بولس كاتب رسالة


العبرانيين


قانونية الرسالة الى العبرانيين فى الكنيسة الأولى

شهد القدماء أن بولس الرسول كتب هذه الرسالة، فتكلم عليها أغناطيوس في رسائله (107م) وتكلم عنها بوليكاربوس أسقف إزمير في رسالته إلى أهل فيلبي (108م) واستشهد بها جستن الشهيد في محاورته مع تريفو اليهودي (140م) وكثيراً ما استشهد بها أكلمندس الإسكندري على أنها رسالة بولس الرسول (194م) وشهد أوريجانوس (230م) بأنها رسالة بولس الرسول، وكذلك ديونسيوس أسقف الإسكندرية (247م) وغيرهم الكثير

اضافة الى ان يوجد العديد من الادلة من داخل العهد الجديد وليس في رسالة العبرانين فقط ان الرسالة هي لبولس

المصطلحات المستخدمة في العبرانيين تشبة ما استخدم في كولوسي وافسس ورومية

الرسول بولس نفسه اشار في عبرانين 13 والعدد 23

اِعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أُطْلِقَ الأَخُ تِيمُوثَاوُسُ، الَّذِي مَعَهُ سَوْفَ أَرَاكُمْ، إِنْ أَتَى سَرِيعاً.

وكما نعلم تيموثاوس كان مرافق بولس

وفوق هذا كله يحسم لنا الرسول بطرس في رسالته الامر تماما بقوله في رسالته الثانية 3 والعدد 15

وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصاً، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضاً بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ،

وكما نعرف ان بطرس كتب رسالته للمسيحيين من اصل يهودي, المطرودين من اورشليم والمشتتين في اسيا الصغرى وهذا واضح من اول عدد من اول اصحاح من رسالته الاولى

بُطْرُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى الْمُتَغَرِّبِينَ مِنْ شَتَاتِ بُنْتُسَ وَغَلاَطِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَأَسِيَّا وَبِيثِينِيَّةَ، الْمُخْتَارِينَ

 

و
رسالة العبرانيين لم يذكر كاتبها اسمه ولهذا كان هناك خلافا حول كاتبها وكما اعدتنا من المسلمون انهم دائما ينقلون النقد الموجه للكتاب المقدس دون فهم او وعى او ادراك او حتى ادنى محاولة للتأكد من اى حرف ينقلوه وفى بحثنا هذا بعون الله سنثبت بالادلة القاطعة التى لا تختمل اى تأويل ان كاتب هذه الرسالة هو العظيم بولس رسول وعبد يسوع المسيح.

 

إذ لم يكتب واضع الرسالة اسمه في صلبها اختلف الدارسون في نسبتها منذ عصر مبكر، ففي الغرب نسب العلامة ترتليان، من رجال القرن الثاني، الرسالة إلى برناباس. لكن بمقارنتها برسالة برناباس نجد الفارق شاسعًا، ونتأكد أنه لا يمكن أن يكون كاتبهما شخصًا واحدًا. وقد ساد الغرب اتجاه بأن الكاتب هو القديس إكليمنضس الروماني، أما بعد القرن الرابع فصار اتفاق عام أنها للرسول بولس.

أما بالنسبة للشرق فمنذ البداية كان هناك شبه اتفاق عام على أنها من رسائل معلمنا بولس الرسول. هذا ما قبلته الكنيسة الشرقية بوجه عام، ومدرسة الإسكندرية بوجه خاص. جاء في يوسابيوس أن للقديس إكليمنضس السكندري عملاً مفقودًا، ورد فيه أن معلمه بنتينوس الفيلسوف يتحدث عن الرسالة بكونها للقديس بولس.

 

ويمكننا أن نلخص نظرة الدارسين للرسالة في الآتي:

أ. أن الكاتب هو الرسول بولس: ساد هذا الفكر في الكنيسة الشرقية منذ بداية انطلاقها واستقر فيما بعد في الكنيسة الغربية، من بين الذين ذكروا هذا الرأي القديس بنتينوس، والقديس يوحنا الذهبي الفم، والقديس أغسطينوس، ولا يزال يعتبر هو الرأي السائد بين الغالبية العظمى للدارسين المحدثين.

ب. الكاتب هو برناباس: العلامة ترتليان و
Weisler, Ulmann
.

ج. لوقا البشير: ذكر العلامة أوريجينوس هذا الرأي، وقبله
Ebrabd, Calvin
.

د. إكليمنضس الروماني: اتجاه غربي مبكر، اختفى تمامًا إلاَّ قلة قبلته مثل
Reithmuier, Erasmus
.

ه. سيلا:
Rohme, Mynster
.

و. أبُلس:
Luthea, Semler
.

 

ودائما يقتبس المسلمون هذا الجز
ء
فقط ويقولون بأن كاتب الرسالة غير معروف رغم ان هذا الكلام لا وجود له فى مقدمة أبينا فما عرضه ابينا هو اختلاف حول من هو كاتب الرسالة وكاتب الرسالة بحسب هذه المقدمة بعد بولس لا يخرج عن هؤلاء “برنابا، لوقا، أكليمندس الرومانى، سيلا وأبلس” وحال كون كاتب هذه الرسالة ليس القديس بولس وكاتبها هو احد هؤلاء الخمسة يكون كاتب الرسالة غير معروف؟

 

لو كان برنابا كاتب هذه الرسالة فنقول ان برنابا كان احد رسل المسيح السبعين ” اع 4: 36 ويوسف الذي دعي من الرسل برنابا الذي يترجم ابن الوعظ وهو لاوي قبرسي الجنس ” وهو الذى اوصل القديس العظيم بولس الى الرسل بعد ان ظهر له الرب ” اع 9: 27 فاخذه برنابا واحضره الى الرسل” وكان برنابا هو رفيق بولس الرسول فى رحلاته دائما (انظر أع 11: 30، أع 13: 2، اع 14: 20، أع 15: 25، غل 1: 2) وبرنابا الرسول هو خال القديس مرقس كاتب البشارة الثانية (كو4: 10).لو كان القديس لوقا البشير هو كاتب الرسالة فلا تتأثر قانونية الرسالة بشىء فالقديس لوقا هو كاتب البشارة الثالثة وهو تلميذ القديس بولس ويسميه الرسول بولس “لوقا الطبيب الحبيب” (كو4: 14) وفى احدى رحلاته بقى لوقا وحده مع القديس بولس “لوقا وحده معى” (2تي4: 11) ولا يوجد انسان يستطيع ان ينفى قانونية الرسالة لو كان كاتبها هو لوقا. ولو قلنا ان كاتبها هو القديس اكليمندس الرومانى فنقول أن ابانا القمص وضح هذا انه اتجاه غربى مبكر واختفى تماما عدا قلة قليلة قبلته وكذلك سيلا وأبلس.

 

نكمل الان ما لا يضعه المسلمون من تفسير القمص تادرس يعقوب ملطى:

لماذا لم يذكر الرسول اسمه؟

اعتاد الرسول بولس أن يذكر اسمه في رسائله، فلماذا لم يفعل هكذا في هذه الرسالة؟ عُرف الرسول بولس في الكنيسة الأولى كرسول الأمم، بينما الرسل بطرس ويوحنا ويعقوب وغيرهم كرسل لليهود، لهذا كان الرسول بولس أكثر تحررًا منهم في شأن الارتباط ببعض الطقوس اليهودية، مما جعل الكثير من المسيحيين الذين من أصلٍ عبراني ينفرون منه، وقد قيل له: “أخبروا عنك أنك تعلم جميع اليهود الذين بين الأمم الارتداد عن موسى” (أع 21: 21). ولما كانت هذه الرسالة موجهة إلى هذه الفئة، المسيحيين العبرانيين، لهذا كان لائقًا ألاَّ يذكر اسمه حتى لا يحجموا عن قراءتها.

 

وتأكيدا لما قاله القمص
تادرس يعقوب
فى تفسيره

يقول القديس بولس فى رسالته الاولى الى أهل كورنثوس والاصحاح التاسع:

19 فاني اذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لاربح الاكثرين.

20 فصرت لليهود كيهودي لاربح اليهود.وللذين تحت الناموس كاني تحت الناموس لاربح الذين تحت الناموس.

21 وللذين بلا ناموس كاني بلا ناموس.مع اني لست بلا ناموس الله بل تحت ناموس للمسيح.لاربح الذين بلا ناموس.

22 صرت للضعفاء كضعيف لاربح الضعفاء.صرت للكل كل شيء لاخلّص على كل حال قوما.

 

فالقديس بولس كان حرا فى كتاباته مع غير اليهود ذلك لأن غير اليهود لم يكونوا يؤمنون بالناموس قبلا وهو بنفسه يقول انه استعبد نفسه وصار لليهود كيهودى ليربح اليهود اى يتكلم بنفس لغة اليهود ليربح اليهود ويتكلم بما يؤمنون ليربحهم وهذا هو الطابع الغالب على الرسالة انها تلقى الضوء بشدة على ناموس العهد القديم ومسيح العهد الجديد ولكى لا يبتعدون عن قراءة الرسالة وفهم محتواها جيدا بعيدا عن هوية الكاتب وشخصيته لم يذكر اسمه.

 

وتوكيدا لهذا ننقل ما قاله ابانا القمص تادرس يعقوب عن غاية الرسالة لنرى ان الرسالة تتكلم بشكل واضح عن ناموس العهد القديم ومسيح العهد الجديد: –

1. دُعي الرسول بولس لخدمة الأمم، لكنه لم يُحرم من خدمة بني جنسه خاصة الذين كانوا يقطنون بين الأمم، إذ كان يود أن يكون محرومًا من أجلهم (رو 9: 3). الله لم يمنعه من خدمتهم وإن كان قد أرسله بصفة رئيسية للأمم، وذلك كقوله أن السيد المسيح لم يرسله ليعمد (1 كو 1: 17) لكن هذا لا يعني منعه من ممارسة العماد. حبه للجميع دفعه للاهتمام بكل الفئات، فلم يبخل في كتابته لهذه الفئة عندما أدرك حاجتهم إلى هذا العمل، خاصة وأنه كان أقدر من غيره على الكتابة إليهم بكونه دارسًا دقيقًا للناموس الموسوي والطقوس اليهودية.

 

2. يمكننا أن ندرك غاية هذه الرسالة إن تفهمنا الصورة الحقيقية للكنيسة الأولى، فقد كان الرسل مع أعداد كبيرة من اليهود الذين آمنوا بالسيد المسيح يشتركون مع إخوتهم وبني جنسهم في عبادة الهيكل ويراعون الناموس، ويقرنون أنفسهم بالأمة اليهودية وبرجائها، ولكن بفكرٍ روحيٍ جديدٍ في المسيح يسوع. حقًا كان الكثير منهم غير قادرين على الانفصال عن هذه الأمة، غير مدركين تمامًا مفهوم الكنيسة كجسد المسيح الواحد، يدخل في عضويته اليهودي مع الأممي بلا تمييز، السيد مع العبد على السواء، والرجل مع المرأة بلا أفضلية. لهذا إذ حدث اضطهاد ضد الكنيسة المسيحية وحكم السنهدرين على المسيحيين العبرانيين بالطرد من المقادس ومعاملتهم كمتعدين على الناموس، وأنهم نجسون ومرتدون، جُرح هؤلاء الأتقياء في أعماق قلوبهم. لقد شعروا أنهم من أجل المسيا عُزلوا عن شعب المسيا، بمعنى أدق عن الشعب الله القديم المنتظر لمجيء المسيا، فكان ذلك بالنسبة لهم جرحًا داميًا وتجربة قاسية. طُردوا من نسبهم كأهل البيت، بل ومن الدار الخارجية للهيكل، وقُطعوا من رعوية إسرائيل؛ فكتب إليهم الرسول ليؤكد لهم أنهم نالوا أكثر مما فقدوه. لهذا كثيرًا ما تكررت الكلمة “لنا”. لقد اقتنوا الهيكل السماوي الحقيقي عوض الهيكل الرمزي، وصار لهم رئيس الكهنة السماوي بخدمته العلوية في السماويات عوض الكهنوت اللاوي، وانتسبوا لكنيسة الأبكار، محفل الملائكة عوض الرعوية اليهودية، وانفتحت لهم المدينة الباقية عوض أورشليم الأرضية. كأن غاية هذه الرسالة هو تأكيد أن المسيحية ليست حرمانًا وإنما هي اقتناء السماويات وتمتع بالأبديات. حقًا هي طرد إلى خارج المحلة مع المسيح المصلوب خارج أورشليم، لكنها تمتع بمدينته، مدينة الأبكار العلوية.

 

المحلة هي المكان المحبوب لدى اليهود، لكن السيد المسيح ارتفع على الصليب خارجها، لكي تقدر أن تخرج إليه كنيسته مطرودة من الجماعة اليهودية صاحبة الفكر الحرفي، تشاركه آلامه وعاره.

 

وهكذا نفهم ان طابع الرسالة يجب ان يكون فى قالب مقبول لدى المسيحيين الذين من أصل يهودى كى لا يعثرهم بشخصه فيكون شخص بولس نفسه هو العثرة امام هؤلاء المسيحيين الذين من أصل يهودى لقراءة الرسالة.

 

ويقول القس انطونيوس فكرى فى مقدمته لرسالة العبرانيين:

كاتب رسالة العبرانيين لم يكتب إسمه إلا أن الكنائس الأرثوذكسية والشرقية منذ بدايتها نسبت الرسالة لبولس الرسول وقال بهذا معظم الأباء وعلى سبيل المثال البابا بطرس خاتم الشهداء والبابا أثناسيوس الرسولى وديديموس الضرير والبابا كيرلس عمود الدين ويوحنا فم الذهب وكيرلس الأورشليمى وكثيرون. والكنائس الغربية تبعت الكنائس الشرقية بعد القرن الرابع.

إلا أن بعض الدارسين ينسبون الرسالة لكاتب آخر غير بولس الرسول لسببين:

1.
           


أنه لم يكتب إسمه كما تعود فى باقى رسائله.

2.
           


هناك بعض الإختلافات عن باقى رسائل بولس الرسول.

 

أولاً: – لماذا لم يذكر بولس الرسول إسمه؟

1.
    


بولس الرسول كرسول للأمم كان أكثر تحرراً من الرسل الذين بشروا اليهود مثل بطرس ويعقوب ويوحنا فى الإرتباط بالطقوس اليهودية كالختان مثلاً وهذا سبب فى نفور العبرانيين منه (المسيحيين الذين من أصل يهودى). وهؤلاء تحاملوا عليه. فلو ذكر إسمه لنفروا من الرسالة كلها ورفضوها وشككوا فيها.

2.
           


بولس أرسل للأمم ولم يرسل لليهود، فتأدباً منه وتواضعاً لم يذكر إسمه فيكون كمن إعتبر نفسه رسولاً للعبرانيين.

 

ثانياً: – إن كان هناك بعض الإختلافات عن باقى الرسائل فهناك أوجه كثيرة للشبه:

1.
           


التشابه بين رسالة العبرانيين ورسائل بولس الرسول الأخرى

الملائكة نطقوا بالناموس
:
عب 2: 2 – 5 مع
غل 3: 19 – 25

أورشليم السمائية
:
عب 12: 22، 13: 14
مع
غل 4: 25، 26

كلمة الله هى سيف الروح
:
عب 4: 12
مع
أف 6: 17

اللبن هو طعام الأطفال فى الإيمان
:
عب 5: 12 – 14
مع
1كو 3: 1 – 3

الدهر الأتى فى مقابل الدهر الحاضر
:
عب 6: 5، 9: 9
مع
أف 1: 21

الظل فى مقابل الحقيقة
:
عب 8: 5، 10: 1
مع
كو 2: 17

تحديد علاقة الإبن بالآب وبالعالم
:
عب 1: 1 – 3
مع
كو 1: 15 – 17 + 1كو 8: 6

تواضع المسيح الإختيارى
:
عب 2: 9 + 5: 7، 9
مع
فى 2: 7 – 8 + غل 4: 4 – 5

إسم المسيح فوق كل إسم
:
عب 2: 7 + 10: 12
مع
أف 1: 20 – 22 + فى 2: 9 – 11

ثلاثية بولس (الإيمان والرجاء والمحبة)
:
عب 6: 10 – 12 + 10: 22 – 24
مع
1كو 13: 13 + 1تس 1: 3 + 8: 5

المسيح يظفر على إبليس وعلى الموت
:
عب 2: 14
مع
كو 2: 15 + 1كو 15: 54 – 57

إمكانية هلاك المؤمن
:
عب 3: 16، 17
مع
1كو 10: 5 – 12 (لاحظ استخدام نفس التشبيه)

2.
           


الإختلافات بين العبرانيين وباقى رسائل بولس الرسول:

أ‌.
     


لقب رئيس كهنة الذى إستخدمه بولس الرسول هنا للمسيح لم يذكره فى باقى رسائله والسبب أن باقى الرسائل موجهة للأمم الذين لا يعرفون شيئاً عن الطقوس اليهودية ولا عن رئيس الكهنة. أما هذه الرسالة فموجهة للعبرانيين.

ب‌.
    


كان بولس الرسول يذكر الجزء العملى والأخلاقى فى نهاية رسائلة وهنا نراها ممتزجة مع الجزء التعليمى. ولكنه هنا أراد أن يفعل هذا ليحول العقيدة إلى خبرة حياة.

ت‌.
    


فى مقارنته بين العهدين كان يقارن بإختصار فى باقى الرسائل، أما هنا فهو قد أسهب فى المقارنة. والسبب واضح أن هذا هو موضوع الرسالة وهى موجهة للعبرانيين الذين يعرفون تفاصيل العبادة والشرائع اليهودية.

ث‌.
    


فى ص (11) ذكر سلسلة طويلة لأبطال الإيمان ولا نجد ما يقابل هذا فى باقى الرسائل ونقول وما المانع فهل لا بد أن تتشابه كل الرسائل فى كل شئ.

ج‌.
    


نجد الرسول هنا يذكر إسم السيد المسيح مجرداً من الألقاب فيقول يسوع فى معظم الأحيان والسبب أنه كان يركز على عمل المسيح بجسده.

 


أ


وريجانيوس وكاتب الرسالة الى العبرانيين

تكلمنا عن قانونية الرسالة الى العبرانيين فى الكنيسة الأولى، ووضعنا إقتباسات آباء الكنيسة قبل مجمع نيقية من هذه الرسالة وأقوالهم فى إثبات أن كاتب الرسالة هو القديس العظيم بولس، وفى اثناء كتابتى لهذا البحث كنت أنوى أن اتعرض الى اوريجانيوس وما يُثار من جانب بعض الجُهلاء ولكننى آثرت أن أبقيه وحده فى بحث منفصل لعمل دراسة شاملة عنه تغطى جميع الجوانب وأقواله حول كاتب هذه الرسالة بشكل خاص. وقد رجعت الى كتابين إستفدت منهم بشكل كبير جدا وهما تفسير رسالة العبرانيين للأسقف بروك فوس ويستكوت وكذلك تفسير القمص متى المسكين لهذه الرسالة وانا أنصح الجميع بالرجوع لهم للمزيد من الدراسات المفيدة حول هذه الرسالة.

 

و
رأينا حول قانونية هذه الرسالة كيف آمن آباء الكنيسة بقانونيتها منذ فجر العقيدة المسيحية الأمر الذى جعل ويستكوت أسقف درهام
Durham
اللوثرى الشهير يُصرح فى مقدمة تفسيره للرسالة الى العبرانيين بأن إكليمندس الرومانى تلميذ بطرس الرسول كان يعرف الرسالة تمام المعرفة. وكذلك يُقر بأن الرسالة كانت معروفة فى زمن إكليمندس الرومانى فى روما بل وكانت رسالة شهيرة ايضا. كما يفسر لنا ويستكوت سبب قول البعض بأن كاتب الرسالة هو برنابا وهو التشابه العجيب والكبير جدا بين الرسالة الى العبرانيين والرسالة المنسوبة الى برنابا فى كتابات الآباء الرسوليون





[1]




. وقولهم هذا مردود عليهم لأنه واضح من الاصحاح 13 من الرسالة والعدد 19 ان الكاتب ينتسب الى الجماعة التى كتب إليها وأنه يرغب فى الرجوع إليهم ومن غير الممكن ان يكون برنابا هو كاتب الرسالة سواء وُجهت الى العبرانيين فى روما او فى فلسطين!





[2]





 

أما السبب الذى دفع ببعض الشُراح والمفسرين الى الإعتقاد بأن لوقا هو كاتب الرسالة هو ما نقله يوسابيوس القيصرى عن القديس اكليمندس السكندرى فى تاريخه قائلا: “و يقول أن الرسالة الى العبرانيين كتبها بولس باللغة العبرانية، ولكن لوقا ترجمها بدقة ونشرها الى اليونانيين، ولذا فأنه يوجد فى هذه الرسالة نفس أسلوب التعبير الذى فى سفر الأعمال”





[3]




.

 

وهذا الإعتقاد مردود على أصحابه، فمجرد وجود تشابه بين كتابات لوقا وكتابات بولس الرسول، يرجع الى ان لوقا كان رفيقا لبولس واستمع الى تعاليمه وتأثر بها بكل تأكيد. كما أن لوقا كان أمميا فى الأصل وأنتقل الى المسيحية دون أن يتهود وهذا يستبعد تماما اى احتمال ان يكون هو كتب للعبرانيين





[4]




.

 

ويقول القمص متى المسكين فى مدخله لشرح الرسالة الى العبرانيين:

“بحسب التقليد السكندرى والتسليم الكنسى، فإن كاتبها هو بولس الرسول، وأول من قال بذلك هو العلامة إكليمندس السكندرى، مُبينا ان بولس الرسول كتبها باللغة العبرانية كونها مُرسلة إلى العبرانيين والذى قام بترجمتها الى اللغة اليونانية هو القديس لوقا الإنجيلى، وذلك بسبب وجود تعبيرات لغوية وكلمات لم ترد قط فى رسائل بولس الرسول. أما قول العلامة إكليمندس أن الذى ترجمها هو القديس لوقا الإنجيلى بالذات فذلك بسبب تواجد كثير من التعبيرات اللغوية فى الرسالة مطابقة لإنجيل لوقا وسفر الأعمال، مما حدا بكثير من العُلماء الذين أقلعوا عن فكرة كون القديس لوقا هو مجرد مترجم إلى انه قد يكون هو الذى كتبها اصلا وذلك بسبب أنهم لم يجدوا ما يُثبت انها مترجمة. ولكن ينفى هذا القول أن لوقا لم ينشغل اصلا باللاهوتيات وشرحها بل كانت مواهبه مقتصرة على جمع وثَبت الحقائق والتسجيل الوثائقى فيما يخص سيرة المسيح.

 

ومعروف ان قول كليمندس السكندرى بان بولس الرسول هو الكاتب الاصلى للرسالة انما هو مأخوذ عن استاذه العلامة السابق عليه وهو العلامة بنتينوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية. والمُحقق عندنا والمعروف أن العلامة السكندرى إكليمندس تعلم على يدى بنتينوس حوالى عشر سنوات، لأن بنتينوس تُوفى بعد سنة 190 م بقليل، إذ يقول عنه: “إن القس المُطوب (لقب بنتينوس) يؤكد ويُصر على أن قو بولس هو كاتب الرسالة الى العبرانيين”. علماً بان العلامة إكليمندس السكندرى استمر محافظا على التقليد السابق عليه بكونه استشهد بآيات من الرسالة الى العبرانيين على أنها منسوبة لبولس الرسول.

 

وبعد إكليمندس جاء اوريجانيوس ليرى، ليس فى اللغة فقط بل أن الاسلوب نفسه ليس مطابقا لأسلوب بولس الرسول ولكنه قال بأن الافكار فيها هى أفكار بولس الرسول، وإنتهى الى القول بأن: ” الله وحده يعلم من هو كاتب هذه الرسالة”. وقد ظل اوريجانيوس متمسكاً بالتقليد الآبائى السابق عليه، فقد إستشهد فى كتاباته بآيات من الرسالة الى العبرانيين لتأكيده على قانونية الرسالة، ولكنه لم ينشغل بالتعليق على قول العلامة كليمندس كون الرسالة الى العبرانيين كُتبت اصلا بالعبرية ثم تُرجمت الى اليونانية. كما جاء ايضا فى تعاليم اوريجانيوس ان رسائل بولس هى اربعة عشر رسالة وبذلك يضم الرسالة الى العبرانيين الى بقية رسائل بولس الرسول.”





[5]





 

ولكن الرأى القائل بأن ما بين ايدينا الآن هو ترجمة ليس رأى صائب، يقول د/ موريس تاوضروس بهذا الشأن: “لم يُذكر فى التقليد شىء عن هذه النُسخة الأصلية فضلا عن أنه ليس فى الرسالة ذاتها ما يدعم هذا الرأى، فلا نصادف فى الرسالة كلمات عبرانية كثيرة، وعلى عكس ذلك تحتوى الرسالة على كلمات يونانية كثيرة من غير الممكن أن يستعملها إلا من كتب اصلا باليونانية. إن اسعمال الكاتب الى الترجمة السبعينية وخاصة فى العدد الخامس من العدد العاشر من الرسالة الذى يشير فيه الرسول الى المزمور 39: 6 يقطع بأن الكاتب فضل إستعمال الترجمة السبعينية اليونانية عن إستعمال الأصل العبرى للعهد القديم، وهذا دليل آخر على صحة الإعتقاد بأن الرسالة الى العبرانيين كُتبت اصلا باللغة اليونانية.”





[6]





 

اوريجانيوس وكاتب الرسالة

ماذا كتب يوسابيوس ناقلا عن اوريجانيوس؟ سنضع ترجمة القمص مرقس داود اولا ثم يليها ترجمة ويستكوت للنص الأصلى والذى نقله الاب متى المسكين فى مقدمة شرحه للرسالة، فيقول الأول: ” وإن سُمح لى بإبداء رأيى قلت ان الافكار هى أفكار الرسول، أما الأسلوب والتعبيرات فهى لشخص تذكر تعاليم الرسول، ودون ما قاله معلمه عندما سمحت له الفرصة. لذلك إن أعتقدت أية كنيسة أن بولس هو الذى كتب هذه الرسالة فلتقبل لأجل هذا. لأنه لابد أن يكون للأقدمين تعليلهم عندما سلموها إلينا على اساس انها للرسول. أما من كتب الرسالة يقينا فالله يعلم. يقول بعض من سبقونا إن اكليمندس اسقف روما كتب الرسالة، والآخرون إن كاتبها هو لوقا، مؤلف الإنجيل وسفر الاعمال، وفى هذا ما يكفى فى هذا الصدد”





[7]




.

 

اما ترجمة ويستكوت للنص الأصلى لتاريخ يوسابيوس الخاصة بهذا الجزء، فقد نقلها الآب متى المسكين فى شرحه هكذا: ” إذ كنت اقول رأيى – فى الرسالة الى العبرانيين – فإننى أقرر أن الافكار فيها هى أفكار بولس الرسول، ولكن اللغة والتركيب اللغوى هما لواحد يسترجع من الذاكرة، أو كأنه يعود الى مذكراته التى دون فيها ما قيل بفم معلمه. لذلك فإن كانت أية كنيسة تُقرر ان هذه الرسالة لبولس الرسول فهذا حسن وموافق فى هذا الامر لأنه يخص حقيقة لا يُناقش فيها، لأنه لم يكن بدون سبب أن الآباء السابقين فى الأزمنة السالفة سلموها لنا بإعتبارها أنها لبولس الرسول، إذ هى تشرح فى جوهرها آراء بولس الرسول، أما فيما يخص كتابة الرسالة على وجه التاكيد فالله وحده يعلم ذلك، فالتقرير الذى وصل إلينا هو على وجهين، وجه يقول إن كليمندس الذى صار اسقفا على روما هو الذى كتبها وآخرون يقولون من وجه آخر انه لوقا هو الذى كتبها والذى كتب ايضا الإنجيل وسفر الاعمال. أما عن هذا الأمر فأنا لا أقول أكثر من ذلك.”





[8]





 

إننا نفهم من هذا أن السبب الذى جعل اوريجانيوس يُخالف التقليد الكنسى وتسليم الآباء هو انه وجد إختلافا فى اللغة واسلوب الرسالة عن بقية رسائل القديس بولس، ولكنه لاحظ ايضا ان جوهر ومضمون الرسالة وتعاليمها هو من فكر القديس بولس، لذا قرر اوريجانيوس لكى يحل هذه المشكلة عقليا ان يقول بان الرسالة هى من كتابة وصياغة أحد تلاميذ القديس بولس ولكنه أخذها عن فكر القديس بولس كما لو كان يتذكر ماذا قال بولس بشأن عقيدة الفداء ثم يضعه بصياغته هو!

 

منطقيا وفلسفيا، فلا يمكن ان يكون كل التقليد الآبائى على خطأ واوريجانيوس وحده صحيح. هذا يتضح لنا اذا عرفنا ان السبب الذى جعل اوريجانيوس يُقر بكتابة غير بولس للرسالة له العديد والعديد من التفاسير والحلول الآخرى، فلو أنك نظرت الى اسلوبى انا شخصيا فى كتاباتى العقيدية التى أوجهها لشرح العقيدة للإنسان المسيحى ستجد إختلافا شاسعا عن كتاباتى فى الرد على الشبهات التى أوجهها ضد إنسان غير مسيحى،,, أعنى هذا شىء طبيعى جدا ان تجد اختلافا فى الاسلوب بين كتابات أى إنسان. حينما أمسكت لأول مرة بكتاب لاهوت المسيح لقداسة البابا لم اقرأ غلاف الكتاب اولا ولم أكن أتخيل ان يكون هذا أسلوب قداسة البابا الذى أعتاد جميعنا على أسلوبه الروحى البسيط الأبوى المُرشد حياتياً وحينما قرأت غلاف الكتاب لم أستطع أن اتخيل كيف يمكن ان يصدر من صاحب العمق الروحى هذا البُعد اللاهوتى!

 

هل هذا يجعلنى أقول ليس قداسة البابا صاحب كتاب لاهوت المسيح؟! بالطبع لا، وهذا نفس ما حدث مع اوريجانيوس بالضبط فهل نجعل الخطأ فى التقليد الكنسى الآبائى ام فى اوريجانيوس؟ العقل يقول ان اوريجانيوس خانه التفكير فى السبب الحقيقى وراء ما قاله، يتضح هذا اذا عرفنا ان اوريجانيوس نفسه تراجع عن قوله هذا كما قال الأب متى المسكين وتمسك بما قاله التقليد الكنسى..!

 

قبل أن نستعرض معا أقوال اوريجانيوس حول كاتب هذه الرسالة بعد تراجعه عن رأيه هذا، دعونا أولا ننظر الى أوجه التشابه بين هذه الرسالة وبقية رسائل بولس من ناحية الفكر البولسى بها.

 

التشابه بين رسالة العبرانيين ورسائل بولس الرسول الأخرى

سنحاول الآن ان نشير الى أوجه التشابه القائم بين رسالة العبرانيين ورسائل بولس الرسول الاخرى، من حيث الأفكار والحقائق التى شملتها الرسالة





[9]




:

 

1- تقييم الناموس من حيث أن الملائكة نطقوا به:

(عب 2: 2 – 5): لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، شَاهِداً اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ؟ فَإِنَّهُ لِمَلاَئِكَةٍ لَمْ يُخْضِعِ «الْعَالَمَ الْعَتِيدَ» الَّذِي نَتَكَلَّمُ عَنْهُ.

 

(غلا 3: 19 – 25): فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ. لَكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيُعْطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. وَلَكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقاً عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. إِذاً قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. وَلَكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ.

 

2- وصف أورشاليم السماوية:

(عب 12: 22): بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَة.

(عب 13: 14): لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ.

(غلا 4: 25 – 26): لأَنَّ هَاجَرَ جَبَلُ سِينَاءَ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ يُقَابِلُ أُورُشَلِيمَ الْحَاضِرَةَ، فَإِنَّهَا مُسْتَعْبَدَةٌ مَعَ بَنِيهَا. وَأَمَّا أُورُشَلِيمُ الْعُلْيَا، الَّتِي هِيَ أُمُّنَا جَمِيعاً، فَهِيَ حُرَّةٌ.

 

3- كلمة الله هى سيف الروح:

(عب 4: 12): لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.

(أف 6: 17): وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ.

 

4- اللبن هو طعام الأطفال فى الإيمان:

(عب 5: 12 – 14): لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ، تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.

(1 كو 3: 1 – 3): وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَالٍ فِي الْمَسِيحِ، سَقَيْتُكُمْ لَبَناً لاَ طَعَاماً لأَنَّكُمْ لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ تَسْتَطِيعُونَ بَلِ الآنَ أَيْضاً لاَ تَسْتَطِيعُونَ لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟

 

5- الدهر الآتى فى مقابل الدهر الحاضر:

(عب 6: 5): وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي.

(عب 9: 9): الَّذِي هُوَ رَمْزٌ لِلْوَقْتِ الْحَاضِرِ، الَّذِي فِيهِ تُقَدَّمُ قَرَابِينُ وَذَبَائِحُ لاَ يُمْكِنُ مِنْ جِهَةِ الضَّمِيرِ أَنْ تُكَمِّلَ الَّذِي يَخْدِمُ.

(اف 1: 21): فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هَذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضاً.

 

6- الظل فى مقابل الحقيقة:

(عب 8: 5): الَّذِينَ يَخْدِمُونَ شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا، كَمَا أُوحِيَ إِلَى مُوسَى وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْنَعَ الْمَسْكَنَ. لأَنَّهُ قَالَ: «انْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ».

(عب 10: 1): لأَنَّ النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَداً بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ.

(كو 2: 16، 17): فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ احَدٌ فِي أكْلٍ اوْ شُرْبٍ، اوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ اوْ هِلاَلٍ اوْ سَبْتٍ، الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ.

 

7- تحديد علاقة الإبن بالآب والعالم:

(عب 1: 1 – 3): اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ – الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي.

(كو 1: 15 – 17): اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ.

(1 كو 8: 6): لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.

 

8- تواضع المسيح الإختيارى الذى ظهر فى تجسده:

(عب 2: 9): وَلَكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ.

(عب 5: 7 – 9): الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ، مَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ.

(فى 2: 7 – 8): لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ.

(غلا 4: 4 – 5): وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.

 

9- إسم المسيح يفوق كل إسم:

(عب 2: 7 – 8): وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ». لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ الْكُلَّ لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ – عَلَى أَنَّنَا الآنَ لَسْنَا نَرَى الْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعاً لَهُ.

(عب 10: 12): وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ.

(أف 1: 20 – 22): الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هَذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضاً، وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْساً فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ.

(فى 2: 9 – 11): لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.

 

10- المسيح يظفر على إبليس وعلى الموت:

(عب 2: 14 – 15): فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ.

(كو 2: 15): إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ.

(1 كو 15: 54 – 57): وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ». أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ. وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

(2 تى 1: 16 – 18): لِيُعْطِ الرَّبُّ رَحْمَةً لِبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ، لأَنَّهُ مِرَاراً كَثِيرَةً أَرَاحَنِي وَلَمْ يَخْجَلْ بِسِلْسِلَتِي، بَلْ لَمَّا كَانَ فِي رُومِيَةَ طَلَبَنِي بِأَوْفَرِ اجْتِهَادٍ فَوَجَدَنِي. لِيُعْطِهِ الرَّبُّ أَنْ يَجِدَ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. وَكُلُّ مَا كَانَ يَخْدِمُ فِي أَفَسُسَ أَنْتَ تَعْرِفُهُ جَيِّداً.

 

التأكيد اوريجانيوس لاحظ هذا التشابه الفكرى اللاهوتى الكبير بين هذه الرسائل ورسالة العبرانيين





[10]




ولذا قال، كما نقل عنه يوسابيوس: “لابد أن يعترف كل من يفحص النص الرسولى بدقة أن أفكار الرسالة عجيبة وليست دون الكتابات الرسولة المُعترف بها”





[11]




.

 

اوريجانيوس وبولس ككاتب الرسالة

حينما قام فريق العمل المختص بترجمة كتابات الآباء والمعروفة بسلسلتى كتابات آباء ما قبل نيقية وسلسلة كتابات آباء نيقية وما بعد نيقية بقيادة العالم والمؤرخ المسيحى فيليب تشاف، ووصلوا الى ترجمة كتاب اوريجانيوس عن المبادىء
De Principes
وبالتحديد مقدمة الفصل الأول من الكتاب الأول، صرح اوريجانيوس قائلا: “و لهذا،
إننى أعتقد انه يكفى إقتباس هذه الشهادة من بولس فى الرسالة الى العبرانيين، حيث يقول: ” بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ.” (عب 11: 24 – 26).





[12]





 

هذا اول تصريح لأوريجانيوس فى كتاباته باللغة الإنجليزية يُقر به أن بولس هو كاتب الرسالة الى العبرانيين، وفى تعليق فريق الترجمة بقيادة فيليب تشاف على هذا القول، جاء فى الحاشية: “هنا، وفى نحو
200موضع آخر اوريجانيوس يُصرح بأن بولس هو كاتب الرسالة الى العبرانيين”





[13]




.

 

بالطبع، ان هذا القول فقط يكفى لدحض كل ادعائات أعداء الإيمان حول هذه كاتب الرسالة عند اوريجانيوس وهو دليل كافى وشافى ووافى على تراجع اوريجانيوس عن قوله السابق ذكره!!

 

و لنتابع معا، ثمانية عشر دليل آخر غير الذى ذكرناه سابقا يُصرح فيه اوريجانيوس ان بولس هو كاتب الرسالة:

الاول

And therefore I think it sufficient to quote this one testimony of Paul from the Epistle to the Hebrews
,1 in which he says: “By faith Moses, when he was come to years, refused to be called the son of Pharaoh’s daughter; choosing rather to suffer affliction with the people of God, than to enjoy the pleasures of sin for a season; esteeming the reproach of Christ greater riches than the treasures of the Egyptians.” (Heb_11: 24-26)




[14]





.

الثانى

The Apostle Paul says
, that the only-begotten Son is the “image of the invisible God,” and “the first-born of every creature.” (Col_1: 15)
And when writing to the Hebrews, he says of Him that He is“the brightness of His glory, and the express image of His person.” (Heb_1: 3)




[15]





.

الثالث

But since we quoted the language of Paul regarding Christ
, where He says of Him that He is “the brightness of the glory of God, and the express figure of His person,” (Heb_1: 3)




[16]





.

الرابع

There are certain holy angels of God whom
Paul terms“ministering spirits, sent forth to minister for them who shall be heirs of salvation.” (Heb_1: 14)




[17]





.

الخامس

I will show, however, from what statements of
Paul I have arrived at this understanding.
He says, “But now once in the consummation of ages, He was manifested to take away sin by the sacrifice of Himself.” (Heb_9: 26)




[18]





.

السادس

And the
apostle sayswith reference to the law, that they who have circumcision in the flesh, “serve for the similitude and shadow of heavenly things.” (Heb_8: 5)




[19]





.

السابع

the Apostle Paul warns us
: “Therefore we ought to give the more earnest heed to the things which we have heard, lest perhaps we should let them slip.” (Heb_2: 1)




[20]





.

الثامن

In another Epistle
also, when referring to the tabernacle, he mentions the direction which was given to Moses: “Thou shalt make (all things) according to the pattern which was showed thee in the mount.” (Cf. Exo_25: 40 and
Heb_8: 5)




[21]





.

التاسع

For Paul openly says of them
, that “they serve unto the example and shadow of heavenly things.” (Heb_8: 5)




[22]





.

العاشر

Paul also declares
that the Son is the splendour of everlasting light. (Cf. Heb_1: 3)




[23]





.

الحادى عشر

ثم يتكلم عن الرسالة الى العبرانيين ويُدعم انه يؤمن انها لبولس قائلا:

However, some one hard pressed by this argument may have recourse to the opinion of those who reject this Epistle as not being Paul’s;
against whom I must at some other time use other arguments to prove that it is Paul’s




[24]





.

الثانى عشر

For the word is used by
our Paulin writing to the Corinthians, who were Greeks, and not yet purified in their morals: “I have fed you with milk, not with meat; for hitherto ye were not able to bear it, neither yet now are ye able, for ye are yet carnal: for whereas there is among you envying and strife, are ye not carnal, and walk as men?” ([1Co_3: 2, 1Co_3: 3. S.]) Now the same writer,134 knowing that there was a certain kind of nourishment better adapted for the soul, and that the food of those young135 persons who were admitted was compared to milk, continues: “And ye are become such as have need of milk, and not of strong meat. For every one that useth milk is unskilful in the word of righteousness; for he is a babe. But strong meat belongeth to them that are of full age, even those who by reason of use have their senses exercised to discern both good and evil.” (
Heb_5: 12-14)




[25]





.

الثالث عشر

The Apostle accordingly says
: (Heb_5: 12) “When by reason of the time you ought to be teachers, you have need again that some one teach you what are the elements of the arche of the oracles of God.”




[26]





.

الرابع عشر

According to Paul
, too, He is declared to be the wisdom and the power of God, as in the Epistle to the Corinthians: (1Co_1: 24, 1Co_1: 30) “Christ the power of God and the wisdom of God.” It is added that He is also sanctification and redemption: “He was made to us of God,” he says, “wisdom and righteousness and sanctification and redemption.” But he also teaches us,
writing to the Hebrews, that Christ is a High-Priest: (Heb_4: 14) “Having, therefore, a great High-Priest, who has passed through the heavens, Jesus the Son of God, let us hold fast our profession.”




[27]





.

الخامس عشر

Apostle Paul says in the Epistle to the Hebrews
: (Heb_1: 1, Heb_1: 2) “At the end of the days He spoke to us in His Son, whom He made the heir of all things, ‘through whom’ also He made the ages,” showing us that God made the ages through His Son, the “through whom”




[28]





.

السادس عشر

we ask him to consider the words used in the
Epistle to the Hebrews, (Heb_2: 9)
where Jesus is shown by Paulto have been made less than the angels on account of the suffering of death. “We behold Him,” he says, “who hath been made a little lower than the angels, Jesus, because of the suffering of death, crowned with glory and honour.”




[29]





.

السابع عشر

as Paul says
, (Heb_11: 16) “Therefore God is not ashamed to be called their God.”




[30]





.

الثامن عشر

But Paul says in the Epistle to the Hebrews
: (Heb_12: 22, Heb_12: 23) “But ye are come unto Mount Zion, and to the city of the living God, the heavenly Jerusalem, and to ten thousands of angels, the assembly and church of the firstborn, who are written in heaven.”




[31]





.

وبترجمة بعض هذه الأدلة نرى الحق فى أوضح صوره:

الأول

فى كتابه عن المبادىء يقول: ”
الرسول بولس يقول، أن الإبن الوحيد هو “صورة الله غير المنظور” و”بكر كل خليقة” (كو 1: 15). وحينما كتب الى العبرانيين هو يقول عنه أنه ” وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ” (عب 1: 3)”





[32]




.

و كما هو واضح، فإن العلامة اوريجانيوس يقتبس من رسالة بولس الى كولوسى وينسبها لبولس، ثم يقتبس من الرسالة الى العبرانيين وينسبها أيضا الى بولس بكلمات صريحة لا لبس فيها!!

الثانى

فى كتابه عن المبادىء ايضا يقول: “و لكننا
أقتبسنا لغة بولستجاه السيد المسيح حينما قال عنه: ” وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ” (عب 1: 3)





[33]




.

الثالث

يقول اوريجانيوس: “إن هناك ملائكة مقدسة مُحددة، التى
يُطلق عليها بولسإصطلاحا ” أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ” (عب 1: 14)





[34]




.

الرابع

يقول اوريجانيوس: “انا سوف اُبين، بأى حال،
من تصريحات بولس أنى قد وصلت الى هذا الفهم، هو يقول ” وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ” (عب 9: 26)





[35]




.

الخامس

ثم يُلقب كاتب الرسالة فى اشارة الى القديس بولس بلقب “الرسول” حينما قال: “و
الرسول يقولفى إشارة الى الناموس، أن هؤلاء الذين نالوا الختان الجسدى ” الَّذِينَ يَخْدِمُونَ شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا” (عب 8: 5)





[36]




.

السادس

يقول ايضا اوريجانيوس: ”
الرسول بولس يحذرنا” لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ” (عب 2: 1)





[37]




.

السابع

يقتبس اوريجانيوس من عدة رسائل للقديس بولس، ثم يتكلم عن رسالته الى العبرانيين قائلا: “و فى رسالة أخرى ايضا، حينما أشار الى المعبد – الهيكل
tabernacle
، هو وضح الأمر الذى أعطى لموسى ” انْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ” (عب 8: 5)





[38]




.

الثامن

يقول اوريجانيوس ايضا: ”
حيث يقول بولس عنهم” الَّذِينَ يَخْدِمُونَ شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا” (عب 8: 5)





[39]




.

التاسع


بولس ايضا أوضحان الإبن هو اشعاع النور الأبدى (عب 1: 3)”





[40]





اعتقد ان النصوص واضحة وصريحة وقوية جدا فتقطع اى شك بنسبة الرسالة الى بولس عند العلامة اوريجانيوس.

 

يقول القس منيس عبد النور





[41]




:

قال المعترض: »كاتب رسالة العبرانيين هو أكليمندس أسقف روما، وترجمها لوقا الإنجيلي من العبرية إلى اليونانية، وأنكرها إيريناوس أسقف ليون 178م، ورفضها هيبولتيوس 220م كرسالة الرسول بولس، ولم يقبلها نومانوس أسقف روما 251م، ونسبها ترتليان أسقف قرطاجنة عام 200م إلى برنابا، وقال غايس (الذي كان يُظن أنه أسقف روما عام 212م) إن رسائل بولس الرسول 13 ليس منها هذه الرسالة، ولم يستشهد بها كبريان أسقف قرطاجنة 248م. وهذا يعني أنها ليست من الوحي«.

وللرد نقول: لا يهمُّ كثيراً من كتب الرسالة، لكن يهمنا أن نعرف أنها وحي الله لأحد رسله الذين نحترمهم كلهم ولا نفرِّق بين أحد منهم. غير أن أغلب المفسرين يقولون إن كاتب هذه الرسالة هو الرسول بولس. وإليك الملاحظات التالية:

 

(1) القول إن أكليمندس أسقف روما كاتب هذه الرسالة يبطله أن أكليمندس نفسه استشهد بها في رسالة كتبها سنة 96م، كما أن اقتباساته منها أكثر من اقتباساته من غيرها من كتب العهد الجديد. وقسم أحدهم هذه الاقتباسات إلى أربعة أقسام: (أ) إيراده للآيات من هذه الرسالة بنصّها، (ب) ونقلها بالمعنى، (ج) والعبارات التي حذا فيها حذو هذه الرسالة من التفسير والشرح، (د) واقتباسه الآيات الواردة فيها من العهد القديم. فلا يُعقل أن أكليمندس يكون كاتباً لهذه الرسالة ثم يستشهد بها لتأييد أقواله.

 

(2) أما قوله إن لوقا الإنجيلي ترجمها من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية، فلا يوجد دليل على أنها كُتبت أولاً بالعبرية، وإنما استنتج البعض أنها كُتبت بها لأن هدفها إفادة العبرانيين. (أ) وكل من تأمل عبارات هذه الرسالة لا يجد فيها رائحة الترجمة وتكلّفها، فلغتها أصلية رشيقة فصيحة. (ب) عندما يُذكر فيها اسم عبري يبادر الكاتب بتفسيره، كما فسَّر »ملكي صادق« »بملك البر«. ولو كانت الرسالة مكتوبة بالعبرية لما احتاج إلى هذا التفسير. (ج) الآيات التي استشهد بها من العهد القديم مقتبسة من الترجمة السبعينية لا من النسخة العبرية. ولو أننا صرفنا النظر عن هذه الأدلة والبراهين، وقلنا إن الرسول لوقا ترجمها، لما حطّ ذلك من قدرها، فإن لوقا من التلاميذ.

 

(3) ولا يمكن أن ننسبها إلى برنابا لأنه لم يكن في إيطاليا، والرسالة كُتبت من إيطاليا (13: 24). والذي يقارن أسلوب كتابة برنابا وأقوال هذه الرسالة يجد فرقاً عظيماً في التركيب ونَسَق العبارة. جاء في 2بطرس 3: 15 و16 أنها من كتابة بولس الرسول، فإنه كان طالع رسائله وأشار إليها في جملة من أقواله.

 

(4) كانت هذه الرسالة موجودة في نسخ الكتاب المقدس الشرقية والغربية، وفي النسخ السريانية القديمة التي تُرجمت في أواخر القرن الأول وفي أوائل القرن الثاني، وفي التراجم اللاتينية التي تُرجمت في أوائل القرن الثاني. وكانت هذه الترجمات متداولة بين الكنائس الشرقية والغربية، مما يدل على أن رسالة العبرانيين كانت متداولة بين المسيحيين الأولين.

 

(5) شهد القدماء أن بولس الرسول كتبها، فتكلم عليها أغناطيوس في رسائله (107م)، وبوليكاربوس أسقف إزمير (سميرنا) في رسالته إلى أهل فيلبي (108م)، واستشهد بها جستن الشهيد في محاورته مع تريفو اليهودي (140م). وكثيراً ما استشهد بها أكليمندس الإسكندري على أنها رسالة بولس الرسول (194م)، وشهد أوريجانوس (230م) أنها رسالة من بولس، وكذلك ديونسيوس أسقف الإسكندرية (247م) وغيرهم الكثير.

 

صحيحٌ أن بعض الغربيين ارتابوا في نسبتها إلى بولس الرسول، لأنهم رأوا اسمه مكتوباً في جميع رسائله الثلاث عشرة ما عدا هذه الرسالة. ولكن عند إمعان النظر ومقارنة أقوالهم بأقوال بولس، تأيد أنه كاتبها، فهو الملمُّ بالشريعة الموسوية لأنه أخذها عن غمالائيل أشهر علماء عصره. على أن إيريناوس الذي قال إنه ارتاب فيها استشهد بها. ويظهر من شهادات معظم أئمة الدين الغربيين أنهم يعتقدون بنسبتها لبولس الرسول، وأنه قد عمّ تداولها بعد كتابتها بثلاثين سنة. وأرسل أسقف روما التي كانت عاصمة الدنيا وقتئذ جواباً إلى كنيسة كورنثوس يوضح فيها أنها من الكتب المقدسة الموحى بها من الروح القدس، وفي ذلك الوقت قبلها المسيحيون شرقاً وغرباً.

 

أما الأدلة الداخلية على صحة نسبتها إلى الرسول بولس فكثيرة جداً.

خاتمة

بهذا نكون وصلنا الى نهاية هذا البحث، ناقشنا لما
ذا
ارتاب اوريجانيوس فى بداية الامر حول اصالة الرسالة، ناقشنا التعاليم اللاهوتية بين رسائل بولس والرسالة الى العبرانيين، وبالنهاية عرضنا ثمانية عشر دليل على قناعة اوريجانيوس بأن كاتب الرسالة هو العظيم بولس ليستد كل فم!






[1]




The Epistle To The Hebrews With Notes and Essays
،
By Brooke Foss Westcott
،
P. 79





[2]




المدخل الى العهد الجديد، د/ موريس تاوضروس، دار يوحنا الحبيب للنشر، الطبعة الرابعة 2002، ص 457





[3]




تاريخ يوسابيوس 6 : 14





[4]




المدخل الى العهد الجديد، د/ موريس تاوضروس، دار يوحنا الحبيب للنشر، الطبعة الرابعة 2002، ص 456





[5]




الرسالة الى العبرانيين، شرح ودراسة، القمص متى المسكين، إصدار دير ابو مقار، الطبعة الأولى 1993، ص 24 – 25





[6]




تفسير الرسالة الى العبرانيين، دا موريس تاوضروس، ص 17





[7]




تاريخ يوسابيوس 6 : 25 : 13 – 14، ص 276




[8]



The Epistle To The Hebrews With Notes and Essays
،
By Brooke Foss Westcott
،
P. 84

الرسالة الى العبرانيين، شرح ودراسة، القمص متى المسكين، إصدار دير ابو مقار، الطبعة الأولى 1993، ص 27





[9]




المدخل الى العهد الجديد، د/ موريس تاوضروس، دار يوحنا الحبيب للنشر، الطبعة الرابعة 2002، ص 447 – 450





[10]




للمزيد حول التشابه الفكرى الكبير بين رسالة العبرانيين وبقية رسائل بولس أنصح بالرجوع الى : الفكر اللاهوتى فى كتابات بولس، الدكتور القس فهيم عزيز، إصدار دار الثقافة، الفصل الرابع عمل المسيح والروح القدس، ص 163 – 188.





[11]




تاريخ يوسابيوس 6 : 25 : 12





[12]




De Principiis 1 : 1




[14]


De Principiis 1 : 1




[15]


De Principiis 1 : 2 : 6




[16]


De Principiis 1 : 2 : 7




[17]


De Principiis 1 : 5 : 1




[18]


De Principiis 2 : 2 : 5




[19]


De Principiis 2 : 6 : 7




[20]


De Principiis 3 : 2 : 4




[21]


De Principiis 4 : 1 : 13




[22]


De Principiis 4 : 1 : 24




[23]


De Principiis 4 : 1 : 28




[24]


Letter from Origen to Africanus
،9




[25]


Against Celsus 3 : 53




[26]


Origen’s Commentary on the Gospel of John 1 : 1 : 20




[27]


Origen’s Commentary on the Gospel of John 1 : 2 : 23




[28]


Origen’s Commentary on the Gospel of John 2 : 1 : 6




[29]


Origen’s Commentary on the Gospel of John 2 : 1 : 6




[30]


Origen’s Commentary on the Gospel of John 2 : 2 : 11




[31]


Origen’s Commentary on the Gospel of John 10 : 1 : 11




[32]


De Principiis 1 : 2 : 6




[33]


De Principiis 1 : 2 : 7




[34]


De Principiis 1 : 5 : 1




[35]


Ibid 2 : 2 :5




[36]


Ibid 2 : 6 : 7




[37]


Ibid 3 : 2 : 4




[38]


Ibid 4 : 1 : 13




[39]


Ibid 4 : 1 : 24




[40]


Ibid 4 : 1 : 28





[41]




شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، الدكتور القس منيس عبد النور، إصدار الكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة، ص 411 – 412

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي