ι

 

السطر الرابع:

ني

ν

نيو

ν

إيتا

η

سيجما

σ

 

السطر الخامس:

ثيتا

θ

إيتا

η

سيجما

σ

ألفا

α

هذا هو تحليل الحروف التي وجدها واستنتجها الباحث
O’Callaghan

وبدأ البحث عن هذه الاحرف في الأدب اليوناني بشكل عام، وكان تركيز البحث عن مجموعة الحروف الموجودة في السطر الرابع:
ννησ

لأن هذه الكلمة اكتشف الباحث
O’Callaghan
أنها جزء من كلمة
γεννησαρετ

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد جديد رسالة يعقوب الرسول 05

(جنيسارت)، وهذه الكلمة لم ترد في العهد الجديد سوى ثلاثة مرات:

(متى14: 34)”
34 فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ،”

(لوقا5: 1)”
1 وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ، كَانَ وَاقِفًا عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ.”

(مرقس6: 53)”
53 فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ وَأَرْسَوْا.”

دعونا ننظر إلى النص اليوناني لهذه الأعداد كل على حده،مع العدد السابق لكل منهم:


لاحظ أننا سنظلل الحروف اليونانية التي نريدها باللون الأحمر، كما أننا سنضع خطا تحت كلمة جنيسارت

(متى14: 34) سنذكر العدد السابق للعدد الموجود به كلمة جنيسارت لنتحقق من وجود جميع الاحرف به.

(
Matthew
14: 33-34)
οι δε εν τω πλοιω ελθοντες προσεκυνησαν αυτω λεγοντες αληθως θεου υιος ει

καιδιαπερασαντες ηλθον εις την γην γε
ννησαρετ

كلمة
και
هي حرف عطف (واو بالعربية) ولذلك فإنها توجد في اماكن كثيرة بنفس نسبة وجود حرف العطف (و) في العربية، ولكن نجد هنا أن سبعة حروف فقط وُجدوا في إنجيل متى بجانب كلمة جنيسارت، أربعة حروف في كلمة جنيسارت، وثلاثة في حرف العطف، ولكن لا توجد بقية الحروف.

العدد الثاني: (لوقا5: 1)

لا يوجد عدد قبل هذا، إذن سنحاول التحقق من جميع الاحرف في هذا العدد فقط.

(
Luke
5: 1)
εγενετο δε εν τω τον οχλον επικεισθαι αυτω του ακουειν τον λογον του θεου και αυτος ην εστως παρα την λιμνην γε
ννησαρετ

لا يوجد هنا سوى كلمة جنيسارت فقط، ولا يوجد أي شيء، ولا حتى حرف العطف.

العدد الثالث والاخير هو:

(مرقس6: 53)

سنذكر العدد السابق له أيضا (عدد52) لنرى هل وُجدت هذه الأحرف أم لا:

(
Mark
6: 52-53)
ου γαρ συνηκαν
επι τοις αρτοις ην γαρ η καρδια α
υτωνπεπωρωμεν
η


και
διαπερασαντες ηλθον επι την γην γε
ννησαρετ και προσωρμισ
θησαν

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر التكوين 35

الأعداد 52، 53 من الإصحاح السادس لإنجيل القديس مرقس، هي الأعداد المنشودة، فيمكنك أن تراجع هذه الأعداد باليونانية مع صورة الحروف التي وضعها العالم
O’Callaghan

نتيجة تحليلة لهذه البردية.

وبالتالي نجد أن هذه البردية التي ترجع إلى النصف الاول من القرن الاول تخص إنجيل القديس يوحنا (50-68م).



نقطة عابرة لإثبات أن هذا هو النص الموجود في البردية:

أنظر إلى الصورة التي وضعناها للبردية مره أخري، ستجد في السطر الثالث:

كلمة
και
وكما قلنا معناها حرف عطف (واو) ستجد قبلها فراغ مسافة ظاهرة لا يوجد بها حروف، فما معنى هذا؟

في العديد من البرديات تجد أن هذا أمر وارد، أنه إن كانت كلمة
και
وردت في بداية الكلمة
الجملة، فإنها يسبقها فراغ، وفي بعض البرديات تجد أن الفراغ يأتي قبل بداية كل جملة، أيا كانت الكلمة البادئة لهذه الجملة.

وفي أحيان أخرى تجد أن الفراغ موجود بين الكلمات وبعضها البعض.

ويمكنك أن تجد هذه الفراغات على سبيل المثال في مخطوطة:
4Q122
وهي مُكتشفة في كهوف قمران.

خاتمة:

البردية
7Q5

هي مخطوطة ترجع إلى القرن الأول، وتحديدا في الفترة (50-68م) وهذه البردية يوجد بها الأعداد (مرقس6: 52-53)، أي أن تدوين البشائر بدأ بعد فترة قصيرة جدا من صعود السيد المسيح، وأن البشائر كانت تتم نساختها في حياة الكُتّاب الأصليين للعهد الجديد (التلاميذ والرسل)

وهذا يعطي الفرق بين الاناجيل الحقيقية،و الاناجيل الأبوكريفية، لأن جميع الاناجيل الأبوكريفية تم كتابتها بداية من القرن الثاني، أي بعد عام 100م.

References
:

1-
           


Dr Daniel B. Wallace , 7Q5 The Earliest NT Papyrus

2-
           


Tom Martin , The New Testament At

Qumran

3-
           


Greek

Qumran
Fragment 7Q5: Possibilities & Impossibilities
.

4-
           


Stefan Enste , 7Q5 An Interesting Detain , July 2002

5-
           


Michael J. Bumbulis , 7Q5 Mark Was Probably Written Around AD 50

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي