هل الله مخادع

(إرميا10 : 4) فَقُلْتُ: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، حَقًّا إِنَّكَ خِدَاعًا خَادَعْتَ هذَا الشَّعْبَ وَأُورُشَلِيمَ، قَائِلاً: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْفُ النَّفْسَ»

 

الرد:

نجد في الآية المقدسة أن أرميا يتهم الرب بالخداع.. لماذا؟

الجواب: لأن أرميا إعتقد أن الرب قال: يكون لكم سلام

ولكن ما حصل هو العكس إذ حصل الدمار..

ولكن هل حقا قال الرب هذا الكلام وخدعهم؟

الجواب هو قطعا لا..

بل أن الرب أوضح لأرميا أنه لم يقل ” يكون لكم سلام “

بل بالكذب تنبأ أنبياء كذبة بإسم الرب وقالوا هذا الكلام

وصدقهم الشعب بسبب خطيئته فلهذا

حصل الهلاك للشعب والأنبياء الكذبة

وهذا واضح في نفس سفر أرميا 14: 13

13 فَقُلْتُ: (آهِ أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ! هُوَذَا الأَنْبِيَاءُ يَقُولُونَ لَهُمْ لاَ تَرُونَ سَيْفاً وَلاَ يَكُونُ لَكُمْ جُوعٌ بَلْ سَلاَماً ثَابِتاً أُعْطِيكُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ).

14 فَقَالَ الرَّبُّ لِي: (بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ).

15 لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِاسْمِي وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: (لاَ يَكُونُ سَيْفٌ وَلاَ جُوعٌ فِي هَذِهِ الأَرْضِ): (لِلسَّيْفِ وَالْجُوعِ يَفْنَى أُولَئِكَ الأَنْبِيَاءُ.

16 وَالشَّعْبُ الَّذِي يَتَنَبَّأُونَ لَهُ يَكُونُ مَطْرُوحاً فِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ مِنْ جَرَى الْجُوعِ وَالسَّيْفِ وَلَيْسَ مَنْ يَدْفِنُهُمْ هُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَبَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ وَأَسْكُبُ عَلَيْهِمْ شَرَّهُمْ).

 

فى الحقيقة هذا العدد لا يتكلم بشكل مباشر ان الله مُخادع لكنها فقط لحظه عتاب وشكوى من ارميا الى الله. وهذه الايه تعتبر نوع ما من التأملات والعتاب الموجه الى الله من ارميا، وهذا بالفعل كما حدث مع الكثير من الانبياء من لحظات عتاب وتكلم الى الله من قبل

هل تبحث عن  هوت دفاعى عظمة الكتاب المقدس وحفظ الله له 04

ونذكر على سبيل المثال:

موسى النبى

سفر الخروج 5: 22

سفر العدد 11: 11

ايوب البار

ايوب من 27: 1 الى 30: 22

ويجب ان نقرأ النص كامل دون قطع ايه وعدم الانتباه الى الايات الاخرى ولنأخذ القصة كاملة

 

ارميا الاصحاح 4

4: 5 اخبروا في يهوذا وسمعوا في اورشليم وقولوا اضربوا بالبوق في الارض نادوا بصوت عال وقولوا اجتمعوا فلندخل المدن الحصينة

4: 6 ارفعوا الراية نحو صهيون احتموا لا تقفوا لاني اتي بشر من الشمال وكسر عظيم

4: 7 قد صعد الاسد من غابته وزحف مهلك الامم خرج من مكانه ليجعل ارضك خرابا تخرب مدنك فلا ساكن

4: 8 من اجل ذلك تنطقوا بمسوح الطموا وولولوا لانه لم يرتد حمو غضب الرب عنا

4: 9 ويكون في ذلك اليوم يقول الرب ان قلب الملك يعدم وقلوب الرؤساء وتتحير الكهنة وتتعجب الانبياء

4: 10 فقلت اه يا سيد الرب حقا انك خداعا خادعت هذا الشعب واورشليم قائلا يكون لكم سلام وقد بلغ السيف النفس

4: 11 في ذلك الزمان يقال لهذا الشعب ولاورشليم ريح لافحة من الهضاب في البرية نحو بنت شعبي لا للتذرية ولا للتنقية

4: 12 ريح اشد تاتي لي من هذه الان انا ايضا احاكمهم

4: 13 هوذا كسحاب يصعد وكزوبعة مركباته اسرع من النسور خيله ويل لنا لاننا قد اخربنا

4: 14 اغسلي من الشر قلبك يا اورشليم لكي تخلصي الى متى تبيت في وسطك افكارك الباطلة

4: 15 لان صوتا يخبر من دان ويسمع ببلية من جبل افرايم

4: 16 اذكروا للامم انظروا اسمعوا على اورشليم المحاصرون اتون من ارض بعيدة فيطلقون على مدن يهوذا صوتهم

4: 17 كحارسي حقل صاروا عليها حواليها لانها تمردت علي يقول الرب

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر إشعياء 04

4: 18 طريقك واعمالك صنعت هذه لك هذا شرك فانه مر فانه قد بلغ قلبك

 

الله دائما يُحذر قبل ان يُعاقب

وفى هذه الايات الكريمة الله يعطى الإنذار لشعب بنى اسرائيل عن الخراب القادم عليهم بسبب الامم من حولهم

ويأمُرهم الله ان هذا الانذار يجب ان ينشر فى كل مُدن يهوذا واورشليم حتى الكل يسمع ويخاف

وبهذا الإنذار اما انهم يتوبوا عن شرهم او يهلكون..

 

وتفسير القس انطونيوس فكرى من الايات 5 – 9

هذه صورة واضحة بالهجوم الأتى بواسطة الجيش الكلدانى (جيش بابل) وتعتبر كإنذار من الله قبل أن يضرب لعلهم يتوبون وفى أية (5) يكتشفون وصول العدو من مخابراتهم فينا دون كل من هو خارج الأسوار للدخول داخل الأسوار وفى الأية (6) البوق ليسمع كل واحد ويهرب داخل الأسوار والراية لكى يراها كل واحد ويسرع ليحتمى وفى أية (7) يسمى ملك بابل بالأسد الجائع الذى ينزل على فريسته ويسميه مهلك الأمم فهو سيدمر. وسمى يهوذا أمم لوثنيتهم. وفى اية (8) يتنطقون بالمسوح فالغم شديد والحصار أدى إلى مجاعة وهلك الكثيرين وكل هذا الألم لغضب الله عليهم وفى أية (9) سيكون الخراب مذهِلاً ويتعجب الجميع الذين صدقوا كلمات الأنبياء الكذبة بأنه سيكون سلام لأورشليم بالرغم من خطاياها، والكل كانوا قد عشموا أنفسهم بذلك

 

اذن بسبب خطية شعب بنى اسرائيل ووثنيتهم سلمهم الرب الى ايدى اعدائهم فهلكوا

 

نأتى الان الى عدد 10 فَقُلْتُ: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، حَقًّا إِنَّكَ خِدَاعًا خَادَعْتَ هذَا الشَّعْبَ وَأُورُشَلِيمَ، قَائِلاً: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْفُ النَّفْسَ».

 

الله لم يخدعهم قط بل انه ذكر فى سفر اللاويين 26 وسفر التثنية 28 انهم اذا استمعوا كلام الله ولم ينجرفوا الى عبادات الامم الاخرى سيكون لهم خير لكنهم خالفوا وصايا الله فهلكوا ولم يسمعوا الى الانبياء والوصايا بل سمعوا الانبياء الكذبه

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم المكابيين الثالث 05

اذن هم من خدعوا نفسهم وليس الله

 

وتفسير القس انطونيوس فكرى

(10) الله لم يخدع أحداً وقد سبق موسى فأنذرهم فى (لا26، تث28) أنهم لو أستمعوا لكلام الله سيكون لهم خير والعكس. وأرسل الله لهم الأنبياء الحقيقيين مثل أرمياء. فكان أمامهم إنذارات الناموس وإنذارات الأنبياء الحقيقيين ثم صوت ضمائرهم فى مقابل وعود الأنبياء الكذبة. وإختاروا صوت الأنبياء الكذبة فهم لا يدعونهم ولا يطلبون منهم توبة. إذاً هم خدعوا أنفسهم وخدعهم أنبياؤهم الكذبة والله سمح للأنبياء الكذبة أن يخدعوهم لعقابهم لأنهم لم يتقبلوا الحق المعلن. ولكن شكوى النبى هنا من هذا أن سماح الله للشعب بأن ينخدع هو الذى جعله يتقسى. ولكن الحقيقة أنهم هم الذين كرهوا أن يستمعوا للحقيقة وكانت خطيتهم هى عقابهم

 

الخلاصه

الله ليس مُخادع وانما شعب بنى اسرائيل هم من خدعوا انفسهم ويتضح ذلك من النصوص التى سبقت الايه الكريمه

اما النص ما هو الا لحظه عتاب من ارميا الى الله بأنه سمح بالانبياء الكذبه وسمح بهلاك هذا الشعب بعد انجرافهم وراء الخطيه.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي