يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون


ماذا يفعلون

فهل غفر لهم الآب؟

الرد:

قول الرب ” يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون ” (لو23: 34)

ل
لذين صلبوا السيد المسيح،
و
قد قال عنهم الرسول ” لأنه لو عرفوا، لما صلبوا رب المجد ” (1كو2: 8). ومع ذلك فقول السيد لم يكن يعني أن خطاياهم قد غفرت. إنما يعني أن باب الغفران قد فتح أمام الجميع بصلبه.

ومع ذلك كان للغفران شروط:

منها الإيمان (يو3: 16)

التوبة والمعمودية (أع2: 38) (مر16: 16).

 

و
أليس السيد المسيح له سلطان أن يغفر الخطايا

كما قال للمفلوج ” مغفورة لك خطاياك ” (مر 2: 5، 10).

فلماذا وهو علي الصليب، طلب المغفرة للناس من الآب قائلاً ” يا أبتاه أغفر لهم..” (لو 23: 34).

 

السيد المسيح كان علي الصليب ممثلاً للبشرية المحكوم عليها بالموت.

وهو كإبن للإنسان قد مات عن البشرية – علي الصليب – لكي يخلصها. ذلك بأن يدفع للعدل الإلهي، ثمن الخطية الذي هو الموت (رو 6: 23). فلما دفع هذا الثمن بسفك دمه علي الصليب، قال ” يا أبتاه أغفر لهم ” بمعني:

الآن وقد استوفي العدل الإلهي حقه، يمكن أيها الآب أن تغفر لهم.

أنا دفعت لك ثمن خطيتهم، وقد وضعت علي إثم جميعهم (أش 53: 6). وما دمت قد مت عنهم، لم يعودوا هم مستحقين للموت. فاغفر إذن لهم.و ما دام الابن الوحيد قد بذل نفسه عنهم، إذن هم لا يهلكون بعد (يو 3: 16). فقد محيت خطاياهم الدم.

وما دامت خطاياهم قد محيت بالدم، إذن قد استوفي العدل الإلهي حقه،وأصبحوا مستحقين للمغفرة. فاغفر لهم، لأنهم أصبحوا يرتلون قائلين عني:

“الذي أحبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه ” (رؤ 1: 5). وطبعاً هذه المغفرة التي طلبها الفادي من الآب، أو من عدله الإلهي، لا تعطي إلا للذين يؤمنون (يو 3: 16)، ويعتمدون (مر 16: 16)، (أ‘ 2: 38)،و يتوبون… إلخ.

 

كما أن السيد المسيح قد قدم لهم عذراً.

قائلاً ” لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون ” (لو 23: 34)، أي لأنهم لا يعرفون أن هذا المصلوب هو إبن الله الوحيد. وكما قال الرسول ” لإنهم لم عرفوا، لما صلبوا رب المجد ” (1كو 2 ك 8). هنا السيد المسيح يتكلم باعتباره الفادي، النائب عن البشرية الذي يموت عنها،و يقدم نفسه ذبيحة للآب عنها.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي