المسيح من نسل زنى

نص الشبهة:

يقول المعترض أن المسيح من نسل زنى ولذلك فلا يجب ان يدخل الرب فى جماعة الرب

حيث جاء فى: تثنية 23: 2-3

2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ.

وبمقارنة هذا النص بنسب المسيح فى إنجيل متى، نجد نسل زنى فى سلسلة نسب المسيح

وهم بذلك لا يدخلون فى جماعة الرب

وبما أن المسيح من نسل زنى فلا يحق له أن يدخل فى جماعة الرب حسب الفكر المسيحى، فإن الرب مطرود من جماعته هو نفسه، لأن من أقربائه أولاد زنى:

(3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ.) متى 1: 3

وإذا قرأت الإصحاح الثامن والثلاثين من سفر التكوين لعرفت أنَّ يهوذا زنى بكنَّته (زوجة أولاده عيرا وأونان) وحملت منه وأنجبت فارص وزارح. وفارص هذا أحد أجداد المسيح وبذلك تجد أن له جد زانى وله ابن سفاح. هذا أولاً:

(5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ.) متى 1: 5

وراحاب هذه (امرأة زانية) يشوع 2: 1-15

(وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ) متى 1: 5

وراعوث (هى راعوث الموابية) راعوث 4: 5

(3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3

(وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا.) متى 1: 6

اقرأ قصة زنى داود بزوجة جاره وخيانته العظمى والغدر به فى صموئيل الثانى الإصحاح الحادى عشر، وهو الابن التاسع لفارص الذى ولِدَ من الزنى تبعاً لسفر التكوين (38: 12-30)، وابن الزنى لا يدخل فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر (أى للأبد): («.. 2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2

هل تبحث عن  م الكتاب المقدس الإنجيل كيف كتب وكيف وصل إلينا 07

 

(7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ.) متى 1: 7

(21وَأَمَّا رَحُبْعَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَمَلَكَ فِي يَهُوذَا. وَكَانَ رَحُبْعَامُ ابْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا الرَّبُّ لِوَضْعِ اسْمِهِ فِيهَا مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. وَاسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ الْعَمُّونِيَّةُ.) ملوك الأول 14: 21

 

(3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3

 

أضف إلى ذلك أن سليمان كان من أجداد المسيح عبدة الأوثان (9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ.) الملوك الأول 11: 9-10

(13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ.) متى 1: 13

وقد قرَّرَ الرب ألا يجلس أحد من أسرته على كرسى داود: (30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ) إرمياء 36: 30

 

الرد:

لتوضيح هذا الامر.. نعود الى القصة من بدايتها:

لقد كانت ثامار زوجة للآبن الآكبر ليهوذا ” واسمه عير “.. وهذا كان شريرا فى عينى الرب فأماته الرب – تك 38: 7.. وكانت العادة فى ذلك الوقت ان يأخذ الاخ زوجة اخيه المتوفى لكى يقيم له نسلا بأسمه ” أى بأسم المتوفى “.. وعلى ذلك فقد تزوج ” أونان ” اخو عير من ثامار، ولكنه اذ علم بأن النسل لن يكون بأسمه، كان حينما يعاشر زوجتة يفسد على الارض أى يقذف منية على الأرض، فغضب عليه الرب فأماته ايضا – تك 38: 9 – 19.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر القضاة 12

ومن هنا كان لزاما على يهوذا ان يزوج ثامار من ابنه الثالث ” شيلا ” الا انه خاف ان يموت هو ايضا.. فكذب عليها مدعيا ان ابنه لم يزل صغيرا وقال لها ” اقعدى ارملة فى بيت ابيك حتى يكبر شيلة – تك 38: 11 “..

ولم يفى يهوذا بوعده سنوات طويلة، فتنكرت ثامار، ولم يعرفعها يهوذا ودخل عليها فأنجبت توأما ” فارص وزارح “..

 

والمسألة من حيث اعتبار هذا الانجاب زنا تأخذ خطين متعارضين

الآول الشريعة

ان الشريعة غير المكتوبة التى كان يسير عليها بنو اسرائيل كانت ملزمة ليهوذا بأن يزوج ثامار لشيلا، وهو مالم يفعله يهوذا.. وفى نفس الوقت فثامار كان لها الحق فى الحصول على نسل شأنها شأن جميع النساء من بنى اسرائيل، والا حسب ذلك عارا، وخاصة انها اصبحت وبدون ذنب منظورا اليها بأنها مصدر تشاؤم لمن يتزوج منها. غير أنه أيضا ليس هذا معناه تصريح الزنا لأنه حينما علم يهوذا أن ثامار قد زنت طالب بحرقها.

والامر الآخر المهم هو أنه لم يكن هناك شريعة مكتوبة، فلم تنزل الشريعة إلا فى وقت موسى النبى

والكتاب يقول “اذ ليس ناموس ليس ايضا تعد – رو 4: 15 “.. والشريعة حرمت الزنا ولكن بعد ذلك بمئات السنين، ونعلم ان ابراهيم ابا الاباء كان متزوجا من سارة اخته، وهو ما الغته الشريعة فيما بعد.

واما من جهة يهوذا فرغم عدم وجود تجريم للزنا من حيث الناموس ” لعدم وجود ناموس اصلا ” فهو ايضا لم يعرف بأن المرأة التى دخل بها هى زوجة ابنة لانها ” تنكرت “..

 

الثانى:

ما يختص بالسيد المسيح من جهة النسب

ان السيد المسيح لم يكن ممثلا لشعب بعينه حينما تجسد، بل تجسد ممثلا لكل البشرية فى هذا الجسد، والبشرية كلها لم يكن فيها صالح واحد..

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر الملوك الثانى 24

ولذلك كانت هنا حكمة الله أن يتجسد المسيح من نسل مختلف الصفات لأن كل البشرية اشتركت فى نسب السيد المسيح، الخاطئ والبار بمقياسنا الارضى كان خاطئا بمقياس السماء.. والمسيح ” الذى منه تسمى كل عشيرة فى السموات وعلى الارض – أف 3: 15 ” جمع الكل فى شخصه العظيم – السماء بكل طهارتها، والارض بكل دنسها – و” حمل كل خطايانا فى جسده – 1 بط 2: 24 “..

فحينما تعلق السيد المسيح على خشبة الصليب كان نائبا عن البشرية كلها امام الاب السماوى..

لذلك..

لم يترك الكتاب المقدس ثغرة حينما دون نسب السيد المسيح بصالحه وفاسده.. لماذا؟..

لكى يعرف الكل ان الصلاح الذى نالته البشرية بموته لم يكن عن رفعة نسب ارضى، بل عن لاهوت مرتفع وسام عن كل شائبة علقت ببنى ادم..

 

اخيرا نقول انه حتى بمقياس الاية القائلة ” ابن الزنا لا يدخل ضمن جماعة الرب الى الجيل العاشر – تث 23: 2 “.. فإن دخول فارص ضمن جماعة الرب يؤكد ان الوحى المقدس لم يحسب لثامار زنا.. وبخاصة ان عدم سريان الشريعة – اذ لم تكن قد اتت بعد – يضعها فى مصاف غير المتهمين بهذه التهمة لان “من اخطأ بالناموس, فبالناموس يدان – رو 2: 12 “.. و” اذ ليس ناموس ليس ايضا تعد – رو 4: 15 “

 

ولم تكن رغبة ثامار هى الزنا، بل كانت رغبتها فى إنجاب نسل لعل من هذا النسل يأتى المسيح، وعندما تحقق يهوذا من القصة قال عنها إنها أبر منه:

(تكوين 38 : 26) فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ: «هِيَ ابَرُّ مِنِّي لانِّي لَمْ اعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنِي». فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا ايْضا.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي