أهولة وأهوليبة

(حزقيال 23: 1 – 4)

1 وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ:

2 يَا ابْنَ آدَمَ, كَانَتِ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ,

3 زَنَتَا بِمِصْرَ فِي صِبَاهُمَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا, وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا.

4 وَاسْمُهُمَا: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ, وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا. وَكَانَتَا لِي, وَوَلَدَتَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَاسْمَاهُمَا: السَّامِرَةُ أُهُولَةُ, وَأُورُشَلِيمُ أُهُولِيبَةُ

 

الكلام كله رمز عن أورشليم والسامرة

وكان الله قد أمر بنَصب خيمة الاجتماع (مكان العبادة) في (اورشليم) عاصمة مملكة يهوذا، أما (السامرة) عاصمة مملكة إسرائيل ففضلت الانفصال وعدم اطاعة الله وعملت لنفسها معابد واماكن اخرى لتقديم الذبائح مخالفة وصية الله.

أهلوة: السامرة
(كلمة عبرية معناها خيمتي فيها)

أهوليبة: أورشليم
(كلمة عبرية معناها خيمتها)

ويقول النص أنهما زنيا مع كل من مصر، أشور، بابل 3: 19 وهذا ليس زنى حرفى أى معنى الزنى هو ليس مضاجعة رجل مع امرأة إنها أمة وهو زنى روحى وليس حرفى يؤخذ بالبلاغة والكناية وليس المعنى الحرفى فيقول أن الشعب زنى فالزنى الروحى عندنا أى أن الزوجة مرتبطة بزوجها وعندما تزنى تنفصل عن زوجها وترتبط بأخر. فالزنى الروحى: هو أن الأمة تركت ربنا وارتبطت بآلهة أخرى غريبة فالمقصود هو صورة مجازية تجر خيانة هذه الأمة لله الذى ارتبطت به كشعب وهذا هو المعنى الروحى الزنى الروحى: هى صيغة يستخدمها الكتاب المقدس بمعنى خيانة الرب أو العداء للرب هذه هى خلفية النص.

 

الواضح ان بيتكلم الاصحاح من عدد الاول ويقول ان امرأتان ابنتا واحدة هما:

اسرائيل الاخت الكبرى (10اسباط)

ويهوذا الاخت الصغرى (سبطين)

ويتكلم عنهم انهم عشقوا العباده الوثنيه فى بدء سقوطهم كان فى مصر ويكمل العدد ويقول وزنتا بمصر فى صباهما زنتا وهم تعلموا هذا فى بداياتهم راجع (حزقيال 8: 20) فحزقيال اول من كشف ان الشعب فى مصر تعلم العباده الوثنيه وهذا واضح فى سفر الخروج عندما صنعوا عجلا ذهبيا ليعبدوه (خروج 4: 32)

 

غير أن كلا المملكتين اليهودية والاسرائيلية خانتا عهد الله، وهو ما يسميه أنبياء التوراة بالزنى الروحي. وأخذت المملكتان تعبدان أوثان الممالك المحيطة بهما. وخيانة شعب الله لله أشرُّ من الخيانة الزوجية، ولذلك يوبخ النبي حزقيال العاصمتين الخائنتين بكلمات رهيبة حقاً، فقد سقطت الدولتان إلى ادنى مراتب الانحطاط الخلقي والادبي، ولا ينفع مع هكذا انسان ان تلفت انتباهه بكلمات التأديب الرقيقة المهذبة، بل ان توبخه بعنف بكلمات ومعاني يفهمها هو.

وكما ترى هنا الله بيشبه عبادتهم للاوثان بالزنا،بيشبه بشيء بشع يكره حتى الانسان الذي لا يعرف الله ان يسمعه او يقبله.

انت تضايقت من الكلام، وهو المطلوب

المطلوب ان تتضايق وتشمئز بشدة عندما تعرف ان الانسان لتركه الله ووصاياه، فهو يفعل الزنى الروحي.

 

لقد تكلم الله مرة ومرات في العهد القديم، مصورا علاقته مع الشعب كعلاقة الخطيب المحب لخطيبته والتي ينتظر دوما ان يقترن بها في علاقة مقدسة. ولكن الشعب خان الله ولهذا يوبخه الله.

 

اقرأ معي مثلا:

(ارميا 2: 1 – 3)

1 وَصَارَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ:

2 [اذْهَبْ وَنَادِ فِي أُذُنَيْ أُورُشَلِيمَ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ غَيْرَةَ صِبَاكِ مَحَبَّةَ خِطْبَتِكِ ذِهَابَكِ وَرَائِي فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ.

3 إِسْرَائِيلُ قُدْسٌ لِلرَّبِّ أَوَائِلُ غَلَّتِهِ. كُلُّ آكِلِيهِ يَأْثَمُونَ. شَرٌّ يَأْتِي عَلَيْهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ].)

 

وايضا

(ارميا 3: 1 – 13)

1 [يَسْأَلُونَ: إِذَا طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فَانْطَلَقَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَصَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ فَهَلْ يَرْجِعُ إِلَيْهَا بَعْدُ؟ – أَلاَ تَتَنَجَّسُ تِلْكَ الأَرْضُ نَجَاسَةً؟ أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ زَنَيْتِ بِأَصْحَابٍ كَثِيرِينَ! لَكِنِ ارْجِعِي إِلَيَّ يَقُولُ الرَّبُّ.

هل تبحث عن  م الأباء أثناسيوس الرسولى حياة أثناسيوس الرسولى القسم اللاهوتي 04

2 اِرْفَعِي عَيْنَيْكِ إِلَى الْهِضَابِ وَانْظُرِي أَيْنَ لَمْ تُضَاجَعِي! فِي الطُّرُقَاتِ جَلَسْتِ لَهُمْ كَأَعْرَابِيٍّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَجَّسْتِ الأَرْضَ بِزِنَاكِ وَبِشَرِّكِ.

3 فَامْتَنَعَ الْغَيْثُ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ مُتَأَخِّرٌ. وَجَبْهَةُ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ كَانَتْ لَكِ. أَبَيْتِ أَنْ تَخْجَلِي.

4 أَلَسْتِ مِنَ الآنَ تَدْعِينَنِي: يَا أَبِي أَلِيفُ صِبَايَ أَنْتَ.

5 هَلْ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ أَوْ يَحْفَظُ غَضَبَهُ إِلَى الأَبَدِ؟ هَا قَدْ تَكَلَّمْتِ وَعَمِلْتِ شُرُوراً وَاسْتَطَعْتِ!].

6 وَقَالَ الرَّبُّ لِي فِي أَيَّامِ يُوشِيَّا الْمَلِكِ: [هَلْ رَأَيْتَ مَا فَعَلَتِ الْعَاصِيَةُ إِسْرَائِيلُ؟ انْطَلَقَتْ إِلَى كُلِّ جَبَلٍ عَالٍ وَإِلَى كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ وَزَنَتْ هُنَاكَ.

7 فَقُلْتُ بَعْدَ مَا فَعَلَتْ كُلَّ هَذِهِ: ارْجِعِي إِلَيَّ. فَلَمْ تَرْجِعْ. فَرَأَتْ أُخْتُهَا الْخَائِنَةُ يَهُوذَا.

8 فَرَأَيْتُ أَنَّهُ لأَجْلِ كُلِّ الأَسْبَابِ إِذْ زَنَتِ الْعَاصِيَةُ إِسْرَائِيلُ فَطَلَّقْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا كِتَابَ طَلاَقِهَا لَمْ تَخَفِ الْخَائِنَةُ يَهُوذَا أُخْتُهَا بَلْ مَضَتْ وَزَنَتْ هِيَ أَيْضاً.

9 وَكَانَ مِنْ هَوَانِ زِنَاهَا أَنَّهَا نَجَّسَتِ الأَرْضَ وَزَنَتْ مَعَ الْحَجَرِ وَمَعَ الشَّجَرِ.

10 وَفِي كُلِّ هَذَا أَيْضاً لَمْ تَرْجِعْ إِلَيَّ أُخْتُهَا الْخَائِنَةُ يَهُوذَا بِكُلِّ قَلْبِهَا بَلْ بِالْكَذِبِ]. يَقُولُ الرَّبُّ.

11 فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [قَدْ بَرَّرَتْ نَفْسَهَا الْعَاصِيَةُ إِسْرَائِيلُ أَكْثَرَ مِنَ الْخَائِنَةِ يَهُوذَا].

12 [اِذْهَبْ وَنَادِ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ نَحْوَ الشِّمَالِ وَقُلِ: ارْجِعِي أَيَّتُهَا الْعَاصِيَةُ إِسْرَائِيلُ يَقُولُ الرَّبُّ. لاَ أُوقِعُ غَضَبِي بِكُمْ لأَنِّي رَأُوفٌ يَقُولُ الرَّبُّ. لاَ أَحْقِدُ إِلَى الأَبَدِ.

13 اِعْرِفِي فَقَطْ إِثْمَكِ أَنَّكِ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكِ أَذْنَبْتِ وَفَرَّقْتِ طُرُقَكِ لِلْغُرَبَاءِ تَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ وَلِصَوْتِي لَمْ تَسْمَعُوا]. يَقُولُ الرَّبُّ.)

 

وايضا:

(اشعياء 50: 1 – 7)

1 هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «أَيْنَ كِتَابُ طَلاَقِ أُمِّكُمُ الَّتِي طَلَّقْتُهَا أَوْ مَنْ هُوَ مِنْ غُرَمَائِي الَّذِي بِعْتُهُ إِيَّاكُمْ؟ هُوَذَا مِنْ أَجْلِ آثَامِكُمْ قَدْ بُعْتُمْ وَمِنْ أَجْلِ ذُنُوبِكُمْ طُلِّقَتْ أُمُّكُمْ.

2 لِمَاذَا جِئْتُ وَلَيْسَ إِنْسَانٌ نَادَيْتُ وَلَيْسَ مُجِيبٌ؟ هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ.

3 أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».

4 أَعْطَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ لِسَانَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ الْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ. يُوقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ يُوقِظُ لِي أُذُناً لأَسْمَعَ كَالْمُتَعَلِّمِينَ.

5 السَّيِّدُ الرَّبُّ فَتَحَ لِي أُذُناً وَأَنَا لَمْ أُعَانِدْ. إِلَى الْوَرَاءِ لَمْ أَرْتَدَّ.

6 بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ.

7 وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ يُعِينُنِي لِذَلِكَ لاَ أَخْجَلُ. لِذَلِكَ جَعَلْتُ وَجْهِي كَالصَّوَّانِ وَعَرَفْتُ أَنِّي لاَ أَخْزَى.)

(2 كورنثوس 11: 2)

فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ

 

هل يجوز استخدام كلمات مثل هذه بالنص؟

الإجابة: نستطيع أن نحكم على أى نص أن لم ندرس ملابساتها وظروفه (أسباب التنزيل) واللغة المستعملة فى زمانه وتقاليد وعادات الشعوب فى ذاك الحين. فهذه الأوصاف التى قيلت كانت وصفاً للشر.

هذه الكلمات كانت وصف للشر وليس تحريض على فعل الشئ وهذه كانت طقوس وشعائر تمارس فى عبادة الآلهة الغريبة. الأصنام والأوثان فكيف ذلك أنه موضح من خلالها علمياً انسيكلوبديا بريتانيكا
Vol. 12 Page 782
دائرة المعارف البريطانية الجزء صفحة 782 فتقول:

أن من شعائر الانضمام إلى عبادة الأصنام ممارسة الجنس فى دعارة علنية فاضحة

كعلامة اتحاد عبدة الأوثان فى كيان واحد بمعنى عند زناهم قد صاروا جسداً واحداً

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فَنزيون ن

فهى نفس الصورة التى أشار إليها الله على فم حزقيال موبخاً ومعاقباً على ارتكابها. هذه الشعائر الفاضحة لم تكن فى نظر فاعليها خزى ولا قباحة وإلا ما كانوا فعلوها. ولهذا يقول الكتاب عنهم مجدهم فى خزيهم. وهنا أراد الرب أن يفضح قبح ما يرتكبوه وخزى ما يفعلوه. فإن كان ذكر هذا الأمور هكذا قبيحاً كما قال الكتاب لأن الأمور الحادثة منهم ذكروها أيضاً قبيح فكم وكم خزى فعلها أما كان يستحق الرب أن يفضح هذه الشرور والواقع أن الله ذكر هذه الرذائل ليعاقب الأمة عليها ولذلك يقول فى نفس الإصحاح ” لأجل ذلك يا أهوليبة هكذا قال السيد الرب هاأنذا أهيج عليك عشاقك الذين جفتهم نفسك وأتي بهم عليك من كل جهة بني بابل وكل الكلدانيين فقود وشوع وقوع ومعهم كل بني أشور شبان شهوة ولاة وشحن كلهم رؤساء مركبات وشهراء كلهم راكبون الخيل فيأتون عليك بأسلحة مركبات وعجلات وبجماعة شعوب يقيمون عليك الترس والمجن والخوذة من حولك وأسلم لهم الحكم فيحكمون عليك بأحكامهم وأجعل غيرتي عليك فيعاملونك بالسخط يقطعون انفك وأذنيك وبقيتك تسقط بالسيف يأخذون بنيك وبناتك وتؤكل بقيتك بالنار وينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك

 

ويختم الكتاب المقدس بنفس الصورة

(رؤيا يوحنا 21: 1 – 3)

1 ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ.

2 وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا.

3 وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْباً. وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهاً لَهُمْ.)

 

(رؤيا يوحنا 22: 16 – 17)

«أَنَا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلاَكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ عَنِ الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».

17 وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولاَنِ: «تَعَالَ». وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ: «تَعَالَ». وَمَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ. وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّاناً

 

الخلاصة:

الله دائما يستعمل التعبيرات والتصويرات التي نفهمها نحن، وقد صور علاقته مع شعبه كعلاقة المحبة المقدسة بين الخطيب وخطيبته، والتي ينتظر الاقتران بها، فاذا خان الشعب هذه العلاقة وعبد آلهة اخرى، فان الله يعتبر هذا وكأنه زنى روحي وهو اشد قسوة واشمئزازا من الزنى الجسدي.

الله يحبك، ويريد ان يقيم علاقة مقدسة معك، علاقة مقدسة بين الطرفين، فهل تعطي الله قلبك وعقلك لينقيه من كل الخطايا والافكار النجسة وتتطهر بالفداء وتصبح في علاقة محبة حقيقية مع الله، ام تغلق عقلك وذهنك، وتتركه للنجاسة والتصورات الشريرة حتى في كلام الله!!!!

 

لماذا نجد في الكتاب المقدس في سفرحزقيال الاصحاح 23

كلام عن (أهولة وأهوليبة) يصفهما في افعالهما بالزنا؟؟

يقول الكتاب المقدس: (هلك شعبي من عدم المعرفة) (هوشع 4: 6)

وايضا (لذلك سبي شعبي لعدم المعرفة) (اشعياء 5: 13)

المعرفة تتطلب منك فهم ما تقرأه، ودراسته والكلام واضح من بداية الاصحاح نفسه، ان الرب يتكلم عن (اورشليم والسامرة) فيصورها لشعب في صورة امرأتان زانيتان، اسماهما الكبيرة اورشليم واسمها في المثل (أهوليبة) ومعناه (خيمتي فيها) والصغرى هي السامرة واسمها (أهولة) ومعناه (خيمتها).

لماذا اختار الرب هذه الصورة؟

لانه طالما اختار صورة العريس والعروس لتصوير العلاقة بينه وبين شعبه،في العهد القديم مثلا يقول:

(هكذا قال الرب اين كتاب طلاق امكم التي طلقتها) (اشعياء 50: 1) وايضا (اذهب وناد في اذني اورشليم ق ئلا.هكذا قال الرب.قد ا ذكرت لك غيرة صباك محبة خطبتك ذهابك ورائي في البرية في ارض غير مزروعة.)(ارميا 2: 2)

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر التكوين 36

وفي العهد الجديد (الروح والعروس يقولان تعال) (رؤيا 22: 17)

وايضا (ام تجهلون ايها الاخوة.لاني اكلم العارفين بالناموس.ان الناموس يسود على الانسان ما دام حيّا. 2 فان المرأة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحي.ولكن ان مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل. 3 فاذا ما دام الرجل حيّا تدعى زانية ان صارت لرجل آخر.ولكن ان مات الرجل فهي حرة من الناموس حتى انها ليست زانية ان صارت لرجل آخر. 4 اذا يا اخوتي انتم ايضا قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر للذي قد أقيم من الاموات لنثمر للّه.)(روميه 7: 1- 4)

وبدون الدخول في تفاصيل الشرح فهو يصور علاقة الشعب بالله بعلاقة الزوج والزوجة.

اذا فهذه هي الصورة المميزة والمفضلة التي يتكلم بها الرب في علاقته عن الشعب

(وهذه الصورة واضحة مثلا في كل سفر نشيد الانشاد).

في نفس الصورة يتكلم الرب في سفر حزقيال (وغيره) ان الشعب اذا ترك محبة الله وذهب وراء عبادة الالهة الاخرى يسميها الله (الزنا الروحي) ويصورها ايضا في صورة المرأة التي تركت محبة زوجها وذهبت لتزني وراء آخر.

ولهذا مثلا يقول في سفر هوشع (اول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب.)(هوشع 1: 2)

اذا بعد ان شرحنا الصورة التي يفضلها الله في تمثيل علاقته بالشعب، وهي علاقة الزواج التي هي في الاساس علاقة مقدسة جدا، خلق الله آدم وحواء في جنة عدن، وقال لهما (وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض) (تكوين 1: 28) كان هذا قبل الخطية وقبل السقوط والطرد من جنة عدن، اذا فليس في الامر خطية او دنس او نجاسة.

والله له كل الحرية والحق في ان يضرب المثل بهذه العلاقة المقدسة، سواء في نقائها وقداستها، او في استعمالها الخاطيء بالخطية والزنا. ويرجع الامر اخيرا الى نقاء ذهن المتلقي، هل هو في حالة القداسة او في حالة الزنا الروحي؟

 

عزيزي:

دعني اختم بكلمة اخيرة عن ما جاء في سفر حزقيال.

لقد تكلم الله على لسان حزقيال الى شعب وصل في الخطية الى ابعد مدى، وفي هذه الحالة لا تستطيع ان تكلم الشعب عن حالة القداسة المطلوبة، فهو لن يفهمها، ولكن النبي تكلم بالوحي المقدس عن حالة القذارة والدناسة التي وصلها لها الشعب.

ماذا حدث لك عن قراءة هذه الفقرة؟؟؟

هل خجلت، هل شعرت بالعار، هل شعرت بالتأذي والقذارة؟؟؟

هذا هو المطلوب من الكلام.

اذا شعر كل انسان عند قراءة هذه الفقرة بما شعرت به، فهذه هي الخطوة الاولى للرجوع الى الرب.

في قصة الابن الضال، احتاج الامر منه ان يذهب يعيش مع الخنازير (النجسة في شريعة اليهود) ويأكل اكلها، ويشعر بمرارة ونجاسة وقذارة الحياة في البعد عن ابيه، ففكر ونظر الى نفسه وحاله، وقارن بين هذه الحالة وحالة الابن المبارك، فقرر العودة الى حالة القداسة.

اتمنى ان تقرأ الكتاب المقدس بفهم، ودراسة، ففيه كل البركة والنعمة القداسة الكاملة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي