بكر كل خليقة

(كولوسي1: 15)”
اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ،


بِكْرُ


كُلِّ خَلِيقَةٍ.”

الكلمة التي سنركز عليها بحثنا هي كلمة

بكر
، فإن العديد من غير المسيحيين يعتبرون أن هذا العدد دليل على أن المسيح مخلوق، لأنه دُعي بكر كل خليقة.

كلمة بكر هنا أصلها اليوناني هو:
πρωτότοκος
(بروتوطوكس)


هذه الكلمة معناها: بكر


firstborn



حرفيا أو



مجازياً






[1]







وهي غالبا ما تُستخدم بالمعنى المجازي.

ولمعرفة المعنى الدقيق للمصطلح (بكر كل خليقة) يجب أن نأخذ خلفية جيدة عن معنى كلمة بكر في اليهودية، التي هي الخلفية الدينية والفكرية للقديس بولس الرسول، وهذه الخلفية اليهودية التي نلمسها في جميع كتاباته..

 

تُستخدم كلمة بكر

بمنهجين


مختلفين



المنهج الاول عندما تشير إلى ترتيب الميلاد، وهنا هي تُعني المولود الاول..

ذكور:

(تكوين22: 21)” عُوصا

بِكْرَهُ

وَبُوزا اخَاهُ وَقَمُوئِيلَ ابَا ارَامَ”

(ا أخبار2: 25)” وَكَانَ بَنُو يَرْحَمْئِيلَ

بِكْرِ

حَصْرُونَ: الْبِكْرُ رَامَ, ثُمَّ بُونَةَ وَأَوْرَنَا وَأَوْصَمَ وَأَخِيَّا.”

 

إناث:

(تكوين19: 31)”

وَقَالَتِ


الْبِكْرُ

لِلصَّغِيرَةِ: «ابُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الارْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الارْضِ.”

(1صموئيل14: 49)”
وَكَانَ بَنُو شَاوُلَ يُونَاثَانَ وَيِشْوِيَ وَمَلْكِيشُوعَ, وَاسْمَا ابْنَتَيْهِ:

اسْمُ


الْبِكْرِ

مَيْرَبُ وَاسْمُ الصَّغِيرَةِ مِيكَالُ.”

 

حيوانات:

(خروج11: 5)”
فَيَمُوتُ كُلُّ بِكْرٍ فِي ارْضِ مِصْرَ مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ الَى بِكْرِ الْجَارِيَةِ الَّتِي خَلْفَ الرَّحَى

وَكُلُّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ

.”

(لاويين27: 26)”
«لَكِنَّ

الْبِكْرَ

الَّذِي يُفْرَزُ بِكْرا لِلرَّبِّ

مِنَ


الْبَهَائِمِ

فَلا يُقَدِّسُهُ احَدٌ. ثَوْرا كَانَ اوْ شَاةً فَهُوَ لِلرَّبِّ.”

وللحصاد أيضا:

(لاويين2: 14)”
«وَانْ قَرَّبْتَ تَقْدِمَةَ

بَاكُورَاتٍ

لِلرَّبِّ

فَفَرِيكا

مَشْوِيّا بِالنَّارِ. جَرِيشا سَوِيقا تُقَرِّبُ تَقْدِمَةَ

بَاكُورَاتِكَ

.”

(أرميا24: 2)”
فِي السَّلَّةِ الْوَاحِدَةِ تِينٌ جَيِّدٌ جِدّاً مِثْلُ

التِّينِ


الْبَاكُورِيِّ

وَفِي السَّلَّةِ الأُخْرَى تِينٌ رَدِيءٌ جِدّاً لاَ يُؤْكَلُ مِنْ رَدَاءَتِهِ.”

 



المنهج الثاني عندما ترتبط كلمة بكر بالحقوق، وليس بالترتيب:

هنا دائما كلمة بكر تُشير للابن الوارث، الذي سيكون مسئولا عن إرث وممتلكات العائلة:

(تثنية21: 17)”
بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ.

لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ

.”

 

وكما هو واضح في قصة بيع عيسو بكوريته ليعقوب:

(تكوين25: 30-33)” فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «اطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الاحْمَرِ لانِّي قَدْ اعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ ادُومَ). –
فَقَالَ يَعْقُوبُ:

«بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ»

.-
فَقَالَ عِيسُو: «هَا انَا مَاضٍ الَى الْمَوْتِ

فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ

؟»-
فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ.

فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ

.

 

ويُعلق القديس بولس في رسالته للعبرانيين عن موضوع بكورية عيسو ويقول:

(عبرانيين12: 16-17)”
لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِياً أَوْ مُسْتَبِيحاً كَعِيسُو،
الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ
.- فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضاً بَعْدَ ذَلِكَ،
لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ
، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَاناً، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ.”

 

هذا البكر في الغالب كان ذكرا، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هو أول المولودين، أي أن البكر الذي له الحقوق، لا يُشترط أن يكون هو البكر بحسب ترتيب الولادة.

 

ونجد أن صفة البكر يُمكن أن يعطيها الأب لابن غير الابن الاكبر:

(1 أخبار5: 1-2)”
وَبَنُو رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّهُ هُوَ الْبِكْرُ

وَلأَجْلِ تَدْنِيسِهِ فِرَاشَ أَبِيهِ, أُعْطِيَتْ بَكُورِيَّتُهُ لِبَنِي يُوسُفَ بْنِ إِسْرَائِيلَ, فَلَمْ يُنْسَبْ بِكْراً

. – لأَنَّ يَهُوذَا اعْتَزَّ عَلَى إِخْوَتِهِ وَمِنْهُ الرَّئِيسُ,

وَأَمَّا الْبَكُورِيَّةُ فَلِيُوسُفَ

.”

 

إذن هنا أُعطيت البكورية ليوسف بالرغم من أنه كان أصغر من رأوبين.

 



ولبيان أهمية البكورية في مواثيق الرب ومواعيده نأخذ مثال:

 


وعد إبراهيم:

كان لإبراهيم طفلين، الطفل الأكبر (البكر) هو إسماعيل، أما الطفل الأصغر فهو اسحق، ولكن عندما أراد الله أن يقطع وعد وميثاق مع إبراهيم، قطعه مع اسحق، ونال اسحق كل أولويات وصلاحيات وكرامة البكر، بالرغم من أنه لم يكن أول طفل لابراهيم.

وكان لاسحق ابن ابراهيم ولدان.. الأكبر هو عيسو، والأصغر هو يعقوب.

ولكن بركة البكورية، أخذها يعقوب الأصغر، وقطع الله الميثاق مع يعقوب الأصغر، وأخذ بذلك يعقوب (الأصغر) كل أولويات وصلاحيات وكرامة البكر، بالرغم من كونه الأصغر.

ثم قال الرب عن شعب إسرائيل أنه ابنه البكر، بالرغم من أن هنا ك سلالات وشعوب كثيرة ظهرت قبل الشعب الإسرائيلي، فإن الشعب الإسرائيلي يُعنى به أبناء يعقوب وسلالته، وبالطبع هناك سلالات ظهرت قبل هذه السلالة.

 

إذن من بداية الكتاب المقدس، نرى أن خطة الله للخلاص دائما ما تأخذ وتستخدم الجماعة أو الابن غير البكر، بل ان البكورية تُعطى لابن آخر غير الابن الأكبر.

 

نخرج من هذه النقطة بملحوظة هامة ستساعدنا في الفهم قبل أن نتظرق لبقية النقاط وهي:

الابن الذي يأخذ كرامة البكورية وصلاحياتها ويكون مسئولا عن إرث العائلة، ويستخدمه الله في خطة الخلاص، ليس هو الابن الأكبر في السن، ولكنه الابن الصالح، وفي أغلب الأحيان تصادف بأنه ليس الأكبر، ولكنه يكون أصغر من اخوته.

 

أي ان كلمة بكر في مضمونها من واقع العهد القديم، من خلال خطة خلاص الله للبشرية، لا تشير إلى الأقدمية في السن، و

لكنها تُشير إلى الاولوية في الكرامة
.

 

وسنسوق الآن بعض الأمثلة على أن كلمة بكر لا تُعني بالضرورة أن الأسبقية في الميلاد، بل تُعني الأولوية في الكرامة:

 

(مزمور89: 27)”
أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ

بِكْراً

أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ.”

هنا الله سمى داود بأنه بكر، بالرغم من أن داود كان أصغر أخوته، وهذا يدل على أن بكر هنا تلإيد معنى الأسبقية والأفضلية في الكرامة.

 

(أرميا31: 9)” بِالْبُكَاءِ يَأْتُونَ وَبِالتَّضَرُّعَاتِ أَقُودُهُمْ. أُسَيِّرُهُمْ إِلَى أَنْهَارِ مَاءٍ فِي طَرِيقٍ مُسْتَقِيمَةٍ لاَ يَعْثُرُونَ فِيهَا. لأَنِّي صِرْتُ لإِسْرَائِيلَ أَباً وَأَفْرَايِمُ هُوَ

بِكْرِي

].”

 

(أشعياء 14: 30) “وَتَرْعَى

أَبْكَارُ

الْمَسَاكِينِ وَيَرْبُضُ الْبَائِسُونَ بِالأَمَانِ وَأُمِيتُ أَصْلَكِ بِالْجُوعِ فَيَقْتُلُ بَقِيَّتَكِ.”

هنا طبعا المقصود من كلمة أبكار المساكين: الأكثر فقرا

كما أن قصة يعقوب وعيسو أيضا توضح هذا المعنى:

(تكوين25: 30-33)” فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «اطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الاحْمَرِ لانِّي قَدْ اعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ ادُومَ). –
فَقَالَ يَعْقُوبُ:

«بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ»

.-
فَقَالَ عِيسُو: «هَا انَا مَاضٍ الَى الْمَوْتِ

فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ

؟»-
فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ.

فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ

.

إذن نجد هنا انالبكورية تُباع وتُشترى، وبالطبع لا يمكن أن تشتري بكورية شخص فتحدث مُعجزة وتصير أنت الأخ الأكبر له، ولكن بالطبع نفهم من هذه القصة أن البكورية تُعني الكرامة، والأفضلية، والأولوية.

 

(خروج4: 22)”
فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ:

اسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ

.”

بالطبع الشعب الإسرائيلي ليس أول شعب خلقه الله للوجود، لأن هذا غير منطقي بالمرة، ولكن الله سمى الشعب الإسرائيلي بأنه البكر، من ناحية الكرامة والاولوية والأفضلية.

 

ننتقل إلى نقطة أخرى في هذا البحث، وهي تحليل بقية الأعداد في هذا الإصحاح (كولوسي1)

(كولوسي1: 18)”
وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ،

بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ

.”

السيد المسيح ليس هو أول من قاموا من الاموات، فعلى سبيل المثال نقرأ في العهد القديم عن ابن الأرملة، الذي أقامه إيليا:

(1ملوك17: 22)”
فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ.”

إذن نفهم أن كلمة بكر من الأموات، مقصود بها أنه الأعظم كرامة فيمن قاموا من الموت، وبذلك اعتبر بكرا (في ضوء شرح كلمة بكر كما أوردنا في البداية)

 

لنكمل بقية أعداد الإصحاح:

15
اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.

16
فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ
: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ.
الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ
.

17
اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ

 

لو كان القديس بولس يقصد من كلامه بأن السيد المسيح هو بكر كل خليقة أنه أول مخلوقات الله، فلماذا يعقب كلمة بكر كل خليقة بالمصطلحات الآتية:

1-
         


فيه خُلق الكل

2-
         


الكل به وله قد خُلق

3-
         


الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل

فكيف يقول القديس بولس عن السيد المسيح أنه مخلوق، ثم يقول بعدها إنه هو الخالق؟

 


إذن نفهم من كلمات بولس الرسول عن السيد المسيح أنه بكر كل خليقة، بأنه أعظم من ظهر في البشرية في الكرامة والاولوية والأسبقية.

 

ولزيادة التأكيد نأتي بأدلة أخرى من الكتاب المقدس في إثبات أن السيد المسيح هو الخالق:

(يوحنا1: 3)”
كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ
.”

(يوحنا1: 10)”
كَانَ فِي الْعَالَمِ
وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ
وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ.”

(عبرانيين1: 2)”
كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ – الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ،
الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ
.”

من واقع هذه الأعداد نفهم أن السيد المسيح هو الخالق، فكيف يكون هو أول الخلائق؟

 

وتأكيدا على أن دعوة المسيح بالبكر كانت لبيان أنه أعظم من ظهروا على الأرض، بمعنى أنه الأعظم في الكرامه، والأسبق في الكرامة وليس الأسبق في الزمن (بأنه مخلوق قبل كل البشر)، نسوق هذا الدليل الأخير من رسالة القديس بولس إلى رومية:

 (رومية8: 29)”
لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ
بِكْراً
بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.”

بكرا بين إخوة كثيرين، ليس معناها أن الجميع هم اخوة للسيد المسيح، وأن المسيح قد خُلق قبلهم أو وُلد قبلهم، ولكن المقصود أن المسيح هو الأعظم بين بني البشر في الكرامة والقدرة وما إلى ذلك.

 

وبمقابلة ما كتبناه عن أن البكورية قد تُعطي لإبن غير الابن الأكبر وأنه يكون هو المسئول عن ميراث العائلة، نقابل كلمة بكر التي جاءت عن السيد المسيح، مع ما كتبه القديس بولس في رسالته للعبرانيين:

(عبرانيين1: 2)”
كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ –
الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ
، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ.”

هنا نفهم أن كلمة جعله الوارث، تُفيد أنه ليس بكرا في الزمن، ولكنه بكرا في الكرامه والقدرة
(ارجع لما قلناه في بداية البحث عن خلفية معنى كلمة بكر في العهد القديم وكيف أن اغلب الأبكار الذين استخدمهم الرب في خطة الخلاص لم يكونوا أبكارا بحسب ترتيب الولادة، ولكن نُقلت لهم البكورية بحسب الحقوق والكرامة والقدرة والمسئولية عن الميراث)

 

ملحوظة أخرى لتنفي تماما الرأي القائل بأن السيد المسيح مخلوق (لاهوتا وناسوتا، وليس ناسوتا فقط)

(1كورنثوس1: 24)”
وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُوداً وَيُونَانِيِّينَ

فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ

.”

إذن السيد المسيح هو:

1-
         


قوة الله

2-
         


حكمة اللة

فكيف يمكن أن نقول أن حكمة الله، وقوة الله مخلوقين؟

أي أنه كان هناك فترة لم يكن الله فيها حكيم ولم يكن الله قوي؟

 


و نناقش الآن إحتمالية معاني كلمة بكر كل خليقة:

إن كانت كلمة بكر كل خليقة تُعني أنه أول المخلوقات، فأين مرجع هذا الكلام من سفر التكوين؟


عندما نقرأ في سفر التكوين نجد ترتيب الخلق كالآتي:

1-
         


 السموات والأرض

2-
         


النور

3-
         


الجلد

4-
         


اجتماع المياه وفصلها عن اليابسة

5-
         


أعشاب وبقول وأشجار

6-
         


الشمس والقمر

7-
         


مخلوقات بحرية

8-
         


مخلوقات برية

9-
         


الإنسان (آدم ثم حواء)

أين نجد في قصة الخلق أن أول من خُلق هو السيد المسيح؟؟

بالعكس، إننا نجد أن أول من خُلق من البشر هو آدم، ثم خُلقت منه حواء.

فكيف يكون السيد المسيح هو أول المخلوقين؟؟؟

لن تجد تفسير واحد لكلمة بكر كل خليقة سوى ما سبق وكتبناه في البحث.

 



تلخيص لما ورد في هذا البحث:

تحدثنا عن الخلفية اليهودية لكلمة بكر في العهد القديم، وفرقنا بين أنواع الابكار، ما بين بكر بحسب ترتيب زمن الولادة، وبين بكر بحسب حقوق الميراث والبركات وما إلى ذلك.

وأوضحنا أن كلمة بكر يرتبط بها العديد من الصلاحيات والإمتيازات، فإن البكر يكون له أولوية في الكرامة وفي الميراث وفي كل شيء.

وأوضحنا أن البكر الذي يظهر في خطة الخلاص التي وضعها الله، هو دائما ليس البكر بحسب ترتيب زمن الميلاد، بمعنى أنه ليس البكر الأكبر في السن، ولكنه يكون ابن اخر بخلاف الابن الكبير، وتنتقل له البكورية.

و هذا هو الوضع الذي نقابله في كلمات القديس بولس عن السيد المسيح، فإن السيد المسيح ليس هو بكرا بحسب ترتيب الخلق، لأنه غير مخلوق كما أوضحنا، كما أنه ليس اول المخلوقات، ولكنه بكرا في تجسده لأن له عظم الكرامة وأولويتها، وهو أعظم من ظهر على وجه الأرض، وهو أعظم من قام من الاموات أيضا.

وبالتالي عند القراءة الدقيقة لهذه الشروحات نجد أن كلمة بكر كل خليقة لا تعني أن المسيح هو أول من خُلق.

References: Dr Robert Keay , The Old Testament Background Of The Firstborn





[1]


Strong’s Hebrew and Greek Dictionary

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي