أخلى نفسه

ما معنى: ” أخلى نفسه ” (فيلبى 2 : 7)؟

 الجواب:

* إذ كان فى صورة الله… أخلى نفسه ” معناها أنه قبل أن يوجد فى هيئة غير محاطة بالمجد المنظور لكن لا تعنى أنه أفرغ المحتوى الخاص به من طبيعته الأصلية بحيث أنه يكون قد فقد طبيعته، فعبارة ” أخلى نفسه ” تعنى أنه وجد فى هيئة غير محاطة فى ظهوره فى الجسد بمجده المنظور – الذى تراه الكائنات العاقلة مثل الملائكة – محيطاً بلاهوته.

* الأمر الجميل، أنه مع هذا يقول القديس يوحنا: ” رأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً ” (يو 14: 1)… السيد المسيح أخلى نفسه من المجد المنظور الذى يليق بطبيعته الإلهية التى هى نفسها طبيعة الآب والروح القدس.

 وبالرغم من أنه عندما إلتحف بالناسوتية وأخفى هذا المجد المظور، ظل أيضاً محتفظاً بمجده غير المنظور فى البعد الروحى الذى قال عنه يوحنا: ” رأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة حقاً “.

* وشعاع من المجد قال عنه بطرس الرسول: ” رأينا مجده إذ كنا معه فى الجبل إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى ” (2بط 17: 1) فهذا شعاع من المجد المنظور على جبل التجلى قبل الصليب، لكى يقدم للتلاميذ معونة تسندهم فى وقت التجربة الرهيبة عند آلامه وصلبه وموته المحيى على الصليب.

* لكن العجيب أنه وجد فى صورة عبد وليس هذا فقط بل ” إذ وجد فى الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت ” (فى 8: 2) كلمة هيئة باليونانى (سيكما) مثلما نقول: (إسكيم) الرهبنة أى (شكل) الرهبنة.

* مجرد أنه أخلى نفسه كإله بالتجسد، فهذا عمل عظيم جداً. ولكنه هذا لم يكفه، بل بعد أن أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، فمن حيث تصرفه كإنسان قال: ” وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب “. فهو أخلى نفسه ولم يكتف بذلك بل وضع نفسه كإنسان فى طاعة للآب، ووضع نفسه تحت الجميع حتى أنه غسل أرجل تلاميذه ثم احتمل الآلام والاهانات والتعييرات التى لا توصف… فحتى كإنسان كان متضعاً ووديعاً لكى يكون هو المثل والقدوة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي