مبطلا


ً


بجسده ناموس الوصايا


فى


فرائض

(متى 5: 17)
لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.

(أفسس 2: 13-15) 13وَلَكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ. 14لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الِاثْنَيْنِ وَاحِداً، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ. 15أَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلاً بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، لِكَيْ يَخْلُقَ الِاثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَاناً وَاحِداً جَدِيداً، صَانِعاً سَلاَماً

(رومية 6: 14)
فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ.

 

كيف يتفق قول المسيح ما جئت لأنقض بل لأكمل مع قول بولس الرسول أن المسيح أبطل بجسده ناموس الوصايا في فرائض وأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة؟

ولماذا توقف العمل بناموس العقوبات الموسوى الذى كان يطبق على الخطاة كعقوبة رجم الزانية (تثنية 22: 22) وعقوبة القصاص
نفس بنفس وعين بعين وسن بسن(تثنية 19: 21).


 


هل جاء بولس بديانة جديدة تخالف تعاليم المسيح


؟

هل هناك تناقضا
ً
بين كلام وتعاليم بولس وكلام وتعاليم السيد المسيح في هذه الفقرة

والخاصة

بابطال ناموس الوصايا في فرائض
؟؟؟

 

الرد:


أكد المسيح أنه لم يأت لينقض بل ليكمل. وأن الناموس خالد وأن كلام الله لا يتغير ولا يتبدل ولا ينسخ. وأن زوال السماء والأرض أيسر من سقوط حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس.


 

قال يسوع المسيح: “لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لانقض بل لأكمل. فاني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل” (متى 5: 17 – 18).

 أما بولس الرسول فلم يقل أن المسيح نقض الناموس بل قال حرفيا:

“ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح. لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط أى العداوة. مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه انساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً ” (افسس 2: 13 – 15).

 

المسيح أتم الناموس فى جسده نيابة عنا

 فالمسيح لم ينقض ناموس الفرائض بل أكمله فى جسده بالتمام نيابة عنا. أى سدده عنا وبهذا محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب (كولوسى 2: 14).

 من ذلك يتضح أن الذى أبطل ليس ناموس الوصايا الأدبية بل ناموس الوصايا فى فرائض التى كانت ظلال ورموز أكملت فى جسد المسيح وبكمالها أو تحقيقها بمجىء الأصل بطل الرمز (العبرانيين 10: 1) وهذا ما عناه السيد بقوله ما جئت لأنقض بل لأكمل.

 

نقرأ مرة اخري مقولة بولس، لاحظ فيها ان بولس يتكلم عن يسوع المسيح بوصفه
مبطلا
ً
بجسده ناموس الوصايا في فرائض (ولم يقل منقضا
ً
الناموس)
:

(افسس 2: 13 – 15)

“13 ولكن الآن في المسيح يسوع انتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح. 14 لانه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط 15 اي العداوة.
مبطلا
ً
بجسده ناموس الوصايا في فرائض
لكي يخلق الاثنين في نفسه انسانا
ً
واحدا
ً
جديدا
ً
صانعا
ً
سلاما
ً

 

قال يسوع المسيح:

“17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمّل. 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.” (متى 5: 17 – 18)

ماذا كان يقصد بولس بقصده ان يسوع (يبطل ناموس الوصايا في فرائض)
.

وماذا كان يقصد يسوع بانه جاء ليكمل الناموس لا لينقضه؟

ما هو قصد يسوع من (الناموس او الانبياء)؟

دعنا نسمع يسوع في مقولة اخري يتكلم عن الناموس والانبياء ماذا قال؟

“36 يا معلّم اية وصية هي العظمى في الناموس.

37 فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك.

38 هذه هي الوصية الاولى والعظمى.

39 والثانية مثلها. تحب قريبك كنفسك.

40 بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء”

(متى 22: 36 –40)




الناموس الموسوي يتكون من شقين:

1- ناموس الفرائض
: قائم على فرائض جسدية وغسلات وأطعمة وأشربة وأنواع الذبائح والتقدمات وشروطها
، و
الخاص بعلاقة الانسان بالله، وتنظمها الذبائح بانواعها الخمسة من ذبيحة المحرقة (لاويين 1) وذبيحة الخطية (لاويين 4) وذبيحة الاثم (لاويين 5) وذبيحة السلام (لاويين 3) وتقدمة الدقيق (لاويين 2)

2- ناموس الاخلاق
: ينظم العلاقة بين الإنسان والله من جهة وبين الإنسان وأخيه الإنسان من جهة أخرى وتنظمها الوصايا العشرة (خروج 20) وما تبعها من شرائع أخلاقية ووصايا

وهي العلاقة بين الانسان واخيه الانسان وتنظمها الوصايا العشرة (خروج 20) وما تبعها من وصايا اخلاقية تتعلق بعلاقة الانسان باخيه الانسان (اللاويين).

بالنسبة للناموس الاخلاقي: باق بقاء الانسان علي وجه الارض
.
(خروج 20: 1 – 17)

 

أولا: ناموس الفرائض

كانت كل الذبائح التي يقدمها الشعب قديما
ً
ترمز ال
ى
الذبيحة السمائية التي تنبأ عنها كل الانبياء. كانت هذه الذبائح ترمز ال
ى
“يسوع المسيح حمل الله النازل من السماء” (يوحنا 1: 36)
فقد تمت وأبطلت وأنتهي مفعولها بتقديم الذبيحة الحقيقي، فلما جاء المرموز اليه بطل الرمز وسقط من تلقاء نفسه.

لم تكن الذبائح المطلوبة طوال العهد القديم كافية لمغفرة الخطايا. كانت كل الذبائح تقوم بالتكفير فقط، وهي كلمة مشتقة من الاصل اليوناني (
cover
) أي تستر الخطية الي ان يأتي الذبيحة الحقيقية ليتمم الغفران، وقد كان كل الانبياء يعرفون ذلك:

” انك لا تسرّ بذبيحة والا فكنت اقدمها
ب
محرقة لترضى” (مزامير 51: 16)

” لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب. اتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات. وبدم عجول وخرفان وتيوس ما
أ
سر.” (اشعياء 1: 11)

هذا ما كان يسوع يعلم تلاميذه به قبل الصليب:

” وابتدأ يعلّمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل. وبعد ثلاثة ايام يقوم.” (مرقس 8: 31)

وهذا ايضا ما كان يعلمه لهم بعد القيامة، ويشرحه ويفسره لهم من موسى والانبياء (جميع الكتب)
.

” 26 أما كان ينبغي ان المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده.

27 ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب”

(لوقا 24: 26 – 27)

وقد كان اول اعلان الهي بان ناموس الفرائض كان انتهي ليس كلام موسى بل اعلان الله الواضح
.


” واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل.” (متى 27: 51)

وقد كانت هناك اشارات مستمرة اثناء حياة يسوع الي ان زمان ناموس الفرائض انتهى، في حواره مع المرأة السامرية:

“21 قال لها يسوع يا امرأة صدقيني انه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في اورشليم تسجدون للآب.

22 انتم تسجدون لما لستم تعلمون.اما نحن فنسجد لما نعلم.لان الخلاص هو من اليهود

23 ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لان الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له.” (يوحنا 4: 21 – 23)

وهذا مافهمته المرأة السامرية حقيقة من كلامه، ذلك لانها سألته ان كان هو المسيا المنتظر؟؟؟

لقد كان يسوع هو متمم ناموس الفرائض:

” لا يبقوا منه الى الصباح ولا يكسروا عظما منه. حسب كل فرائض الفصح يعملونه.”
(العدد 9: 12)

وطبعا كلنا نتذكر ان يسوع المسيح قد صلب في عيد الفصح اليهودي، وقد كان هو خروف الفصح الحقيقي (وانتهى بذلك الرمز) وقد تحقق فيه ان عظما من عظامه لم يكسر:

“33 واما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم رأوه قد مات. 34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء. 35 والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم. 36
لان هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه
.” (يوحنا 19: 33 – 36)

الآن بعدما تقدم، وفي ضوء فهم حقيقي لكلمة الرب يسوع المسيح بانه لم يأت لينقض بل ليكمل نستطيع ان نفهم مقولة الرسول بولس، ان يسوع المسيح لم ينقض كل الناموس لانه باق، ولكنه اكمل ناموس الفرائض (التي كانت رمزا اليه) وبعد ان تحققت واكملت فيه وقد قالها بفمه الكريم علي عود الصليب (قد اكمل، ونكس رأسه، واسلم الروح) (يوحنا 19: 30
)

كمثال بسيط نقول:

انه اذا كان لديك شيكا بمبلغ من المال مكتوبا لبنك معين، فان هذا الشيك يعني انك اذا تقدمت الى البنك فانك سوف تسحب فورا
ً
القيمة المكتوبة على الشيك، وبعدها يتم ابطال مفعول الشيك لانه قد تم صرفه وتحقيقه.

نفس الشيء حصل بالنسبة لناموس الوصايا في فرائض فكانت هي الرمز الى ما سوف يحدث في الذبيحة المعينة قبل تأسيس العالم (بطرس الاولى 1: 20)

الان اقرأ هذه الكلمات مرة اخري من بولس، وتذكر ان المسيح قد نقض حائط السياج المتوسط أي العداوة (وقد كان رمزه حجاب الهيكل الذي انشق عند الصليب، ليقول ان العلاقة بين البشر والله اصبحت مباشرة، ليس هناك حاجة الي كهنة ينوبون عن البشر في التقدم الي الله لتقديم الذبائح الحيوانية لنوال المغفرة، انتهت التقدمات الحيوانية، وانتهى الكهنوت بمفهوم العهد القديم، لقد كان كل من يتقدم الي قدس الاقداس غير الكهنة يموت، والان لنا سلام ان نتقدم الي الله بدون خوف الموت، لانه صالحنا مع الله في جسده علي عود الصليب. صالح الاثنين في جسد واحد، بمعنى الله والانسان صالحهما في جسد واحد لانه هو الله المتجسد وعلي الصليب تمت هذه الخطوة.

 

كانت كل الذبائح الكفارية المقدمة عن الخطايا قبل المسيح تقود إلى طهارة الجسد (العبرانيين 9: 13) إلا أنها كانت عاجزة عن أن تهب الحياة لمن تكفر عنه (غلاطية 3: 21) أى أنها كانت رموز وظلال إلى أن يأتي الذبيح الحقيقى القادر وحده أن يكمل كل الذين تقدموا به سواء من خلال الظلال أو الحقيقة لنشترك فيه ونحيا به. لأنه ما كان الناموس عاجزا عنه، في ما كان ضعيفا بالجسد، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية، دان الخطية في الجسد (رومية 8: 3) لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.

 لقد أتم يسوع ناموس الفرائض فى جسده على الصليب باعتباره خروف الفصح الحقيقي (وانتهى بذلك الرمز) وقد تحقق فيه أن عظما من عظامه لم يكسر كما هو مكتوب:

لا يبقوا منه إلى الصباح ولا يكسروا عظما منه. حسب كل فرائض الفصح يعملونه (العدد 9: 12).

 وقد صلب يسوع المسيح في الفصح وأتمه, وحتى لا يبقوا أجساد المصلوبين معلقة فى السبت كسروا ساقى الرجلين المصلوبين معه, ولما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات. لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء. والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم. لأن هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه ” (يوحنا 19: 31 – 36) (مزمور 34: 20).

 من ذلك يتضح أن المسيح لم يأت لينقض بل ليكمل إذ أتم فى جسده ناموس الفرائض فأكمله بالتمام نيابة عنا وبهذا محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب (كولوسى 2: 14).

 لأن الناموس بموسى أعطي. أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا (يوحنا 1: 17) لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت.. فإذن أيها الإخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون (رومية 8: 2 , 13).

 

ثانيا: ناموس الوصايا

 أكمل السيد المسيح أيضا ناموس الوصايا بقوله لليهود:

 قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم. أما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم (متى 5: 21 – 26).

 
بسلطان وقوة يعلّم المسيح ويقول ” سمعتم أنه قيل للقدماء.. أما أنا فأقول لكم وبقوله لم يبطل الشريعة بل أكملها معطيا لها أبعادا جديدة. معلما بأن خطيئة القتل لا تنحصر في قتل الجسد فقط. بل تتعدى ذلك إلى من يغضب على أخيه باطلا. لأن غضب الإنسان يدفعه إلى الخطية والقتل, والغضوب لا يصنع بر الله.


 وهكذا الزنى لايتم بالفعل فقط بل يبدأ بالفكر وينتهى بالفعلً.

 وأيضا قوله:


 ” سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم ” (متى 5: 43).


 علم المسيح بأن نحب أعدائنا تلك المحبة التى أبرزها فى أروع صورها وهو معلق على الصليب، مسحوق مشدود بين السماء والأرض. وسط الألم والمعاناة والموت يحوم حوله، وسط صرخات الإستهزاء والسباب والحقد، وسط الظلمة التي غلفت الأرض يعلو صوت المسيح وتخرج كلماته من عمق قلبه الذي يقطر حباً ويقول ” يا أبي أغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون”


 هذه المحبة محبة العدو تقربنا من الكمال، وأيضا فإن الترفع عن الغضب والفكر الشرير والكلمة البطالة تقربنا إلى الكمال الذي في الله ومشيئة الله أن نكون كاملين كما أن أبانا الذى فىالسموات هو كامل (متى 5: 48).

 وفى هذا يقول بولس الرسول ” من أحب غيره فقد أكمل الناموس. لأن لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشته، وإن كانت وصية أخرى هي مجموعة في هذه الكلمة أن تحب قريبك كنفسك. المحبة لا تصنع شرا للقريب، فالمحبة هي تكميل الناموس ” (رومية 13: 8 – 10).

 

ثالثا: ناموس العقوبات فى العهد القديم

 أعطى الله لأنبياء وقضاة وملوك العهد القديم سلطانا لمعاقبة الخطاة ومخالفى الشريعة وقد شمل هذا السلطان إنزال العقاب بالأفراد والشعوب المجاورة. أى أن الله عاقب هؤلاء الخطاة والمخالفين للشريعة بواسطة أنبياء وقضاة وملوك العهد القديم الذين حكموا الأمة اليهودية حكما ثيؤقراطيا أى إلهيا مباشرا.

 أما فى العهد الجديد فإن الحكم لم يعد حكما ثيؤقراطيا بعد زوال مملكة يهوذا وإبطال شرائعهم الطقسية بزوال هيكلهم وشتاتهم بين الشعوب.

 كما أعلن السيد المسيح أن مملكته ليست من هذا العالم. لهذا فإن السطات التى منحها الرب لتلاميذه ورسله وخلفائهم كانت ذات طابع روحى فى المقام الأول.

 وفى هذا يقول بولس الرسول للمؤمنين:

 أيتجاسر أحد له دعوى على آخر أن يحاكم عند الظالمين وليس عند القديسين. ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم. فإن كان العالم يدان بكم أفأنتم غير مستأهلين للمحاكم الصغرى. ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة فبالأولى أمور هذه الحياة (كورنثوس الأولى 6: 1 – 4) أما عقوبة من لا يسمع للكنيسة فهى أن يكون كالوثنى والعشار (متى 18: 17).

 لهذا فإننا فى ظل العهد الجديد عهد النعمة وشريعة الكمال لم نعد تحت أى تشريع للعقوبات. إذ لا شىء من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح (رومية 8: 1).

 أما السلطات الحاكمة فهى المناط بها توقيع العقوبات الجنائية على فعلة الشر أى السالكين حسب الجسد وفى هذا يقول بولس الرسول:

 لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سلطان إلا من الله.. حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة. فإن الحكام ليسوا خوفا للأعمال الصالحة بل للشريرة. أفتريد أن لا تخاف السلطان؟ إفعل الصلاح فيكون لك مدح منه.. ولكن إن فعلت الشر فخف، لأنه لا يحمل السيف عبثا، إذ هو خادم الله، منتقم للغضب من الذي يفعل الشر (رومية 13: 1 – 5).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي