الله مضل

(تسالونيكى الثانية 2: 11-12) ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدّقوا الكذب، لكي يُدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سُرُّوا بالإثم».

(تيموثاؤس الأولى 2: 4)
الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.

كيف هذا التناقض؟

 

الرد:

لا خلاف بين القولين فالله يرغب فى خلاص جميع الناس ولاجل ذلك بذل ابنه عن الجميع (يو 3: 16) ودعا كل الناس لياتوا ويخلصوا (رو 8: 30) وقد اعد لهم الخلاص (1 تى 4: 10 وتى 2: 11) ورتب الوسائل الى نيله وهى التوبه والايمان الحى المثمر اعمال صالحه. فاذن لا يهلك احد لان الله يريد هلاكه ولا لان ذبيحه المسيح غير كافيه لفداء الجميع، بل لان الانسان يرفض الخلاص الذى عرض عليه مجانا فى لانجيل بدليل قول المسيح (هذه هى الدينونه ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمه اكثر من النور) (يو 3: 19) وقوله لا تريدون ان تاتوا الى لتكون لكم حياه) (يو 5: 40).

 

والله أحياناً يسبِّب حدوث الشر، وليس فقط يسمح بوقوعه

والقول: «سيرسل إليهم الله عمل الضلال» معناه أن الله لا يمنع الشرير من ارتكاب الشر، فيجد الشيطان مجالاً لإتمام مقاصده الشريرة. قد يسمح الله للأشرار بالوقوع في الشر والخطأ قصاصاً منه للذين يتعمَّدون الحيدان عن الحق ويرفضونه. وهو أحياناً يعاقب الشرير على فعل الشر بأن يسمح للشرير بالوقوع في شرٍّ أردأ.

فالله لا يمنع الشرير غير التائب من ارتكاب الشر عندما يقصد أن يتمادى في شره.

وفي رومية 1: 18-24 ينسب الرسول بولس انحطاط الوثنيين الأخلاقي إلى قضاء الله العادل، لأنهم يحجزون الحق بالإثم ويعبدون الأوثان.

فلا نجد هنا تناقضاً بين صفات الله المختلفة. فهو صالح وعادل في الوقت نفسه، كما أن القاضي الجالس على كرسي القضاء كثيراً ما يحكم على المجرمين بالإعدام ولو كان ذا قلب عطوف. فالصلاح والعدل صفتان مجتمعتان معاً، دون أن تتعارضان فعندما يقول الكتاب إن الله قد أرسل عمل الضلال أو ما يشبه هذا، فهو يقصد تنفيذ قصاصه العادل بأن يكفّ عن محاولة إرجاع الخاطئ بعمل روحه القدوس فيه.

 

والله لا يضل الانبياء ولا البشر ولا يجرب بالشر ولا يقسي القلوب ولكنه يسمح لبعض الوقت بان المضل الذى هو الشيطان وايضا هو عدونا المجرب بان يضل بعض الانبياء الكذبة الذين في قلوبهم شر والكذب واحبوا الشر اكثر من الخير وايضا بان يضل من رفض السماع لكلمات الله الحقيقية واحب الظلمة اكثر من النور وان يجرب الكل لينقي الحنطة من الزوان.

ويسمح لقساة القلوب لبعض الوقت بان يقسوا علي ابناؤه ولكن الله يتدخل ليظهر لابناؤه عظم محبته ويترك الذين اشتهوا الشر ان يجنوا ثمار الشر الذي زرعوه. وهو وعد بان لا يجرب ابناؤه فوق ما لا يستطيعون احتماله ويعطي مع التجربة المنفذ ونهاية التجربة تكون دائما لخير ابناؤه.

رومية 8- 28 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ،

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي