كذب بولس الرسول

(رومية 3: 7) فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟

فهل بولس الرسول كاذب؟

هل بولس يدعو إلى الكذب؟

هل بولس يحرض الناس على الكذب؟

هل بولس دخل الديانة المسيحية ليكذب ويدلّس لتدميرها بحجة إعلاء المسيحية؟

 

الرد:

بالطبع لا

أولاً نوضح ونقول أن كل الكلام هنا ليس على لسان بولس الرسول

بل إفترض بولس أن هناك حوار بينه وبين شخص آخر يهودى

فالطرف الآخر إذن هو على لسان معترض وهمى افتراضي يتكلم مع بولس

فبولس يكتب باسلوب شيق وكأن هناك حوارا بينه وبين شخص يهودي معترض على كلامه.

الاسلوب يتبعه الرسول بولس في فقرات اخرى كثيرة من رسالته الى روميه، ادرس الرسالة وسوف تكتشف المزيد من الفقرات التي كتبها بولس بنفس الاسلوب.

في هذه الفقرة من الرسالة الى رومية، يكتب الرسول بولس بصورة حوار بينه وبين شخص (افتراضي) يهودي، فبولس يحاول اقناع اليهودي انه لا فضل بينه (كيهودي بالولادة) وبين غير اليهودي، فكتب هذه الفقرة في صيغة حوار، وكانت هذه الكلمات من ضمن الاقوال التي قالها المعترض على بولس.

 

واليكم النص مع وضع لون احمر لكلام المعترض ولون أزرق لكلام بولس

الرسالة الى روميه الاصحاح 3

(المعترض)
1 إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟

(بولس)
2 كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ.

(المعترض)
3 فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟

(بولس)
4 حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ».

(المعترض)
5 وَلَكِنْ إِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُبَيِّنُ بِرَّ اللهِ فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ اللهَ الَّذِي يَجْلِبُ الْغَضَبَ ظَالِمٌ؟ أَتَكَلَّمُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ.

(بولس)
6 حَاشَا! فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ الْعَالَمَ إِذْ ذَاكَ؟

(المعترض)
7 فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟

(بولس)
8 أَمَا كَمَا يُفْتَرَى عَلَيْنَا وَكَمَا يَزْعُمُ قَوْمٌ أَنَّنَا نَقُولُ: «لِنَفْعَلِ السَّيِّآتِ لِكَيْ تَأْتِيَ الْخَيْرَاتُ». الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ عَادِلَةٌ.

(المعترض)
9 فَمَاذَا إِذاً؟ أَنَحْنُ أَفْضَلُ؟

(بولس)
9كَلاَّ الْبَتَّةَ! لأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ
.10 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11 لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12 الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.

 

ولنرى الحقائق معاً

رومية 3

1 إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2 كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3 فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4 حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ». 5 وَلَكِنْ إِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُبَيِّنُ بِرَّ اللهِ فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ اللهَ الَّذِي يَجْلِبُ الْغَضَبَ ظَالِمٌ؟ أَتَكَلَّمُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ. 6 حَاشَا! فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ الْعَالَمَ إِذْ ذَاكَ؟ 7 فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟ 8 أَمَا كَمَا يُفْتَرَى عَلَيْنَا وَكَمَا يَزْعُمُ قَوْمٌ أَنَّنَا نَقُولُ: «لِنَفْعَلِ السَّيِّآتِ لِكَيْ تَأْتِيَ الْخَيْرَاتُ». الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ عَادِلَةٌ. 9 فَمَاذَا إِذاً؟ أَنَحْنُ أَفْضَلُ؟ كَلاَّ الْبَتَّةَ! لأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. 10 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11 لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12 الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.

 

إصحاح 3 يتكلم بشكل عام عن خطيئة اليهود متلقي الناموس ومستلميه وعن محاولة تبريرهم لهذه الخطيئة مهما كان شكلها ونوعها، فالرسول بولس يتكلم بصيغة السؤال ويجيبه متكلما بلسانه وبلسان المتسأل ليوضح الحق الإلهي

لنرى الأعداد ومعانيها

رومية 3

1 إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟

2 كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ.

في البداية يسأل الرسول بولس ما هو فضل اليهودى عن غير اليهودى وما الفرق بينه وبين غيره؟

ويجيب في العدد الثاني, على ان اليهودي يختلف عن غيره, لكن اول الاختلاف هو لأنهم استؤمنوا على اقوال الله, اي اخذوا شريعته والناموس

اي ان الاختلاف ان اليهود عندهم كلمة الله وشريعته التي من خلالها يعملون ويدانون بها

فينتقل بعدها موضحا هذا الفرق, الفرق بين اليهودي وغير اليهودي

 

رومية 3

3 فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟

4 حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ».

فيسأل اذا كان اليهودي الذي يختلف عن غيره بأن شريعة الله وناموسه معه, فهل عدم امانتهم (اليهود) تبطل امانة الله؟

فيجيب, حاشا, اي انه يرفض هذا الفكر, يرفض ان تحسب خطيئة الأنسان على الله ليقول ليكن الله صادقا وكل انسان كاذبا

وبذلك يعلن الرسول بولس ان هذا الفكر خاطئ وان عدم امانة الناس وكذبهم لا ينقص من امانة الله

 

ينتقل بعدها الرسول بولس الى سؤال اخر يطرحه الأنسان العادي

رومية 3

5 وَلَكِنْ إِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُبَيِّنُ بِرَّ اللهِ فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ اللهَ الَّذِي يَجْلِبُ الْغَضَبَ ظَالِمٌ؟ أَتَكَلَّمُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ.

6 حَاشَا! فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ الْعَالَمَ إِذْ ذَاكَ؟

يتسأل الرسول بولس بلسان انسان لانه يقول (أَتَكَلَّمُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ) اي الرسول يسأل سؤال انسان عادي يعتقد هذا الأعتقاد الخاطئ وليس سؤال بكونه رسول

فيسأل بصورة عامة عوضا عن الذي يتسأل هذا التساؤل ولماذا، انه كان اثمنا يبين بر الله, فلماذا يعاقبهم الله على اثمهم, هل الله ظالم؟

بصورة ابسط, الرسول بولس يوضح الفهم الخاطئ الذي يقول اذا كان اثمنا يبين بر الله فلماذا ندان ولماذا يعاقبنا الله على خطيئتنا, اليس هذا تبرير للخطيئة؟

يرد الرسول بولس على ان هذا الفكر خاطئ بقوله

حَاشَا! فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ الْعَالَمَ إِذْ ذَاكَ؟

حاشا, فكيف سيدين العالم الخطاة والأثمة؟ فيقول حاشا ناكرا هذا الفكر الخطائ وهذا المبدأ في تبرير الخطايا

والشخص الباحث الذكي سينتبه الى شئ, اذا كان الرسول بولس بحسب الوحي يرفض تبرير اي خطيئة تظهر بر الله, اكرر اي خطيئة واي اثم

فكيف يستثني الكذب منها؟

طبعا لن يستثني الكذب وهذا ما سنراه في السطور القادمة

 

نأتي الى العدد المقطوف بدون امانة من قبل المعترضين

رومية 3

7 فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟

بعدما عرض الرسول بولس رفضه لأي فكر يبرر اي اثم لأظهار مجد الله, فهو هنا في العدد الذي يليه فورا يعطي مثالا ويتكلم كانسان ايضا اذ يتسأل

اذا كان صدق الله (بر الله) ازداد (ظهر) بكذبي (بأثمي) فلماذا ادان انا كخاطئ (أَلَعَلَّ اللهَ الَّذِي يَجْلِبُ الْغَضَبَ ظَالِمٌ؟)

 

هنا مقارنة لما قاله الرسول بولس في العدد 5 مع العدد 7

فاذا كان الرسول بولس رفض اي اثم (الكذب من ضمنها) لاظهار او زيادة بر الله او صدقه, فهل الله ظالم اذا عاقبه؟ (لماذا يدان كخاطئ؟)

 

فالجواب هو نفس الجواب كما اجاب في العدد 6

رومية 3: 6 حَاشَا! فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ الْعَالَمَ إِذْ ذَاكَ؟

حاشا, فكيف يدين الله الخطاة اذا قبل تبرير الخطيئة بهذه الطريقة؟ فهو يرفض هذا الفكر تمام

الرسول بولس لم ينتهي هنا من رفض هذا الفكر الخاطئ, بل يقارن هذا الفكر في العدد 8 بمثال

 

رومية 3: 8 أَمَا كَمَا يُفْتَرَى عَلَيْنَا وَكَمَا يَزْعُمُ قَوْمٌ أَنَّنَا نَقُولُ: «لِنَفْعَلِ السَّيِّآتِ لِكَيْ تَأْتِيَ الْخَيْرَاتُ». الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ عَادِلَةٌ.

الرسول بولس يصف ذلك بالافتراء.. نعم انه افتراء كل من يعقتد ان نفعل السيئات لتأتي الخيرات, بل يعلن الدينونة على كل من يقوم بذلك, سواء كذب ام قتل ام زنى, مهما كانت الخطيئة, فهي تستحق الدينونة العادلة, اي المعاقبة

 

بعدها يوضح الرسول بولس ان الكل تحت الخطيئة ولا مبرر لها

رومية 3: 9 فَمَاذَا إِذاً؟ أَنَحْنُ أَفْضَلُ؟ كَلاَّ الْبَتَّةَ! لأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ

 

الجميع تحت الدينونة, الكل يخطئ, مهما كانت خلفيته, لا يكتفي بذلك بل يوضح الرسول بولس ذلك في 9 اعداد اخرى, ان الجميع خطاة ولا مبرر لها

رومية 3

10 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ.

11 لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ.

12 الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.

13 حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ الأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ.

14 وَفَمُهُمْ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً.

15 أَرْجُلُهُمْ سَرِيعَةٌ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ.

16 فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ.

17 وَطَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ.

18 لَيْسَ خَوْفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ».

كل هذه الاعداد التي توضح انه لا مبرر لخطيئة والكل خطأ والكل زاغ والكل مستحق الدينونة ولا مبرر لها حتى لو كان اظهار بر الله او زيادة صدقه

ثم يقول الرسول

 

رومية 3

19 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا يَقُولُهُ النَّامُوسُ فَهُوَ يُكَلِّمُ بِهِ الَّذِينَ فِي النَّامُوسِ لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ اللهِ.

20 لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ.

 

كل ما يحتويه ويقوله الناموس هو ليكون قصاص من الله على كل من يتعدى عليه, فلا تبرر اما الناموس, لأننا بالناموس عرفنا الخطيئة وعرفنا اننا مخطئون

 

فالناموس يقول في اللاويين 19: 11

«لا تَسْرِقُوا وَلا تَكْذِبُوا وَلا تَغْدُرُوا احَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ.

فالرسول بولس يعلن ان لا احد يتبرر امام وصايا الناموس ومن يخالفه يقع تحت قصاص الله, والناموس يقول لا تكذب

 

فشتان بين من يقطف النصوص ويلويها ليؤدي غرضه الغير امين, وبين من يبحث عن الحقيقة ومن يقرأ بصدق

 

هذا كله تفسير بسيط للنصوص الكريمة, وبقي ايضا ان نرى تفاسير الكتاب المقدس:

 

تفسير القمص تادرس يعقوب

لا يتوقف عدو الخير عن محاربة خدمة السيد المسيح بكل طرق، فإن كان اليهود يهاجمون الكرازة بدعوى أن الرسول بولس يُهين الناموس ويستخفّ بالخِتان، ويقاوم أمة اليهود، فإن الأمم من جانبهم أيضًا يقاومون هذا العمل بإساءة فهمه، حاسبينه أنه ينادي بفعل السيئات لكي تأتي الخيرات، وكأن الشرّ هو علّة الخير، وعدم أمانتنا هو مجد لأمانة الله، وهذا بلا شك افتراء كاذب. لذا إذ يُعلن الرسول عن سقوط العالم كله في الشرّ، ليتحدّث عن حاجة الجميع إلى المخلص، يوضّح أنه لا ينادي بما أُتُّهم به، مُظهرًا أن هذا القول يستلزم أحد أمرين: إمّا أن يكون الله غير عادل، لأنه يجازي الإنسان على شرّه وعدم أمانته، وهو علّة نصرة الله ومجده، أو أنه إن لم يعاقبنا تقوم نصرته على رذائلنا، وكِلا الأمران ممقوتان عند الرسول.

يودّ الرسول تأكيد أن الله الذي يتمجّد حتى في شرّنا بإعلان برّه وحبّه للخطاة لا يعفي الإنسان من مسئوليته عن ارتكابه للإثم. فقد اعتاد الإنسان منذ بدء سقوطه أن يلقي باللوم على غيره، كما فعل آدم الذي ألقى باللوم على المرأة التي جعلها الله معه (تك 3: 12)، وكما فعلت حواء التي ألقت باللوم على الحيّة.

 

تفسير القس انطونيوس فكري

آية (7): “فانه إن كان صدق الله قد إزداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ “

معني الآية: – أن الله لن يستطيع أن يدين العالم إن كانت خطيتي تزيد بره. والرسول قال في (آية4) وكل إنسان كاذباً.. ويقول هنا قد إزداد بكذبي فالله هو الحق، والإنسان قد خُلِقَ ليحيا لله أي حسب الحق. فمن لا يعيش لله إنما يعيش لنفسه فقد ترك الحق وصار كاذباً لأنه صار يحقق إرادة نفسه، لا إرادة الله. صار يعيش بغير ما خُلِقَ ليعيش به. ولنلاحظ. أن أي إنحراف عن الحق هو كذب وضلال. ومن يجري وراء شهوته فهو في ضلال. إذاً فالخطية عموماً هي كذب أي اللاحق. وكل خطية فيها شئ من الكذب.

 

و بذلك, نكون قضينا على هذه الأكذوبة وتوضيح معنى النص, ولنبين الحق اكثر من ذلك, سنوضح ما قاله الرسول بولس من تعليم الهي عن الكذب

العهد الجديد يحتوي ما لا يقل عن 4 نصوص يتكلم بها الرسول بولس بكونه صادق ولا يتكلم بالكذب:

 

رومية 9: 1 أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ لاَ أَكْذِبُ وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ:

كورنثوس الثانية 11: 31 اَللَّهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ.

غلاطية 1: 20 وَالَّذِي أَكْتُبُ بِهِ إِلَيْكُمْ هُوَذَا قُدَّامَ اللهِ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ فِيهِ.

تيموثاوس الأولى 2: 7 الَّتِي جُعِلْتُ أَنَا لَهَا كَارِزاً وَرَسُولاً. الْحَقَّ أَقُولُ فِي الْمَسِيحِ وَلاَ أَكْذِبُ، مُعَلِّماً لِلأُمَمِ فِي الإِيمَانِ وَالْحَقِّ.

 

اربع نصوص في رسائل مختلفة, واحدة منها هي رومية, نفس الرسالة التي قال فيها النص الذي ناقشناه اعلاه

الرسول بولس بالوحي الألهي يعلن انه صادق ولا يكذب

فهل فكرتك صديقي السائل فكيف يحلل كذبه ويرفضه؟ نقول ان الرسول بولس رفض الكذب وما يذكره المعترض ليس اكثر من تقطيف نصوص

 

لنرى الأن ما هو التعليم الكتابي على لسان بولس بخصوص الكذب:

الرسول بولس ينتهر ويعلم رفض الكذب وعدم ممارسته وطرحه تماما

أفسس 4: 25 لِذَلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ.

كولوسي 3: 9 لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِهِ

يعقوب 3: 14 وَلَكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَّزُبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ.

 

 

ونقول ان الرسول بولس لم يكن يتحدث عن نفسه , انما بلسان حال من يقولون ذلك الكلام

تكلم بحسب الانسان (رومية 5: 3)

اذ اردف قائلاً: {الذين دينونتهم عادلة} (رومية 8: 3)

وهذه ترجمات اخرى لذات النص المقدس:

(رومية 8: 3) أما كما يفترى علينا وكما يزعم قوم أننا نقول: لنفعل السيآت لكي تأتي الخيرات. الذين دينونتهم عادلة.

(رومية 8: 3) ولماذا لا نعمل الشر ليجيء منه الخير، كما يفتري علينا بعضهم، فيزعمون أننا نقول به؟ هؤلاء عقابهم عادل

(رومية 8: 3) ولماذا لانفعل الشر لكي يأتي منه الخير، كما يفترى علينا فيزعم بعضهم أننا نقول به؟ إن الحكم على هؤلاء لعدل

اذن من كلام بولس الرسول.. ندين المعترض!

والسبب انه ” يفتري ” ويزعم بأن الرسول بولس يقول: ” لنفعل السيئات لكي تأتي الخيرات “!!!

وهي ذات التهمة التي يرددها المسلم وشيوخه!

بينما قراءة متأنية لرسائل القديس بولس.. فيمكن لكل بصير اكتشاف وصايا الروح القدس على فم الرسول بولس بذم الكذب وتجريمه والنهي عنه بشكل مطلق دون اي استثناءات..!

 

لا كذب في حياة بولس!!!

(افسس 4: 25) لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه

{عالما هذا ان الناموس لم يوضع للبار بل للأثمة والمتمردين للفجّار

والخطاة للدنسين والمستبيحين لقاتلي الآباء وقاتلي الامهات لقاتلي

الناس للزناة لمضاجعي الذكور لسارقي الناس للكذابين للحانثين وان كان شيء آخر يقاوم التعليم الصحيح }

(1 تيموثاوس الاصحاح الاول)

وكان الرسول يقول الصدق امام الرب ولا يكذب..!

{اقول الصدق في المسيح. لا اكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس }(رو 9: 1)

{الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي هو مبارك الى الابد يعلم اني لست اكذب } (2كو 11: 31)

{والذي اكتب به اليكم هوذا قدّام الله اني لست اكذب فيه } (غل 1: 20)

{التي جعلت انا لها كارزا ورسولا. الحق اقول في المسيح ولا اكذب معلّما للامم في الايمان والحق} (1تي 2: 7)

اما عن الرياء والنفاق.. فيقول بوحي الروح القدس:

{واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي 1: 5)

{المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير } (رو 12: 9)

{في طهارة في علم في اناة في لطف في الروح القدس في محبة بلا رياء} (2كو 6: 6)

 

فلا يوجد كذب في الانجيل.. ولا في كلام الرسول بولس..

ولا تبرير له لأي سبب!

 

واعترضوا ضد الرسول القديس بولس.. بسبب ما قرأوه بمنطق اعوج من كلامه لاهل كورنثوس, زاعمين بأنه كان منافقاً..!

وهذا ما اقتبسوه ليدللوا على زعمهم الفطير:

{صرت لليهودي كيهودي لأربح اليهود، وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس، وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس، مع أني لست بلا ناموس، بل تحت ناموس المسيح، لأربح الذين بلا ناموس } (1كورنثوس 9: 20 و21)

والجواب:

ان الرسول بولس لم يقل ابداً (صرت لليهود يهودي)!

او (صرت بلا ناموس)!!

انما قال: { كيهودي } و { كأني بلا ناموس }!

فهو لم يتجرد من مبادئه ومعتقداته وايمانه القويم.. انما تنازل عن ” سطحيات ” لا اساسيات.. لكي يربح الجميع للخلاص..

 

فهو كيهودي كان يدخل مجامعهم وكنيسهم ليحاورهم ويدعوهم للخلاص..

وكان كيوناني يدخل الى نواديهم ويعظهم ويدعوهم للخلاص من الاصنام والوثنية , كما فعل مع أهل اثينا!

وصار للضعفاء كالضعيف.. اذ عاش حياتهم وتواضع مثلهم وتحمل ضعفهم وكلمهم ببساطة وبما يعرفونه ويفهمونه..

 

ولا نرى في هذا اي مما زعمه المسلمين من ” نفاق “!

بينما ربهم في القرآن يأمر النبي موسى ان ” يتلين ” مع فرعون لعله يخشى!

{ وقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر او يخشى } (طه: 44)

 

اليس هذا يوازي كلام الرسول بولس!

وكذلك أمر رب محمد لاتباعه:

{ فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم } (فصلت: 34)

اذن هناك ” عداوة “.. ولكنه يأمر المسلم بأن يكون ” كأنه “! ولي حميم..!

أفمن يؤمنون بكلام القرآن ذاك يعترضون على كلام الرسول بولس!؟

اين عقولهم المغيبة!!!!

 

فكيف للسائل ان يقول ان الرسول بولس يدعوا للكذب؟

ها هو يعلم المدن ان تطرح الكذب, ان ترفض الكذب وان لا يكذبوا البتة

يبقى هذا الموضوع وصمة عار على كل ما يتخذ من اقتطاف النصوص سبيلا للطعن بعقيدة الأخر

ردنا هذا لا يتعدى شرح نصوص الكتاب المقدس بصورة بسيطة مع دعمها بالتفاسير المعتمدة التي تؤكد ذلك

اضافة الى اثبات ان الرسول بولس صادق بحسب نصوص الكتاب المقدس وتعلميه للمسيحين بترك الكذب وطرحه عنهم.

 

وبتر النصوص طبيعة الجاهل، فهو إما انه يكون قاريء ولا يفهم، وفي هذه الحاله يكون كما قالت سورة الجمعة (5) كالحمار الذي يحمل اسفاراً، او انه غير قاريء فمن الافضل له ان يصمت ولا يفتح فاه.

لنقرأ عن ماذا يتحدث بولس الرسول:

وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُبَيِّنُ بِرَّ اللهِ، فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ اللهَ الَّذِي يَجْلِبُ الْغَضَبَ ظَالِمٌ؟ أَتَكَلَّمُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ. 6 حَاشَا! فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ الْعَالَمَ إِذْ ذَاكَ؟ 7 فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟ 8 أَمَا كَمَا يُفْتَرَى عَلَيْنَا، وَكَمَا يَزْعُمُ قَوْمٌ أَنَّنَا نَقُولُ: «لِنَفْعَلِ السَّيِّآتِ لِكَيْ تَأْتِيَ الْخَيْرَاتُ»؟ الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ عَادِلَةٌ

النص واضح جداً فهو يتكلم بحسب إنسان متكابر على الله في صيغة سؤال استنكاري، وكأنه إذ يلتزم بتقديم هذا الاعتراض الذي يخطر على فكر البعض، إنما يتكلّم كإنسان متكابر على الله، إذ ينسب لله الظلم في إدانته للإنسان الأثيم ويفتح الباب للإنسان أن يتمادى في ارتكاب الآثام بحجّة إعلان “برّ الله”. لهذا جاءت هذه الرسالة تؤكد أن برّ الله وأمانته في مواعيده وفيض نعمته على الخطاة ليست فرصة للشر، إذ يقول: “أنبقى في الخطيّة لكي تكثر النعمة؟ حاشا، نحن الذين مُتنا عن الخطيّة كيف نعيش بعد فيها؟” (رو 6: 1-2). ويؤكد خطأ المفهوم لدى الناس بانهم يظنون انهم كلما تمادوا في الخطيئة كلما زاد مجد الله، فهم ينكرون على الله انهم سوف يعاقبهم على اخطائهم التي تتضمن الكذب، فهم يكذبون بهدف زيادة مجد الله ويقولون لماذا الله سوف يعاقبنا ونحن نزيد مجده بكذبنا؟ ام ان الله غير عادل؟ فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟ 8 أَمَا كَمَا يُفْتَرَى عَلَيْنَا، وَكَمَا يَزْعُمُ قَوْمٌ أَنَّنَا نَقُولُ: «لِنَفْعَلِ السَّيِّآتِ لِكَيْ تَأْتِيَ الْخَيْرَاتُ»؟

 

فكيف يفهم القاريء الجاهل ان النص يقول ان بولس يعترف بأنه يكذب؟ ام انه غير قاريء؟

ويتجاهل المسلم تماماً ان القرآن شهد لبولس الرسول

إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (يس14)

تفسير ابن كثير: وَقَوْله تَعَالَى: ” إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اِثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا ” أَيْ بَادَرُوهُمَا بِالتَّكْذِيبِ ” فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ” أَيْ قَوَّيْنَاهُمَا وَشَدَدْنَا أَزْرهمَا بِرَسُولٍ ثَالِث. قَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ وَهْب بْن سُلَيْمَان عَنْ شُعَيْب الْجِبَابِيّ قَالَ كَانَ اِسْم الرَّسُولَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ شَمْعُون وَيُوحَنَّا
وَاسْم الثَّالِث بُولُص وَالْقَرْيَة أَنْطَاكِيَّة” فَقَالُوا ” أَيْ لِأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَة ” إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ” أَيْ مِنْ رَبّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ يَأْمُركُمْ بِعِبَادَتِهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَقَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَزَعَمَ قَتَادَة
أَنَّهُمْ كَانُوا رُسُل الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى أَهْل أَنْطَاكِيَّة.

 

في الحقيقة الذي كان يكذب هو أبي هريرة:

صحيح البخاري النفقات وجوب النفقة على الأهل والعيال

‏حدثنا ‏ ‏عمر بن حفص ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو صالح ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال: ‏قال النبي ‏أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول ‏ ‏تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول ‏ ‏الابن أطعمني إلى من تدعني ‏ ‏فقالوا يا ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏سمعت هذا من رسول الله ‏‏‏قال
لا هذا من ‏ ‏كيس ‏ ‏أبي هريرة


لاحظ ان ابا هريرة قال: قال رسول الله!! وعندما سألوهُ سمعت هذا من رسول الله؟


‏قال لا هذا من ‏ ‏كيس ‏ ‏أبي هريرة

وأتعجب من أُناس دينهم يبيح الكذب والتُقية ويتحدثون عن الكذب؟


 


محمد ‏رسول الإسلام يحلل الكذب

قال رسول الله ‏‏لا يحل الكذب إلا في ثلاث

1- يحدث الرجل امرأته ليرضيها

2- الكذب في الحرب

3- الكذب ليصلح بين الناس. سنن الترمذي

عن النبى ‏‏قال ‏رأى ‏ ‏عيسى ابن مريم ‏رجلا يسرق فقال له اسرقت قال كلا والله الذي لا اله الا هو فقال ‏‏عيسى ‏آمنت بالله وكذبت عيني، صحيح البخاري

مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ اِيمَانِهِ اِلَّا مَنْ اُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ سوره النحل106

إذا أُكرهَ المسلم على ترك الاسلام ولعن القرآن والإسلام فاليفعل ذلك ظاهرياً لكن قلبهُ مطمئن بالإيمان!!

لا يؤاخذكم الله باللغو فى ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور رحيم سوره البقرة225

لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ – آل عمران 28

التٌقية: هو التظاهر بالكذب والنفاق في حالة إستضعاف المسلم يجب عليه ان يسالم ويتظاهر بالمحبه لليهود والنصارى، اما اذا قوية شوكة المسلم فلا يصافح ولا يسالم فل يكون هو الاعلى ولا يمد يده في يده ولا يسالمه، فهل يا تُرى ما هذا الدين الذي يأمر اتباعه بالنفاق والكذب والتخابث؟؟

معظم المسلمين لا يعرفون التُقية ويظنون انّ التُقية هي التقوى وهذا ما لاحظته في ردود أحد المعلقين في مقال أخر فقد قال بالنص: التقوي معرفة في القرآن بتجنب محرمات الله وومن محرمات الله تجنب وثنيتك التي تعبد وشروركم وليس كما في كلامك الوثني الكاذب،.

اولا: اسمها التقوى وليس التقوي، ثانياً: الاية فى سورة آل عمران 28 تتحدث عن التُقية وليس التقوى هناك فرق، لنقرأ على سبيل المثال تفسير ابن كثير: وَقَوْله تَعَالَى ” إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة ” أَيْ مَنْ خَافَ فِي بَعْض الْبُلْدَان وَالْأَوْقَات مِنْ شَرّهمْ فَلَهُ أَنْ يَتَّقِيَهِمْ بِظَاهِرِهِ لَا بِبَاطِنِهِ وَنِيَّته كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء أَنَّهُ قَالَ: إِنَّا لَنُكَشِّر فِي وُجُوه أَقْوَام وَقُلُوبنَا تَلْعَنهُمْ، فهل علمت ما هي التقية، يعني التقية هي النفاق ان تكون إنسان منافق تتظاهر بالمحبة ومن داخلك الكراهية، تتظاهر بالصدق ومن داخلك الكذب يملىء قلبُكَ، تتظاهر بالسلام ومن داخلك حرب وقتال وذلك لأنك مستضعف، وهذا ما يفعلونهُ المسلمين هنا في أمريكا على سبيل المثال، فلانهم لايقدرون ان يردوا الأساءةِ بالأساءةِ لانهم الأقليه والمستضعفين، فيسامحون ويحبون ويعيشون كالطفل البريء الذي يتمسكن ويجعلك تبكي على منظرهُ وهو كاد ان تدمع عينيه، أما اذا كان هو الأقوى فليُفجر ويستخدم الاحزمة الناسفة والعبوات الناسفة والسيارات المُفخخة، وتذهب من وجهُ السماحة والمحبة والبراءة فتجد أمامك إرهابي لا يرحم، هذه هي تعاليم القرآن ان تعيش إانسان منافق بوجهين. هذه هي تعاليم الشيطان ان تشتم شخص بقلبك لا بلسانك لأنك لاتستطيع ان تسُب شخص أقوى منك بلسانك بل إلعنهُ بقلبك، أما إذا كنت أنت الأقوى فتسبهُ بلسانك.

تُرى من هو الكذّاب؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي