أرميا


أ


م زكريا؟

نص الشبهة:

ورد في متى [ 27: 9 ] قوله: “حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمَّن الذي منوه من بني إسرائيل”

من تأمل في استشهاد متى لهذه العبارة من سفر أرميا، يرى أنها من الكذب العظيم لأن العبارة المستشهد بها موجودة في سفر زكريا وليس سفر إرميا كما ذكر متى!!! فيكون لفظ إرميا غلط، فاحش. فليزم من هذا أن ما كتبه متى، لم يكن بطريق الإلهام.

وقد اعترف المستر جوويل، في كتابه المسمى ((بكتاب الاغلاط)) المطبوع سنة 1841 أنه غلط من متى، وأقر به هورون في تفسيره المطبوع سنة 1822 حيث قال: في هذا النقل إشكال كبير جداً لأنه لا يوجد في كتاب إرميا مثل هذا ويوجد في [ 11: 12، 13 ] من سفر زكريا لكن لا يطابق ألفاظ متى ألفاظه.

وقد حاول القس الدكتور منيس عبد النور رفع هذا الخطأ الفاحش فقال:

وللرد نقول: (1) من اصطلاحات علماء اليهود القديمة أنهم كانوا يقسمون الكتب المقدسة إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول شريعة موسى، وكانوا يسمونها الشريعة. والقسم الثاني المزامير، والقسم الثالث قسم الأنبياء ويُسَمَّى إرميا، من إطلاق إسم سفر من الجزء على الكل. وسبب تسمية قسم الأنبياء إرميا أنهم ذكروا نبواته أول الأنبياء على هذا الترتيب: إرميا وحزقيال وإشعياء، ثم نبوات الأنبياء الصغار الإثنى عشر. فقول متى: تمّ ما قيل بإرميا النبي يشمل زكريا. والعبارة التي استشهد بها هي واردة في زكريا 11: 12 و13.

(2) قُرىء في هذا المكان زكريا لأنه جرت العادة أن يكتبوا كلمة إرميا باللغة اليونانية ايريو وكلمة زكريا زيريو، وربما نشأ هذا الاختلاف عن ذلك.

(3) ذهب البعض إلى أن إرميا هو الذي تكلم بهذه الكلمات، وأن زكريا نقل عنه. فاستشهاد البشير متى بإرميا هو في محله على أي حالة كانت.

وللرد على سيادة القس منيس عبد النور نقول:

نبدأ أولاً بسرد العباره الوارده في زكريا 11: 11- 14 بحسب ترجمة فاندايك:

” فنقض في ذلك اليوم وهكذا علم اذل الغنم المنتظرون لي انها كلمة الرب. فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا. فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب القها إلى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به. فاخذت الثلاثين من الفضة والقيتها إلى الفخاري في بيت الرب. ثم قصفت عصاي الأخرى حبالا لانقض الإخاء بين يهوذا واسرائيل.. “

يزعم سيادة القس بأن اليهود كانوا يسمون القسم الثالث قسم الأنبياء، ويسمى (ارميا) حيث أنهم ذكروا نبواته أول الأنبياء في الترتيب، وهذا غير صحيح فلم أجد في كتابات اليهود انّ قسم الأنبياء كان يسمى ارمياء، بل ان اليهود أنفسهم يذكرون النص لإثبات خطأ كاتب انجيل متى في إستشهاده للآيات، وان قسم الأنبياء (النبيئيم) لدى اليهود ينقسم إلى:

أ – الأنبياء الأولون وأولهم يشوع وليس ارميا!

ب – الأنبياء المتأخّرون وأولهم اشعياء.. وقد نقل هذا التقسيم عنهم الكاتب المسيحي جوش ماكدويل في كتابه (كتاب وقرار)

فلماذا هذا الاستخفاف بعقول القراء من قبل سيادة القس؟!

اما الرد الثاني والثالث فليس هناك أي دليل على صحتهما، فجميع نسخ الكتاب المقدس تحتوي على “زكريا” لا “ارميا”. وأما بالنسبة لزعم القس بأن ارميا هو الذى تكلم بهذه الكلمات، وان زكريا نقل عنه، فحسب الادله من داخل انجيل متى، انه عندما يقول كاتب انجيل متى: ” حينئذ تم ما قيل ” فهو يعني ان هذه الايات مذكوره في ذلك السفر وليس كما يدعي سيادة القس. واليكم بعض الامثله التي تثبت بطلان زعم القس الفاضل:

1) متى اصحاح 2 العدد 17: ” حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل. صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير.راحيل تبكي على اولادها ولا تريد ان تتعزى لانهم ليسوا بموجودين ” وهو استشهاد للفقرة الموجوده فعلاً في ارميا 31: 15.

2) متى اصحاح 3 العدد 3: ” فان هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب.اصنعوا سبله مستقيمة ” وهو استشهاد للفقرة الموجوده فعلاً في اشعياء 40: 3.

فإذا كان ادعاء سيادة القس صحيحا فلماذا لم يقل متى: فان هذا هو الذي قيل عنه بارميا النبي القائل، بما ان سفر اشعياء النبي يدخل ضمن قسم كتب الأنبياء. كما يزعم سيادة القس.. انظر الى الموقع اليهودي والذي يحتوي على الاسفار العبرية مقسمة بحسب تفكيرهم:

The Jewish Bible


http://www.breslov.com/bible

ونقطة اخرى، انه لو قمنا بالتدبر في النص الوارد في زكريا لوجدنا ان الروايه ليست بنبوة عن المسيح، فليس في النص اي تلميح لا من قريب او بعيد للمسيح القادم. لكن كل الذي حدث هو ان كاتب انجيل متى لفق القصه حول بيع المسيح بثلاثين قطعة من الفضه –بل قد تكون قصة الخائن يهوذا الاسخريوطي ملفقه ايضا – وادعى انها تحقيق للروايه الوارده في زكريا. كباقي بعض النبوات المزعومه!!

وكفى دليلاً على كذبه أنه نقل النص المذكور خلاف ما هو محرر في الأصل ونسبه إلى إرمياء مع أنه من زكريا فذلك هو شأن المدلسين.

ويبين الاستاذ أحمد عبدالوهاب في كتابه (المسيح في مصادر العقائد المسيحية) الفهم الخاطىء لهذه النبوءة التي استشهد بها متى في انجيله فيقول:

يتكلم سفر زكريا عما حدث بينه وبين شعبه فيقول في [ 11: 12]: “قُلْتُ لَهُمْ: إِنْ طَابَ لَكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي، وَإِلاَّ فَاحْتَفِظُوا بِهَا. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِي: أَعْطِ هَذَا الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ إِلَى الْفَخَّارِيِّ. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى الْفَخَّارِيِّ. “

لكن إنجيل متى يربط بين هذه الحادثة التي وقعت لزكريا، وبين ما قاله عن يهوذا الذي خان المسيح نظير ثمن قليل من الفضة _ فبقول في [ 27: 3 _ 10 ]: “فَلَمَّا رَأَى يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَنَّ الْحُكْمَ عَلَيْهِ قَدْ صَدَرَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ، وَقَالَ: قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُكُمْ دَماً بَرِيئاً». فَأَجَابُوهُ: لَيْسَ هَذَا شَأْنَنَا نَحْنُ، بَلْ هُوَ شَأْنُكَ أَنْتَ! فَأَلْقَى قِطَعَ الْفِضَّةِ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ ذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ قِطَعَ الْفِضَّةِ وَقَالُوا: هَذَا الْمَبْلَغُ ثَمَنُ دَمٍ، فَلاَ يَحِلُّ لَنَا إِلْقَاؤُهُ فِي صُنْدُوقِ الْهَيْكَلِ! وَبَعْدَ التَّشَاوُرِ اشْتَرَوْا بِالْمَبْلَغِ حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ لِيَكُونَ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ،..عِنْدَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِلِسَانِ النَّبِيِّ إِرْمِيَا الْقَائِلِ: وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْكَرِيمِ الَّذِي ثَمَّنَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَدَفَعُوهَا لِقَاءَ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ.”

وليست مشكلة هذه الشهادة أن كاتب إنجيل متى أخطأ فيها من حيث الشكل والاطار العام، حين حسبها من سفر إرميا بينما هي من سفر زكريا، لكن فيها أخطاء موضوعية تتضح لنا حين نقارن بين عناصرها، والعناصر التي تحتوي عليها قصة هلاك يهوذا الخائن، في متى، فنجد أن القصتين على طرفي نقيض، ولا يمكن أن تكون _ قصة زكريا صورة مطابقة سبق التنبؤ بها للقصة الثانية التي ذكرها متى عن نهاية يهوذا _ ذلك أن:

بطل قصة زكريا هو نبي كريم يتلقى الوحي من الله، بينما بطل قصة متى هو شخص خائن حقير صارت خيانته مثل سوء في العالم.

ولقد تسلم زكريا 30 من الفضة ثمناً كريماً ارتضاه الله لصنيعه مع شعبه، بينما كانت الفضة التي تسلمها يهوذا ثمناً خسيساً يرفضه كل الناس بما فيهم يهوذا الخائن نفسه، الذي ندم على فعلته وأرجع ثمن الخيانة في خزينة الرب.

ولما كانت فضة زكريا ثمناً كريماً فانها قبلت في بيت الرب، أما فضة يهوذا، فكما أنها رفضت من يهوذا نفسه، فانها رفضت كذلك من كهنة اسرائيل الذين أبوا أن يقبلوها في خزينة الرب، لأنها ثمن رجس على شاكلة ما حرمته شريعة موسى كما في تثنية [ 23: 18 ].

وجدير بالذكر أن مرقس [ 14: 10 _ 11 ] لم يحدد قيمة ثمن الخيانة وكذلك لوقا [22: 4 _6 ]

ومن هذا نتبين أن متى قد إنفرد عن بقية الأناجيل ومنها يوحنا بتحديد ثمن الخيانة بثلاثين من الفضة وما ذلك إلا لأن فقرة زكريا التي تكلمت عن 30 من الفضة والفخارى كانت في ذاكرة متى وهو يكتب إنجيله، ولهذا قرر إعتبارها شهادة عن نهاية الخائن يهوذا.

ولا نظن أحداً لديه شك في هذه الشهادة التي ساقها متى خاطئة شكلاً وموضوعاً. فثبت أن متى يكتب من غير إلهام

فهل ما ورد به صحيح؟

إنتهى نص الشبهة

 

ا
لرد
:

كلا لم يخطيء متى, ولم يخطيء الوحي, ولكن الكتب كانت تُلف مع بعضها البعض ويسمى الكتاب باسم الكتاب الأول. مثلاً، يرد سفر إرميا في التلمود البابلي (بابا بارثا 14ب
Baba Bartha 14b
) من جهة الترتيب، أول أسفار الأنبياء، فكان سفره يمثل كل أسفار الأنبياء الأخرى، لأن الأسفار كانت تُكتَب في لفائف. فيتم تسمية كل اللفافة باسم أول سفر يرد فيها، وفي حالتنا هذه كان سفر أرميا هو أول سفر. فلا يوجد أي خطأ أو كذب في هذا الأمر. لذلك علينا أن نحترم الطريقة التي كان يتم التعامل بها مع أسفار العهد القديم، وكيفية اقتباس الآيات أو المقاطع الكتابية منها.

هناك دليل على هذا الأمر، فبعد قيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات، ظهر في الطريق مع شخصين يسيران في طريقهما إلى القرية. وهناك بعدما تحدث معهما ولم يعرفاه، قال لهما في بشارة لوقا 24: 25-27 “«أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! 26 أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» 27 ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.”

لاحظ الكلمات التي تحتها خطّان، فهي تلخص كل العهد القديم، حيث ينقسم العهد القديم إلى ثلاثة أقسام، التوراة (موسى)، ثم الأنبياء (جميع الأنبياء الصغار والكبار)، والكتب (التي هي الأسفار التاريخية وغيرها). فهنا يستخدم الرب يسوع المسيح المجموعة تحت اسم واحد، فالتوراة تحت اسم موسى، وأسفار الأنبياء تحت اسم الأنبياء، ثم الكتابات تحت اسم الكتب.

 

اقتباس                        

من تأمل في استشهاد متى لهذه العبارة من سفر أرميا، يرى أنها من الكذب العظيم لأن العبارة المستشهد بها موجودة في سفر زكريا وليس سفر إرميا كما ذكر متى!!! فيكون لفظ إرميا غلط، فاحش. فليزم من هذا أن ما كتبه متى، لم يكن بطريق الإلهام

اهمس فى اذنى الكاتب انك لو كلفت نفسك واحتهدت فى الوصول للحقيقة لما جائت هذه الكلمات التى تبين مدى الجهل وقد اجاب جناب القس الدكتور منيس عبد النور عن هذا الاعتراض وقد اعطى الثلاث اجابات التى فرضها العلماء والاباء والحقيقة ان كل منهم صحيح وهذا ما سنبينه فى ردنا هنا بالادلة العلمية لا بأسلوب التهجم المرسل الذى يعتمد على الجدل الكلامى الذى لا طائل منه

 

الاجابة الاولى

كان اباء اليهود ومعلمينهم
The Rabbis
يقسمون الاسفار المقدسة للعهد القديم الى ثلاثة اقسام وهى اسفار الشريعة والقسم الثانى هو المزامير والقسم الثالث هو اسفار الانبياء (لو24: 44) وكان يطلق على هذا القسم اسم ارميا وكان تقسيم اليهود لاسفار العهد القديم هكذا (1)

Genesis (Bereshit)

Exodus (Shemot)

Leviticus (Vayikra)

Numbers (Bemidbar)

Deuteronomy (Devarim)

Joshua (Yehoshua)

Judges (Shoftim)

1 Samuel (1 Shmuel)

2 Samuel (2 Shmuel)

1 Kings (1 Melakhim)

2 Kings (2 Melakhim)

Isaiah (Yisheyah)

Jeremiah (Yermiyah)

Ezekiel (Yechezqel)

Hosea (Hoshea)

Joel (Yoel)

Amos

Obadiah (Ovadyah)

Jonah (Yonah)

Micah (Mikhah)

Nahum (Nahum)

Habakkuk (Chavaquq)

Zephaniah (Tsephanyah)

Haggai (Haggai)

Zechariah (Zekharyah)

Malachi (Malakhi)

Psalms (Tehilim)

Proverbs (Mishlei)

Job (Iyov)

Song of Solomon (Shir Hashirim)

Ruth

Lamentations (Eichah)

Ecclesiastes (Qohelet)

Esther (Esther)

Daniel (Daniyel)

Ezra

Nehemiah (Nechemiyah)

1 Chronicles (1 Divrey Yamim)

2 Chronicles (2 Divrey Yamim)

 

ان الملاحظ المدقق سيجد ان سفر اشعياء قبل ارميا وهذا الان ولكن هل كان كذلك قديما لدى الشعب العبرانى؟؟؟

يجيبنا على ذلك الراباى ديفيد كيميشى “
Radak,” Rabbi David Kimchi
وهو احد كبار قادة اليهود وذلك فى مقدمة مدخله الى سفر ارميا (3) فيقول


A tradition of the Rabbins. This is the order of the prophets. The Book of Joshua, Judges, Samuel, Kings, Jeremiah, Ezekiel, Isaiah, and the twelve
.”

“تقليد المعلميين,
هذا ترتيب الانبياء.
كتاب يشوع,
القضاة,
صموئيل (4),
الملوك (5),
ارميا,
حزقيال,
اشعياء,
و الاثنى عشر (6)”

ثم بعد ذلك بقليل يقول:


But since Isaiah was before both Jeremiah and Ezekiel, he ought to have been set before them: but since the Book of Kings ends with destruction, and all Jeremiah is about destruction; and since Ezekiel begins with destruction and ends with comfort; and all Isaiah is about comfort, they joined destruction with destruction, and comfort with comfort

“و لكن لأن اشعياء كان قبل ارميا وحزقيال كان يجب ان يوضع قبلهم ولكن لأن كتاب الملوك ينتهى بالدمار وكل ارميا يتكلم عن الدمار ولأن حزقيال يبدأ بالدمار وينتهى بالراحة,و كل اشعياء عن الراحة, هم ربطوا الدمار بالدمار والراحة بالراحة”

 

و من هذا نفهم الاتى:

ان بالاساس كان اشعياء قبل ارميا وحزقيال لأنه كان موجود قبلهم ولكن لأن كتاب الملوك ينتهى بدمار اورشاليم وكل سفر ارميا عن دمار اورشاليم وحزقيال فى بداية سفره يبدأ بدمار اورشاليم وينتهى براحة اورشاليم وكل اشعياء عن راحة اورشاليم فهم قد ربطوا بين اسفار الدمار واسفار الخراب تدريجيا فأصبح الملوك الذى ينتهى بالدكار يليه مباشرة سفر ارميا الذى يتكلم بأكمله عن الدمار ومن بعده حزقيال ثم اشعياء وبذلك اصبح سفر ارميا اول اسفار الانبياء وسميت اسفار الانبياء بأسمه اى “ارميا” وايضا يؤيد كلام الراباى ديفيد
Baba Bathra (7
)

و بهذا تكون الاجابة الاولى قد اتضحت باقوال علماء اليهود نفسهم

 

الاسم زكريا وارميا فى اليونانية

Ι
̔
ερεμίας
و
Ζαχαρίας

و المدقق سيجد ان الفرق بينهم هو حرف
Z
و
χ
فقط مما يؤكد هذه الاجابة بقوة وقد ايد هذا القديس اغسيطنوس (1)

و عن قول المعترض:

فجميع نسخ الكتاب المقدس تحتوي على “زكريا” لا “ارميا”     

نقول له انه موجود فى مخطوطة تعود للقرن الحادى عشر ضمن مجموعة كولبيرت
Colbert
وايضا موجود فى مخطوطة لترجمة الفلجات وايضا فى مخطوطة عربية ضمن الحواشى (2)

 

و عن قول المعترض

“أما بالنسبة لزعم القس بأن ارميا هو الذى تكلم بهذه الكلمات، وان زكريا نقل عنه، فحسب الادله من داخل انجيل متى، انه عندما يقول كاتب انجيل متى: ” حينئذ تم ما قيل ” فهو يعني ان هذه الايات مذكوره في ذلك السفر وليس كما يدعي سيادة القس”     

 

نقول للمعترض
اطلاقا فمن اين اتيت بهذه الخرافات؟ليس من الضرورى ان تكون موجودة فى سفر بل ليس من الضرورى ان تكون موجودة فى الكتاب المقدس بأكمله وخذ على ذلك هذا المثال

 

2مل 14: 25 هو رد تخم اسرائيل من مدخل حماة الى بحر العربة حسب كلام الرب اله اسرائيل الذي تكلم به عن يد عبده يونان بن أمتّاي النبي الذي من جتّ حافر.

 

هذه النبوة ليست موجودة فى سفر يونان بل ولا فى الكتاب المقدس بأكمله وهذا ليس عيبا او نقصا بل هو حكمة التدبير الألهى فى تدوين ما يجب تدوينه وما لا يجب تدوينه وهنا انصحك بأن تقرأ اكثر عن التقليد الشفهى (
The Mishna
) الذى لم يدون الا بعد خراب اورشاليم لعلك تفقه ما تتكلم به. وقد اكد احد العلماء وهو ميدى
Mr. Mede
بأن كاتب اخر اربع اصحاحات من سفر زكريا هو النبى ارميا (3) وقال علماء اخرون ان نفس روح الصياغة لزكريا هى هى نفس روح الصياغة لأشعياء (4) وبهذا تكون الشبهة ساقطة ايضا

 

و عن قول المعترض

ونقطة اخرى، انه لو قمنا بالتدبر في النص الوارد في زكريا لوجدنا ان الروايه ليست بنبوة عن المسيح، فليس في النص اي تلميح لا من قريب او بعيد للمسيح القادم. لكن كل الذي حدث هو ان كاتب انجيل متى لفق القصه حول بيع المسيح بثلاثين قطعة من الفضه –بل قد تكون قصة الخائن يهوذا الاسخريوطي ملفقه ايضا – وادعى انها تحقيق للروايه الوارده في زكريا

 

انه قمة التدليس حقا فلم نرى اى دليل على ذلك ولنقرأ النص من اوله

اِفْتَحْ أَبْوَابَكَ يَا لُبْنَانُ فَتَأْكُلَ النَّارُ أَرْزَكَ.

وَلْوِلْ يَا سَرْوُ لأَنَّ الأَرْزَ سَقَطَ لأَنَّ الأَعِزَّاءَ قَدْ خَرِبُوا. وَلْوِلْ يَا بَلُّوطَ بَاشَانَ لأَنَّ الْوَعْرَ الْمَنِيعَ قَدْ هَبَطَ.

صَوْتُ وَلْوَلَةِ الرُّعَاةِ لأَنَّ فَخْرَهُمْ خَرِبَ. صَوْتُ زَمْجَرَةِ الأَشْبَالِ لأَنَّ كِبْرِيَاءَ الأُرْدُنِّ خَرِبَتْ.

هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهِي: [ارْعَ غَنَمَ الذَّبْحِ

الَّذِينَ يَذْبَحُهُمْ مَالِكُوهُمْ وَلاَ يَأْثَمُونَ وَبَائِعُوهُمْ يَقُولُونَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ! قَدِ اسْتَغْنَيْتُ. وَرُعَاتُهُمْ لاَ يُشْفِقُونَ عَلَيْهِمْ.

لأَنِّي لاَ أُشْفِقُ بَعْدُ عَلَى سُكَّانِ الأَرْضِ يَقُولُ الرَّبُّ بَلْ هَئَنَذَا مُسَلِّمٌ الإِنْسَانَ كُلَّ رَجُلٍ لِيَدِ قَرِيبِهِ وَلِيَدِ مَلِكِهِ فَيَضْرِبُونَ الأَرْضَ وَلاَ أُنْقِذُ مِنْ يَدِهِمْ].

فَرَعَيْتُ غَنَمَ الذَّبْحِ. لَكِنَّهُمْ أَذَلُّ الْغَنَمِ. وَأَخَذْتُ لِنَفْسِي عَصَوَيْنِ فَسَمَّيْتُ الْوَاحِدَةَ [نِعْمَةَ] وَسَمَّيْتُ الأُخْرَى [حِبَالاً] وَرَعَيْتُ الْغَنَمَ.

وَأَبَدْتُ الرُّعَاةَ الثَّلاَثَةَ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ وَضَاقَتْ نَفْسِي بِهِمْ وَكَرِهَتْنِي أَيْضاً نَفْسُهُمْ.

فَقُلْتُ: [لاَ أَرْعَاكُمْ. مَنْ يَمُتْ فَلْيَمُتْ وَمَنْ يُبَدْ فَلْيُبَدْ. وَالْبَقِيَّةُ فَلْيَأْكُلْ بَعْضُهَا لَحْمَ بَعْضٍ!].

َأَخَذْتُ عَصَايَ [نِعْمَةَ] وَقَصَفْتُهَا لأَنْقُضَ عَهْدِي الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ كُلِّ الأَسْبَاطِ.

َنُقِضَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. وَهَكَذَا عَلِمَ أَذَلُّ الْغَنَمِ الْمُنْتَظِرُونَ لِي أَنَّهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ.

فَقُلْتُ لَهُمْ: [إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا]. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ.

فَقَالَ لِي الرَّبُّ: [أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ]. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.

ثُمَّ قَصَفْتُ عَصَايَ الأُخْرَى [حِبَالاً] لأَنْقُضَ الإِخَاءَ بَيْنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ.

فَقَالَ لِي الرَّبُّ: [خُذْ لِنَفْسِكَ بَعْدُ أَدَوَاتِ رَاعٍ أَحْمَقَ

لأَنِّي هَئَنَذَا مُقِيمٌ رَاعِياً فِي الأَرْضِ لاَ يَفْتَقِدُ الْمُنْقَطِعِينَ وَلاَ يَطْلُبُ الْمُنْسَاقَ وَلاَ يَجْبُرُ الْمُنْكَسِرَ وَلاَ يُرَبِّي الْقَائِمَ. وَلَكِنْ يَأْكُلُ لَحْمَ السِّمَانِ وَيَنْزِعُ أَظْلاَفَهَا].

وَيْلٌ لِلرَّاعِي الْبَاطِلِ التَّارِكِ الْغَنَمِ! السَّيْفُ عَلَى ذِرَاعِهِ وَعَلَى عَيْنِهِ الْيُمْنَى. ذِرَاعُهُ تَيْبَسُ يَبْساً وَعَيْنُهُ الْيُمْنَى تَكِلُّ كُلُولاً!

موضوع هذا الاصحاح مرتبط بين بأنتقال النبى من عصر انتصارات المكابيين بذراع الله الى العصر الرومانى الذى سيظهر فيه المسيا واهب النصر ولكن اليهود رفضوه كراع لهم واتهموه انه خائن ضد الوطن وضد قيصر ومضلل ونبى كاذب ثم سلموه بثلاثين من الفضة والاعداد من 1 الى 6 هى نبوة واضحة عن خراب اورشاليم بيد الرومان والايات من 1 الى 3 هى رثاء للهيكل المصنوع من اخشاب الارز والسرو والبلوط وكان الهيكل مشغى بهذه الاشياء ويستخم اسم لبنان كناية عن اسرائيل وقد استخدم ذلك التعبير لأن اليهود كانوا يبنون الهيكل فى هذا الوقت فلو عرفوا انه سيهدم مرة اخرى لما بنوه وحين يقول افتح ابوابك يا لبنان يؤكد ما حدث فى دمار اورشاليم حين غزا الرومان اورشاليم عن طريق لبنان ثم فى الاية الرابعة يطلب الله من النبى ان يقوم بدور المسيح كراع للشعب اى كرمز له ولكن لأن الشعب رفض المسيح وفسدوا واحبوا العالم يسميهم هنا “غنم للذبح”.

 

ثم من العدد 10 الى العدد 14 يصور لنا المشهد فى الهيكل بين النبى كممثل عن الله وهو يقوم بدور الراعى وبين من تقلدوا الخدمة الكهنوتية بعد يهوشع ثم قصف عصاه كعلامة على رفضه الاستمرار فى الرعاية كالمسيح تماما حينما قطع نعمته ورحمته عن اسرائيل فأنقطعت الامة الاسرائيلية من امجادها وايضا نلاحظ ان من دفع الثلاثين من الفضة هنا هم التجار الذين قيموه كراعى للخدمة ولكنهم استهتروا به فرفضوه كحال بنى اسرائيل مع المسيح تماما ثم بعد رفضهم للمسيح نجد النتيجة الطبيعية لذلك فى العدد 15,16 بأنهم قبلوا ضد المسيح بعد رفضهم للمسيح.

هل بعد كل هذا ياتى الكاتب ليقول لنا ان النبوة ليست على المسيح؟

حسنا لنفند حججه هنا

 

اقتباس                        

بطل قصة زكريا هو نبي كريم يتلقى الوحي من الله، بينما بطل قصة متى هو شخص خائن حقير صارت خيانته مثل سوء في العالم    

هذا هو الجهل عينه فلم يكن زكريا بطل القصة فى سفره وانما كان رمزا عن المسيح وكذلك ليس بطل القصة فى متى هو يهوذا وانما السيد المسيح هو المشار له والمتنبأ عنه فى سفر زكريا وليس يهوذا

 

اقتباس                        

ولقد تسلم زكريا 30 من الفضة ثمناً كريماً ارتضاه الله لصنيعه مع شعبه، بينما كانت الفضة التي تسلمها يهوذا ثمناً خسيساً يرفضه كل الناس بما فيهم يهوذا الخائن نفسه

نقول لهذا الكاتب ان الثلاثين من الفضة التى اخذها زكريا كانت من التجار الذين استهتروا به وحين ذهب اليهم ليقيموا خدمته استهتروا به وهزأوا به واعطوه ثلاثين من الفضة وليست ثمنا كريما بل ان النبى زكريا قالها تهكما عليهم وليس عما حدث حقيقة فهم لم يكرموه بل اهانوه كما اهانوا المخلص تماما وعن القاء المال فى بيت الرب فزكريا يمثل فى نبوءته انه ذهب اليهم فى الهيكل والقى الثلاثون من الفضة وكزا قد فعل يهوذا بعد ان سلم المخلص.

المعترض الذى يتكلم بدون علم فيما لا يعلم لا يعرف ان اليهود نفسهم يؤمنون ان هذه نبوءة عن المسيا المخلص (5) وان كانوا قد فهمومها خطأ الا انها ثابتة لديهم نصا ان هذه نبوءة عن المسيا المنتظر

و من له اذنان للسمع فليسمع

 

اقتباس                        

الأنبياء الأولون وأولهم يشوع وليس ارميا!       

فهذا لم يكن الحال في المخطوطات القديمه

وفي هذا يقول بروفيسور حامي جافرياهو (
פרו”פ חמ”י גבריהו)
في كتابه: قصص سيرة أرمياء وأصول سفر أرمياء سنه 1972:


ידועות לי שלש עדויות קדומות, בלתי תלויות זו בזו, שספר ירמיהו נתקדש לפני ספר ישעיהו. המקור העקרי הוא הברייתא בבבא בתרא “

“من ألمعروف أن هناك ثلاثة شواهد قديمه , وغير متعلقه ببعضها البعض , تثبت أن سفر أرمياهو كان يكتب قبل سفر يشعياهو ” , وأهمها هو بريتا بابا بترا (فصل في التوسافتا أو المشنيه الخارجي) “.

אולם ניתן להסיק מברייתא זו על העובדא שספר ירמיהו, כהמשכו ההיסטורי של ס’ מלכים, היה הראשון בקודקס של נביאים אחרונים.

نستطيع الاستنتاج من بريتا على حقيقه كون سفر ارمياهو , كتكمله تاريخيه لسفر الملوك , كان موجودا في أول مخطوطات الانبياء الاواخر.

בימי בית שני נהגו לשים את ספר ירמיהו כראשון לקודקס של נביאים

في زمن ألهيكل الثاني أعتادوا على وضع سفر أرمياء في أول مخطوطات أسفار الأنبياء


http://mikranet.cet.ac.il/pages/item.asp?item=14281

اقتباس                        

يزعم سيادة القس بأن اليهود كانوا يسمون القسم الثالث قسم الأنبياء، ويسمى (ارميا) حيث أنهم ذكروا نبواته أول الأنبياء في الترتيب، وهذا غير صحيح فلم أجد في كتابات اليهود انّ قسم الأنبياء كان يسمى ارمياء، بل ان اليهود أنفسهم يذكرون النص لإثبات خطأ كاتب انجيل متى في إستشهاده للآيات

ومنذ متى يستشهد بتهجم اليهود؟

قسم الانبياء كان يسمى أرمياء لأنه كانت العاده بتسميه قسم الكتاب ألمقدس بأسم أول سفر ما يورد ورد فيه.

والدليل على هذا:

סברה היא וספרנים בימי קדם היו נוהגים לכרוך בקודקס אחד ספרים דומים זה לזה, ולקרוא לכולם לפי שם המגילה הראשונה שבתוך הכרך. כך למשל נקראים ספרי תרי עשר – הושע והשנים- עשר,

أن الكتبه في الزمن القديم أعتادو ا على ربط ألاسفار المتشابهة في نفس القسم , وتسميتهم بحسب السفر الاول الموجود في المجلد. فعلى سبيل المثال أسفار الأنبياء الصغار (هوشع – يوئيل – عاموس – عوبديا – يونان – ميخا – ناحوم – حبقوق – صفنيا – حجي – زكريا – ملاخي) سميت بأسفار هوشع.

 

ا
لمصدر:

كتاب قواعد الاحكام , للمؤلف أهارون بن آشر

דקדוקי הטעמים , אהרון בן- אשר

ولهذا فبما أن سفر أرمياء كان يرد في أول أسفار الانبياء , وبما أن العاده كانت في القدم بتسميه القسم بحسب السفر الاول الموجود فيه. فلا يوجد خطأ من أن يرد في متى: حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل.

وذلك لأن سفر زكريا زكريا ورد في أسفار الانبياء التي كانت تسمى بأرمياء.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي