تتمة سفر أستير

سفر إستير

سفر أستير حسب طبعة البروتستانت (طبعة دار الكتاب المقدس) يتكون من عشرة إصحاحات, أخرها هو الإصحاح العاشر ويضم ثلاثة أعداد فقط غير أنه بإضافة الجزء الذي حذفه البروتستانت منه (وهو من أستير 10-4-أستير16), يتضح لنا أن السفر مكون من 16 إصحاح. وهذه التتمة تعتقد الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية بصحتها وقانونيتها رغم رفض البروتستانت للسفر.

ولكن هذه المسماة بالإضافات تعتبر هامة بنفس قدر أهمية باقي السفر, فالسفر بدونها ناقص ولذلك فسندرج على تسميتها بالتتمة. وتتمة سفر أستير وجدت في النسخة السبعينية وفيها المرسوم الملكي لإبادة اليهود والمرسوم الثاني لصالحهم والرسائل المتبادلة بين مردخاى وأستير وصلاة مردخاى وصلاة أستير.

 

كاتب السفر:

إذا اتفقنا على أن تتمة السفر، هي في الواقع جزء غير منفصل ولا متجزئ من السفر ذاته فإن الكاتب بالتالي سيكون هو نفس كاتب السفر. وكاتب السفر مجهول غير أن البعض يرجح أن يكون هو عزرا أو مردخاى.

 

لغة السفر:

سفر أستير كتب أصلاً باللغة العبرية وترجم بعد ذلك لليونانية.

النسخ الأصلية:

وجد السفر في صورته الكاملة أولاً، في الترجمات السبعينية في صورها الثلاث: .

• الفاتيكانية وترجع إلى القرن الرابع الميلادي.

• الأسكندرانية وترجع إلى القرن الخامس الميلادي.

• السينائية وترجع إلى القرن الرابع الميلادي.

 

زمن الكتابة:

زمن كتابة السفر غير معروفة على وجه التحقيق. يعتقد البعض أنه كتب أثناء حكم (أرتزركسيس لونجمانوس) في الفترة 465-425 ق.م. واستغرقت حوادث السفر نحو ستين عاماً ما بين الرجوع الأول تحت رئاسة زربابل، والرجوع الثاني تحت رئاسة عزرا الكاتب.

 

أوجه الاعتراض على قانونية السفر:

1- عدم وجود اسم الله في الإصحاحات العشرة وكذلك لا يوجد تعليم ديني مباشر.

2- عدم اقتباس العهد الجديد منه شيئاً.

3- قد ظن وقيل أن هناك مبالغة في وصف الولائم.

4- أن السفر تتخلله كلمات فارسية.

 5- أن إرجاع أسماء الشخصيات الرئيسية في السفر إلى لأصول بابلية أو عيلامية لا يعطي للسفر قيمة تاريخية دقيقة.

 

• المتفقون والمؤيدون لقانونية السفر

1- شهادة اليهود.

2- ممارسة “عيد الفوريم” عند اليهود حتى اليوم كتذكار لما روى في هذا السفر.

 3- اتفاق أخبار السفر مع ما ورد من أخبار في التواريخ الخاصة بملوك فارس ومادي وما هو معروف عن عادات الفرس وأخلاق الملك أحشويروش.

 

مميزات سفر أستير:

 

 *سفر العناية الإلهية. * قصة حقيقية واقعية.

 *سفر تاريخي. * لم يذكر فيه اسم الرب

* تغير أسماء شرفاء اليهود. * سفر وسائط النعمة التي تخلص.

* الله وراء كل أحداث السفر. * سفر الوصية لمعاشة.

* سفر براءة اليهودية. * سفر نصرة الخير على الشر.

* سفر التأديب والافتقاد. * تصل أستير في هذا السفر المسيح

* يظهر السفر نتائج المشورات الرديئة

 

قانونية السفر:

1- سفر أستير باللغة العبرية موجود في توراة اليهود. ويقع في القسم من التوراة الذي يسمى(كتوبيم) أى الكتب.

2- السفر وتتمته واردان في الترجمة السبعينية اليونانية للتوراة التي تمت في مصر عام 280 ق. م.

3- السفر وتتمته وردا في الترجمة الكاثوليكية اللاتينية المعتمدة المسماة (الفولجانا) وأيضاً في الترجمات الأخرى القديمة كالقبطية والحبشية وغيرها. وأيضاً وردا في الترجمة العربية للكتاب المقدس الخاصة باليسوعيين.

4- علاقة هذا السفر وما ورد فيه من عيد الفوريم بما كتبه يوسيفوس المؤرخ اليهودي عن عيد الفوريم الذي كان يمارس في عصره، تدل دلالة أكيدة على صحة السفر.

5- كان اليهود يعتبرون سفر أستير من الأسفار المهمة التي تحكي تاريخهم القومي. وقد وضعوه في الأدراج الأربعة المعروفة في العبرية باسم (مجلوث) التي كانوا يقرأونها في المناسبات القومية، كل سفر في حينه ومناسبته. وآخر هذه المناسبات هو عيد الفوريم أو البوريم كما يسمونه الذي كانوا يقرأون فيه هذا السفر بالذات تذكاراً لخلاصهم من المجزرة التي أعدها هامان لإفنائهم كشعب.

 

عيد الفوريم:

قد سمي هذا العيد (فوريم) نسبة إلى (فورة) بمعنى قرعة حيث ألقى هامان قرعة ليتأكد من اليوم المناسب لتنفيذ مذبحته. وقد شاع الاحتفال بهذا العيد بطقس معين. فكان عليهم أن يصوموا في اليوم الثالث عشر من آذار (= يقابله شهر مارس). وفى المساء حيث يبدأ أول اليوم الرابع عشر يجتمعون في المجتمع. وبعد العبادة المسائية يقرأون سفر أستير. ولما يصلون في قراءتهم لذكر اسم (هامان) كان كل جمهور المصلين يصرخون قائلين (ليمحى اسم ذلك الشرير). وفى اليوم التالي كانوا يعودون ثانية إلى المجمع لإتمام فرائض عبادة العيد. ثم يصرفون النهار بالفرح والبهجة وتقديم الهدايا والعطايا للفقراء.

 6- اكتشفت مؤخرا نقوش أثرية فارسية سجلت اسم (مردخاى) كأحد رجال البلاد الملكي الفارسي أثناء حكم أحشويروش الملك. وهذا يؤكد صدق السفر وصحته.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر يونان Jonah 01

7- ومما يزيدنا يقينا في صدق السفر وإضافته أن الكثير من القديسين آباء الأجيال الأولى للمسيحية استشهدوا بهذه الإضافات في كتاباتهم وكتبهم وعظاتهم. ومن أمثلة هؤلاء القديسين إكليمندس الروماني من آباء الجيل الأول وأوريجانوس من آباء الجليلين الثاني والثالث وكذا القديسين باسيليوس وإيرينيموس ويوحنا فم الذهب وأبيفانيوس في كتاباتهم وهم من آباء الجيل الرابع.

 

أهم شخصيات السفر:

1- وشتى الملكة الشجاعة:

وشتي اسم فارسي يعني بالفارسية القديمة “محبوبة” وبالفارسية الحديثة “جميلة” أو “بديعة” وكانت زوجة الملك أحشويروش بن داريوس هستاسيس في السنة الثالثة من ملكه. وكانت لها مكانة خاصة في قلبه.

 

2- أحشويروش الملك:

اسم فارسي معناه “رئيس الحكام” وهو المعروف في اليونانية باسم”زركسيس” وهو بن داريوس هستاسيس. وقد خلف أباه على عرش مملكة فارس ومادي حوالي سنة 486 ق. م. وكانت أمه ابنة “كورش الفارسي” واغتيل سنة 465 ق. م. من أحد رجال حاشيته وتولى الملك بعد ابنه أرتحشسنا.

 

3- أستير:

هي ابنه ابيجايل من عشيرة بنيامين وابنه عم مردخاى بن يائير بن شمعي ابن قيس يهودية الجنس ولكنها ولدت في السبي لأن أسرتها أسرت مع يكنيا ملك يهوذا ويقول التلمود اليهودي أن أباها مات وهى جنين، وأمها ماتت أثناء الوضع فصارت يتيمة الأبوين وحيدة لا أخ لها ولا أخت حزينة يائسة، ولما وجدت في العالم لم تتمتع بحنان الأمومة ولم تشعر بعطف الأبوة فلم يكن لها عائل سوى مردخاى الفقير. وأصبحت في رعايته وتحت وصايته منذ نعومة أظافرها فكان لها بمثابة الأب والأم ودعاها “هدسة” وهذا اسمها في العبرية. ومعناه شجرة (الآس) وهو ذلك النوع من الشجر الصغير القصير الجميل الدائم الاخضرار، والعطري الرائحة والاسم يشير إلى جمال فاتن يعلوه مسحة من الكآبة والحزن أورثها إياها السبي واليتم وأطلق عليها بعد ذلك اسم استير وهو كلمة أصلها هندي وانتقلت إلى الفارسية ومعناها “كوكب” أو “نجمة” وإن أصلة آكادى وأن لفظة “أشتار” يقابلها في العبرية “عشتاروت” آلهة الخصب والشباب والجمال. وهكذا كانت استير جميلة حقا.

 

 4- هامان بن همدائي الأجابي:

من نسل الملك أخاب الذي استحياه الملك شاول بن قيس ملك إسرائيل عندما أمره الرب أن يحرم عماليق.

 

5- مردخاى بن يائير بن شمعي بن قيس:

اسم بابلي معناه “ملك للإله مردك” من نسل الملك شاول الذي أخطأ ولم يسمع لقول الرب وترك الملك أجاج حيا. فهذا الخطأ الذي ارتكبه شاول يحمل وزره الشعب الاسرائيلى بعد سنوات طويلة في أرض السبى.

 

قصة السفر:

 أستير الفتاة اليهودية اليتيمة، تبناها مردخاي بي يائير والذي هو ابن عمها. وهما من أورشاليم حيث سبي مردخاي ضمن سبي يكنيا مللك يهوذا على يد نبوخذ نصر، فأخذ معه أستير وكانت فتاة جميلة. وقد وقع عليها الاختيار لتصبح ملكة مكان الملكة وشتي زوجة أحشويروش، والتي ربما تكون قد استاءت من سلوك الملك وضيوفه، فتردت من امتيازها كملكة فلما أعجب الملك بأستير ووجدت نعمة في عينيه وضع التاج على رأسها وملكها وذلك في سنة 478 ق م.

 

ويشرح السفر المسمى بأسمها كيفية الخلاص اليهود من هلاك محقق دبره لهم هامان الوزير الشرير سنة 473 ق م. والذي حقد عليهم بسبب مردخاي المذكور، حيث أبى الأخير أن يخضع لأوامر هامان والتي تقضي بأن يسجد له كلما عبر أحدهما بالآخر.

 

وقد استثمرت أستير مكانتها في القصر بأن تحول أمر الهلاك إلى أعداء اليهود بعد صلوات وأصوام عاشها اليهود و وبالحكمة التي وهبها الله لكل من أستير ومردخاي فكانت النتيجة أن صلب هامان على خشبة (الصليب) الذي كان قد أعده لمردخاي اليهودي، وصدر أمر الملك بعدم المساس باليهود وبأن تتاح الفرصة لليهود لينتقموا من أعدائهم. ومن ثم جعلوا يوم الخلاص هذا عيداً لهم لقرون طويلة وهو عيد الفوريم الواقع في 13 مارس / آذار.

أما عن الإضافات والتي هي جزء من السفر فتحتوي على:

• حلم مردخاي وتفسيره.

• عيد الفوريم(يوم مردخاي).

• مرسوم الملك ضد اليهود.

• صلاة مردخاي.

• صلاة أستير.

• أستير تجد نعمة في عيني الملك.

• المرسوم الثاني للملك.

 

أستير هى بطلة هذا السفر المسمى باسمها فى الكتاب المقدس. وإستير هو السفر السابع عشر من أسفار التوراه بحسب طبعة دار الكتاب المقدس. غير أنة يوضع بعد سفر يهوديت بحسب عقيدة الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية. وإستير كلمه هندية بمعنى “سيدة صغيرة” كما أنها أيضاً كلمه فارسية بمعنى “كوكب”، غير أن إستير كان لها اسم آخر عبرانى هو “هدسة” ومعناه شجرة الآس ويعنى بها نبات الريحان العطر. وينطق بلغة أهل بلاد اليمن العرب “هدس”. وأستير أو هدسة وصفها الكتاب بأنها فتاه يهودية يتيمه “لم يكن لها أب ولا أم.. وعند موت أبيها وأمها اتخذها مردخاي لنفسه ابنة” (إس2: 7) ويفهم من السفر أنها (إبنه أبيجائل) عم مردخاى (إس2: 15) وكون مردخاى بحسب وصف الكتاب له أنه (ابن يائير بن شمعى بن قيس رجل يمينى) (إس2: 5) وهو ابن عم استير، هذا يرجع أن مردخاى وإستير كانا من سبط بنيامين. وقد كان الاثنان أصلاً من مدينة أورشليم. فلما سبى مردخاى من أورشليم مع السبى الذى سبى منيكنيا ملك يهوذا الذى سباه نبوخذ نصر ملك بابل، أخذ مردخاى أبنة عمة معه الى مدينه (شوش) التى كانت عاصمة مملكة فارس. وكانت إستير “جميلة الصورة وحسنة المنظر” (إس2: 7) فلما طلب الملك أحشويرس أن يجمعوا لة كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر ليختار من بينهم واحده تملك مكان “وشتى” الملكة السابقة التى احتقرت الملك ولم تطع امره. أخذت إستير إلى بيت الملك مع باقى الفتيات المختارات. وبالنظر لأنها حسنت فى عينى الملك ونالت نعمة من بين يدية، فقد انتخبت ضمن السبع الفتيات المختارات اللواتى نقلن إلى أحسن مكان فى بيت النساء. “ولما بلغت نوبة أستير لتمثل أمام الملك فى الشهر العاشر فى السنة السابعة لملكة، أحبها الملك أكثر من جميع العذارى. فوضع تاج الملك على رأسها وملكها مكان وشتى” (أس2: 1-18)

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر نحميا 10

وسفر أستير بحسب طبعة البروتستانت (=طبعة دار الكتاب المقدس) يتكون من عشرة أصحاحات آخرها وهو الأصحاح العاشر يضم ثلاثة أعداد فقط. غير أنة بإضافة الجزء الذى حذفة البروتستانت منة (=وهو من إستير 4: 1 – أستير16) يتضح لنا أن السفر مكون من سته عشر أصحاحاً. وهذة التتمة تعتقد الكنيستان الارثوذكسية والكاثوليكية فى صحتها وقانونيتها رغم رفض البروتستانت له. ومن سابق رفض (مارتن لوثر) زعيم المذهب البروتستانتى السفر ككل فى مبدأ الأمر. وكانت حجتة فى ذلك أن اسم (الله) لم يذكر مرة واحدة فى السفر. وقد ظل السفر موضع نقاش كثير إلى أن استقر البروتستانت على قبول العشرة أصحاحات الأولى منه.

 

ويرى البروتستانت أن تتمة السفر كتبت فى وقت متأخر بعد عزرا، وأنه لا يوجد تناسق أو انسجام بين السفر فى العبريه وهذة الزيادات (انظر قاموس الكتاب المقدس، الدكتور القس بطرس عبد الملك والدكتور القس جون طمسن – ص66) غير أن البعض الآخر من البروتستانتوإن كانوا ينكرون هذه الإضافات لكنهم يقولون عنها أن المراد بها إضافات إلى قصة إستير ومردخاى والغرض منها تكمله القصة، وقد أدمجت بمهارة فى مكانها فى الترجمة السبعينية. ويرجح أن كاتبى هذه الإضافات هم من يهود مصر. ويقولون أن أقل هذة الإضافات قيمة هى الأوامر المنسوب إصادرها إلى ملك الفرس، إلا أنها فيها صلوات تشف عن روح تقوى حقيقة (=كتاب مرشد الطالبين الى الكتاب المقدس الثمين – دكتور سمعان كهلون – طبعة بيروت 1937 ص 305)

 

ويبنى البعض اعتراضهم على السفر ككل على الآتى:

1- أن السفر تتخلله كلمات فارسيه كثيرة!

2- أن السفر خلا من أى اقتباس منه فى أسفار العهد الجديد.

3- إرجاع أسماء الشخصيات الرئيسية فى السفر إلى أصول بابلية أو عيلامية لا يعطى للسفر قيمه تاريخية دقيقة. ومن أمثلة هذه الاسماء أستير (= ربما اشتقت من أشتار آلهه البابلين) وهدسه (=ربما أشتقت من الكلمة البابلية حدشتو بمعنى عروس) ومردخاى (=ربما أشتقت الاسم من مردوخ الإله البابلى) وهامان (وهو اسم الإلة العيلامى همان) غير أنة يمكن الرد على هذة الاعتراضات بالآتى:

 

أ- كون السفر تتخلله كلمات فارسية، هذا لا ينقص من قيمة السفر الذى تمت حوادته فى بلاد فارس. ولا شك أن كاتب السفر يهودى تأثر وهو فى السبى بلغة أهل بلاد السبى ونطق لغتهم، تماماً تأثر موسى النبى بلسان أهل البادية فى أرض مديان وهو اللسان العربى، فكتب فاتحة سفر أيوب (ص1، 2) وخاتمته (ص42) باللغه العربية التى كان يجيد نطقها وكتابتها لمعاشرته أهلها مده طويلة (=40 سنه) فى مديان.

 

ب- كون السفر خلا تماماً من وجود أى أقتباس منه فى أسفار العهد الجديد،هذا لا ينقص أيضاً من قيمته. فهناك غيرة أسفار أخرى من التوراه لم ترد اقتباسات منها فى العهد الجديد. ومع ذلك نجد أن سفراً من العهد القديم هو سفر المكابيين الثانى يقتبس من سفر إستير دليلاً على صحته. فقد تحدث كاتب المكابيين فى (2مك15: 37) عن الاحتفال بيومى الفوريم المذكور موعدها (=الرابع عشر والخامس عشر من شهر آذار) وطقسهما ووضعهما القومى فى (أس9: 15-32) على أن هذا العيد هو (يوم مردخاى) بحسب تعبير سفر المكابيين الثانى (2مك15: 37).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جلجل جلاجل ل

 

ج- كون أن أسماء بعض الشخصيات الرئيسية فى سفر إستير ترجع إلى أصول بابلية أو عيلامية، هذا لايقلل من صحة السفر أو قيمته التاريخيه فهناك أسماء أخرى غير هذة وردت فى أسفار أخرى من الكتاب المقدس ترجع لأصول غير عبريه. ولم يجد اليهود غضاضة فى ان يتسموا بأسماء غير يهودية. وعلى السبيل نذكر أسماء تيطس (=إسم رومانى) وتيموثاوس (=أسم يونانى) ومرقس (=اسم لاتينى) وصفنات فعنيح الذى هو يوسف (=اسم مصرى قديم) وموسى (=اسم مصرى). ولا يمكن أن يقال أن وجود اسماء غير يهودية فى سفر إستير يقلل من القيمة التاريخية للسفر، لانه من المؤكد والمحقق عند ثقات علماء الكتاب المقدس أن سفر إستير هو سفر تاريخى بكل معنى الكلمة، فهو يشير إلى تاريخية الحوادث التى يتحدث عنها ويؤيدها بتواريخ واضحة حسب التقويم الفارسى وهى مسجلة جميعها فى الوثائق الرسمية والملكية. (انظر إس2: 16، 23 و3: 7, 12 و6: 1 و9: 1, 15 و10: 2).

 

هذا وهناك ثمة براهين تاريخية ومدنية تؤكد صدق وقانونية سفر إستير كلة بما فيه من أضافات يعتبرها الأرثوذكس والكاثوليك أنها قانونية وصحيحة, ونلخصها فيما يلى:

 

1- سفر إستير باللغة العبرية موجود فى توراه اليهود. ويقع فى القسم من التوراة الذى يسمى (كتوبيم) أى الكتب.

 

2- السفر وتتمته واردان فى الترجمة السبعينية اليونانيه للتوراة التى تمت فى مصر عام 280 ق.م .

 

3- السفر وتتمتة واردة فى الترجمة الكاثوليكية اللاتينية المعتمدة المسماه (الفولجاتا) وايضا فى الترجمات الأخرى القديمة كالقبطية والحبشية وغيرها. وأيضاً ورد في الترجمة العربية للكتاب المقدس الخاصة باليسوعيين.

 

4- علاقة هذا السفر وما ورد فيه من عيد الفوريم بما كتبه يوسيفوس المؤرخ اليهودى عن عيد الفوريم الذى كان يمارس فى عصره، تدل دلالة أكيدة على صحة السفر.

 

5- كان اليهود يعتبرون سفر إستير من الأسفار المهمة التى تحكى تاريخهم القومى، وقد وضعوه فى الادراج الاربعة المعروفة فى العبرية باسم (مجلوث) التى كانوا يقرأونها فى المناسبات القومية، كل سفر فى حينه ومناسبته. وآخر هذه المناسبات هو عيد الفوريم أو البوريم كما يسمونة الذى كانوا يقرأون فية هذا السفر بالذات تذكاراً لخلاصهم من المجزرة التى أعدها هامان لإفنائهم كشعب. وقد سمى هذا العيد (فوريم) نسبة إلى (فورا) بمعنى قرعة حيث ألقى هامان قرعة ليتأكد من اليوم المناسب لتنفيذ مذبحته. وقد شاع الاحتفال بهذا العيد بطقس معين. فكان عليهم أن يصوموا فى اليوم الثالث عشر من آذار (=يقابلة شهر مارس). وفى المساء حيث يبدأ أول اليوم الرابع عشر يجتمعون فى المجمع. وبعد العبادة المسائية يقرأون سفر إستير. ولما يصلون فى قراءتهم لذكر اسم (هامان) كان كل جمهور المصلين يصرخون قائلين (ليمحى اسم ذلك الشرير). وفى اليوم التالى كانوا يعودون ثانية الى المجمع لإتمام فرائض عبادة العيد. ثم يصرفون النهار بالفرح والبهجة وتقديم الهدايا والعطايا للفقراء (=انظر إضافات أستير16 – 19 – 24، وانظر أيضاً قاموس الكتاب المقدس طبعة بيروت 1964 تحت كلمة فوريم ص699).

 

6- اكتشفت مؤخراً نقوش أثرية فارسية سجلت اسم (مردخاى) كأحد رجال البلاد الملكى الفارسى أثناء حكم أحشويرش الملك. وهذا يؤكد صدق السفر وصحته.

 

هذا ومما يزيد يقيناً فى صدق السفر وإضافاته أن الكثير من القديسين آباء الأجيال الأولى للمسيحية استشهدوا بهذة الاضافات فى كتابتهم وكتبهم وعظاتهم. ومن أمثلة هؤلاء القديسين إكليمندس الرومانى من آباء الجيل الأول (=فى رسالته الأولى لكورنثوس ف55) وأرويجانوس من آباء الجيلين الثانى والثالث (=في رسالته إلى يوليوس الأفريقى؟ وفى كتابة الصلاة ف14) وكذا القديسين باسيليوس وإيرينيموس ويوحنا فم الذهب وأبيفانيوس فى كتابتهم وهم من آباء الجيل الرابع.

 

ويتبقى بعد ذلك أن نقول أن سفر إستير كتب أصلاً باللغة العبرية وترجم بعد ذلك لليونانية. وكاتب السفر مجهول غير أن البعض يرجح أن يكون هو عزرا أو مردخاى. أما زمن كتابة السفر فهو غير معروف على وجهة التحقيق. ويعتقد البعض أنة كتب أثناء حكم (أرتزركسيس لونجمانوس) فى الفترة 465-425 ق. م . على أن معظم النقاد يميلون إلى القول أنة كتب فى العصر الأغريقى الذى بدأ بفتوحات الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م.، ويقولون أن كتابتة تمت فى حوالى عام 300 ق.م، (=قاموس الكتاب المقدس – طبعة بيروت 1964 – العمود الأخير ص 65).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي